إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلا بحبل من الله وحبل من الناس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلا بحبل من الله وحبل من الناس

    عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:
    " وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا ((4))، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟
    فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
    فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟
    فقال: هو قول الله: (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) ((1)) فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي.
    فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟
    فقال: هو الذي أنزل ((2)) الله فيه: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) ((3)).
    فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟
    فقال: هو الذي يقول الله فيه: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) ((4)) هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي.
    فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه.
    فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) ((5)) أي:إليه وإلى ذريته (عليهم السلام).
    ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة ((1)) الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله.
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أنتم نجبة الله حين عرفتم ((2)) وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟
    فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون.
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ((3)) أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون.
    قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل وصفين، فقتلوا في صفين ((4)) رحمهم الله، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) " ((5)).
يعمل...
X