بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الوعد الإلهي بإطفاء نار اليهود..
قال الله عز وجل:
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) . (سورة المائدة:64)
وهو وعد إلهي بإطفاء نار الحروب التي يوقدونها ، سواء كانوا طرفاً مباشراً فيها أو حركوا لها الآخرين. وهو وعد لااستثناء فيه لأنه بلفظ: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا) .
والتاريخ البعيد والقريب يشهد بأنهم كانوا وراء إشعال عدد كبير من الفتن والحروب ، ولكن الله تعالى حقق وعده باللطف بالمسلمين والبشرية ، وأبطل كيد اليهود وأحبط خططهم ، وأطفأ نارهم .
ولعل أكبر نار وفتنة أوقدوها على المسلمين والعالم ، نار الحرب الفعلية التي حركوا لها الغرب والشرق ، وكانوا طرفاً مباشراً فيها في فلسطين ، وطرفاً غير مباشر في أكثر بلاد العالم . ولم يبق إلا أن يتحقق الوعد الإلهي بإطفائها .
ويفهم من الآية الشريفة أن عدوانهم وصراعاتهم الداخلية أحد أبواب اللطف الإلهي لإطفاء نارهم ، بقرينة ذكر إطفاء النار في الآية بعدها وكأنه متفرع عليها: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). (المائدة:64)
أما الأحاديث الشريفة عن دورهم في عصر الظهور:
فمنها ، ما يتعلق بتجمعهم في فلسطين قبل المعركة القاضية عليهم تفسيراً لقوله تعالى: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَابِكُمْ لَفِيفاً) (سورة الاسراء:104) ، أي جئنا بكم من كل ناحية جميعاً ، كما في تفسير نور الثقلين .
ومن ذلك ، الحديث الشريف عن مجيئهم وغزوهم لعكا ، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال: (هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟ قالوا نعم. قال لاتقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق ) . ( مستدرك الحاكم:4/476) . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه .
فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات ياعباية ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني ، أي المهدي عليه السلام ). (البحار:53 /60 ).
وهذا يدل على أن اليهود يتسلطون أو يتواجدون في كثير من بلاد العرب . وسوف نذكر معركة المهدي عليه السلام مع السفياني ومعهم ، في أحداث بلاد الشام وأحداث حركة الظهور .
ومنها ، حديث كشفهم للهيكل . فقد ورد في تعداد علامات الظهور عبارة: (وكشف الهيكل) ، الذي يبدو أنه كشف هيكل سليمان (عليه السلام) .
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( ولذلك آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والقذف. وتخريق الزوايا في سكك الكوفة. وتعطيل المساجد أربعين ليلة. وكشف الهيكل وخفق رايات تهتز حول المسجد الأكبر ، القاتل والمقتول في النار) . (البحار:52/273) .
ويحتمل أن يكون الهيكل أثراً تاريخياً غير هيكل سليمان (عليه السلام) ، أو في محل آخر غير القدس ، حيث ورد ذكره بصيغة (كشف الهيكل) بنحو مطلق ، ولم يذكر من يكشفه .
والفقرات الأولى من الرواية تتحدث عن حالة حرب في الكوفة ، التي يرد ذكرها أحياناً بمعنى العراق ، وقد تكون هنا بمعنى مدينة الكوفة . وحصارها وقذفها واتخاذ المتاريس في زوايا شوارعها .
أما الرايات المتصارعة حول المسجد الحرام ، فهي تشير إلى صراع القبائل في الحجاز على الحكم قبيل ظهور المهدي (عليه السلام عج)، وفيه أحاديث كثيرة .
ومنها ، الأحاديث التي تعين القوم الذين يسلطهم الله تعالى عليهم بعد إفسادهم وعلوهم في العالم . وقد تقدم بعضها في تفسير الآيات الشريفة ، ويأتي ذكر بعضها في الحديث عن إيران وشخصياتها في عصر الظهور ، من قبيل حديث الرايات السود المستفيض: ( تخرج من خراسان راياتٌ سودٌ فلا يردها شئ حتى تنصب في إيلياء) . وغيره .
ومنها ، أحاديث استخراج المهدي (عليه السلام) للتوراة الأصلية من غار بأنطاكية ، وجبل بالشام، وجبل بفلسطين ، ومن بحيرة طبرية ، ومحاجته اليهود بها. فعن النبي (صلى الله عليه وآله) قاليستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية) (البحار:51/25)
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ( يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية ، وأسفار التوراة من جبل بالشام يحاج بها اليهود فيسلم كثير منهم). ( منتخب الأثر ص 309 )
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (يظهر على يديه تابوت السكينة من بحيرة طبرية ، يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس فإذا نظرت إليه اليهودأسلمت إلا قليلاً منهم) (الملاحم والفتن ص57)
وتابوت السكينة هو المذكور في قوله تعالى:
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة: 247)
وقد ورد أن هذا الصندوق الذي فيه مواريث الأنبياء (عليهم ال
سلام) كان آية وعلامة لبني إسرائيل على إمامة من يكون عنده ، وأن الملائكة جاءت به تحمله بين جموع بني إسرائيل حتى وضعته أمام طالوت (عليه السلام )، ثم سلمه طالوت لداود ، وداود لسليمان ، وسليمان لوصيه آصف بن برخيا ، على نبينا (وآله وعليهم السلام). ثم فقده بنو إسرائيل بعد وصي سليمان (عليهما السلام) عندما أطاعوا غيره .
ومعنى: (فيسلم كثير منهم) أو (أسلمت إلا قليلاً منهم) من الذين يرون تابوت السكينة ، أو الذين يحاجهم المهدي (عليه السلام )بنسخ التوراة الأصلية ، أو من الذين يبقيهم المهدي (عليه السلام) في فلسطين بعد تحريرها وهزيمتهم .
وفي رواية أخرى أنه يسلم له من اليهود ثلاثون ألفاً ، وهو عدد قليل بالنسبة إلى مجموعهم .
ومنها ، أحاديث معارك الإمام المهدي (عليه السلام ) واصحابه مع اليهود ، كالحديث الذي تقدم عن إخراج المهدي (عليه السلام )لليهود من جزيرة العرب ، ولايكون ذلك إلا بالإنتصار عليهم وطردهم من فلسطين، فقد روت مصادر السنة والشيعة أحاديث معركة المهدي (عليه السلام )الكبرى وأن طرفها المباشر يكون السفياني وخلفه اليهود والروم ، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا ، أي على طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني ، ثم إلى طبرية ودمشق والقدس . وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة: حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي فاقتله.. وسيأتي ذكرها في أحداث حركة ظهور المهدي أرواحنا فداه .
ومنها ، أحاديث معركة مرج عكا ، وقد تكون جزءً من المعركة الكبرى المتقدمة ، ولكن المرجح أنها جزء من المعركة الثانية التي يخوضها المهدي (عليه السلام )مع الغربيين ومن يأتي معهم من اليهود بعد سنتين أو ثلاث سنوات من فتح فلسطين وهزيمة اليهود والغربيين .
فقد ذكرت الأحاديث أن المهدي (عليه السلام ) يعقد بعدها اتفاقية هدنة وعدم اعتداء مع الروم أي الغربيين مدتها سبع سنين أو عشر سنين ، ويبدو أن عيسى (عليه السلام ) يكون الوسيط فيها ، ثم يغدر الروم وينقضونها بعد سنتين أو ثلاثة ، ويأتون ثمانين فرقة كل فرقة اثنا عشر ألفاً ، وتكون هذه المعركة الكبرى التي يقتل فيها كثير من أعداء الله تعالى ، وقد وصفت بأنها الملحمة العظمى ، ومأدبة مرج عكا ، أي مأدبة سباع الأرض وطيور السماء من لحوم الجبارين! فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفاً من المسلمين يشهدون الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا ). (بشارة الإسلام ص 297 ).
ومنها ، أحاديث تدل على موقع عكا العسكري في عهد المهدي ، (عليه السلام ) وأنه يجعلها قاعدة بحرية لفتح أوربا ، فقد ورد أنه عليه السلام ( يبني أربع مئة سفينة في ساحل عكا . ويتوجه إلى بلاد الروم فيفتح رومية مع أصحابه) . ( الزام الناصب ص 224) .
منقول..
اللهم صل على محمد و آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الوعد الإلهي بإطفاء نار اليهود..
قال الله عز وجل:
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) . (سورة المائدة:64)
وهو وعد إلهي بإطفاء نار الحروب التي يوقدونها ، سواء كانوا طرفاً مباشراً فيها أو حركوا لها الآخرين. وهو وعد لااستثناء فيه لأنه بلفظ: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا) .
والتاريخ البعيد والقريب يشهد بأنهم كانوا وراء إشعال عدد كبير من الفتن والحروب ، ولكن الله تعالى حقق وعده باللطف بالمسلمين والبشرية ، وأبطل كيد اليهود وأحبط خططهم ، وأطفأ نارهم .
ولعل أكبر نار وفتنة أوقدوها على المسلمين والعالم ، نار الحرب الفعلية التي حركوا لها الغرب والشرق ، وكانوا طرفاً مباشراً فيها في فلسطين ، وطرفاً غير مباشر في أكثر بلاد العالم . ولم يبق إلا أن يتحقق الوعد الإلهي بإطفائها .
ويفهم من الآية الشريفة أن عدوانهم وصراعاتهم الداخلية أحد أبواب اللطف الإلهي لإطفاء نارهم ، بقرينة ذكر إطفاء النار في الآية بعدها وكأنه متفرع عليها: (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ). (المائدة:64)
أما الأحاديث الشريفة عن دورهم في عصر الظهور:
فمنها ، ما يتعلق بتجمعهم في فلسطين قبل المعركة القاضية عليهم تفسيراً لقوله تعالى: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَابِكُمْ لَفِيفاً) (سورة الاسراء:104) ، أي جئنا بكم من كل ناحية جميعاً ، كما في تفسير نور الثقلين .
ومن ذلك ، الحديث الشريف عن مجيئهم وغزوهم لعكا ، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال: (هل سمعتم بمدينة جانب منها في البحر؟ قالوا نعم. قال لاتقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق ) . ( مستدرك الحاكم:4/476) . وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً ، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب ، ولأسوقن العرب بعصاي هذه .
فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات ياعباية ذهبت غير مذهب. يفعله رجل مني ، أي المهدي عليه السلام ). (البحار:53 /60 ).
وهذا يدل على أن اليهود يتسلطون أو يتواجدون في كثير من بلاد العرب . وسوف نذكر معركة المهدي عليه السلام مع السفياني ومعهم ، في أحداث بلاد الشام وأحداث حركة الظهور .
ومنها ، حديث كشفهم للهيكل . فقد ورد في تعداد علامات الظهور عبارة: (وكشف الهيكل) ، الذي يبدو أنه كشف هيكل سليمان (عليه السلام) .
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( ولذلك آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والقذف. وتخريق الزوايا في سكك الكوفة. وتعطيل المساجد أربعين ليلة. وكشف الهيكل وخفق رايات تهتز حول المسجد الأكبر ، القاتل والمقتول في النار) . (البحار:52/273) .
ويحتمل أن يكون الهيكل أثراً تاريخياً غير هيكل سليمان (عليه السلام) ، أو في محل آخر غير القدس ، حيث ورد ذكره بصيغة (كشف الهيكل) بنحو مطلق ، ولم يذكر من يكشفه .
والفقرات الأولى من الرواية تتحدث عن حالة حرب في الكوفة ، التي يرد ذكرها أحياناً بمعنى العراق ، وقد تكون هنا بمعنى مدينة الكوفة . وحصارها وقذفها واتخاذ المتاريس في زوايا شوارعها .
أما الرايات المتصارعة حول المسجد الحرام ، فهي تشير إلى صراع القبائل في الحجاز على الحكم قبيل ظهور المهدي (عليه السلام عج)، وفيه أحاديث كثيرة .
ومنها ، الأحاديث التي تعين القوم الذين يسلطهم الله تعالى عليهم بعد إفسادهم وعلوهم في العالم . وقد تقدم بعضها في تفسير الآيات الشريفة ، ويأتي ذكر بعضها في الحديث عن إيران وشخصياتها في عصر الظهور ، من قبيل حديث الرايات السود المستفيض: ( تخرج من خراسان راياتٌ سودٌ فلا يردها شئ حتى تنصب في إيلياء) . وغيره .
ومنها ، أحاديث استخراج المهدي (عليه السلام) للتوراة الأصلية من غار بأنطاكية ، وجبل بالشام، وجبل بفلسطين ، ومن بحيرة طبرية ، ومحاجته اليهود بها. فعن النبي (صلى الله عليه وآله) قاليستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية) (البحار:51/25)
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ( يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية ، وأسفار التوراة من جبل بالشام يحاج بها اليهود فيسلم كثير منهم). ( منتخب الأثر ص 309 )
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (يظهر على يديه تابوت السكينة من بحيرة طبرية ، يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس فإذا نظرت إليه اليهودأسلمت إلا قليلاً منهم) (الملاحم والفتن ص57)
وتابوت السكينة هو المذكور في قوله تعالى:
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة: 247)
وقد ورد أن هذا الصندوق الذي فيه مواريث الأنبياء (عليهم ال
سلام) كان آية وعلامة لبني إسرائيل على إمامة من يكون عنده ، وأن الملائكة جاءت به تحمله بين جموع بني إسرائيل حتى وضعته أمام طالوت (عليه السلام )، ثم سلمه طالوت لداود ، وداود لسليمان ، وسليمان لوصيه آصف بن برخيا ، على نبينا (وآله وعليهم السلام). ثم فقده بنو إسرائيل بعد وصي سليمان (عليهما السلام) عندما أطاعوا غيره .
ومعنى: (فيسلم كثير منهم) أو (أسلمت إلا قليلاً منهم) من الذين يرون تابوت السكينة ، أو الذين يحاجهم المهدي (عليه السلام )بنسخ التوراة الأصلية ، أو من الذين يبقيهم المهدي (عليه السلام) في فلسطين بعد تحريرها وهزيمتهم .
وفي رواية أخرى أنه يسلم له من اليهود ثلاثون ألفاً ، وهو عدد قليل بالنسبة إلى مجموعهم .
ومنها ، أحاديث معارك الإمام المهدي (عليه السلام ) واصحابه مع اليهود ، كالحديث الذي تقدم عن إخراج المهدي (عليه السلام )لليهود من جزيرة العرب ، ولايكون ذلك إلا بالإنتصار عليهم وطردهم من فلسطين، فقد روت مصادر السنة والشيعة أحاديث معركة المهدي (عليه السلام )الكبرى وأن طرفها المباشر يكون السفياني وخلفه اليهود والروم ، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا ، أي على طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني ، ثم إلى طبرية ودمشق والقدس . وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة: حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي فاقتله.. وسيأتي ذكرها في أحداث حركة ظهور المهدي أرواحنا فداه .
ومنها ، أحاديث معركة مرج عكا ، وقد تكون جزءً من المعركة الكبرى المتقدمة ، ولكن المرجح أنها جزء من المعركة الثانية التي يخوضها المهدي (عليه السلام )مع الغربيين ومن يأتي معهم من اليهود بعد سنتين أو ثلاث سنوات من فتح فلسطين وهزيمة اليهود والغربيين .
فقد ذكرت الأحاديث أن المهدي (عليه السلام ) يعقد بعدها اتفاقية هدنة وعدم اعتداء مع الروم أي الغربيين مدتها سبع سنين أو عشر سنين ، ويبدو أن عيسى (عليه السلام ) يكون الوسيط فيها ، ثم يغدر الروم وينقضونها بعد سنتين أو ثلاثة ، ويأتون ثمانين فرقة كل فرقة اثنا عشر ألفاً ، وتكون هذه المعركة الكبرى التي يقتل فيها كثير من أعداء الله تعالى ، وقد وصفت بأنها الملحمة العظمى ، ومأدبة مرج عكا ، أي مأدبة سباع الأرض وطيور السماء من لحوم الجبارين! فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفاً من المسلمين يشهدون الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا ). (بشارة الإسلام ص 297 ).
ومنها ، أحاديث تدل على موقع عكا العسكري في عهد المهدي ، (عليه السلام ) وأنه يجعلها قاعدة بحرية لفتح أوربا ، فقد ورد أنه عليه السلام ( يبني أربع مئة سفينة في ساحل عكا . ويتوجه إلى بلاد الروم فيفتح رومية مع أصحابه) . ( الزام الناصب ص 224) .
منقول..