تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
أحزان أم أبيها
وفي شوّال من السنة الثالثة للهجرة تشتعل معركة أحد قرب المدينة المنورة . و
تنطلق فاطمة مع صفية عمّة النبي صلى الله عليه وآله وشقيقة سيّد الشهداء إلى
ساحة المعركة أو قريباً منها وقد دارت الدائرة على المسلمين الذين تركوا النبي
وحيداً يقاتل إلا قليلاً منهم .
ويصاب النبي بجراحٍ شديدة وتنزف دماؤه لا يوقفها ضماد , وترى فاطمة أباها وقد
جلّلته الجراح . فتوقف نزف الدماء القانية ثم تأخذ سيف النبي صلى الله عليه وآله
وسيف بعلها الوصي علي بن أبي طالب عليه السلام لتغسل عنهما الدماء ."1"
لقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه يمثّل كل وجود الزهراء , ولا يمكن لأحد أن
يسبر مديات الحب الذي تكنّه فاطمة لأبيها العظيم .
ألأنها كانت بضعته ؟"2"
أم ألأنها بهجته "3"..
أم لأنها روحه التي بين جنبيه "4" فمحمد هو كل شيء في حياتها ووجودها .. الهدف والغاية .. الرجاء والأمل .. والحب ..
وكلُّ ذرةٍ في كيانها تعيش من أجل محمد .. النبي .. الرسول .. الأب الرحيم .. والإنسان الكريم .. من أجل هذا , فإن الدنيا مضيئة بمحمد .. زاهرة بمحمد .. بهيجة بمحمد "5"..
والجبال ثابتة لا تمور , والبحار هادئة لا تفور , والأرض ساكنة لا تتزلزل من أجل
محمد "6" ..
من أجل هذا عاشت فاطمة وقلبها على أبيها , وقد كانت تحنو عليه مذ كانت صبية وكانت أماً صغيرة , فدعاها سيّد الخليقة : أمُّ أبيهـــــــــا .(منقول)