وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ ..15
إنّ كلّ موجود على وجه الأرض؛ شأنٌ من شؤون الله -عزّ وجلّ-..
لو قضيتَ حاجة هذا الموجود على أنه شأن من شؤون المولى؛
أجرك على الله -عزّ وجلّ-، لذا فمن كنوز البرّ قضاء حاجة المؤمنين..
حــكــمــة هذا الــيــوم
ورد في الحديث القدسي : إن موسى سأل ربه : أي عبادك أحبّ إليك ؟..
فقال : الذي يذكرني ولا ينساني ، قال : فأي عبادك أقضى ؟..
قال : الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى ، قال : فأي عبادك أعلم ؟..
قال : الذي يبتغي علم الناس إلى علمه ، عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى ، أو ترده عن ردى... جواهر البحار
*********
قال الإمام الصادق (عليه السلام ) : مَن قال : ( ما شاء الله كان ، لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ) مائة مرّة حين يصلّي الفجر ، لم ير يومه ذلك شيئاً يكرهه.
إن بعض الناس تفتح له بعض أبواب عالم الغيب: لذة في العبادة، أو أنس في الصلاة؛ وإذا به يهجر المجتمع ويعتكف في صومعة!.. من قال بأن هذا هو الأنس المطلوب؟!..
***
الشبهات والشهوات..
إن آخر الزمان معروف بأمرين: كثرة الشهوات، وكثرة الشبهات.. فالشهوات: التي تنفذ من خلال جوارح الإنسان، والشبهات: التي تنفذ من خلال فكر الإنسان.. فهنالك جراثيم، تغمر جوارح الإنسان.. وهنالك قسم من الجراثيم التي تغمر فكر الإنسان، فيبتلى بمرض الشهوات من جانب، أو الشبهات من جانب آخر.. ولهذا يجب علينا أن نسير في تصفية أنفسنا: قلباً، وقالبا.. جوارحاً، وجوانحاً.. لنكون من الفائزين في زمان الفتن.. وأن يكون شعارنا: ممن يستمعون القول، فيتّبعون أحسنه.
***
المعاملة بما يناسب المرحلة
كما أن معاملة الأب لأولاده يختلف بحسب سنيّ العمر ، فأولها الدلال وآخرها الهيبة والاحترام ، ويجمعهما المحبة والوداد ..فكذلك الأمر مع الرب الودود ، فتارة يتقرب إلى عبده بما يشعر معه ( الدلال ) والإنبساط ، وتارة يحتجب عنه بما يشعر معه ( الوحشة ) والانقباض ، وتارة يتجلى له بوصف العظمة والجلال بما يشعر معه ( الهيبة ) والإشفاق ..وهكذا يتعامل الحق مع - من يصنعه على عينه - بما يناسب مقتضى مرحلته ، وهو الخبير البصير بعباده (منقول).