النظرة .. سهم مسموم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها نحن ذا نحط رحلنا في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بعد رحلة طويلة وشاقة نبحث فيها عن مُضيف وسيع بنفوس أهله الطيبين وجودهم الذي لا حد له وموائدهم الحاوية لزاد لا ينضب يُشبع الفكر بعظيم المعرفة ويغني النفس بطيب الصفات ..
استقبلنا منهم بالحب وبإشراقة وجوههم النيرة ، وبعد أن طاب لنا المقام فُرشت لنا تلك المائدة التي لا مثيل لها فيها كنوز المعرفة وطيب الغذاء فدُعينا للأكل منها فبدأنا باسم الله بأكل طيب الخُلُق وشربِ ماء العلم ، وبينما وبينما أيدينا تمتد لتناولنا غذاء الروح والفكر من تلك المائدة الطيبة إذ بها تمتد لغذاءٌ طيب المذاق تعشقه الروح وتسعد به النفس وتطيب له الخواطر ، غذاءٌ ممزوج بلُقاحٍ قوي يقي من السقوط في أحضان الشيطان خصوصاً لبناتنا الفاضلات ، يتحصن بتناولهن له من العار ذلك الوباء الذي يخترقهن من نظرة شيطانية تتبعها ابتسامة صفراء ممن لبس جلد الرجال وهو في جوهره شيطان قد مزج ابتسامته بسلام بعيد عن تحية الإسلام فإذا مامتلك مشاعر إحداهن طلب منها اللقاء على الرذيلة لتجد نفسها وقد أصيبت بالعار والسقوط في أحضان الشيطان والعياذ بالله ..
لقد تَفَضَلَت مولاتنا الزهراء عليها السلام بذلك الغذاء الرائع الممزوج بذلك اللقاح الواقي من الزنى المزلزل لعرش الجبار ، فقد ورد عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله
أنه سألها قائلاً: أي شيء خيرٌ للمرأة؟ فأجابته بذلك الغذاء الممزوج بالتطعيم الواقي من الرذيلة والعار بقولها : أن لا ترى رجلاً ولا رجلٌ يراها ..
هناك من يضع 1000 خط وخط على جواب الزهراء عليها السلام مبرراً ذلك بكبت حرية المرأة ، خصوصاً أولئك الساقطين الذين يُريدون للمرأة التحلل باسم الحرية ، واضعين سمومهم في عسلٍ ليطعموه بناتنا فإذا ما شربن منه ظهر عليهن أثار البلاء ، فلا يجدن حينها دواءاً يخلصهن من ذلك الداء إلا بتعاطي المخدرات أو الإنتحار ..
إن الزهراء عليها السلام شخصت العلة قبل أن تستشري في عقول بناتنا فوضعت لهُ تركيبة قوية تمنع إختراق الوباء ودعتنا لتناوله كغذاء على مائدتها الطيبة لنهنأ وبناتنا بحياة خالية من الفساد ..
أخوتي: كمٍ من فتاةٍ غافلة سقطت في أحضان الرذيلة من خلال سهمٍ مسموم أُصيبت به من عين شيطانٍ لبس جلد إنسان ، بادلته النظرة بغفلة فوجدت في نظرته حلاوة فابتسمت متلذذة فلما رأها مبتسمة كشر عن أنيابه بابتسامة صفراء وسلام تبعه كلام وبعد أن امتلك مشاعرها طلب اللقاء معها في خلوة عن خلق الله ، فسلمت له نفسها وجاءته برجليها فلما رأها مُقبلة أمسكها بقوة كي لا تفر وتهرب غارساً مخالبه في جسدها آكِلاً شرفها ومن ثم رماها من حياته وتركها تعاني الألم وتقاسي مرارة الندم ، فلم تجد إلا الهروب من واقعها المرير إما بتعاطي المخدرات أو بالإستمرار في الرذيلة والعهر أو بالتفكير في الخلاص من حياتها بالإنتحار ..
أخواتي الفاضلات: لبِين دعوة الزهراء وكِلن من غذائها الطيب لتُحصن أنفسكن من سهام الشياطين المزوجة بالشهد والمطلية بمشاعر الحب الكاذب المنتهي بالندم والألم والعار في هذه الحياة وفي الآخرة .(منقول)