إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البشرية بين اليأس والامل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البشرية بين اليأس والامل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    البشرية بين اليأس والأمل

    تطالع البشرية أخبار الدمار العالمي والحروب
    الدولية والمؤامرات السياسية وانتهاك حقوق الانسان, وتفاجأ بأخبار مروّعة في كل صباح ومساء,حيث أنها لتروّع لدي إخبارها بأن الكرة الأرضية قد حزمت بحزام متفجّر اسمهُ الخطر
    النووي والكميائي والجرثومي,وأنواع هائلة ورهيبة من الاسلحة الفتاكة.
    وتروّع ايضاً بأخبار اتساع الفجوة الحاصلة في غلاف الأزون, وأن درجة حرارة الأرض والمحيط الجوي سترتفع الى حد تطغى فيه البحار على اليابسة,أو تتضاعف لديه احتمالات
    وقوع الزلازل وانفجار البراكين, أو غير ذلك من أنباء الرعب والهلع, بل إن من الدراسات الأستراجيجية تؤكد بأن العالم- بما فيه العنصر البشري- سينتهي إلى وقت قريب, إذا ما استمرت وتيرة التدمير هذه , حيث الأستفادة غير المدروسة من النفط والغازات السامة واقتلاع الغابات التي خُلقت لنفع الأنسان,الأمر
    الذي سيؤدي الى إنقراضه من على سطح الأرض,
    إن مثل هذه الأخبار التي تطالع البشرية في كل صباح ومساء تؤدي الى انكماشها على نفسها,
    وإلى يأسها من الحياة والحركة حتى أنها-في هذا
    الجو المفعم بالتطيّر والتشائم- ستتمنى الموت
    قبل أن يحل بها, بأعتبار ان القلب البشري المجبول على التقلب والتحول يعجز عن الصمود بوجه موجات الرعب المشار اليها,
    ولكن البشرية نفسها إذا طالعها قول الله تعالى
    {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكرِ أن الأرض
    يرثها عبادي الصالحون} الانبياء 105
    فحدثت نفسها وآمنت به على اعتبار ان الله لن
    ينهي العالم إلا الى الخير والسعادة والصلاح
    وأن هذه السفينة التي تعصف بها الأعاصير
    وتتقاذفها الأمواج العاتية سوف تعود الى المرفأ
    الآمن, وأنه من المتوقع بين لحظة واخرى حدوث المعجزة الالهية الكبرى, حتى ولو كان ذلك سيتحقق للأجيال القادمة فهي-البشرية-ستعيش حياة الامل وواقع النشاط والحيوية,
    والأصرار على تحدي اليأس والخضوع دون شك.
    إذن فالدعوة الإسلامية ينبغي أن تتوجه الى جميع الناس بمن فيهم المسيحيون واليهود والكفار وعبدة الأوثان, وأن تصطبغ هذه الدعوة
    بصبغة التبشير بحقيقة أن الله عز وجل لم يخلق الخلق من الناس ليعذبهم أو ينهي وجودهم على الأرض وهم تعساء. ولم يرضى عن الظلمة
    والمترفين الذين يعيثون في الأرض الفساد.
    وذلك لأن الرب هو قائد العالم والمسيطر على
    مقدراته, فهو الرحمن الذي لاحدود لرحمتهِ
    وقد أبت هذه الرحمة والأرادة الإلهية أن يكون
    مصير الأرض بيد الظالمين مهما أفسدوا.
    قد يتذكر العالم تطورات الحرب الباردة بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية, وبين الشرق بقيادة الأتحاد السوفيتي السابق, وكيف
    أن الأرض صارت آنذاك على حافة حرب نووية, وذلك في أزمة خليج الخنازير المعروفة
    في عهد الرئيسين المتجبرين خروشوف وكندي
    في عقد الستينات, إذ هددت الولايات المتحدة الأميركية بإعلان الحرب الذرية إذا ما لم يسحب
    الأتحاد السوفيتي صواريخه النووية من الأراضي الكوبية, الأراضي التي تعتبرها الولايات المتحدة حدوداً استراتيجية وأمنية لها
    وهناك أزمات عالمية أخرى قد لم تتابعها البشرية بصورة دقيقة, أو إنها لم تعلم بها أبداً
    فيا ترى من منع وحال دون وقوع الكارثة الكبرى,لاسيما وأننا والعالم أجمع يعرف أن من
    يصنع مثل هذه الأسلحة المدمرة لايمكن بحال من الاحوال ان يمتلك العقل الكافي والأرادة
    اللازمة لضبط النفس لدي هذه الازمة وذلك التحدي الكبير, نظراً الى ان الانفجارات النووية
    لا تعرف أو لا تميز بين الطرف المهاجم أو الطرف المدافع,فالجميع سينتهي في حالة اندلاع
    الحرب النووية. ولنضرب مثالين آخرين على حقيقة ما نذهب اليه,وهما حادثة الغواصة الروسية الغارقة في بحر النرويج,والتي ظلت
    عالقة في قاع هذا البحر, حيث يجهل الجميع سبب تعطلها وغرقها,بل ويجهل الجميع مصير الصواريخ النووية التي تقلها.
    أما المثل الثاني فهو تعرض المدمرة الاميركية
    للهجوم الانتحاري قرب ميناء عدن, وهي مدمرة نووية, كاد القارب الانتحاري أن يصطدم بها, وكادت أن تحل كارثة كبرى ومأساة عالمية
    لو أن القارب المذكور قد اصطدم بها, لولا أنه
    قد تفجر على بعد ما لا يزيد على مسافة متر ونصف المتر منه.
    وما بال العالم لو قرر مجنون من المجانين
    المسؤولين عن الاسلحة الذرية في هذه الدولة الكبرى او تلك, بالضغظ على احد أزرار الرعب بداعي تخليص البشرية من عذابها وقلقها؟؟؟
    ولكن القرآن الذي هو رسالة الخالق الى مخلوقهِ
    الانسان يؤكد بطلان هذا الاحتمال وخطأ هذا الاعتقاد, وأن( الرحمن على العرش أستوى) وأن الله لن يترك البشرية تحترق, بل هو الحافظ لها ليوم موعود, وهو يوم خلاص البشرية والعالم أجمع من الظلم والطغيان.
    ولعل قراءة دقيقة في الآيات القرآنية الخاصة بالحديث عن الأمم السالفة, تكشف أن طواغيت
    الأرض كفرعون ونمرود وقارون وهامان وسلالاتهم وأتباعهم لم يموتوا الموتة الطبيعية
    التي يقضي لها بها على كل إنسان, وإنما قد
    أزيحوا وأزيلوا من عروشهم, ذلك لأن الله الرحمن كان قد أمهلهم وقدًم لهم العذر ليكون
    ذلك امتحاناً لهم وللناس على حدٍ سواء.
    ولكن تلك المهلة وذلك العذر لو يكونا أبديين,بل
    كان لكل أجلٍ كتاب.
    لقد بشرنا القرآن والاحاديث النبوية واحاديث أهل البيت(ع), وبشرتنا ضروريات العقل بانه
    سيأتي ذلك اليوم الذي سيظهر فيه الأمام المهدي
    (ع) حاملاً راية القرآن والرسول ,وانه سيستجيب لندائه العالم أجمع. وذلك بعد يأس الأمم والشعوب من تجاربها الفاشلة على مر التاريخ, وبعد أن وصلت إلى نقطة الصفر,
    فلا نجد في الأمام الظاهر إلاّ الأمل الإلهي,
    وإلا المنقذ الأوحد الذي حفظ الله الأرض من أجله ومن أجل يومه الموعود ذاك.
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X