بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هناك من الناس من يستاء إذا ما ابتلي بوعكة صحية عطلت له عضواً من أعضائه لوقتٍ ما .. بل قد يصل به الأمر إلى أن يفقد سطرته على نفسه ويقينه بخالقه فيكفر من حيث لا يشعر ، فمثلاً هناك من الناس من تُكسر ساقه فتعيقه عن المشي كالأسوياء لفترة من الزمن فنجده يقابل ذلك بالتذمر والتضجر والإعتراض على قضاء الله بكلمات يصعب علي التفوه بها تصل به إلى حد الكفر والعياذ بالله ، ولو جال ببصره في هذا العالم لوجد أناساً جاءوا إلى هذه الدنيا معاقين لا يستطيعون الوقوف فضلاً عن المشي ، ومع ذلك لم يتذمروا ولم يتضجروا ولم يعترضوا على بلاء الله لهم بل قابلوا ما هم فيه بالشكر ، والصبر والرضا ، فعوضهم بنعمٍ مكنتهم من أن يكونوا متميزين ومُبدعين قد امتلكوا طاقات مكنتهم من خدمة مجتمعاتهم وأوطانهم وهم على كرسي متحرك ، فليكن ذلك الإنسان الذي كُسرت ساقه مبدياً لله الشكر وعلى ما ابتلاه الصبر وليكن على يقين بأن إعاقته ليست مستديمة وإنما هي وقتية يمتحنه الله خلالها ليرى أثرها على نفسه فإن كات شاكراً نال الثواب العظيم وإن كان كافراً نال سخط رب العالمين
وفي كلا الحالتين فإنه سيشفى منه ويعود إلى ابق عهده لكن يبقى الفرق كبيراً بين من شكر وصبر وبين من استاء واعترض فالأول يدخل في رحمة الله والثاني يخرج من رحمة الله وما لنا إلا أن نقول الحمد لله في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء لنكون ممن قال الله فيهم (وبشر الصابرين).منقول