للهم صل على محمدوآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
حسن النية وجميل القصد وتغيير العادات
عن الإمام علي (عليه السلام): (عوّد نفسك حسن النيه وجميل القصد تدرك في مباغيك النجاح).
(عوّد نفسك فعل المكارم، وتحمّل أعباء المغارم تشرف نفسك وتعمر آخرتك ويكثر حامدوك)
(غالبوا أنفسكم على ترك العادات وجاهدوا أهوائكم تملكوها..).
اعترفنا بصعوبة تغيير العادة فهي طبع ثان ومخزون عميق الأثر في عقول الأفراد في المجتمع ولها ترسبات متجذرة في ذهنياتهم ولكن فيها قابلية التغيير مع الصعوبات، وانسياب الأحاديث والروايات أيضاً يدفعنا إلى محاولة التغيير والثبات عليه وذلك بتكلف التعويد على الأخلاقيات الإنسانية البناءة وتحمل أعباء ذلك ومغالبة النفس على ترك العادات القبيحة اللإنسانية لأن النتيجة كما يسوقونها هي إمكان تملك الأهواء والسيطرة عليه رغم المشقة فعن الإمام علي (عليه السلام) في مقولة أخرى (الارتقاء إلى الفضائل صعب منجي، والانحطاط إلى الرذائل سهل مردي) والتفكير أهم عوامل التغيير لأن وضع الدافع من السلوك وضع متوسط، والأخلاق محاولة وصف لتعبير الدافع في مواقف معينة تعبيراً يؤدي إلى الإنعاش والتجديد.
والمسألة ليست بهذه السهولة، إذ أنه من اليسير أن نخضع المسالك الرئيسية العامة للعمل والاعتقاد لتقاعس التقاليد، وأن نقدس التقاليد بالارتباط العاطفي بما تقدمه من راحة وسهولة ومميزات بدلاً من أن نقدسها بالممارسة بأن نعمل على أن تتوازن تماماً مع الحاجات الحاضرة، إضافة إلى أن الدوافع التي لا تستخدم في سبيل التجديد واستعادة الحيوية تنحرف لتسير في بربرية لا تعترف بقانون، أو تسير في تهذيباتها العاطفية أو تنحرف إلى حالات مرضية، حيث بمرور الوقت لا يمكن احتمال التقاليد نتيجة لما تحاول كبته، ونتيجة نشوب حرب أو وقوع مأساة داخلية تحرر الدوافع لتعبر عن نفسها تعبيراً غير محدود، وفي مثل هذا الوقت نكوّن لأنفسنا فلسفات تقول بأن التقدم هو الحركة، وأن التلقائية العمياء هي الحرية وتجعل الدافع قانوناً في حد ذاته تحت اسم تقديس الفردية أو الرجوع إلى معايير الطبيعة.
وعليه فتحرير بعض المخزون من الدوافع هو فرصة وليس هدفاً، فهو يحدث نتيجة المصادفة ولكنه يتيح للخيال والاختراع فرصتهما، والبديل الأخلاقي للدافع المتحرر ليس هو النشاط المباشر، ولكن التأمل والتفكير في طريقة استعمال الدافع لتجديد الاستعداد وإعادة تنظيم العادة والهرب من قبضة التقاليد، يتيح الفرصة للقيام بالأعمال القديمة في أساليب جديدة.
إذن كسر العادات والتقاليد يحرر الدافع، ولكن عمل الذكاء أن يصل إلى أساليب استعمالها، فإما أن نرسي السفينة في الميناء حتى تبلى، وإما أن نتركها سائبة تلعب بها الرياح كيفما شاءت، وأما أن نوجهها بالعقل في الطريق الصحيح.
فالدافع دينياً كان أو غير ديني نحتاج إليه لإثارة التفكير، وبدء التأمل وتحريك الاعتقاد ولكن التفكير وحده هو الذي يلاحظ العقبات، ويخترع الأدوات، ويدرك الأهداف ويوجه الوسائل، وبذلك يحوّل الدافع إلى فن يعيش في الأشياء.
فالتفكير يولد توأماً للدافع في كل لحظة من لحظات العادة، المعوقة، وإذا لم يعتن به، فسرعان ما يغنى وتستمر العادة والغريزة في حربهما.
فكل حياة أخلاقية لها تحررها، ولكن هذا العامل التحرري لا يجد التعبير الكامل في العمل المباشر، بل في شجاعة الذكاء في أن يذهب إلى أعمق مما تذهب إليه التقاليد أو الدافع المباشر.
ولذلك يوبخ سبحانه وتعالى الكافرين عندما قالوا
(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ)
لما دعاهم إلى الإيمان برسله وأنبيائه، وأيضاً يذكرهم بدور العقل والتفكير (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
منقول
حسن النية وجميل القصد وتغيير العادات
عن الإمام علي (عليه السلام): (عوّد نفسك حسن النيه وجميل القصد تدرك في مباغيك النجاح).
(عوّد نفسك فعل المكارم، وتحمّل أعباء المغارم تشرف نفسك وتعمر آخرتك ويكثر حامدوك)
(غالبوا أنفسكم على ترك العادات وجاهدوا أهوائكم تملكوها..).
اعترفنا بصعوبة تغيير العادة فهي طبع ثان ومخزون عميق الأثر في عقول الأفراد في المجتمع ولها ترسبات متجذرة في ذهنياتهم ولكن فيها قابلية التغيير مع الصعوبات، وانسياب الأحاديث والروايات أيضاً يدفعنا إلى محاولة التغيير والثبات عليه وذلك بتكلف التعويد على الأخلاقيات الإنسانية البناءة وتحمل أعباء ذلك ومغالبة النفس على ترك العادات القبيحة اللإنسانية لأن النتيجة كما يسوقونها هي إمكان تملك الأهواء والسيطرة عليه رغم المشقة فعن الإمام علي (عليه السلام) في مقولة أخرى (الارتقاء إلى الفضائل صعب منجي، والانحطاط إلى الرذائل سهل مردي) والتفكير أهم عوامل التغيير لأن وضع الدافع من السلوك وضع متوسط، والأخلاق محاولة وصف لتعبير الدافع في مواقف معينة تعبيراً يؤدي إلى الإنعاش والتجديد.
والمسألة ليست بهذه السهولة، إذ أنه من اليسير أن نخضع المسالك الرئيسية العامة للعمل والاعتقاد لتقاعس التقاليد، وأن نقدس التقاليد بالارتباط العاطفي بما تقدمه من راحة وسهولة ومميزات بدلاً من أن نقدسها بالممارسة بأن نعمل على أن تتوازن تماماً مع الحاجات الحاضرة، إضافة إلى أن الدوافع التي لا تستخدم في سبيل التجديد واستعادة الحيوية تنحرف لتسير في بربرية لا تعترف بقانون، أو تسير في تهذيباتها العاطفية أو تنحرف إلى حالات مرضية، حيث بمرور الوقت لا يمكن احتمال التقاليد نتيجة لما تحاول كبته، ونتيجة نشوب حرب أو وقوع مأساة داخلية تحرر الدوافع لتعبر عن نفسها تعبيراً غير محدود، وفي مثل هذا الوقت نكوّن لأنفسنا فلسفات تقول بأن التقدم هو الحركة، وأن التلقائية العمياء هي الحرية وتجعل الدافع قانوناً في حد ذاته تحت اسم تقديس الفردية أو الرجوع إلى معايير الطبيعة.
وعليه فتحرير بعض المخزون من الدوافع هو فرصة وليس هدفاً، فهو يحدث نتيجة المصادفة ولكنه يتيح للخيال والاختراع فرصتهما، والبديل الأخلاقي للدافع المتحرر ليس هو النشاط المباشر، ولكن التأمل والتفكير في طريقة استعمال الدافع لتجديد الاستعداد وإعادة تنظيم العادة والهرب من قبضة التقاليد، يتيح الفرصة للقيام بالأعمال القديمة في أساليب جديدة.
إذن كسر العادات والتقاليد يحرر الدافع، ولكن عمل الذكاء أن يصل إلى أساليب استعمالها، فإما أن نرسي السفينة في الميناء حتى تبلى، وإما أن نتركها سائبة تلعب بها الرياح كيفما شاءت، وأما أن نوجهها بالعقل في الطريق الصحيح.
فالدافع دينياً كان أو غير ديني نحتاج إليه لإثارة التفكير، وبدء التأمل وتحريك الاعتقاد ولكن التفكير وحده هو الذي يلاحظ العقبات، ويخترع الأدوات، ويدرك الأهداف ويوجه الوسائل، وبذلك يحوّل الدافع إلى فن يعيش في الأشياء.
فالتفكير يولد توأماً للدافع في كل لحظة من لحظات العادة، المعوقة، وإذا لم يعتن به، فسرعان ما يغنى وتستمر العادة والغريزة في حربهما.
فكل حياة أخلاقية لها تحررها، ولكن هذا العامل التحرري لا يجد التعبير الكامل في العمل المباشر، بل في شجاعة الذكاء في أن يذهب إلى أعمق مما تذهب إليه التقاليد أو الدافع المباشر.
ولذلك يوبخ سبحانه وتعالى الكافرين عندما قالوا
(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ)
لما دعاهم إلى الإيمان برسله وأنبيائه، وأيضاً يذكرهم بدور العقل والتفكير (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
منقول