آثار مودة النبي الأکرم صلي الله عليه وآله وسلم
في آثار مودة النبي الأکرم (صلي الله عليه وآله) فقد روي ثقة الإسلام الصادق الکليني في کتاب الکافي عن مولانا أبي عبد الله
(عليه السلام) قال: کان رجل يبيع الزيت وکان يحب رسول الله (صلي الله عليه وآله) حباً شديداً، کان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتي ينظرإلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد عرف ذلک منه فإذا جاء تطاول (صلي الله عليه وآله) له حتي ينظر إليه، حتي إذا کانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول الله (صلي الله عليه وآله) حتي نظرإليه ثم مضي في حاجته فلم يکن بأسرع من أن رجع فلما رآه رسول الله (صلي الله عليه وآله) قد فعل ذلک أشار إليه بيده إجلس، فجلس بين يديه فقال: مالک فعلت اليوم شيئاً لم تکن تفعله قبل ذلک؟
فقال: يا رسول الله والذي بعثک بالحق نبياً لغشي قلبي شيء من ذکرک حتي ما استطعت أن أمضي في حاجتي حتي رجعت إليک، فدعا له وقال له خيراً ثم مکث رسول الله (صلي الله عليه وآله) أياماً لا يراه فلما فقده سأل عنه فقيل: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام، فانتعل رسول الله (صلي الله عليه وآله) وانتعل معه أصحابه وانطلق حتي أتوا سوق الزيت فإذا دکان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقيل: يا رسول الله مات ولقد کان عندنا أمينا صدوقا إلا أنه قد کان فيه خصلة وذکروا سيئة واحدة له.
فقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): رحمه الله والله لقد کان يحبني حبا لو کان نخاسا لغفرالله له.
*******
ومن کتاب الکافي أيضاً ننقل لکم حکاية ثانية فيها هداية عن ثمرة حسن الخلق في الهداية الي الحق.
فقد روي ثقة الإسلام الکليني عن مولانا - عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)أن ثمامة بن أثال وهو من فرسان المشرکين - أسرته خيل النبي (صلي الله عليه وآله) وقد کان رسول الله (صلي الله عليه وآله) قال: اللهم أمکني من ثمامة فلما جيء به.
فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله): إني مخيرک واحدة من ثلاث: أقتلک.
قال: إذاً تقتل عظيماً.
فقال (صلي الله عليه وآله): أو أفاديک.
قال: إذاً تجدني غالياً، فعرض رسول الله (صلي الله عليه وآله) الخيار الثالث وهو إطلاق سراحه فقال: أو أمن عليک قال: إذاً تجدني شاکراً.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني قد مننت عليک وهنا قال ثمامة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنک محمد رسول الله وقد علمتُ والله أنک رسول الله حيث رأيتک لکني ما کنت لأشهد بها وأنا في الوثاق.
*******
أما الحکاية الثالثة والأخيرة وهي أعزاءنا تهدينا الي قاعدة في قبول الصدقات، فنقرأ من کتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي قال:
عن علي (عليه السلام) أنه قال: أتي إلي رسول الله (صلي الله عليه وآله) ثلاثة نفر، فقال أحدهم: يا رسول الله لي مائة أوقية من ذهب فهذه عشرة أواق منها صدقة، وجاء بعده آخر.
فقال: يا رسول الله لي مائة دينار فهذه عشرة دنانيرفهذا دينار منها صدقة، فنظر إليهم رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقال: کلکم في الاجر سواء، کل واحد منکم تصدق بعشرماله.
ثم قال القاضي النعمان: وروي عن جعفربن محمد صلوات الله عليه أنه سئل عن قول الله عزوجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ.
فقال (عليه السلام): کانت عند الناس حين أسلموا مکاسب من الربا ومن أموال خبيثة، وکان الرجل يتعمدها من بين ماله فيتصدق بها، فنهاهم الله عن ذلک. وعن الحسين بن علي صلوات الله عليه أنه ذکرله رجل من بني أمية تصدق بصدقة کثيرة، فقال: مثله مثل الذي سرق الحاج وتصدق بما سرق، إنما الصدقة [أي الصدقة المقبولة] صدقة من عرق فيها جبينه واغبر فيها وجهه مثل علي (عليه السلام) .(منقول)