إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خصائص عصر الظهور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خصائص عصر الظهور

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الإمام الصادق – عليه السلام - : "من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل من أدركه”.
    الإنتظار يعني : ترقب ظهور وقيام الدولة القاهرة والسلطة الظهارة لمهدي آل محمد – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين – وانتصار الدين القويم على جميع الأديان ، وهو أيضاً حالة قلبية توجدها الأصول العقائدية الثابتة بشأن حتمية ظهور المهدي الموعود. وهذه الحالة تؤدي إلى انبعاث حركة عملية تتمحور حول التهيئ والاستعداد للظهور المنتظر. ومن هنا يظهر أن عناصر الانتظار ثلاثة : عقائدية ، ونفسية ، وسلوكية. وانتظار الفرج نوعان : انتظار بناء باعث للحركة والإلتزام الإيماني فهو عبادة وأفضل العبادات ، وانتظار مخرب يشل الإنسان عن العمل البناء وهو نمط من أنماط الإتكال وعدم المبالات وعامل مساعد على نشر الفساد والخراب نتيجة لوعيٍ قاصر عن فهم معنى الانتظار. وهؤلاء يؤمنون أن أفضل عون يقدمه الإنسان لظهور الإمام هو السماح بالإباحية والفساد وهذا خلاف ما نصت عليه الروايات الداعية إلى العمل في عصر الغيبة على التمهيد والجهاد لتهيئة الظروف المناسبة لخروج الإمام المهدي – عليه السلام – لمحاربة الفساد والإنحراف ونشر العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية الأصيلة والإعداد الروحي لنصرة الإمام وإقامة حكومته العادلة ، قال الإمام السجاد – عليه السلام – "إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان ، لأن الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة العيان وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وآله – بالسيف ، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة إلى دين الله عز وجل سراً وجهراً”.
    خصائص عصر الظهور:
    1- إتمام النور الإلهي وإظهار الإسلام:
    من أبرز الإنجازات المهمة عند قيام القائم إشراق الأرض بنور ربها واختفاء ذلك الظلام الدامس الذي ملأ الأرض جهلاً وخرافة وقضى على أسباب العلم والمعرفة والهداية وطرق الإتصال بملكوت الله وعبادته ، فيزيل كل عوامل التخلف والإنحراف وجميع الظواهر والقيم التي لا تنتمي إلى هذا الدين وتخالف ركائز المجتمع الصالح.
    إن إشراق نور الله في أرضه إنما يتحقق في عصر المهدي الموعود حيث يظهر الإسلام على جميع الأديان وتقام الدولة الإسلامية العالمية التي تحدث عنها رسول الله – صلى الله عليه وآله – "يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا”.
    ولقد صرح القرآن الكريم عن هذه الخاصية في قوله (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (سورة الصف ، الآية 91)
    2- استخلاف الصالحين:
    لقد أخبر المولى عز وجل بحتمية ميراث الصالحين واستخلافهم في الأرض وهم أولئك الأفداد من بني البشر الذين تمسكوا بتعاليم الدين وعملوا على تأصيله وتجديره ونبذوا عبادة الطاغوت وتحملوا أقسى المعاناة من أجل تحقيق أهدافهم النبيلة التي هي أهداف الأنباء والصديقين.
    قال الله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الأنبياء ، الآية 105) وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة النور ، الآية 55).
    ولا يمكن أن يتحقق هذا الاستخلاف إلاّ في حكومة الإمام المهدي الذي يخضع له الشرق والغرب في العالم ويجري حكم الحق في عهده في جميع أرجاء العالم ويزول الإضطراب والخوف والحرب وتتحقق للبشرية عبادة الله النقية من كل أنواع الشرك.
    3- إقامة المجتمع الصالح:
    من خصائص عصر الإمام المهدي – عجل الله فرجه الشريف – هو أن تكون مقاليد المجتمع البشري برمته بيد الصالحين الذين كانوا يستضعفون في الأرض والذين يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل ، (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ) (سورة الحج، الآية 78) وقهروا جميع الظروف لتحقيق السعادة والرفاهية للجميع وأزالوا جميع الشوائب التي تعكر الصفاء والنقاوة. وهو المجتمع العبادي الخالص الذي تكون فيه العبادة الحقة لله سبحانه وتعالى وهذا ما لم يتحقق في تاريخ الإنسان على الأرض منذ نزوله إليها. ولذا لا بد من القول بحتمية تحققه في المستقبل في دولة إلاهية تقيم المجتمع التوحيدي الصالح العابد لله وحده لا شريك له وهذه الدولة هي الدولة المهدوية.
    4- إنهاء الردة عن الدين:
    قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة المائدة ، الآية 54)
    ذكر العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان أن الآية تتحدث عن عصر الظهور المهدوي وأن المقصود من الردة في الآية هي الردة عن الدين الحق مع البقاء على الظاهر الإسلامي وذلك بموالاة اليهود والنصارى والتطبع بعاداتهم وتقاليدهم في مختلف شؤون الحياة وهو انحراف عن تعاليم الإسلام وقيمه المثالية. وبظهور الإمام المهدي – عليه السلام – يقضي على هذه الردة والتبعية لليهود والاستكبار العالمي ويعود للمسلمين عزهم ومجدهم وطريقتهم الإسلامية الصحيحة التي أصلها الإسلام.
يعمل...
X