وما إبطاء ((نوح))، فإنه لما استنزل العقوبه على قومه من السماء،
بعث الله عز وجل إليه الروح الأمين جبرائيل عليه السلام ،
ومعه سبع نويات، فقال: ((يا نبي الله:إن الله تبارك وتعاله يقول لك:
هؤلاء خلائقي وعبادي* ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي،
إلابعد تأكيد الدعوة، والزام الحجة* فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه* واغرس هذه النوى، فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص*فبشر من معك من المؤمنين*
فلما نبتت الأشجاروتأزرت وتشرفت، وزها الثمر عليها - بعد زمان طويل- استنجز من الله العدة، فأمره: أن يغرس من نوى تلك
الأشجار،ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه
واخبر الطوائف التي آمنت به، فارتد منهم ثلاث مائة رجل
وقالو: لوكان ما يقوله نوح حقاً، لما وقع في وعد ربه خلف. ثم
إنه لم يزل يمأ مره كل مرة: أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد اخرى،إلى أن عاودا إلى نيف وسبعين رجلًا،
فأوحى الله عز وجل إليه، وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك، وصرح الحق عن محضه،
وصفا الكدر بأرتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو اني أهلكت الكفار، وأبقيت من ارتد من الطوائف التي قد كانت اَمنت بك،
لما كنت صدقت وعدي السابق المؤمنين، الذين أخلصوا التوحيد من قومك واعتصموا بفضل نبوتك،
بأن أستخلفهم في الأرض، وأمكن لهم دينهم، وأبدل خوفهم
بالأمن، تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم،
فكيف يمكن الاستخلاف والتمكين وبذل الأمن لهم، مع ما
كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا، وخبث طويتهم، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق، وسنوخ الضلالة؟*
فلو أنهم يئسوا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف، إذا أهلكت أعداءهم لنقشوا روايح صفائه، ولاستحكمت مرائر نفاقهم، وتأيدت حبال ضلالة قلوبهم، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالأمر والنهي* وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمن في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب؟* كلا ((فاصنع الفلك بأعيننا ووحينَا))*
بعث الله عز وجل إليه الروح الأمين جبرائيل عليه السلام ،
ومعه سبع نويات، فقال: ((يا نبي الله:إن الله تبارك وتعاله يقول لك:
هؤلاء خلائقي وعبادي* ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي،
إلابعد تأكيد الدعوة، والزام الحجة* فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه* واغرس هذه النوى، فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص*فبشر من معك من المؤمنين*
فلما نبتت الأشجاروتأزرت وتشرفت، وزها الثمر عليها - بعد زمان طويل- استنجز من الله العدة، فأمره: أن يغرس من نوى تلك
الأشجار،ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه
واخبر الطوائف التي آمنت به، فارتد منهم ثلاث مائة رجل
وقالو: لوكان ما يقوله نوح حقاً، لما وقع في وعد ربه خلف. ثم
إنه لم يزل يمأ مره كل مرة: أن يغرس تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد اخرى،إلى أن عاودا إلى نيف وسبعين رجلًا،
فأوحى الله عز وجل إليه، وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك، وصرح الحق عن محضه،
وصفا الكدر بأرتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو اني أهلكت الكفار، وأبقيت من ارتد من الطوائف التي قد كانت اَمنت بك،
لما كنت صدقت وعدي السابق المؤمنين، الذين أخلصوا التوحيد من قومك واعتصموا بفضل نبوتك،
بأن أستخلفهم في الأرض، وأمكن لهم دينهم، وأبدل خوفهم
بالأمن، تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم،
فكيف يمكن الاستخلاف والتمكين وبذل الأمن لهم، مع ما
كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا، وخبث طويتهم، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق، وسنوخ الضلالة؟*
فلو أنهم يئسوا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف، إذا أهلكت أعداءهم لنقشوا روايح صفائه، ولاستحكمت مرائر نفاقهم، وتأيدت حبال ضلالة قلوبهم، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالأمر والنهي* وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمن في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب؟* كلا ((فاصنع الفلك بأعيننا ووحينَا))*