نبي الله يوسف عليه السلام والامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
واصلاح المجنمع الانساني..!!
من المعلوم والمؤكد إن النبوة هي مرتبة عالية ودرجة سامية ومقام مقدس بإعتبارها تمثل رسالة الخالق (عز وجل) إلى الناس لهدايتهم ورعايتهم فهي اللطف إلالهي ونعمة كبيرة وعظيمة
قال تعالى : (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) سورة يوسف
أما الإمامة فهي امتداد لتلك النبوة وذلك اللطف وهي مكملة للرسالات السماوية ، والأئمة هم خلفاء الأنبياء وأوصيائهم وهم حجج الله من بعدهم
قال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )
سورة الأنبياء
ومن البديهي إن هذه الرسالات والنعم والألطاف ذات قيم إنسانية وروحية عالية وكثيرة وذات مضامين واحدة ومشتركة وهناك جملة من الروابط والتشابه بين الأدوار والمهام التي قام بها الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) في حمل أعباء الوحي والرسالة عبر التاريخ من جهه ، وبين الأدوار والمهام التي قام ويقوم بها الأئمة (عليهم السلام ) من جهه أخرى بإعتبارهم خط ومنهج واحد يكمل بعضه البعض رغم اختلاف الزمان والمكان فالأهداف واحدة والأدوار مختلفة ومتعددة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر سوف نسلط الضوء على أوجه التشابه في معطيات الرسالة التي تكلف بحملها نبي الله يوسف (عليه السلام) وبين الأطروحة السماوية لدولة العدل الإلهي التي تكلف بإقامتها الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) وذلك لإرتباطها المباشر بواقعنا الحاضر رغم الفترة الزمنية البعيدة فهناك عدة نقاط وعوامل مشتركة ومتشابه بينهما في الأداء الرسالي علماً أن الهدف والمضمون لايتغير وهو إصلاح المجتمع الإنساني وإقامة أسس العدالة الثابتة والصحيحة ، وسوف نقتصر على عدة جوانب فقط على شكل نقاط وهي :
1- صغر السن : لقد تكلف نبي الله يوسف عليه السلام بحمل الرسالة وأعباءها ومسؤوليتها في عمر لا يتجاوز العشرة سنوات ، وكذلك الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فلقد توج إماماً للعالمين وتكلف بحمل اعباء الإمامة في عمر لايتجاوز الخمسة سنوات ، ولانستغرب ذلك لأن الله عز وجل له من الحكمة مالاندركه أو نفهمه ، فلقد سئل أبي جعفر الباقر (عليه السلام) : (أيكون أن يفضي هذا الأمر أي الحكم ، الى من لم يبلغ ؟؟ قال (عليه السلام) : سيكون ذلك ، قيل فما يصنع ؟؟ قال : يورثه الله تعالى علماً وكتباً ولا يكله إلى نفسه ، ثم قال : إن هذا الأمر في أصغرنا سناً وأجملنا ذكراً ) ..الغيبة للنعماني
2- الغيبة : لقد تعرض نبي الله يوسف (عليه السلام) للغيبة بعدة أشكال أوبشكلين مختلفين الشكل الأول عندما ألقي في غيابت الجب أي البئر العميق وأنقطع عن سائر الناس والمخلوقات والشكل الثاني من أنواع الغيبة بمعنى السفر والغربة وفراق الأهل والأحبة والدار والوطن فلقد تعرض النبي يوسف (عليه السلام) لذلك ولفترة طويلة إستمرت منذ مغادرته أرض كنعان مسقط رأسه ونشأته إلى وصوله إلى مصر وعاش فيها حزيناً غريباً بعيداًعن الأهل والوطن إلى حين لقاءه بوالديه وإخوته ، أما غيبة إمامنا المهدي الموعود (عليه السلام) فقد وقعت بشكلين كما هو معروف صغرى إستمرت سبعين سنة أعتمد فيها على السفراء الأربعة للتواصل مع شيعته ، وكبرى مازالت مستمرة فهو غريب بعيد عن الأهل والأحبة ، فعن أبي عبد الله جعفر ابن محمد (عليه السلام) قال : ( للقائم غيبتان : إحدهما طويلة ، والأخرى قصيرة ، فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته ، والأخرى لايعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه ) ..الغيبة للنعماني .
3- جهل الناس وإستهزاءهم : تعرض النبي يوسف (عليه السلام) إلى إستهزاء الناس به وإستخفافهم بحقه وجهلهم بمكانته وعلمه حتى ثبت بالدليل والبرهان أحقيته بقيادة الأمة آنذاك وقدرته على وضع الحلول الواقعية والعملية ، سياسية كانت أو إقتصادية لإنقاذ الناس من الاوضاع السيئة وأزمات القحط والجوع المهلكة التي مر بها المجتمع في تلك الفترة ، وكذلك الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سوف يجحد الناس حقه ويجهلون علمه ويستهزؤن بمنزلته الى أن يتم عليهم الحجة بالدليل والبرهان ، وسوف يضع الحلول الصحيحة والمناسبة لمشكلات المجتمع على كل الأصعدة وفي كل الميادين السياسية والإقتصادية والاجتماعية ، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ( إن قائمنا إذا قام إستقبل من جهل الناس أشد مما استقبل الرسول (صلى الله عليه واله) من جهال الجاهلية ، قلت وكيف ذاك ؟؟ قال : إن رسول الله أتى الناس وهم يعبدون الحجارة .... وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به ) ..الغيبة للنعماني .
4- الظلم والافتراء : لقد عانى نبي الله يوسف (عليه السلام) من شتى أنواع الظلم في تلك الفترة
اتهم بالكذب والسرقة واتهم بالفاحشة حاشاه من ذلك كله وكذلك الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) سوف يتعرض لأشد من ذلك كله ويفترى عليه ويتهم بالفسق والكفر والخروج عن الدين .
5- المناظرة وإفحام الخصم : لقد اضطر النبي يوسف (عليه السلام) لمناظرة كبار المعاندين والمستكبرين من علماء عصره مايسمون ب(كهنة المعابد) أنذاك المتنفذين والمسيطرين على عقول الجهلة والبسطاء من عامة الناس وذلك لإثبات الحق وإعلاء كلمة الدين وأستطاع أن يكشف زيفهم وضحالة علمهم أمام الناس وأثبت انه الأحكم والأعلم والأفقه والأحلم ، وبنفس الظروف سوف يمر الإمام المهدي الموعود (عجل الله فرجه) ويتحدى كل علماء عصره بالمناظرة والدليل وسوف يكشف للناس من يدعي العلم والتقوى والتفقه والتدين وسوف يواجه بسبب ذلك فتاوى التفسيق والتكفير ، ففي الرواية إن الإمام (عليه السلام) يقول متحدياً علماء عصره وزمانه : ( من يحاجني في الله ، فأنا أولى الناس بالله .......الى ان يقول : من يحاجني في كتاب الله ، فأنا أولى الناس بكتاب الله) .. الغيبة للنعماني
6- الدليل : إن الدليل الذي كان يسوقه ويطرحه النبي يوسف عليه السلام في إثبات أحقيته وصدق دعوته هو تأويل الرؤيا ، حيث إن الناس في ذلك الوقت كانت تعتقد إن القادرعلى تأويل الرؤى هو الأكثر علماً ، وبطبيعة الحال الأكثر علماً هو الأكفأ لقيادة الناس ، ونفس القضية سوف تتكرر مع الإمام المهدي (عجل الله فرجه) حيث سيأتي بدليل يخاطب به أهل زمانه وبما إن المتسالم عليه في المعتقد الإسلامي عموماً والمعتقد الشيعي خصوصاً بان الأعلم بالفقه والأصول هو الأقدر والأحق بقيادة الأمة لأنه أعلم بتشريعات الحلال والحرام ، لذلك سوف يأتي الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بدليل فقهي أصولي يثبت من خلاله أعلميته على سائر العلماء في ذلك الوقت فيلزم الجميع الحجة بإتباعه على اعتبارإنه أعلم أهل زمانه وبالتالي هو أحق الناس بقيادة الأمة ورعاية شؤونها .
7- جمال الروح والوجه : ومن العوامل المشتركة الأخرى هي الشبه في جمال الشكل والمظهر فلقد كان النبي يوسف (عليه السلام) من أحسن الناس وجهاًًًً ولقد إبتلاه الله تعالى بهذه الصفة كما نقل لنا القرآن الكريم ، وكذلك الإمام المهدي (عجل الله فرجه) فهو من أجمل الناس صورةً وهيئةً ً وأكثرهم وقاراً وسكينةً ، ولقد جاء في وصفه (عليه السلام) : (المهدي طاووس أهل الجنة ، وجهه كالقمر الدري ، عليه جلابيب النور....).
اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة
اللهم مكن له في الأرض كما مكنت ليوسف (عليه السلام)
اللهم أنجز له ما وعدته كما أنجزت ليوسف (عليه السلام) إنك لا تخلف الميعاد .(منقول)