في عام من الاعوام وفي ليلة عيد الفطر المبارك، وقبل أن يسلم رمضان الراية لشوال دار بين الاثنين الحوار التالي:
رمضان، (مبتسمًا): كل عام وأنت بخير يا شوال.
شوال، (ضاحكًا): وأنت بخير يا رمضان.
رمضان: إنني أغبطك يا شوال.. فغدًا يومك، وسوف يحتفل بك جميع المسلمين، وسيفرح بك الصائمون وغير الصائمين.. أما أنا فسوف يشمت بي البعض - سامحهم الله - هذا بخلاف أولئك الذين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش، وكم كنت أتمنى أن يحظى الجميع بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
شوال: لا عليك يا رمضان.. إنهم قلة نسأل الله لهم الهداية، أما بقية المسلمين فهم بخير والحمد لله، وسوف يبكون عليك بكاء مُرًّا، وأسأل الله تعالى ألا أغرق في بحار دموعهم.
رمضان: في سرور وامتنان: بارك الله فيك يا شوال.. يا رفيق الكفاح من أجل إنقاذ الضالين.. يا نعم الهدية للمسلمين.
شوال: أنا رفيق كفاحك؟ أي كفاح؟ وأي هدية؟ إنك أنت الكفاح كله يا رمضان، وفيك الجهاد كله، وأنت الهدية الكبرى للمسلمين.. إنني أنا الذي أغبطك يا رمضان.. أغبطك ولا أحسدك، ونعوذ بالله جميعًا من شر حاسد إذا حسد.
رمضان: في سرور المتحدث بنعمة الله تغبطني؟ تغبطني على ماذا؟
شوال: رزقك أكثر من رزقي - ما شاء الله، وخيرك أكثر من خيري، وعطاؤك الذي منحك الله إياه أكبر من عطائي.
رمضان: هذا من فضل الله علينا يا شوال؛ فله الحمد والشكر على ما وهب "إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَّشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا" (الإسراء: 30)، والمهم هنا أن يرضى كل مخلوق بما قسم الله له.
شوال: ماذا تعني يا رمضان؟
رمضان: شاء الله أن يفضل بعض الكائنات على بعض لحكمة يعلمها ولا نعلمها.
شوال: وضح أكثر يا رمضان.. وحدثني بشيء من التفصيل.
رمضان: لقد فضل الله بعض الأيام على بعض؛ ففضل يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع.
- وفضل بعض الليالي على بعض؛ فجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه اله وسلم.
- وفضل بعض الشهور على بعض، ففضلني على سائر الشهور، والحمد لله على ذلك.
- وفضّل بعض الزرع والفواكه على بعض، فقال تعالى: "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وغَيْرُ صِنْوَانٍ يُّسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ" (الرعد: 4).
- وفضّل الله بعض الناس على بعض فقال تعالى: "وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ" (النحل: 71)، وقال أيضًا : "فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" (النساء: 95). وأكرر أن المهم هنا هو أن يرضى كل مخلوق بما قسم الله له من رزق؛ عملاً بقول الله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ" (النساء: 32).
- حتى الأنبياء أنفسهم وهم سادة البشر: فضل الله بعضهم على بعض، فقال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" (البقرة: 253).
شوال: هيه يا رمضان هيه.. زدني يا رمضان.. زدني يا شهر القرآن.
رمضان:- وأخيرًا وليس آخرًا، فقد فضل الله الآخرة على الدنيا فقال تعالى: "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (الأعلى: 16 - 17).
شوال: الله الله يا رمضان.. لقد أنساني حديثك الجميل أن أذكر لك لماذا أغبطك فاسمع رعاك الله:
- يكفيك يا رمضان قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 85)، ولقد وردت كلمة رمضان في القرآن كله مرة واحدة فقط، ولعلّ هذا يعني أنك شهر متفرد ومتميز ولا مثيل لك.. كما أنك الشهر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن دون بقية شهور العام.
- ويكفيك يا رمضان أن أولك رحمة، وأوسطك مغفرة، وآخرك عتق من النار.
- ويكفيك أن فيك تُفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتسلسل الشياطين.
- ويكفيك يا رمضان قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "لله عتقاء من النار في رمضان، وذلك كل ليلة".
- ويكفيك يا رمضان أن فيك ليلة القدر.
- ويكفيك يا رمضان قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة".
- ويكفيك يا رمضان أن بصيامك تصح الأبدان والنفوس وتتهذب الأخلاق.
- ويكفيك يا رمضان أنه: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
(شهر رمضان يقاطعه).
رمضان: كفى كفى يا شوال.. كفى يا أخي العزيز، ودعني أقُل لك بعض ما في نفسي: هل تعرف يا شوال لماذا قلت لك: إنك رفيق كفاحي.. وإنك نعم الهدية؟
شوال: قل يا رمضان قل.
رمضان: لقد قلت ذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"، إذن فنحن الاثنان نتعاون على منح هذا اللقب للمسلمين الذين يستحقونه.
شوال: عن أي لقب تتحدث يا رمضان؟
رمضان: عن لقب "صائم الدهر" .. نعم.. إنه ليس بوسعي وحدي أن أمنح هذا اللقب لمن صامني وحدي، إذ لا بد أن تشاركني بست منك يا شوال.. فهل تأكدت الآن أنك شريكي ورفيقي، وأنك بالتعاون معي نعم الهدية؟
شوال: شكرًا شكرًا يا رمضان، لكن قل لي: هل كل من يصوم الـ36 يومًا يستحق لقب صائم الدهر؟
رمضان: كلا طبعًا. فرب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش.. إنما يستحق هذا اللقب من يلتزم فقط بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "من صام رمضان وعرف حدوده، وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفّر ما قبله" .. واضح؟
شوال: نعم نعم.. فهمت.. لا بد من معرفة "حدود رمضان"، ولا بد من "التحفظ" مما ينبغي أن يتحفظ منه.. واضح واضح.. لهذا أدعوك يا رمضان إلى أن تشاركني الدعاء التالي: "اللهم إنا نسألك من فضلك أن تعين المسلمين على معرفة حدود رمضان، وأن تعينهم بعد ذلك على التحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه، إنك أنت السميع المجيب".
رمضان، (مبتسمًا): كل عام وأنت بخير يا شوال.
شوال، (ضاحكًا): وأنت بخير يا رمضان.
رمضان: إنني أغبطك يا شوال.. فغدًا يومك، وسوف يحتفل بك جميع المسلمين، وسيفرح بك الصائمون وغير الصائمين.. أما أنا فسوف يشمت بي البعض - سامحهم الله - هذا بخلاف أولئك الذين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش، وكم كنت أتمنى أن يحظى الجميع بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
شوال: لا عليك يا رمضان.. إنهم قلة نسأل الله لهم الهداية، أما بقية المسلمين فهم بخير والحمد لله، وسوف يبكون عليك بكاء مُرًّا، وأسأل الله تعالى ألا أغرق في بحار دموعهم.
رمضان: في سرور وامتنان: بارك الله فيك يا شوال.. يا رفيق الكفاح من أجل إنقاذ الضالين.. يا نعم الهدية للمسلمين.
شوال: أنا رفيق كفاحك؟ أي كفاح؟ وأي هدية؟ إنك أنت الكفاح كله يا رمضان، وفيك الجهاد كله، وأنت الهدية الكبرى للمسلمين.. إنني أنا الذي أغبطك يا رمضان.. أغبطك ولا أحسدك، ونعوذ بالله جميعًا من شر حاسد إذا حسد.
رمضان: في سرور المتحدث بنعمة الله تغبطني؟ تغبطني على ماذا؟
شوال: رزقك أكثر من رزقي - ما شاء الله، وخيرك أكثر من خيري، وعطاؤك الذي منحك الله إياه أكبر من عطائي.
رمضان: هذا من فضل الله علينا يا شوال؛ فله الحمد والشكر على ما وهب "إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَّشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا" (الإسراء: 30)، والمهم هنا أن يرضى كل مخلوق بما قسم الله له.
شوال: ماذا تعني يا رمضان؟
رمضان: شاء الله أن يفضل بعض الكائنات على بعض لحكمة يعلمها ولا نعلمها.
شوال: وضح أكثر يا رمضان.. وحدثني بشيء من التفصيل.
رمضان: لقد فضل الله بعض الأيام على بعض؛ ففضل يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع.
- وفضل بعض الليالي على بعض؛ فجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه اله وسلم.
- وفضل بعض الشهور على بعض، ففضلني على سائر الشهور، والحمد لله على ذلك.
- وفضّل بعض الزرع والفواكه على بعض، فقال تعالى: "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وغَيْرُ صِنْوَانٍ يُّسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ" (الرعد: 4).
- وفضّل الله بعض الناس على بعض فقال تعالى: "وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ" (النحل: 71)، وقال أيضًا : "فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً" (النساء: 95). وأكرر أن المهم هنا هو أن يرضى كل مخلوق بما قسم الله له من رزق؛ عملاً بقول الله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ" (النساء: 32).
- حتى الأنبياء أنفسهم وهم سادة البشر: فضل الله بعضهم على بعض، فقال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ" (البقرة: 253).
شوال: هيه يا رمضان هيه.. زدني يا رمضان.. زدني يا شهر القرآن.
رمضان:- وأخيرًا وليس آخرًا، فقد فضل الله الآخرة على الدنيا فقال تعالى: "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" (الأعلى: 16 - 17).
شوال: الله الله يا رمضان.. لقد أنساني حديثك الجميل أن أذكر لك لماذا أغبطك فاسمع رعاك الله:
- يكفيك يا رمضان قول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 85)، ولقد وردت كلمة رمضان في القرآن كله مرة واحدة فقط، ولعلّ هذا يعني أنك شهر متفرد ومتميز ولا مثيل لك.. كما أنك الشهر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن دون بقية شهور العام.
- ويكفيك يا رمضان أن أولك رحمة، وأوسطك مغفرة، وآخرك عتق من النار.
- ويكفيك أن فيك تُفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتسلسل الشياطين.
- ويكفيك يا رمضان قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "لله عتقاء من النار في رمضان، وذلك كل ليلة".
- ويكفيك يا رمضان أن فيك ليلة القدر.
- ويكفيك يا رمضان قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة".
- ويكفيك يا رمضان أن بصيامك تصح الأبدان والنفوس وتتهذب الأخلاق.
- ويكفيك يا رمضان أنه: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
(شهر رمضان يقاطعه).
رمضان: كفى كفى يا شوال.. كفى يا أخي العزيز، ودعني أقُل لك بعض ما في نفسي: هل تعرف يا شوال لماذا قلت لك: إنك رفيق كفاحي.. وإنك نعم الهدية؟
شوال: قل يا رمضان قل.
رمضان: لقد قلت ذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر"، إذن فنحن الاثنان نتعاون على منح هذا اللقب للمسلمين الذين يستحقونه.
شوال: عن أي لقب تتحدث يا رمضان؟
رمضان: عن لقب "صائم الدهر" .. نعم.. إنه ليس بوسعي وحدي أن أمنح هذا اللقب لمن صامني وحدي، إذ لا بد أن تشاركني بست منك يا شوال.. فهل تأكدت الآن أنك شريكي ورفيقي، وأنك بالتعاون معي نعم الهدية؟
شوال: شكرًا شكرًا يا رمضان، لكن قل لي: هل كل من يصوم الـ36 يومًا يستحق لقب صائم الدهر؟
رمضان: كلا طبعًا. فرب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش.. إنما يستحق هذا اللقب من يلتزم فقط بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "من صام رمضان وعرف حدوده، وتحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه كفّر ما قبله" .. واضح؟
شوال: نعم نعم.. فهمت.. لا بد من معرفة "حدود رمضان"، ولا بد من "التحفظ" مما ينبغي أن يتحفظ منه.. واضح واضح.. لهذا أدعوك يا رمضان إلى أن تشاركني الدعاء التالي: "اللهم إنا نسألك من فضلك أن تعين المسلمين على معرفة حدود رمضان، وأن تعينهم بعد ذلك على التحفظ مما ينبغي أن يتحفظ منه، إنك أنت السميع المجيب".