بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ }
لا يخفى على أصحاب العقول إن الإنسان بطبعه يميل ميلاً كبيراً إلى معرفة قصص الآخرين ومايجري لهم وأنه يجد لذة كبيرة في سماع ذلك وقراءته ولهذا فقد إزدهر سوق رواية القصة في الماضي فاتخذها الكثيرون مهنة لهم .
وفي عصرنا هذا ينتشر الكثير من المنشورات والمطبوعات والكثير من القصص المثيرة و الروايات المشحونة كذباً أو القصص المترجمة نقلاً عن مجلات أجنبية وذلك استرعاءً لانتباه القراء و تشويقاً لهم .
غير أن اعجب مافي الأمر أن الجميع يقبلون بشوق شديد وولع تام على قراءة و سماع هذه القصص و الروايات في الوقت الذي يعلمون فيه أنها كذب و اختلاق .
وليس ذلك إلا لما أشرنا إليه من أن الانسان بطبعه شغوف بالقصص والسير .
هذا في الوقت الذي يمكن فيه الإفادة من هذه الغريزة بطريقة أسلم وبشكل أفضل كأن يستفاد منها في أخذ العبرة وإيقاظ القلوب النائمة الغافلة ومن ثم الاتعاظ بسير الماضيين دون الحاجة إلى التحريف أو اختلاق القصص الكاذبة .
وهذا ماجرى عليه القرآن الكريم الذي تكرر فيه ذكر القصص الواقعية للماضيين وحقائق ما جرى لهم فبحث في عدة مواضع منه فيما حل بعاد و ثمود ونوح وفرعون و لوط و تحدث عما صاروا إليه من مصير سيء وهو في سياق ذلك كله ينصح غيرهم بأن يكونوا على حذر من عقوبات كهذه ويكرر قول { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } .
هل من معتبر يعتبر بما جرى لهم ؟
ويصف قصة يوسف و إخوته بأنها من { أحسن القصص } .
ثم يقول في أواخر السورة { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ }
أي إن العاقل هو الذي يتعظ بما جرى لهم ويثوب إلى رشده من النكات الأخلاقية ونتائج الأعمال و الجزاء الحسن والقبيح في دار الدنيا فيميز الطريق السوي من غيره ويرجح الصواب على الخطأ .
هذا وقد رفع صوته (( أي القرآن )) في مواضع متعددة منه بالحديث عن الأنبياء وأحوالهم وما تحملوه من مصائب وشدائد وعن تضحياتهم في سبيل الوصول إلى مقاصدهم وغاياتهم وعن استقامتهم وثباتهم في سبيل الهدف الذي يرجون تحقيقه بل هو يبين الحِكَم و الموعظ في سياق القصة .
فمثلاً : هو يوضح القواعد الأخلاقية العملية السامية التي هي السبيل إلى بلوغ الكمال الإنساني على لسان لقمان الحكيم في سياق وصيته لابنه .
ويذكر بأسرار الخلق و الحِكَم من القضايا التكوينية في سياق قصة موسى و الخضر على رسولنا وآله و عليهما السلام .
ونظائر ذلك من آثار الصدقة و الإنفاق في سبيل الله تعالى وذلك على أفضل وجه في سياق قصص مختلفة .
ومن الأمور التي دفعت بالمؤلف الكريم إلى تأليف هذا الكتاب كما يشير هو في مقدمته الموجزة حث القراء على الإتعاظ بما جرى لغيرهم حيث إن لكل قصة فائدة كبيرة ونتيجة أخلاقية فائقة تتحققان بهذه الطريقة بنحوٍ أفضل وذلك نظراً إلى الشغف بقصص الآخرين الذي تنطوي عليه الطبيعة الإنسانية .
وبإختصار فإن الموعظة في سياق القصة تكون أبلغ أثراً و أبعد مدىً خاصة إذا كانت القصة قصة حقيقية وصادقة .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ }
لا يخفى على أصحاب العقول إن الإنسان بطبعه يميل ميلاً كبيراً إلى معرفة قصص الآخرين ومايجري لهم وأنه يجد لذة كبيرة في سماع ذلك وقراءته ولهذا فقد إزدهر سوق رواية القصة في الماضي فاتخذها الكثيرون مهنة لهم .
وفي عصرنا هذا ينتشر الكثير من المنشورات والمطبوعات والكثير من القصص المثيرة و الروايات المشحونة كذباً أو القصص المترجمة نقلاً عن مجلات أجنبية وذلك استرعاءً لانتباه القراء و تشويقاً لهم .
غير أن اعجب مافي الأمر أن الجميع يقبلون بشوق شديد وولع تام على قراءة و سماع هذه القصص و الروايات في الوقت الذي يعلمون فيه أنها كذب و اختلاق .
وليس ذلك إلا لما أشرنا إليه من أن الانسان بطبعه شغوف بالقصص والسير .
هذا في الوقت الذي يمكن فيه الإفادة من هذه الغريزة بطريقة أسلم وبشكل أفضل كأن يستفاد منها في أخذ العبرة وإيقاظ القلوب النائمة الغافلة ومن ثم الاتعاظ بسير الماضيين دون الحاجة إلى التحريف أو اختلاق القصص الكاذبة .
وهذا ماجرى عليه القرآن الكريم الذي تكرر فيه ذكر القصص الواقعية للماضيين وحقائق ما جرى لهم فبحث في عدة مواضع منه فيما حل بعاد و ثمود ونوح وفرعون و لوط و تحدث عما صاروا إليه من مصير سيء وهو في سياق ذلك كله ينصح غيرهم بأن يكونوا على حذر من عقوبات كهذه ويكرر قول { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } .
هل من معتبر يعتبر بما جرى لهم ؟
ويصف قصة يوسف و إخوته بأنها من { أحسن القصص } .
ثم يقول في أواخر السورة { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ }
أي إن العاقل هو الذي يتعظ بما جرى لهم ويثوب إلى رشده من النكات الأخلاقية ونتائج الأعمال و الجزاء الحسن والقبيح في دار الدنيا فيميز الطريق السوي من غيره ويرجح الصواب على الخطأ .
هذا وقد رفع صوته (( أي القرآن )) في مواضع متعددة منه بالحديث عن الأنبياء وأحوالهم وما تحملوه من مصائب وشدائد وعن تضحياتهم في سبيل الوصول إلى مقاصدهم وغاياتهم وعن استقامتهم وثباتهم في سبيل الهدف الذي يرجون تحقيقه بل هو يبين الحِكَم و الموعظ في سياق القصة .
فمثلاً : هو يوضح القواعد الأخلاقية العملية السامية التي هي السبيل إلى بلوغ الكمال الإنساني على لسان لقمان الحكيم في سياق وصيته لابنه .
ويذكر بأسرار الخلق و الحِكَم من القضايا التكوينية في سياق قصة موسى و الخضر على رسولنا وآله و عليهما السلام .
ونظائر ذلك من آثار الصدقة و الإنفاق في سبيل الله تعالى وذلك على أفضل وجه في سياق قصص مختلفة .
ومن الأمور التي دفعت بالمؤلف الكريم إلى تأليف هذا الكتاب كما يشير هو في مقدمته الموجزة حث القراء على الإتعاظ بما جرى لغيرهم حيث إن لكل قصة فائدة كبيرة ونتيجة أخلاقية فائقة تتحققان بهذه الطريقة بنحوٍ أفضل وذلك نظراً إلى الشغف بقصص الآخرين الذي تنطوي عليه الطبيعة الإنسانية .
وبإختصار فإن الموعظة في سياق القصة تكون أبلغ أثراً و أبعد مدىً خاصة إذا كانت القصة قصة حقيقية وصادقة .