إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدعاء وسرعة الإستجابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدعاء وسرعة الإستجابة

    لا يخفى على أحد أن للدعاء أهمية كبيرة عند الله سبحانه وتعالى فهو يعتبر صلاة العبد لربه فذلك يعني إن الدعاء هو الصلة المتواصلة والمستمرة مع الله لا تنقطع ، فتراه سبحانه يأمر عباده بالدعاء كما في قوله تعالى { وقال ربكم أدعوني أستجب لكم } وقوله أيضاً { واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان } وان في القرآن ايات كثيرة تحث الانسان على الدعاء وآيات تبين طرق الدعاء وان الدعاء يكون في كلا الحالتين عند الشدة والرفاه ويبين لنا ايضاً ان الدعاء يكون سراً وعلانية ، وان الدعاء هو خير العبادات وتعتبر الصلاة هي الدعاء وكما بين سبحانه منزلة الدعاء وقرنها بالعبادة كما في قوله { وأعتزلكم وما تعبدون من دون الله وأدعوا ربي عسى الا اكون بدعاء ربي شقيا } فكم عظيم هو الدعاء ، فبعد ان بينا أهمية الدعاء نود أن نوضح أهمية مواضع الدعاء وكيف ان الله سبحانه نبه على ذلك في كتابه العزيز في قصة مريم (عليها السلام) عندما دخل عليها زكريا (ع) فوجد عندها رزقاً { قال أنى لك هذا قالت هو من عند الله} فعند ذلك تنبه زكريا وعرف انه في ذلك الموضع رحمة خاصة وباباً مفتوحاً مع الله لا يرد سائله فعندها دعا زكريا ربه وطلب من الله سبحانه ان يرزقه بولد يرث من آل يعقوب بعد ان عرف انه ليس شيئاً مستحيلاً على الله فكانت الاستجابة سريعة رغم وجود الاستحالة المادية بأن زوجته عاقراً وانه قد بلغ من الكبر عتياً ووهن عظمه لكن ذلك ليس صعباً على الله لمن دعاه بقلب سليم ، فنحن لا نسهب بذكر القصة ولكن فقط يهمنا منها التذكرة حول موضع الدعاء .{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37. {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء }آل عمران38. { فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} ال عمران 39-41. ان من المواضع الاخرى للدعاء هي لحظة يكون فيها العبد قريب من ربه خاشعاً قلبه لا يشغله عن الله شيء من هذه اللحظة تكون حجباً قد أزيلت لصلاح سريرة العبد وهي كما عبر عنها الرسول محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ( بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ، فأذا وجدتموها فأغتنموا الدعاء ) فهذا دليل آخر على أهمية مواضع الدعاء حيث تكون لهذه اللحظة خصوصية مع الله سبحانه وأن بابه واسع مفتوح ، لكن هذه اللحظة يحضى بها العبد متى شاء ذلك اي عند تخليه عن كثير من المواقع التي تمنعه عن الله والا فأن الله لا يحتجب عن خلقه وانما تحجبهم الاعمال دونه فهذا التأكيد يقودنا الى القول أن لموضع الدعاء اهمية في سرعة الاجابة لأن الله لا يرد يد العبد خالية وهو الكريم في كل الاحوال ، لكن هناك ابواب جعلها الله عندما يطرقها العبد تكون الاستجابة أسرع وهي القصد منها حث العبد على التأهب الدائم لربه وأصلاح نفسه لكي يحصل على قرب من الله وكلما كان العبد قريباً من الله كلما كان أستجابة دعاءه اسرع ولنا في حديث الرسول (ص) اسوة (( تفرغوا من هموم الدنيا ما أستطعتم فأنه من أقبل على الله تعالى بقلبه جعل الله قلوب العباد منقاده اليه بالمودة والرحمة وكان الله اليه بكل خير اسرع )) فهذا الحديث يرينا كيف ان الرسول (ص) يدعونا الى الابتعاد عن هموم الدنيا وكثرة الانشغال بها والاقبال على الله سبحانه وجعل القلب متعلقاً بالله لأن في ذلك صلاحنا وهو يعلم ان العبد اذا كان قلبه بيت الله فأن من المؤكد ان الله يكون بكل خير اليه اسرع . فمن ذلك عرفنا ان الله سبحانه يريد ان ينبه عباده ان هناك مواضع واوقات للدعاء تكون الاجابة فيها اسرع . فعندما يذكر لنا الباري تعالى عن أبينا ابراهيم (ع) بقوله {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127. وكيف انهما يدعوان الله وقالا ربنا اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات لهو دليل واضح على أستجابة الدعاء عند البيت الحرام وكذلك امر الله سبحانه العباد ان يتخذوا من مقام ابراهيم مصلى أي مكاناً للدعاء أي أن في هذه البقعة باباً سريع الاستجابة لمن يطرقه ، وأيضاً من هذه المواضع هي ليلة القدر التي بين الله سبحانه فضلها بقوله {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }القدر3. فهي ليلة تنزل فيها الملائكة والروح يأذن ربهم ، فهذه الليلة يكون فيها الباب واسعاً للدعاء وأن الاستجابة تكون سريعة ، ولكن بين لنا سبحانه ان من الشروط التي يجب ان تتوفر فينا لكي تكون الاجابة سريعة وهذه الشروط ذكرها سبحانه في الايات 83-90 من سورة الانبياء {{83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ{84} وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ{85} وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ{86} وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ{87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ{88} وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ{89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ{90}}. فهذا الذي يريده الله ان يتوفر في عباده اي انهم يسارعون في فعل الخيرات اي القيام بالافعال التي تقربنا الى الله وان ندعوه رغباً ورهباً اي لا نترك الدعاء في جميع الاحوال وان نكون متفكرين في الله راغبين في عطائه وخائفين من عذابه وان نخشاه سبحانه وتكون قلوبنا لينة خاشعة من خشيته ممتلئة بنوره اي اننا نحمل اخلاق الانبياء اللذين بعثهم الله لينيروا الدرب للبشرية ويهدونهم الى الصراط المستقيم فعندها يكون دعاء العبد بقلبه وليس بلسانه أي لا نعني انه لا يتكلم لكن المقصود ان كلامه من القلب الخاشع الممتليء بحب الله سبحانه ، والمتوكل على الله . وهذا ليس صعباً لأن عطاء الله واسع ولا يختص بأحد لكن الله يختص برحمته من يشاء اي من يشاء ذلك فعلينا ان نبحث دائماً ونتفكر وان لا تفوتنا اللحظة التي نكون فيها بقرب الله وان لا يحجبنا عنه شيء ونرفع ايدينا وابصارنا اليه لكي يشملنا برحمته الوسعة.
يعمل...
X