زواج النور من النور
ما ان دخلت السنة الثانية للهجرة وبدأت طلائع الاستقرار تلوح على المسلمين ، حتى بدأ الخطاب يتقدمون الى النبي (ص) يطلبون يد الزهراء(ع) منه وهو يردهم رداً جميلاً ويقول لكل من جاءه ( إني انتظر فيها امر الله تعالى وبلا شك لقد كان علي بن ابي طالب (ع) احد الراغبين في هذا الزواج ولكن الحياء منعه من مفاتحة النبي (ص) بذلك وفي الوقت ذاته فإن الزواج يتطلب إمكانيات مادية وليس لديه شيء من ذلك غير ان جماعة الصحابة (رضوان الله عليهم) شجعوه على الاقدام لمفاتحة النبي (ص) على الزواج من ابنته فاطمة (ع)، دخل على النبي وهو مطرق الى الارض من الحياء فاحس النبي (ص) بما في نفسه فإستقبله بأبتسامته الطيبة ورحب بقدومه واقبل عليه يسأله برفق ولطف عن حاجته والح عليه في السؤال ، فاجابه بصوت خفيف وهو مطرق برأسه : ذكرت فاطمة يا رسول الله . ولم يزدعلى ذلك فرد عليه النبي (ص) مرحباً وأهلاً خرج مولانا أمير المؤمنين (ع) الى أصحابه ليقص عليهم ما جرى له مع النبي (ص) عاد رسول الله (ص) الى بيته ليعرض على ابنته فاطمة (ع) الامر فقال لها لقد سألت ربي ان يزوجك خير خلقه واحبهم اليه وقد عرفت عليا وفضله ومواقفه وجائني اليوم خاطباً فما ترين ؟ فأمسكت ولم تتكلم بشيء فخرج النبي (ص) وهو يقول ( سكوتها رضاها وإقرارها ) ثم ان رسول الله (ص) جمع المسلمين وخطب فيهم وقال : ان الله امرني ان ازوج ابنتي فاطمة من علي بن ابي طالب (ع) ... وقد زوجتها على اربعمائة مثقال فضة ثم التفت الى الامام علي (ع) وقال : لقد امرني ربي ان ازوج فاطمة واني قد زوجتها على اربعمائة مثقال فضة . ارضيت هذا يا علي فقال علي(ع).. رضيته يا رسول الله فخر ساجدا لله تعالى فقال النبي (ص) بارك الله فيكما وجعل منكما الكثير الطيب . وقال النبي (ص) لأبنته فاطمة (ع) لقد زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة وانه لأول اصحابي اسلاماً واكثرهم علماً واعظمهم حلماً جاء علي (ع) بالمهر بعد ان باع درعه باربعمائة وسبعين درهما فحملها ووضعها بين يدي الرسول (ص) . ثم اشترى بها طيباً وثياباً واثاثاً ودفع مبلغاً من المال اشترت ام ايمن امتعة للبيت . ولما تم الجهاز وعرض على رسول الله(ص) جعل يقلبه بين يديه ثم بكى وقال : بارك الله لقوم جل انيتهم من الخزف . وبهذا النحو البسيط تمت الخطبة ثم الزواج وكان الجهاز للعروس من ابسط ماعرفته المدينة المنورة كان ذلك في السنة الثانية للهجرة واحتفل بنو عبد المطلب بهذا الزواج المبارك الذي باركه الله ورسوله الكريم وكتب الله لذكراه الخلود لهذين الاسمين الكريمين وهما فاطمة وعلي عليهما السلام . ان يكون مثالاً للانسان الكامل الذي تكاملت انسانيته واصبح المثل الاعلى لكل بني الانسان من ذكر وانثى وحاول المؤمنون بذلك ان يجدوا عبارات والفاظاً فما وجدو غير الصدق والاخلاص والعدل والمحبة والطهارة والعفة والفضيلة . غير اني وجدت كلمة واحدة تضم كل الصفات والاخلاق الفاضلة التي تحلت بها مولاتنا فاطمة (ع) وهي طاعة الله وتقواه فهي البنت التي شبت وتربت في بيت ابيها الذي اختاره الله ليكون النذير لاهل الارض والمبشر للمؤمنين بما اعده الله لهم ان آمنوا بان الا اله الا الله محمد رسول الله(ص) .. هكذا استقبلت سيدة نساء العالمين(ع) حياتها الجديدة في بيت متواضع واثاث بسيط لتتحمل اعباء حياة لم تكن تتوقعها صابرة على مرارتها لتفوز برضا الله ونعيم الاخرة راضية مطمئنة الى زوجها الذي يغمرها بالمودة والمحبة . ولم يكن زوجها علي بن ابي طالب(ع) هو الاخر يهون عليه ان يراها تدير شؤون البيت لوحدها كادحة مجتهدة حاول مساعدتها بقدر استطاعته اذا اتاحت له الظروف فرصة لذلك ، وان كثرت الغزوات والحروب والسرايا التي كانت في بداية الدعوة الاسلامية اخذت حيزاً كبيراً من حياته العسكرية واشفق عليها بمدار الايام وهو يراها توفر مايحتاجه هو والبيت ولاسيما بعد ان اصبحت اماً ، وتضاعف جهدها فقال لها ذات يوم وقد علم ان اباها قد رجع من احدى غزواته بسبي وغنائم (يافاطمة لقد ضاق صدري لأجلك وهذا رسول الله(ص) قد رجع بسبي وغنائم فاذهبي اليه والتمسي منه احدى المسبيات لعلها تخفف عنك بعض الاعمال وكانت تطحن الشعير فأجابته والرحى في يديها والتعب بادٍ عليها (افعل ان شاء الله) فلما أتمت عملها خرجت الى بيت أبيها بخطوات بطيئة ، فلما رآها رحب بها وهش في وجهها كعادتهِ ثم سألها عن حاجتها فمنعها الحياء أن تذكر ماجاءت من أجله وكتمت مافي سرها وقالت : جئت لأسلم عليك ، وعادت لتخبر زوجها بما جرى لها ولكن حرصه دعاهُ الى ان يقوم بنفسه ليقص على النبي(ص) ماتعانيه فاطمة (ع) من الجهد والتعب في أدارة البيت فأخبر النبي بحالها وهي مطرقة من استحياء فأجاب النبي(ص) :لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ، ولكن أبيع ماتحت يدي من الغنائم وأنفق عليهم).زواج النور من النور
\من صحيفة القائم.
ما ان دخلت السنة الثانية للهجرة وبدأت طلائع الاستقرار تلوح على المسلمين ، حتى بدأ الخطاب يتقدمون الى النبي (ص) يطلبون يد الزهراء(ع) منه وهو يردهم رداً جميلاً ويقول لكل من جاءه ( إني انتظر فيها امر الله تعالى وبلا شك لقد كان علي بن ابي طالب (ع) احد الراغبين في هذا الزواج ولكن الحياء منعه من مفاتحة النبي (ص) بذلك وفي الوقت ذاته فإن الزواج يتطلب إمكانيات مادية وليس لديه شيء من ذلك غير ان جماعة الصحابة (رضوان الله عليهم) شجعوه على الاقدام لمفاتحة النبي (ص) على الزواج من ابنته فاطمة (ع)، دخل على النبي وهو مطرق الى الارض من الحياء فاحس النبي (ص) بما في نفسه فإستقبله بأبتسامته الطيبة ورحب بقدومه واقبل عليه يسأله برفق ولطف عن حاجته والح عليه في السؤال ، فاجابه بصوت خفيف وهو مطرق برأسه : ذكرت فاطمة يا رسول الله . ولم يزدعلى ذلك فرد عليه النبي (ص) مرحباً وأهلاً خرج مولانا أمير المؤمنين (ع) الى أصحابه ليقص عليهم ما جرى له مع النبي (ص) عاد رسول الله (ص) الى بيته ليعرض على ابنته فاطمة (ع) الامر فقال لها لقد سألت ربي ان يزوجك خير خلقه واحبهم اليه وقد عرفت عليا وفضله ومواقفه وجائني اليوم خاطباً فما ترين ؟ فأمسكت ولم تتكلم بشيء فخرج النبي (ص) وهو يقول ( سكوتها رضاها وإقرارها ) ثم ان رسول الله (ص) جمع المسلمين وخطب فيهم وقال : ان الله امرني ان ازوج ابنتي فاطمة من علي بن ابي طالب (ع) ... وقد زوجتها على اربعمائة مثقال فضة ثم التفت الى الامام علي (ع) وقال : لقد امرني ربي ان ازوج فاطمة واني قد زوجتها على اربعمائة مثقال فضة . ارضيت هذا يا علي فقال علي(ع).. رضيته يا رسول الله فخر ساجدا لله تعالى فقال النبي (ص) بارك الله فيكما وجعل منكما الكثير الطيب . وقال النبي (ص) لأبنته فاطمة (ع) لقد زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة وانه لأول اصحابي اسلاماً واكثرهم علماً واعظمهم حلماً جاء علي (ع) بالمهر بعد ان باع درعه باربعمائة وسبعين درهما فحملها ووضعها بين يدي الرسول (ص) . ثم اشترى بها طيباً وثياباً واثاثاً ودفع مبلغاً من المال اشترت ام ايمن امتعة للبيت . ولما تم الجهاز وعرض على رسول الله(ص) جعل يقلبه بين يديه ثم بكى وقال : بارك الله لقوم جل انيتهم من الخزف . وبهذا النحو البسيط تمت الخطبة ثم الزواج وكان الجهاز للعروس من ابسط ماعرفته المدينة المنورة كان ذلك في السنة الثانية للهجرة واحتفل بنو عبد المطلب بهذا الزواج المبارك الذي باركه الله ورسوله الكريم وكتب الله لذكراه الخلود لهذين الاسمين الكريمين وهما فاطمة وعلي عليهما السلام . ان يكون مثالاً للانسان الكامل الذي تكاملت انسانيته واصبح المثل الاعلى لكل بني الانسان من ذكر وانثى وحاول المؤمنون بذلك ان يجدوا عبارات والفاظاً فما وجدو غير الصدق والاخلاص والعدل والمحبة والطهارة والعفة والفضيلة . غير اني وجدت كلمة واحدة تضم كل الصفات والاخلاق الفاضلة التي تحلت بها مولاتنا فاطمة (ع) وهي طاعة الله وتقواه فهي البنت التي شبت وتربت في بيت ابيها الذي اختاره الله ليكون النذير لاهل الارض والمبشر للمؤمنين بما اعده الله لهم ان آمنوا بان الا اله الا الله محمد رسول الله(ص) .. هكذا استقبلت سيدة نساء العالمين(ع) حياتها الجديدة في بيت متواضع واثاث بسيط لتتحمل اعباء حياة لم تكن تتوقعها صابرة على مرارتها لتفوز برضا الله ونعيم الاخرة راضية مطمئنة الى زوجها الذي يغمرها بالمودة والمحبة . ولم يكن زوجها علي بن ابي طالب(ع) هو الاخر يهون عليه ان يراها تدير شؤون البيت لوحدها كادحة مجتهدة حاول مساعدتها بقدر استطاعته اذا اتاحت له الظروف فرصة لذلك ، وان كثرت الغزوات والحروب والسرايا التي كانت في بداية الدعوة الاسلامية اخذت حيزاً كبيراً من حياته العسكرية واشفق عليها بمدار الايام وهو يراها توفر مايحتاجه هو والبيت ولاسيما بعد ان اصبحت اماً ، وتضاعف جهدها فقال لها ذات يوم وقد علم ان اباها قد رجع من احدى غزواته بسبي وغنائم (يافاطمة لقد ضاق صدري لأجلك وهذا رسول الله(ص) قد رجع بسبي وغنائم فاذهبي اليه والتمسي منه احدى المسبيات لعلها تخفف عنك بعض الاعمال وكانت تطحن الشعير فأجابته والرحى في يديها والتعب بادٍ عليها (افعل ان شاء الله) فلما أتمت عملها خرجت الى بيت أبيها بخطوات بطيئة ، فلما رآها رحب بها وهش في وجهها كعادتهِ ثم سألها عن حاجتها فمنعها الحياء أن تذكر ماجاءت من أجله وكتمت مافي سرها وقالت : جئت لأسلم عليك ، وعادت لتخبر زوجها بما جرى لها ولكن حرصه دعاهُ الى ان يقوم بنفسه ليقص على النبي(ص) ماتعانيه فاطمة (ع) من الجهد والتعب في أدارة البيت فأخبر النبي بحالها وهي مطرقة من استحياء فأجاب النبي(ص) :لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ، ولكن أبيع ماتحت يدي من الغنائم وأنفق عليهم).زواج النور من النور
\من صحيفة القائم.