الشعارات الزائفة الى اين؟!
المتتبع للتاريخ جيداً يجد أن الشعوب بمختلف أنواعها ومعتقداتها قد مرت بمراحل قاسية جداً وذاقت الويلات تلو الويلات ولم يستقر لها الحال إلا بعد أن قدمت التضحيات وأراقت الدماء لأجل تحريرها ومن ثم تحقيق العزة لأبناءها والعمل على تنمية بلدانها وتحسين مستواها الإجتماعي والإقتصادي بغية تعويض خسائرها خلال فترات الحروب الماضية وهذا هو حال الشعوب قديماً وحديثاً ولو أن الشبه متفاوت فيما بينها ، فنجد إن البعض منها عانت من الظلم والأضطهاد ولفترة من الزمن ثم استقر بها الحال أخيراً ، ومنها على العكس تماماً حيث بقيت تعاني إلى يومنا هذا . أما لوجود عوامل سياسية داخلة فيها فتكون ضعيفة دائماً مما يجعل منها هدفاًَ للأعداء ، أو بسبب وجود أسباب أخرى مثل الخيرات والثروات التي تملكها تلك البلدان أو موقعها المتميز جغرافياً فتكون مستهدفة دائماً وهناك بعض البلدان تكون لها خصوصية تميزها عن غيرها من البلدان فتراها تعيش وضعاً سياسيا صعباً جداً لأنها تكون مغرية للطامعين على مر العصور ، والعراق ياتي ضمن هذه البلدان التي نتحدث عنها فهو في طليعة البلدان ذات المزايا الخاصة إذ إنه يتمتع بموقع ستراتيجي من الناحية الجغرافية وبإمكانه أن يلعب دوراً تجارياً مهماً فضلاً عن كونه بلداً غنياً بالكثير من الثروات التي كانت ولا تزال محط أنظار الطامعين غير إن الأهم من ذلك هو دورها السياسي المهم جداً هذا بصفة خاصة فهو بلد للكثير من القوميات والأديان ومختلف الطوائف والأقليات قياساً بمساحته الصغيرة وهذا طبعاً يكون صعباً بالتعامل مع أبناءه بمختلفهم سياسياً واجتماعياً لأن من الصعوبة إيجاد لغة سياسية يفهمها الجميع على حد سواء فيكون بلداً متزناً سياسياً. وعلى هذا الأساس كان العراق هدفا ًللمستعمرين لوجود هذه الصفة الخاصة بهذا البلد فنلاحظ إن كل المستعمرين الذين وطئوا تراب هذا الوطن كانوا يتخذون من هذه الألون العرقية والطائفية أو الأديان والقوميات المختلفة عادة يحركونها متى شاءوا لتحقيق مأربهم الخاصة ويدفعون بعضهم على بعض وهم يقفون موقف المتفرج الذي ينتظر النتيجة النهائية لصالح من تكون ،وهكذا هو حال العراق حتى انتهى به المطاف إلى الاحتلال الأخطر من نوعه في العالم وهو الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي البريطاني أو ما يسمى بالثالوث المشؤوم باعتبار إن هذه القوات الثلاث هي الأقوى في العالم وهي المسيطرة على جميع بلدان العالم بطريق مباشر أو غير مباشر فلعبت هذه القوى مع هذا الشعب سياسة خاصة تعد من أخبث السياسات من إدخاله في الحروب لأجل إضعافه ومن ثم جعلت حاكمهم الظالم يمارس عليهم أقسى أنواع العذاب وبمختلف الأشكال والهدف من وراء ذلك هو إيصال هذا الشعب العريق صاحب الحضارات وصاحب المبادئ إلى مرحلة مؤلمة ويجب عليه أن يقنع بها ويتعايش معها وهي القبول بالاحتلال مهما كان نوعه ومهما كان هدفه لأجل التخلص من حاكمه الجائر وفعلاً نجحت في ذلك وقبل الاحتلال إلا إنها كانت تتصور إن الشعب سوف يستقبلها بالورود ولكن لم يحصل ذلك لأنه لم يرد منها غير تحقيق غاية معينة وقد حصلت تلك الغاية فما الداعي من بقائها بعد ذلك فأصبح يطالب برحيلها بعد أن كان يستنجد بها لكنه ظن أن رحيلها في الوضع الراهن خصوصاً بعد غياب السلطة وحدوث حالة الانفلات الأمني غير صحيح إلا بعد تشكيل حكومة وطنية قادرة على إعادة النظام وبسط سيطرتها من خلال إحداث الانتخابات وصار يعمل جاهداً من أجل انتخاب قادة سياسيين يمثلون الشعب ويعملون على بناء دولة قوية بسيادة كاملة تعيد له هيبته وتعوضه عما فات من الظلم والاضطهاد والتشريد وراح الكل يهتف ويصفق لممثليه حتى وصل أولئك الساسة إلى الحكم وكلاً حصل على المنصب الذي يريد وتربع على عرشه وما كان منه إلا أن ينظر إلى من حوله من حاشيته ليعطيه نصيباً من الكعكة وأغلق بابه على نفسه ونسي من كان في الشارع وهكذا فعل باقي السياسيين فأنكروا الفضل وأجابوا الإحسان بالإساءة وهؤلاء المساكين لا يزالون في الشارع يهتفون ويصفقون وفجأة بهتوا وتوقفوا عن التصفيق لأن أصحابهم انشغلوا بمصالحهم ونسوا جماهيرهم ، عندها أيقن الجميع إن الشعارات التي أطلقها هؤلاء كانت كلها كاذبة وكانت (هواء في شبك) وتبين إن القضية هي ليست قضية تحرير وتخليص من الظلم وبناء دولة قوية آمنة مستقرة ذات سيادة بل إن القضية أكبر من ذلك فتبين إن هدفهم كان المنصب وليس غيره وإن العملية كانت عبارة عن مقايضة بينهم وبين المحتل ( المنصب مقابل المشروع الأمريكي ) وهو إن أمريكا تدعي إنها تريد نشر العدل والمساواة والحرية والديمقراطية في هذه المنطقة وباقي دول العالم وعليهم أن يسمحوا لها بذلك ولا يعارضوها لأن هذه الدول بنظرهم غير قادرة على نشر السلام وتحقيق الأمن وإن أمريكا الوحيدة القادرة على ذلك بالتالي نصبت نفسها سيدة على العالم أجمع ,هذا هو ظاهر المشروع الأمريكي غير إن الشعب فاق من نومته وأيقن أن المسألة متعلقة بسياسة المستقبل وأنها متوقفة على هذه المنطقة والعراق بالتحديد لأن الدين السائد في العراق والدول المحيطة به هو الإسلام الذي يعتبر في نظرهم مهددا لهم ويمثل رعبا حقيقيا لبلدانهم ويعارض سياستهم فكان لابد من القضاء عليه قبل أن يغزوا دولهم وخصوصا في هذه الفترة لانهم يعلمون علم اليقين إن هذا البلد سيشهد حدثا عظيما في يوم من الأيام لان هذا العصر هو عصر ظهور القائد العظيم والموعود الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين الذي يطلق عليه( الرجل العربي الجبار )الذي يكتسح العالم بأسره وان هذا الرجل هو المهدي الموعود وان انطلاقه لفتح العالم سيكون من العراق ويتخذ منه عاصمة له , فلابد إذا من واد حركته وهي في مهدها فكانت الخطة المعدة لذلك مدروسة جيدا وتوقيتهم كان دقيقا الا انهم رغم ذلك لن يفلحوا بمخططهم هذا وسوف يأتي اليوم الذي يخشونه ويظهر ذلك القائد المنتظر ليكتسح دولهم وكل العالم ويدمر قوتهم ويقظي على جبروتهم ويسقط عروشهم ويحكم قبضته على العالم ومن ثم ينشر العدل والمساواة ويقيم دولة الحق المنشودة ويمكن المؤمنين من رقاب الكافرين وسيحكمون بلدانهم بدلا من ان يحكموهم فهذا هو وعد الله ( ونريد ان نمن على الذين أستظعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وعنده يكون الدين السائد هو الإسلام الذي أراده الله ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
صحيفة القائم (ع)
المتتبع للتاريخ جيداً يجد أن الشعوب بمختلف أنواعها ومعتقداتها قد مرت بمراحل قاسية جداً وذاقت الويلات تلو الويلات ولم يستقر لها الحال إلا بعد أن قدمت التضحيات وأراقت الدماء لأجل تحريرها ومن ثم تحقيق العزة لأبناءها والعمل على تنمية بلدانها وتحسين مستواها الإجتماعي والإقتصادي بغية تعويض خسائرها خلال فترات الحروب الماضية وهذا هو حال الشعوب قديماً وحديثاً ولو أن الشبه متفاوت فيما بينها ، فنجد إن البعض منها عانت من الظلم والأضطهاد ولفترة من الزمن ثم استقر بها الحال أخيراً ، ومنها على العكس تماماً حيث بقيت تعاني إلى يومنا هذا . أما لوجود عوامل سياسية داخلة فيها فتكون ضعيفة دائماً مما يجعل منها هدفاًَ للأعداء ، أو بسبب وجود أسباب أخرى مثل الخيرات والثروات التي تملكها تلك البلدان أو موقعها المتميز جغرافياً فتكون مستهدفة دائماً وهناك بعض البلدان تكون لها خصوصية تميزها عن غيرها من البلدان فتراها تعيش وضعاً سياسيا صعباً جداً لأنها تكون مغرية للطامعين على مر العصور ، والعراق ياتي ضمن هذه البلدان التي نتحدث عنها فهو في طليعة البلدان ذات المزايا الخاصة إذ إنه يتمتع بموقع ستراتيجي من الناحية الجغرافية وبإمكانه أن يلعب دوراً تجارياً مهماً فضلاً عن كونه بلداً غنياً بالكثير من الثروات التي كانت ولا تزال محط أنظار الطامعين غير إن الأهم من ذلك هو دورها السياسي المهم جداً هذا بصفة خاصة فهو بلد للكثير من القوميات والأديان ومختلف الطوائف والأقليات قياساً بمساحته الصغيرة وهذا طبعاً يكون صعباً بالتعامل مع أبناءه بمختلفهم سياسياً واجتماعياً لأن من الصعوبة إيجاد لغة سياسية يفهمها الجميع على حد سواء فيكون بلداً متزناً سياسياً. وعلى هذا الأساس كان العراق هدفا ًللمستعمرين لوجود هذه الصفة الخاصة بهذا البلد فنلاحظ إن كل المستعمرين الذين وطئوا تراب هذا الوطن كانوا يتخذون من هذه الألون العرقية والطائفية أو الأديان والقوميات المختلفة عادة يحركونها متى شاءوا لتحقيق مأربهم الخاصة ويدفعون بعضهم على بعض وهم يقفون موقف المتفرج الذي ينتظر النتيجة النهائية لصالح من تكون ،وهكذا هو حال العراق حتى انتهى به المطاف إلى الاحتلال الأخطر من نوعه في العالم وهو الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي البريطاني أو ما يسمى بالثالوث المشؤوم باعتبار إن هذه القوات الثلاث هي الأقوى في العالم وهي المسيطرة على جميع بلدان العالم بطريق مباشر أو غير مباشر فلعبت هذه القوى مع هذا الشعب سياسة خاصة تعد من أخبث السياسات من إدخاله في الحروب لأجل إضعافه ومن ثم جعلت حاكمهم الظالم يمارس عليهم أقسى أنواع العذاب وبمختلف الأشكال والهدف من وراء ذلك هو إيصال هذا الشعب العريق صاحب الحضارات وصاحب المبادئ إلى مرحلة مؤلمة ويجب عليه أن يقنع بها ويتعايش معها وهي القبول بالاحتلال مهما كان نوعه ومهما كان هدفه لأجل التخلص من حاكمه الجائر وفعلاً نجحت في ذلك وقبل الاحتلال إلا إنها كانت تتصور إن الشعب سوف يستقبلها بالورود ولكن لم يحصل ذلك لأنه لم يرد منها غير تحقيق غاية معينة وقد حصلت تلك الغاية فما الداعي من بقائها بعد ذلك فأصبح يطالب برحيلها بعد أن كان يستنجد بها لكنه ظن أن رحيلها في الوضع الراهن خصوصاً بعد غياب السلطة وحدوث حالة الانفلات الأمني غير صحيح إلا بعد تشكيل حكومة وطنية قادرة على إعادة النظام وبسط سيطرتها من خلال إحداث الانتخابات وصار يعمل جاهداً من أجل انتخاب قادة سياسيين يمثلون الشعب ويعملون على بناء دولة قوية بسيادة كاملة تعيد له هيبته وتعوضه عما فات من الظلم والاضطهاد والتشريد وراح الكل يهتف ويصفق لممثليه حتى وصل أولئك الساسة إلى الحكم وكلاً حصل على المنصب الذي يريد وتربع على عرشه وما كان منه إلا أن ينظر إلى من حوله من حاشيته ليعطيه نصيباً من الكعكة وأغلق بابه على نفسه ونسي من كان في الشارع وهكذا فعل باقي السياسيين فأنكروا الفضل وأجابوا الإحسان بالإساءة وهؤلاء المساكين لا يزالون في الشارع يهتفون ويصفقون وفجأة بهتوا وتوقفوا عن التصفيق لأن أصحابهم انشغلوا بمصالحهم ونسوا جماهيرهم ، عندها أيقن الجميع إن الشعارات التي أطلقها هؤلاء كانت كلها كاذبة وكانت (هواء في شبك) وتبين إن القضية هي ليست قضية تحرير وتخليص من الظلم وبناء دولة قوية آمنة مستقرة ذات سيادة بل إن القضية أكبر من ذلك فتبين إن هدفهم كان المنصب وليس غيره وإن العملية كانت عبارة عن مقايضة بينهم وبين المحتل ( المنصب مقابل المشروع الأمريكي ) وهو إن أمريكا تدعي إنها تريد نشر العدل والمساواة والحرية والديمقراطية في هذه المنطقة وباقي دول العالم وعليهم أن يسمحوا لها بذلك ولا يعارضوها لأن هذه الدول بنظرهم غير قادرة على نشر السلام وتحقيق الأمن وإن أمريكا الوحيدة القادرة على ذلك بالتالي نصبت نفسها سيدة على العالم أجمع ,هذا هو ظاهر المشروع الأمريكي غير إن الشعب فاق من نومته وأيقن أن المسألة متعلقة بسياسة المستقبل وأنها متوقفة على هذه المنطقة والعراق بالتحديد لأن الدين السائد في العراق والدول المحيطة به هو الإسلام الذي يعتبر في نظرهم مهددا لهم ويمثل رعبا حقيقيا لبلدانهم ويعارض سياستهم فكان لابد من القضاء عليه قبل أن يغزوا دولهم وخصوصا في هذه الفترة لانهم يعلمون علم اليقين إن هذا البلد سيشهد حدثا عظيما في يوم من الأيام لان هذا العصر هو عصر ظهور القائد العظيم والموعود الذي ينتظره المسلمون وغير المسلمين الذي يطلق عليه( الرجل العربي الجبار )الذي يكتسح العالم بأسره وان هذا الرجل هو المهدي الموعود وان انطلاقه لفتح العالم سيكون من العراق ويتخذ منه عاصمة له , فلابد إذا من واد حركته وهي في مهدها فكانت الخطة المعدة لذلك مدروسة جيدا وتوقيتهم كان دقيقا الا انهم رغم ذلك لن يفلحوا بمخططهم هذا وسوف يأتي اليوم الذي يخشونه ويظهر ذلك القائد المنتظر ليكتسح دولهم وكل العالم ويدمر قوتهم ويقظي على جبروتهم ويسقط عروشهم ويحكم قبضته على العالم ومن ثم ينشر العدل والمساواة ويقيم دولة الحق المنشودة ويمكن المؤمنين من رقاب الكافرين وسيحكمون بلدانهم بدلا من ان يحكموهم فهذا هو وعد الله ( ونريد ان نمن على الذين أستظعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) وعنده يكون الدين السائد هو الإسلام الذي أراده الله ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون).
صحيفة القائم (ع)