بسم الله الرحمن الرحيم..
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم ياكريم..
(( ُبكاء الخشية))
هناك روايات عديدة تمدح بعض أنواع البُكاء لما يترتّب عليه من آثار معنويّة، في الدنيا والآخرة، منها البُكاء من خشية الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} عن آبائه {عليهم السلام} عن النبيّ {صلى الله عليه وآله وسلم }في حديث المناهي قال: "ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنّة، مكلّل بالدرّ والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
ولا استغراب ولا تعجّب من أن تؤثّر قطرةٌ واحدةٌ هذا الأثر العظيم، لأنّ هذه القطرة الذارفة من خشية الله نابعة من وجود إنسان يتحلّى حينها بأمرين:
1- تحوّل عظيم في نفسه، فهو أثناء الحزن وما يُرافقه من انسكاب الدمعة متفاعلٌ بشكلٍ كاملٍ مع الله سبحانه، مع أوامر الله ونواهيه، فتتجلّى عظمة الله في القلب ليتحوّل إلى الخشوع، ويُرافقه الندم والتأسُّف على ما فرّط في ساحة القدس الإلهيّة، وعلى ما ارتكبه من معاصٍ، وهذا الندم يوجب غفران الذنوب، فقد ورد عن الحسن بن عليّ العسكريّ، عن آبائه{ عليهم السلام} قال: قال الإمام الصادق {عليه السلام}: "إنّ الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر ممّا بين الثرى إلى العرش، لكثرة ذنوبه، فما هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزَّ وجلَّ ندماً عليها حتّى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته". وكأنّ هذا البكاء ملازم لتحقّق سائر شرائط التوبة.
2- اقتراب عاطفيّ كبيرٌ من الله جلّ ثناؤه، ما يعني تفاعل النفس أكثر من ذي قبلٍ مع الله سبحانه، لذا على الباكي أن يستغلّ هذه النفحة الإلهيّة، ويغتنم هذه الفرصة الّتي يكون فيها حزيناً باكياً، لأنّها لا تحصل دائماً ومتى شاء.
فعن أبي عبد الله {عليه السلام }قال: "ما من شيءٍ إلّا وله كيلٌ ووزن، إلّا الدموع، فإنّ القطرة تُطفئ بحاراً من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يُرهق وجهه قترٌ ولا ذلّة، فإذا فاضت حرّمها الله على النار، ولو أنّ باكياً بكى في أمّة لرُحموا".
وعن أبي أيوب، عن الرضا {عليه السلام} قال: "كان فيما ناجى الله به موسى {عليه السلام} أنّه ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنى عنه.
فقال موسى{ عليه السلام}: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟
فقال: يا موسى أمّا المتقرّبون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يُشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتّش الناس عن أعمالهم ولا أُفتّشهم حياءً منهم، وأمّا المتزيّنون لي بالزهد في الدنيا فإنّي أُبيحهم الجنّة بحذافيرها، يتبوّؤن منها حيث يشاؤون".
وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه{ عليهما السلام} قال: "قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}: طوبى لصورةٍ نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطّلع على ذلك الذنب غيره".
كتاب مظاهر الرحمة.
منقول
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم ياكريم..
(( ُبكاء الخشية))
هناك روايات عديدة تمدح بعض أنواع البُكاء لما يترتّب عليه من آثار معنويّة، في الدنيا والآخرة، منها البُكاء من خشية الله سبحانه وتعالى، فقد ورد عن الإمام الصادق {عليه السلام} عن آبائه {عليهم السلام} عن النبيّ {صلى الله عليه وآله وسلم }في حديث المناهي قال: "ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكلّ قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنّة، مكلّل بالدرّ والجوهر، فيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر".
ولا استغراب ولا تعجّب من أن تؤثّر قطرةٌ واحدةٌ هذا الأثر العظيم، لأنّ هذه القطرة الذارفة من خشية الله نابعة من وجود إنسان يتحلّى حينها بأمرين:
1- تحوّل عظيم في نفسه، فهو أثناء الحزن وما يُرافقه من انسكاب الدمعة متفاعلٌ بشكلٍ كاملٍ مع الله سبحانه، مع أوامر الله ونواهيه، فتتجلّى عظمة الله في القلب ليتحوّل إلى الخشوع، ويُرافقه الندم والتأسُّف على ما فرّط في ساحة القدس الإلهيّة، وعلى ما ارتكبه من معاصٍ، وهذا الندم يوجب غفران الذنوب، فقد ورد عن الحسن بن عليّ العسكريّ، عن آبائه{ عليهم السلام} قال: قال الإمام الصادق {عليه السلام}: "إنّ الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر ممّا بين الثرى إلى العرش، لكثرة ذنوبه، فما هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزَّ وجلَّ ندماً عليها حتّى يصير بينه وبينها أقرب من جفنه إلى مقلته". وكأنّ هذا البكاء ملازم لتحقّق سائر شرائط التوبة.
2- اقتراب عاطفيّ كبيرٌ من الله جلّ ثناؤه، ما يعني تفاعل النفس أكثر من ذي قبلٍ مع الله سبحانه، لذا على الباكي أن يستغلّ هذه النفحة الإلهيّة، ويغتنم هذه الفرصة الّتي يكون فيها حزيناً باكياً، لأنّها لا تحصل دائماً ومتى شاء.
فعن أبي عبد الله {عليه السلام }قال: "ما من شيءٍ إلّا وله كيلٌ ووزن، إلّا الدموع، فإنّ القطرة تُطفئ بحاراً من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يُرهق وجهه قترٌ ولا ذلّة، فإذا فاضت حرّمها الله على النار، ولو أنّ باكياً بكى في أمّة لرُحموا".
وعن أبي أيوب، عن الرضا {عليه السلام} قال: "كان فيما ناجى الله به موسى {عليه السلام} أنّه ما تقرّب إليّ المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغنى عنه.
فقال موسى{ عليه السلام}: يا أكرم الأكرمين فما أثبتهم على ذلك؟
فقال: يا موسى أمّا المتقرّبون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يُشركهم فيه أحد، وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي فإنّي أُفتّش الناس عن أعمالهم ولا أُفتّشهم حياءً منهم، وأمّا المتزيّنون لي بالزهد في الدنيا فإنّي أُبيحهم الجنّة بحذافيرها، يتبوّؤن منها حيث يشاؤون".
وعن جعفر بن محمّد، عن أبيه{ عليهما السلام} قال: "قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}: طوبى لصورةٍ نظر الله إليها تبكي على ذنب من خشية الله لم يطّلع على ذلك الذنب غيره".
كتاب مظاهر الرحمة.
منقول