إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدي.. في عقائد الامم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدي.. في عقائد الامم

    المهدي.. في عقائد الامم

    الزرادشتية : يترقبون موعودا في كتبهم ككتاب أوستاوزند زرسالة جاماست ودينيك وزراشت وهو الموعود الثالث عندهم ويلقبونه بـ ( سوشيانت المنتظر) حيث قالوا : ( إنّ سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة وبوذا الخامس لدي البوذية والمسيح لدي اليهودية وفارقليط عند العيسوية وبمنزلة المهدي لدي المسلمين ) . راجع دائرة المعارف الفارسية الجزء الأول ص 1373 .

    عند الهنود : ذكروا منقذا موعودا في كتبهم ككتاب ( مهابهاراتا) وكتاب ( بورانه ها ) وقالوا : ( تذهب الأديان جميعا إلا أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر صوب الإنحطاط المعنوي والأخلاقي ، وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل ، فلا يمكنهم أن يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي ، إذا فلا بدّ من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم فيه من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز ) . راجع ص 53 من كتاب شمس المغرب للحكيمي .

    عند البوذية : المنتظر عندهم هو ( بوذا الخامس) وواضح أنّ التعبير الوارد في هذه الإشارات والبشارات يتناسب مع ثقافة كل شعب . ( نفس المصدر السابق ) .

    عند اليهود : تضج أسفار توراتهم وآثارهم بانتظار موعود مخلّص أيضا . أنظر كتاب ( نبوءة هيلد ) وكتاب ( بشارات العهدين ) ص 7 وما بعدها . وكتاب النبي دانيال عليه السلام ، وكتاب النبي حجّي ، وكتاب النبي صفنيا ، وكتاب النبي أشعيا عليه السلام ، وهي مطبوعة متداولة ضمن الكتاب المقدس أو التوراة .

    عند المسيحيين : في ( العوالم ) عن عبد الله بن سليمان وكان قارئا لكتب قال : قرأت في الإنجيل ... وذكر أوصاف ابينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. إلى قوله : ( وقال تعالى لعيسي : أرفعك إليّ ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمّة ذلك النبي العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجال ، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم ، إنّهم أمّة مرحومة ) . ( أنظر كتاب إلزام الناصب ج1 ص 160 الطبعة 4 مؤسسة الأعلمي – بيروت).

    ذكر الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر في كتابه ( بحث حول المهدي ) – دار التعاون – بيروت – ص 7 وما بعدها : ( ليس المهدي تجسيدا لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب ، بل هو عنوان لطموح اتجّهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها ، وصياغة فهم فطري ، أدّرك الناس من خلاله – على الرغم من تنوع عقائدهم ووسائلهم إلى الغيب – أن للإنسانية يوما موعودا على الأرض ، تحقق فيه رسالات السماء بمغزاها الكبير ، وهدفها النهائي ، وتجد فيه المسيرة الممدودة للإنسان على مرّ التاريخ استقرارها وطمأنينتها ، بعد عناء طويل . بل لم يقتصر الشعور بهذا اليوم الغيبي والمستقبل المنتظر على المؤمنين دينيا بالغيب ، بل امتدّ إلى غيرهم أيضا وانعكس حتي على أشدّ الأيديولوجيات والإتجاهات العقائدية رفضا للغيب والغيبيات : كالمادية الجدلية التي افسّدت التاريخ على أساس التناقضات ، وآمنت بيوم موعود ، تضفي فيه كل تلك التناقضات ويسود فيه الوئام والسلام.

    ويستطرد الصدر رضوان الله عليه : ( وهكذا نجد أنّ التجربة النفسية لهذا الشعور التي ما رستها الإنسانية على مرّ الزمن ، من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموما بين أفراد الإنسان ) إنتهي.

    وإذا كان المسلمون – سنة وشيعة – يؤمنون بمجيء المهدي سواء بالولادة على قول أهل السنة أو بالظهور بعد الغيبة على قول الشيعة ، فالمهم أنه ليس أسطورة خرافية وأوهاما خيالية كما يحلو لبعض المشاغبين أن يصوروه ، بل هو شخصية حقيقية بشر بها رسول الله ، فأصبحت حلم الإنسانية قاطبة ، وتعدّت حدود المسلمين إلى اليهود والنّصارى الذين يؤمنون بالمنقذ الذي سوف يصلح الأرض وهم ينتظرونه بفارغ الصبر ولذلك سماه جدّه صلى الله عليه وآله وسلم : ( بالمهدي المنتظر).


    صحيفة القائم (ع)
يعمل...
X