بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
... ارحم شيبتي من النار ...
عن محمد بن الشحّام قال: رآني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أُصلي، فأرسل إلي ودعاني
فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من مواليك. قال: فأيُّ مواليَّ؟ قلت: من الكوفة. فقال: مَن تعرف من الكوفة؟ قال: قلت: بشير النبّال وشجرة.
قال: وكيف صنيعتهما ( إليك) ؟ قلت: ما أحسن صنيعتهما إلي، قال: خيرُ المسلمين من وَصَلَ وأعان ونفع! ما بِتُّ ليلة قط ولله في مالي حقٌ يسألنيه!
ثم قال: أي شيء معكم من النفقة؟ قلت: عندي مائتا درهم. قال: أرنيها فأتيته بها، فزادني فيها ثلاثين درهماً ودينارين، ثم قال: تعشَّ عندي. فجئت فتعشيت عنده.
فلما كان من القابلة (أي الليلة الأخرى) لم أذهب إليه، فأرسل إلي فدعاني من عنده (من غده).
فقال: ما لَكَ لم تأتني البارحة؟ قد شفقت عَلَيَّ؟ ( أي خفت علي من التكلف والتعب في ضيافتك)
فقلت: لم يجئني رسولك. قال: فأنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيماً في هذه البلدة، أي شيء تشتهي من الطعام؟
قلت: اللَّبن. فاشترى من أجلي شاة لبوناً.
قال: فقلت له: علِّمني دُعاء. قال: أُكتب:
(( بسم الله الرحمن الرحيم، يا مَن أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل،
ويا من أعطى من سأله تحنُناً منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه، صل على محمد وأهل بيته،
وأعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، فإنّه غير منقوصٍ ما أعطيت، و زدني من سعة فضلك يا كريم))
ثم رفع يديه فقال: (( يا ذا المنّ والطول، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود، إرحم شيبتي من النار))
ثم وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إلا وقد امتلأ ظهر كفّيه دموعاً.(منقول)