أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن اليهود لم يقتلوا رسوله عيسى بن مريم،
قال تعالى:
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إليه وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
[النساء:157-158].
وأشار الحق في كتابه أن عيسى سينزل في
آخر الزمان
وأن نزوله سيكون علامة دالة على قرب وقوع الساعة
قال تعالى:
وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ[الزخرف:61]
كما أخبر أن أهل الكتاب سيؤمنون به قال تعالى:
وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ[النساء:159]،
كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزوله فقال:
((ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق))
وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم حاله عند نزوله فقال:
((ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع على الحمرة
والبياض ينزل بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل))
ويكون نزوله في وقت اصطف فيه المقاتلون المسلمون لصلاة الفجر،
عن جابر بن عبدالله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة - قال -
فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا.
إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله هذه الأمة))
ويحكم بعد نزوله بكتاب الله تبارك وتعالى،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم، حكما عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية))
فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة،
وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه متبع لهذه الشريعة المحمدية، وليس بصاحب شريعة مستقلة، عند نزوله من السماء،
وإن كانت النبوة قائمة به، ويتسلم الأمر من المهدي، ويكون المهدي مع أصحاب الكهف الذين هم من أتباع المهدي،
كما مر من جملة أتباعه ويصلي عيسى وراء المهدي صلاة الصبح،
وذلك لا يقدح في نبوته ويسلم المهدي الأمر لعيسى عليه السلام،
وكل ما معه من تابوت بني إسرائيل، ويقتل الدجال).(منقول)