بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياء عبارة عن الشعور بالانفعال والانكسار النفسي نتيجة للخوف من اللوم والتوبيخ من الآخرين ، وهو شعور تراعى فيه المثل والقيم والضوابط الإجتماعية ، ويسهم بشكل فعّال في ضمان تنفيذ القوانين والمنع من الإقدام على التجاوز والإعتداء ، وهو الذي يحصن الإنسان من جميع ألوان الإنحراف والرذيلة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الحياء لباس سابغ ، وحجاب مانع ، وستر من المساوئ واقٍ ، وحليف للدين ، وموجب للمحبة ، وعين كالئة تذود عن الفساد ، وتنهى عن الفحشاء »
وللحياء آثار تربوية ايجابية جاءت في حديث أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
1 ـ « الحياء مفتاح كل خير ».
2 ـ « الحياء يصدُّ عن فعل القبيح ».
3 ـ « ثمرة الحياء العفّة ».
4 ـ « من كساه الحياء ثوبه خفي عن الناس عيبه »
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « فلولاه لم يقرَ ضيف ، ولم يوف بالعداة ، ولم تقض الحوائج ، ولم يتحر الجميل ، ولم يتنكب القبيح في شيء من الأشياء ، حتى أنّ كثيراً من الأمور المفترضة أيضاً انما يفعل للحياء ، فانّ من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه ، ولم يصل ذا رحم ، ولم يؤدّ أمانة ، ولم يعفّ عن فاحشة »
والحياء الإيجابي هو الحياء من : الله تعالى ، والنفس ، والمجتمع ، والقانون ، والذي يحقق آثاراً صالحة في الفكر والسلوك ، قال الامام موسى الكاظم عليه السلام : « استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم »
وقال عليه السلام : « رحم الله من استحيا من الله حقّ الحياء ، فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم انّ الجنّة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات » .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « غاية الأدب أن يستحي الانسان من نفسه »
فالحياء من الله تعالى ومن النفس يردع الانسان عن الانحراف الخفي وغير المعلن ، والحياء من المجتمع والقانون يردعه عن الانحراف العلني والمخفي معاً خوفاً من انكشافه أمام الملأ.
والحياء له دوران :
الأول الصد عن العمل القبيح والشائن ، والثاني التخلق بالأخلاق الحسنة والصالحة وخصوصاً في العلاقات الاجتماعية ، وبه ترعى حقوق الآخرين.
وجاءت في القرآن الكريم تعابير مختلفة حول مسالة الحياء مثل :
1 ـ الحياء في اللسان . ذكر الآية ( الانعام ـ آية 108 )
( ولا تسبّوا الذّين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم ) .
2 ـ الحياء في طريقة التكلم . ذكر الآية ( الاحزاب ـ آية 32 )
( يا نساء النبي لستنّ كأحدٍ من النساء ان اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الّذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) .
3 ـ الحياء في السير والحركة . ذكر الآية ( القصص ـ آية 25 )
( فجاء ته إحداهما تمشي على استحياء ) .
4 ـ الحياء في الاشتراك في مجالس الضيوف . ذكر الآية ( الاحزاب . آية 53 ) .
( يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الاّ أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث ) .
5 ـ الحياء في غض البصر . ذكر الآية ( النور ـ آية 30 و 31 ) .
( قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ .... ) .
6 ـ الحياء الاقتصادي . ذكر الآية ( البقرة ـ آية 273 )
( للفقراء الّذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل اغنياء من التّعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس ألحافاً ) .
7 ـ الحياء في الدخول الى البيوت . ذكر الآية ( النور ـ 58 و 59 )
( يا ايّها الذّين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّاتٍ من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عوراتٍ لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الّذين من قبلهم ..... ) .
وقد دلت الروايات على استحباب الحياء
ورد في بعض الروايات أن( الحياء والإيمان مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه)
وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة)
وعن علي بن أبي علي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدلها الله حسنات ( الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر)
وخلاصة الكلام : ان التوجه الى الحياء تلك الصفة الطاهرة بجميع ابعادها كما اكد عليه الدين الاسلامي يكون باعثاً على تطهير المحيط . وعلى العكس من ذلك فأن كسر طوق الحياء يهيىء الأرضية لاتساع فجوة الفساد في المحيط .
************************************************** ************************************************** *******************
كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام
كتاب الذنب من محاضرات
1 ـ شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : 20 / 272.
منقول
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياء عبارة عن الشعور بالانفعال والانكسار النفسي نتيجة للخوف من اللوم والتوبيخ من الآخرين ، وهو شعور تراعى فيه المثل والقيم والضوابط الإجتماعية ، ويسهم بشكل فعّال في ضمان تنفيذ القوانين والمنع من الإقدام على التجاوز والإعتداء ، وهو الذي يحصن الإنسان من جميع ألوان الإنحراف والرذيلة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « الحياء لباس سابغ ، وحجاب مانع ، وستر من المساوئ واقٍ ، وحليف للدين ، وموجب للمحبة ، وعين كالئة تذود عن الفساد ، وتنهى عن الفحشاء »
وللحياء آثار تربوية ايجابية جاءت في حديث أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
1 ـ « الحياء مفتاح كل خير ».
2 ـ « الحياء يصدُّ عن فعل القبيح ».
3 ـ « ثمرة الحياء العفّة ».
4 ـ « من كساه الحياء ثوبه خفي عن الناس عيبه »
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « فلولاه لم يقرَ ضيف ، ولم يوف بالعداة ، ولم تقض الحوائج ، ولم يتحر الجميل ، ولم يتنكب القبيح في شيء من الأشياء ، حتى أنّ كثيراً من الأمور المفترضة أيضاً انما يفعل للحياء ، فانّ من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه ، ولم يصل ذا رحم ، ولم يؤدّ أمانة ، ولم يعفّ عن فاحشة »
والحياء الإيجابي هو الحياء من : الله تعالى ، والنفس ، والمجتمع ، والقانون ، والذي يحقق آثاراً صالحة في الفكر والسلوك ، قال الامام موسى الكاظم عليه السلام : « استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم »
وقال عليه السلام : « رحم الله من استحيا من الله حقّ الحياء ، فحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم انّ الجنّة محفوفة بالمكاره ، والنار محفوفة بالشهوات » .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « غاية الأدب أن يستحي الانسان من نفسه »
فالحياء من الله تعالى ومن النفس يردع الانسان عن الانحراف الخفي وغير المعلن ، والحياء من المجتمع والقانون يردعه عن الانحراف العلني والمخفي معاً خوفاً من انكشافه أمام الملأ.
والحياء له دوران :
الأول الصد عن العمل القبيح والشائن ، والثاني التخلق بالأخلاق الحسنة والصالحة وخصوصاً في العلاقات الاجتماعية ، وبه ترعى حقوق الآخرين.
وجاءت في القرآن الكريم تعابير مختلفة حول مسالة الحياء مثل :
1 ـ الحياء في اللسان . ذكر الآية ( الانعام ـ آية 108 )
( ولا تسبّوا الذّين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم ) .
2 ـ الحياء في طريقة التكلم . ذكر الآية ( الاحزاب ـ آية 32 )
( يا نساء النبي لستنّ كأحدٍ من النساء ان اتقيتنّ فلا تخضعن بالقول فيطمع الّذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً ) .
3 ـ الحياء في السير والحركة . ذكر الآية ( القصص ـ آية 25 )
( فجاء ته إحداهما تمشي على استحياء ) .
4 ـ الحياء في الاشتراك في مجالس الضيوف . ذكر الآية ( الاحزاب . آية 53 ) .
( يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الاّ أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين إناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث ) .
5 ـ الحياء في غض البصر . ذكر الآية ( النور ـ آية 30 و 31 ) .
( قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ .... ) .
6 ـ الحياء الاقتصادي . ذكر الآية ( البقرة ـ آية 273 )
( للفقراء الّذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل اغنياء من التّعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس ألحافاً ) .
7 ـ الحياء في الدخول الى البيوت . ذكر الآية ( النور ـ 58 و 59 )
( يا ايّها الذّين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّاتٍ من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عوراتٍ لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الّذين من قبلهم ..... ) .
وقد دلت الروايات على استحباب الحياء
ورد في بعض الروايات أن( الحياء والإيمان مقرونان في قرن، فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه)
وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة)
وعن علي بن أبي علي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوباً بدلها الله حسنات ( الصدق، والحياء، وحسن الخلق، والشكر)
وخلاصة الكلام : ان التوجه الى الحياء تلك الصفة الطاهرة بجميع ابعادها كما اكد عليه الدين الاسلامي يكون باعثاً على تطهير المحيط . وعلى العكس من ذلك فأن كسر طوق الحياء يهيىء الأرضية لاتساع فجوة الفساد في المحيط .
************************************************** ************************************************** *******************
كتاب ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام
كتاب الذنب من محاضرات
1 ـ شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : 20 / 272.
منقول