الكثرة لا تعني الحق
نلتقي في هذا المجال بحوار الأمام علي أمير المؤمنين (ع) مع بعض الا شخاص وهو الحارث بن حوط في موضوع حربه مع أهل الجمل في البصرة ،فقد واجه هذا الرجل الأمام (ع) بهذا السؤال:
أتراني أظن أن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ قال الأمام وقد عرف نقطة الضعف في فهمه للأشياء أنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت،أنك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه ،ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه.
فقد كان هذا الرجل خاضعا لفكرة خاطئة تلح على فكره بقوة ،وهي إستبعاد ضلال الناس بمثل هذا العدد الكبير
فخيل إليه أن مجرد الكثرة كاف في رفض فكرة الحكم بالضلال والباطل عليهم .ولكن الأمام أجابه بالتركيز على المقياس الحقيقي ،للتمييز بين الحق والباطل في حياة الناس ،وذلك بمعرفة طبيعة الحق في ملامحه الفكرية ،وطبيعة الباطل في خصائصه الذاتية بعيد عن عنصر الكثرة والقلة ،وبذلك يستقيم له الحكم فترتكز القناعات الفكرية على أساس الرؤية الواضحة المحددة للمبادئ
التي تحكم الأشياء لتكون أساسا للتقييم ،في جانب القلة والكثرة لا على أساس النظر إلى طبيعة (الكم )لنأخذ منها المبادئ التي تحكم الحياة.....
وينطلق القرآن الكريم في مجال آخر ليواجه الحالات النفسية التي يعيشها الناس أمام كثرة الباطل وقلة الحق فينهزمون نفسيا أمام ذلك أو يخيل لهم أن الحق في جانب الكثرة فيحاول أن يربطنا بواقع ألأشياء لتنفذ إلى أعماقها فنتعرف خصائصها لنميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل....
قال تعالى (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولي ألألباب لعلكم تفلحون ) وقد كثرت في القرآن الكريم ألآيات التي تصف ألأكثرية..... لا يعلمون ولا يؤمنون ولا يشكرون.
لأن الغالب في أية فكرة من ألأفكار أو أي دين من الديانات ، أن لا تستقطب الناس جميعا إلاّ بعد زمن طويل فأراد القرآن أن يزيل من نفوس المؤمنين الشعور بالضعف والرهبة والوحشة ،أو ألاستسلام لنوازع الشك والحيرة ، فيما هم عليه إزاء كثرة الباطل وقوته ليعرفوا أن قضية الحق والباطل لا تخضع لحساب ألأرقام في أي مجال من مجالات الحياة.... قال تعالى (ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ألأعراف130(ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) هود 35.
وقد أراد القرآن الكريم في آيات أخرى أن يشير إلى خطأ اعتبار الكثرة عنصرا أساسيا في النصر . قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ..) حتى في أشد المواقف إرتباطا بالكثرة في أذهان الناس وذلك من خلال القصة القرآنية التي حاولت ألإشارة إلى المبدأ في إطار الواقع العملي للمعارك ألإسلامية وغير ألإسلامية ،التي خاضتها الكثرة الكافرة ضد القلة المؤمنة ، فانتصرت القلة المنظمة التي تعتمد التخطيط ، فترتفع في حساب النوعية على الكثرة الموزعة التي تعيش زهو الضخامة العددية ، كأساس لربح المعركة في حساب (الكمية) .وربما كان القرآن الكريم يريد أن يحرك الفكرة في خط الواقع الموضوعي للهزيمة والنصر ، بعيدا عن ألانتماء العقائدي للمنتصرين والمنهزمين ، فقد تنهزم الفئة المؤمنة الكثيرة أمام الفئة الكافرة القليلة في بعض الحالات التي لا يواجه فيها المؤمنون المعركة من خلال الشروط الواقعية للنصر ، بينما يعمل آخرون من الكافرين على ألأخذ بها وألأنسجام معها .
وقد ينتصر المؤمنون القليلون عندما يتحول إيمانهم في المعركة إلى قوة جديدة تضاف إلى ما لديهم من قوة أخرى في الوقت الذي يفقد فيه ألآخرون ذلك .
وأيضا هذا يلفت إنتباهنا إلى الحقيقة التي تذكر أن أنصار ألإمام المهدي عليه السلام الذين ينطلق بهم هم العقد والحلقة أي ثلاث مائة وثلاثة عشر والعشرة آلاف وذلك لأن الكم ليس مهما كما أوضح ذلك سيد المتكلمين بل المهم هو النوع فلا غرابة من ذلك ....
صحيفة القائم (ع)
نلتقي في هذا المجال بحوار الأمام علي أمير المؤمنين (ع) مع بعض الا شخاص وهو الحارث بن حوط في موضوع حربه مع أهل الجمل في البصرة ،فقد واجه هذا الرجل الأمام (ع) بهذا السؤال:
أتراني أظن أن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة ؟ قال الأمام وقد عرف نقطة الضعف في فهمه للأشياء أنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت،أنك لم تعرف الحق فتعرف من أتاه ،ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه.
فقد كان هذا الرجل خاضعا لفكرة خاطئة تلح على فكره بقوة ،وهي إستبعاد ضلال الناس بمثل هذا العدد الكبير
فخيل إليه أن مجرد الكثرة كاف في رفض فكرة الحكم بالضلال والباطل عليهم .ولكن الأمام أجابه بالتركيز على المقياس الحقيقي ،للتمييز بين الحق والباطل في حياة الناس ،وذلك بمعرفة طبيعة الحق في ملامحه الفكرية ،وطبيعة الباطل في خصائصه الذاتية بعيد عن عنصر الكثرة والقلة ،وبذلك يستقيم له الحكم فترتكز القناعات الفكرية على أساس الرؤية الواضحة المحددة للمبادئ
التي تحكم الأشياء لتكون أساسا للتقييم ،في جانب القلة والكثرة لا على أساس النظر إلى طبيعة (الكم )لنأخذ منها المبادئ التي تحكم الحياة.....
وينطلق القرآن الكريم في مجال آخر ليواجه الحالات النفسية التي يعيشها الناس أمام كثرة الباطل وقلة الحق فينهزمون نفسيا أمام ذلك أو يخيل لهم أن الحق في جانب الكثرة فيحاول أن يربطنا بواقع ألأشياء لتنفذ إلى أعماقها فنتعرف خصائصها لنميز الخبيث من الطيب والحق من الباطل....
قال تعالى (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فأتقوا الله يا أولي ألألباب لعلكم تفلحون ) وقد كثرت في القرآن الكريم ألآيات التي تصف ألأكثرية..... لا يعلمون ولا يؤمنون ولا يشكرون.
لأن الغالب في أية فكرة من ألأفكار أو أي دين من الديانات ، أن لا تستقطب الناس جميعا إلاّ بعد زمن طويل فأراد القرآن أن يزيل من نفوس المؤمنين الشعور بالضعف والرهبة والوحشة ،أو ألاستسلام لنوازع الشك والحيرة ، فيما هم عليه إزاء كثرة الباطل وقوته ليعرفوا أن قضية الحق والباطل لا تخضع لحساب ألأرقام في أي مجال من مجالات الحياة.... قال تعالى (ولكن أكثرهم لا يعلمون ) ألأعراف130(ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ) هود 35.
وقد أراد القرآن الكريم في آيات أخرى أن يشير إلى خطأ اعتبار الكثرة عنصرا أساسيا في النصر . قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ..) حتى في أشد المواقف إرتباطا بالكثرة في أذهان الناس وذلك من خلال القصة القرآنية التي حاولت ألإشارة إلى المبدأ في إطار الواقع العملي للمعارك ألإسلامية وغير ألإسلامية ،التي خاضتها الكثرة الكافرة ضد القلة المؤمنة ، فانتصرت القلة المنظمة التي تعتمد التخطيط ، فترتفع في حساب النوعية على الكثرة الموزعة التي تعيش زهو الضخامة العددية ، كأساس لربح المعركة في حساب (الكمية) .وربما كان القرآن الكريم يريد أن يحرك الفكرة في خط الواقع الموضوعي للهزيمة والنصر ، بعيدا عن ألانتماء العقائدي للمنتصرين والمنهزمين ، فقد تنهزم الفئة المؤمنة الكثيرة أمام الفئة الكافرة القليلة في بعض الحالات التي لا يواجه فيها المؤمنون المعركة من خلال الشروط الواقعية للنصر ، بينما يعمل آخرون من الكافرين على ألأخذ بها وألأنسجام معها .
وقد ينتصر المؤمنون القليلون عندما يتحول إيمانهم في المعركة إلى قوة جديدة تضاف إلى ما لديهم من قوة أخرى في الوقت الذي يفقد فيه ألآخرون ذلك .
وأيضا هذا يلفت إنتباهنا إلى الحقيقة التي تذكر أن أنصار ألإمام المهدي عليه السلام الذين ينطلق بهم هم العقد والحلقة أي ثلاث مائة وثلاثة عشر والعشرة آلاف وذلك لأن الكم ليس مهما كما أوضح ذلك سيد المتكلمين بل المهم هو النوع فلا غرابة من ذلك ....
صحيفة القائم (ع)