ا للهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الزمن عند الله
ويستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله وعده
من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الانسان يقول ، عندما يرى الوان النعم تصب عليه
أين هو عذاب الله ؟
ولماذا لم يأت ؟
فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه
لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، و لكن يعطي الانسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، و لو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف و الاستغفار في قلبه محلا ، و حان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر
جاء في الدعاء
سبحانك ما اعجب ما اشهد به على نفسي ، و اعدده من مكتوم امـــري ، و اعجب من ذلك اناتك عني و ابطاؤك عن معاجلتي ، و ليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، و تفضلا منك علي لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، و اقلع عن سيئاتي المخلقة ، و لان عفوك عني احب اليك من عقوبتي
و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون
لو كان للزمن عند الله قيمة اذا لاهلكنا عند اول ذنب . و لكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات و الارض ، لا يبادر بالجزاء و يكون اليوم الواحد عنده كألف سنة
انه سبحانه ليس كما نحن ،اننا محددون بالزمان و المكان ، و علومنا و قدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، و هو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء
فلماذا العجلة ، و انما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه ؟
ان تأخير العذاب ، و تلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة اعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته
و كأين من قرية أمليت لها و هي ظالمة ثم أخذتها و إلي المصير
اين يذهب هؤلاء أو ليس الىالله ؟
بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، و من لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام
ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد ان هم اصروا على المعصية و بالرغم من ان الرسول بشير ايضا الا ان السياق أكد على جانب الانذار لان الاطار العام للحديث هنا التكذيب و العذاب
قل يا ايها الناس إنما أنا لكم نذير مبين
فالذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم
من يقف بجانب الرسالة و يؤمن بها و بالرسول و يعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين
المغفرة و حط الذنوب
الرزق الكريم
انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب و أخرى مادية و هي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الانسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، و يسبب له الهوان
و ليس في الآية ما يدل على الآخرة فقط بل يشمل الدنيا أيضا . ذلك ان المغفرة و كفران الذنوب و تطهير الواقع الفردي و الاجتماعي من آثار الانحراف و الفساد ، و تزكية النفس من قذر العقد و الاحقاد ، ان كل ذلك نعمة عظيمة يسبغها الله على المؤمنين في الدنيا ايضا كذلك الرزق الكريم يوفره الله لعباده المؤمنين ، الذين يرفضون الخضوع لاصحاب السلطة و الثروة ، و يتعالون على الذلة و الهوان ، او لم يقل ربنا سبحانه
و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
و الذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك اصحاب الجحيم ]اولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعجيز آيات الله ، حسب ظنهم ، اي عرقلة مسيرتها ، و تعويق تطبيقها ، و تحديها و التكذيب بها أو تأويلها ، انهم اصحاب الجحيم
و يسعى هؤلاء نحو الحاق العجز بالآيات ، بتحديها و مواجهتها ، فهم بعكس المؤمنين الذين يسلمون بالآيات ، و يقولون : كل من عند ربنا بلا مكابرة و لا جدال
و يدخل ضمن هؤلاء
اولئك الذين يكذبون بالآيات رأسا
و اولئــك الذين يأولونها و يحرفون مواضعها ، مثل خدم السلاطين من علماء السوء
و اولئك الذين يعوقون تطبيقها كالحكام الظلمة
و اولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة
و كلمة معاجزين من معاجزة ، على وزن مفاعلة و هي صرف الشيء عن وجهه
و الانسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله و شريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الاحكام و الشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، و هذه هي المعاجزة
يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول صحيح ان القرآن يؤكد علىمحاربة الطاغوت و لكن الطاغوت المقصود في القرآن هم فرعون ، نمرود و ليس هؤلاء طغاة اليوم ، و القرآن يحرم الربا ، و يقول المعاجز انما نأخذ الفائدة
ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، و لا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال
انا ربكم الأعلى
و فلان حاكم قال مثل ذلك بعمله و تصرفاته . و هما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة و الربا
ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الانسان و امراضه
فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل و يقوم ايضا بمعالجة الانسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض
الزمن عند الله
ويستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله وعده
من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الانسان يقول ، عندما يرى الوان النعم تصب عليه
أين هو عذاب الله ؟
ولماذا لم يأت ؟
فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه
لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، و لكن يعطي الانسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، و لو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف و الاستغفار في قلبه محلا ، و حان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر
جاء في الدعاء
سبحانك ما اعجب ما اشهد به على نفسي ، و اعدده من مكتوم امـــري ، و اعجب من ذلك اناتك عني و ابطاؤك عن معاجلتي ، و ليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، و تفضلا منك علي لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، و اقلع عن سيئاتي المخلقة ، و لان عفوك عني احب اليك من عقوبتي
و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون
لو كان للزمن عند الله قيمة اذا لاهلكنا عند اول ذنب . و لكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات و الارض ، لا يبادر بالجزاء و يكون اليوم الواحد عنده كألف سنة
انه سبحانه ليس كما نحن ،اننا محددون بالزمان و المكان ، و علومنا و قدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، و هو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء
فلماذا العجلة ، و انما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه ؟
ان تأخير العذاب ، و تلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة اعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته
و كأين من قرية أمليت لها و هي ظالمة ثم أخذتها و إلي المصير
اين يذهب هؤلاء أو ليس الىالله ؟
بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، و من لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام
ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد ان هم اصروا على المعصية و بالرغم من ان الرسول بشير ايضا الا ان السياق أكد على جانب الانذار لان الاطار العام للحديث هنا التكذيب و العذاب
قل يا ايها الناس إنما أنا لكم نذير مبين
فالذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم
من يقف بجانب الرسالة و يؤمن بها و بالرسول و يعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين
المغفرة و حط الذنوب
الرزق الكريم
انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب و أخرى مادية و هي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الانسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، و يسبب له الهوان
و ليس في الآية ما يدل على الآخرة فقط بل يشمل الدنيا أيضا . ذلك ان المغفرة و كفران الذنوب و تطهير الواقع الفردي و الاجتماعي من آثار الانحراف و الفساد ، و تزكية النفس من قذر العقد و الاحقاد ، ان كل ذلك نعمة عظيمة يسبغها الله على المؤمنين في الدنيا ايضا كذلك الرزق الكريم يوفره الله لعباده المؤمنين ، الذين يرفضون الخضوع لاصحاب السلطة و الثروة ، و يتعالون على الذلة و الهوان ، او لم يقل ربنا سبحانه
و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
و الذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك اصحاب الجحيم ]اولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعجيز آيات الله ، حسب ظنهم ، اي عرقلة مسيرتها ، و تعويق تطبيقها ، و تحديها و التكذيب بها أو تأويلها ، انهم اصحاب الجحيم
و يسعى هؤلاء نحو الحاق العجز بالآيات ، بتحديها و مواجهتها ، فهم بعكس المؤمنين الذين يسلمون بالآيات ، و يقولون : كل من عند ربنا بلا مكابرة و لا جدال
و يدخل ضمن هؤلاء
اولئك الذين يكذبون بالآيات رأسا
و اولئــك الذين يأولونها و يحرفون مواضعها ، مثل خدم السلاطين من علماء السوء
و اولئك الذين يعوقون تطبيقها كالحكام الظلمة
و اولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة
و كلمة معاجزين من معاجزة ، على وزن مفاعلة و هي صرف الشيء عن وجهه
و الانسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله و شريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الاحكام و الشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، و هذه هي المعاجزة
يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول صحيح ان القرآن يؤكد علىمحاربة الطاغوت و لكن الطاغوت المقصود في القرآن هم فرعون ، نمرود و ليس هؤلاء طغاة اليوم ، و القرآن يحرم الربا ، و يقول المعاجز انما نأخذ الفائدة
ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، و لا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال
انا ربكم الأعلى
و فلان حاكم قال مثل ذلك بعمله و تصرفاته . و هما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة و الربا
ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الانسان و امراضه
فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل و يقوم ايضا بمعالجة الانسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض