20 - واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " إلى قوله:
" إنا إليكم مرسلون " أبي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية، فقال: بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية، فجاءاهم بما لا يعرفونه، فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال: ارشدوني إلى باب الملك، قال: فلما وقف على باب الملك قال: أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض، وقد أحببت أن أعبد إله الملك، فأبلغوا كلامه الملك فقال: أدخلوه إلى بيت الآلهة، فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه، فقال لهما: بهذا ننقل قوما (1) من دين إلى دين لا بالخرق، أفلا رفقتما؟ ثم قال لهما: لا تقران بمعرفتي، ثم أدخل على الملك فقال له الملك: بلغني أنك كنت تعبد إلهي، فلم أزل وأنت أخي فسلني حاجتك، قال: مالي حاجة أيها الملك، ولكن رجلين رأيتهما في بيت الآلهة فما حالهما؟ قال الملك: هذان رجلان أتياني يضلان عن ديني (2) ويدعوان إلى إله سماوي، فقال: أيها الملك فمناظرة جميلة، فإن يكن الحق لهما اتبعناهما، وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا، فكان لهما مالنا وعليهما ما علينا، قال: فبعث الملك إليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما: ما الذي جئتماني (3) به؟
قالا: جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات والأرض ويخلق في الأرحام ما يشاء ويصور كيف يشاء، وأنبت الأشجار والثمار، وأنزل القطر من السماء، قال: فقال لهما:إلهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته إن جئنا كما بأعمى يقدر أن يرده صحيحا؟
قالا: إن سألناه أن يفعل فعل إن شاء، قال: أيها الملك علي بأعمى لا يبصر قط (1) قال: فأتي به، فقال لهما: ادعوا إلهكما أن يرد بصر هذا، فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء، فقال: أيها الملك علي بأعمى آخر فأتي به قال:
فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الأعمى بصير، فقال: أيها الملك حجة بحجة، علي بمقعد، فأتي به، فقال لهما مثل ذلك، فصليا ودعوا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه و قام يمشي، فقال: أيها الملك علي بمقعد آخر، فأتي به، فصنع به كما صنع أول مرة فانطلق المقعد، فقال: أيها الملك قد أتيا بحجتين وأتينا بمثلهما، ولكن بقي شئ واحد فإن كان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما، ثم قال: أيها الملك بلغني أنه كان للملك ابن واحد ومات، فإن أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما، فقال له الملك:
وأنا أيضا معك، ثم قال لهما: قد بقيت هذه الخصلة الواحدة: قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما أن يحييه، قال فخرا ساجدين (2) لله وأطالا السجود ثم رفعا رأسيهما وقالا للملك:
ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله، قال فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب، قال فأتي به إلى الملك فعرف أنه ابنه، فقال له: ما حالك يا بني؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه أن يحييني فأحياني، قال: يا بني فتعرفهما إذا رأيتهما؟ قال: نعم، قال: فأخرج (3) الناس جملة إلى الصحراء، فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له أبوه: انظر فيقول: لا لا، ثم مر عليه بأحدهما (4) بعد جمع كثير فقال: هذا أحدهما، وأشار بيده إليه، ثم مر أيضا بقوم كثيرين (5) حتى رأى صاحبه الآخر فقال: وهذا الآخر، قال: فقال النبي صاحبالرجلين: أما أنا فقد آمنت بإلهكما وعلمت أن ما جئتما به هو الحق، فقال الملك: و أنا أيضا آمنت بإلهكما، وآمن أهل مملكته كلهم.
" إنا إليكم مرسلون " أبي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية، فقال: بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية، فجاءاهم بما لا يعرفونه، فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال: ارشدوني إلى باب الملك، قال: فلما وقف على باب الملك قال: أنا رجل كنت أتعبد في فلاة من الأرض، وقد أحببت أن أعبد إله الملك، فأبلغوا كلامه الملك فقال: أدخلوه إلى بيت الآلهة، فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه، فقال لهما: بهذا ننقل قوما (1) من دين إلى دين لا بالخرق، أفلا رفقتما؟ ثم قال لهما: لا تقران بمعرفتي، ثم أدخل على الملك فقال له الملك: بلغني أنك كنت تعبد إلهي، فلم أزل وأنت أخي فسلني حاجتك، قال: مالي حاجة أيها الملك، ولكن رجلين رأيتهما في بيت الآلهة فما حالهما؟ قال الملك: هذان رجلان أتياني يضلان عن ديني (2) ويدعوان إلى إله سماوي، فقال: أيها الملك فمناظرة جميلة، فإن يكن الحق لهما اتبعناهما، وإن يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا، فكان لهما مالنا وعليهما ما علينا، قال: فبعث الملك إليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما: ما الذي جئتماني (3) به؟
قالا: جئنا ندعو إلى عبادة الله الذي خلق السماوات والأرض ويخلق في الأرحام ما يشاء ويصور كيف يشاء، وأنبت الأشجار والثمار، وأنزل القطر من السماء، قال: فقال لهما:إلهكما هذا الذي تدعوان إليه وإلى عبادته إن جئنا كما بأعمى يقدر أن يرده صحيحا؟
قالا: إن سألناه أن يفعل فعل إن شاء، قال: أيها الملك علي بأعمى لا يبصر قط (1) قال: فأتي به، فقال لهما: ادعوا إلهكما أن يرد بصر هذا، فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء، فقال: أيها الملك علي بأعمى آخر فأتي به قال:
فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الأعمى بصير، فقال: أيها الملك حجة بحجة، علي بمقعد، فأتي به، فقال لهما مثل ذلك، فصليا ودعوا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه و قام يمشي، فقال: أيها الملك علي بمقعد آخر، فأتي به، فصنع به كما صنع أول مرة فانطلق المقعد، فقال: أيها الملك قد أتيا بحجتين وأتينا بمثلهما، ولكن بقي شئ واحد فإن كان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما، ثم قال: أيها الملك بلغني أنه كان للملك ابن واحد ومات، فإن أحياه إلههما دخلت معهما في دينهما، فقال له الملك:
وأنا أيضا معك، ثم قال لهما: قد بقيت هذه الخصلة الواحدة: قد مات ابن الملك فادعوا إلهكما أن يحييه، قال فخرا ساجدين (2) لله وأطالا السجود ثم رفعا رأسيهما وقالا للملك:
ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله، قال فخرج الناس ينظرون فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب، قال فأتي به إلى الملك فعرف أنه ابنه، فقال له: ما حالك يا بني؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدي ربي الساعة ساجدين يسألانه أن يحييني فأحياني، قال: يا بني فتعرفهما إذا رأيتهما؟ قال: نعم، قال: فأخرج (3) الناس جملة إلى الصحراء، فكان يمر عليه رجل رجل فيقول له أبوه: انظر فيقول: لا لا، ثم مر عليه بأحدهما (4) بعد جمع كثير فقال: هذا أحدهما، وأشار بيده إليه، ثم مر أيضا بقوم كثيرين (5) حتى رأى صاحبه الآخر فقال: وهذا الآخر، قال: فقال النبي صاحبالرجلين: أما أنا فقد آمنت بإلهكما وعلمت أن ما جئتما به هو الحق، فقال الملك: و أنا أيضا آمنت بإلهكما، وآمن أهل مملكته كلهم.