الجوهرة المكنونة
لو خيل إلى كل متبصر يعقل فن الأمور ودرايتها على مستوى مأمول ، لأدرك بيقين أن الجوهرة الثمينة عندما يعجز الحانقون عن تملكها وبسط يد الغصب عليها ، فإنهم ما يفتؤون يوصمون وصمات العار والشنار على تلك الجوهرة ، وبث عبارات التهكم والسخرية والمبالغة في وصفها بالشكل بشيء من البجاحة وقلة الذوق ، وكيف لا يكون ذلك وقد عجزت الأيادي الممتدة أن تخدش شيئاً من جمالها أو تعكر صفواً من جمالهاً أو تفقدها بريقاً من لمعانها ، وعندما يعجز المرء عن بلوغ المراد يسعى إلى تعزية نفسه بما يكفها عن طلبه إياها وخفت الإلحاح الذي يشتعل في قلبه ويثور في نواصيه .
تلكم هي المرأة ، جوهرة مكنونة ودرة مصونة ، تحتضنها القلوب قبل الأيدي ، وتصونها في خبايا الصدور بمداراة ومحبة ولطف وعناية وحرص واهتمام ، يدرك منه العاقل أنها قيمة كبيرة لها حظوتها في القلب وشروقها الممتد في النفس ، وإشعاعها الغائر في الوجدان ، يستدعي عند حدوث الأمر الجلل القلب بسرعة ليحفظ ويحمي ، فكل حريص على حفظ ما يطلبه ويود إليه ويهتم به بسعي المحب ومبالغة المغتم ، تلك هي المرأة في مجتمع الإسلام ثروة كبيرة لا تقدر بثمن ، مكانتها عالية شامخة كشموخ الجبال الرواسي، وعزتنا تنبع من عزتها وشموخها ، وسعادتنا تكمن في سعادتها وسرورها الذي يشرق في نفوسنا ويشع فيها الراحة والدعة والسكون ، تلك هي المرأة منبع عطائنا ... وسبيل تقدمنا ... ومقومة طريقنا ... ، تلك هي المرأة أمة لوحدها تمضي بحرصها لتشحذ الهمم وتحرك القلوب الساكنة وتشعل العزائم وتأمم النفوس ، تلك هي المرأة بحر من العطاء يسبح لا سواحل لها لا يحدها حدود ، عطاؤها مستمر متواصل لا يتخلله مد أو جزر ، تلك هي المرأة ذات علاقة وطيدة مع أطياف المجتمع ، وصلة محببة ومودة كريمة مع الجميع ، فهي الأم الرؤوم والصدر الحنون والعاطفة المشفقة والمشاعر الحانية ، وهي الزوجة المحبوبة والمحبة الصافية والعلاقة السامية ، وهي الأخت ذات الأخوة الفياضة والسمات البراقة ، وهي الأخت في الدين تحت مظلة رب العالمين ، يجمعنا الدين القويم لكل ما فيه صلاح ورشد مكين ، وهي البنت الجميلة ذات الإشراقة البديعة والقسمات الموصولة بمحبة الأفئدة .
هاهي المرأة في شريعة الإسلام صاحبة رسالة زاهرة ، ومنهجية كاملة باهرة ، فهي منشئة الأجيال ومربية الرجال ومعدة الأبطال ومؤهلة الأمة إلى خير المآل ، تلك هي المرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة تربطنا بهن علاقات الجمال والسمو ، علاقات رعاها الشارع الحكيم في كتابه العظيم وسنة نبيه القويم ، أهلها الإسلام لحمل أعظم مهمة وأركزها همة وأقدرها مكانة ، مهمة إنشاء الأجيال وقد تسلحوا بنور الإيمان واليقين طواعية ومحبة وإخلاصاً لرب العالمين.
فعلام التدافع والنزاع ، وعلام التناقش والخصام في قضية المرأة وإبراز قضية حقوقها، والتي أزبدت منها الأفواه جفاء دون وعي أو إدراك في المطالبة والنداء بإحلالها ، وكأنها وضعت على الرفوف دون دور مناط لها ويتوجب عليها القيام به ، للأسف تصوروا المرأة كما لو كانت في عصور الجاهلية العربية وأزمان أوروبا الوسطى حينما كانت متاعاً من أدوات المنزل لا تجاوزه ، فهمش دورها وباتت البهائم تعيش في حياة خير من حياتها ، ومضت تلك العصور المظلمة المقفرة ، ليشرق النور الدري عن شريعة غراء لم تغفل جانباً من جوانب البشرية إلا وكانت لها حظوة وإشارة ، ولن يقدر أي منصف أن ينكر مدى الاهتمام الجلي والظاهر الذي عناه الإسلام بالمرأة وإخراجها من العزلة القاتمة التي كانت تعيشها إلى نور الحياة ، وتفعيل دورها في الحياة بما يتوافق مع نفسيتها وطاقتها وقدرتها، وهي من الأمور الجمالية والكاملة التي اتسمت بها شريعتنا ، وظلت المرأة تلعب دوراً محورياً تقوم عليه شعوب وأمم تنجب أجيالاً وتناط لها أدوراً هامة تبلغ من العظمة والمكانة ما لم يبلغه الرجال ، وفي حين كانت المسلمة تؤدي تلك الأدوار الجسيمة كانت المرأة الأوروبية تعيش حيال التذلل والانكسار والخنوع والقهر من قبل الرجل ، وما كان دورها يتجاوز المتعة واللهو تلقى بعد ذلك كجيفة من حال البهائم!!
المرأة المسلمة ملكة متوجة على عرشها ، صيحتها تنهض عزائم الرجال ، تحرك وفوج الجيوش والقتال ، وما كان جيش المعتصم يغزو ( عمورية ) إلا استجابة لاستصراخ امرأة مسلمة مزقت سكون الليل المظلم لتبرق الأنوار على مشاهد الرجال ، تلك هي المرأة في الإسلام تبذل لها الأرواح وتمزق الأشلاء وتسحق الجماجم وتخضب الدماء وتتفجر ؛ طلباً لحمياتها وإدراكاً لحظوتها ، وما رأينا أجيال الأمة المحمدية على تلك القوة من الشكيمة والمنعة والعزة إلا وخلفها نسوة سهرن الليالي وقطعن القفار وجهدن في التربية لتصل الأمة إلى ما وصلت إليه من معاني الشموخ والعزة .
وها هي المرأة في الغرب تتحرر _ كما يزعمون _ تحرر الخداع والزيف ، فتخرج إلى الأسواق كاسية عارية ، تدعي مساواتها بالرجل في حين أنها عاشت خدعة لن تطول حتى تدرك مدى الشرك الذي نصبته حول نفسها ، ظنت أن بمزاحمتها للرجال ومخالطته له في العمل هي السبيل نحو تحريرها !! في حين أنها كانت تقود نفسها إلى معتقل الهاوية ، ظنت أن بمساواتها للرجل ستدرك شتاتاً من حقوقها في حين أنها أضاعت أموراً كبيرة من حقوقها ، خيل لها أن دعاوى التحرير والمساواة وتطبيقها يخولها للرقي والصعود ، في حين أنها لم تدرك أنها تدنو من هاوية الضياع .
وحينما توهم الواهمون ، وخفيت عنهم حقائق من شريعة المؤمنين ، تنادوا بهتافات لتحرير المرأة المسلمة !! على غرار التحرير المماثل والذي اتسمت به المرأة الغربية ، تصارخوا وتصايحوا وادعوا بوقاحة الفكر أنهم مثقفون ، وأنهم على مرتبة كبيرة من العلم وعلى نضج من التفكير ، فتعالت صيحاتهم لسفور المرأة وخلع حجابها الطاهر ، ودعوا إلى مساواتها بالرجل وإلى إبطال القوامة ، ونعقوا بطرد فضيلتها التي تصونها وتعنيها وإحلال المجون والتفسخ والانسلاخ من شريعتها بدعوى التحجر والتخلف والرجعية وكبت الرأي وقمع الحرية وفشوا التشددية !! تعالوا باصطلاحات جوفاء بغية نصر فضيحتهم التي ظهرت عياناً للخلائق ، والتي بدأت أوروبا الحديثة تصحو من غفوتها العميقة فتدعو إلى الاحتشام والفصل بين الطلاب والطالبات ، وبل إعداد وسائل نقل خاصة بالنساء ، بعد تفشي حالات التحرش بهن من قبل الرجال ، وكأنما هي صفعة حارة وجهت لهم ليستيقظوا من سباتهم العميق وأحلامهم التي غرقوا في أوحالها.
صحيفة القائم عليه السلام
لو خيل إلى كل متبصر يعقل فن الأمور ودرايتها على مستوى مأمول ، لأدرك بيقين أن الجوهرة الثمينة عندما يعجز الحانقون عن تملكها وبسط يد الغصب عليها ، فإنهم ما يفتؤون يوصمون وصمات العار والشنار على تلك الجوهرة ، وبث عبارات التهكم والسخرية والمبالغة في وصفها بالشكل بشيء من البجاحة وقلة الذوق ، وكيف لا يكون ذلك وقد عجزت الأيادي الممتدة أن تخدش شيئاً من جمالها أو تعكر صفواً من جمالهاً أو تفقدها بريقاً من لمعانها ، وعندما يعجز المرء عن بلوغ المراد يسعى إلى تعزية نفسه بما يكفها عن طلبه إياها وخفت الإلحاح الذي يشتعل في قلبه ويثور في نواصيه .
تلكم هي المرأة ، جوهرة مكنونة ودرة مصونة ، تحتضنها القلوب قبل الأيدي ، وتصونها في خبايا الصدور بمداراة ومحبة ولطف وعناية وحرص واهتمام ، يدرك منه العاقل أنها قيمة كبيرة لها حظوتها في القلب وشروقها الممتد في النفس ، وإشعاعها الغائر في الوجدان ، يستدعي عند حدوث الأمر الجلل القلب بسرعة ليحفظ ويحمي ، فكل حريص على حفظ ما يطلبه ويود إليه ويهتم به بسعي المحب ومبالغة المغتم ، تلك هي المرأة في مجتمع الإسلام ثروة كبيرة لا تقدر بثمن ، مكانتها عالية شامخة كشموخ الجبال الرواسي، وعزتنا تنبع من عزتها وشموخها ، وسعادتنا تكمن في سعادتها وسرورها الذي يشرق في نفوسنا ويشع فيها الراحة والدعة والسكون ، تلك هي المرأة منبع عطائنا ... وسبيل تقدمنا ... ومقومة طريقنا ... ، تلك هي المرأة أمة لوحدها تمضي بحرصها لتشحذ الهمم وتحرك القلوب الساكنة وتشعل العزائم وتأمم النفوس ، تلك هي المرأة بحر من العطاء يسبح لا سواحل لها لا يحدها حدود ، عطاؤها مستمر متواصل لا يتخلله مد أو جزر ، تلك هي المرأة ذات علاقة وطيدة مع أطياف المجتمع ، وصلة محببة ومودة كريمة مع الجميع ، فهي الأم الرؤوم والصدر الحنون والعاطفة المشفقة والمشاعر الحانية ، وهي الزوجة المحبوبة والمحبة الصافية والعلاقة السامية ، وهي الأخت ذات الأخوة الفياضة والسمات البراقة ، وهي الأخت في الدين تحت مظلة رب العالمين ، يجمعنا الدين القويم لكل ما فيه صلاح ورشد مكين ، وهي البنت الجميلة ذات الإشراقة البديعة والقسمات الموصولة بمحبة الأفئدة .
هاهي المرأة في شريعة الإسلام صاحبة رسالة زاهرة ، ومنهجية كاملة باهرة ، فهي منشئة الأجيال ومربية الرجال ومعدة الأبطال ومؤهلة الأمة إلى خير المآل ، تلك هي المرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة تربطنا بهن علاقات الجمال والسمو ، علاقات رعاها الشارع الحكيم في كتابه العظيم وسنة نبيه القويم ، أهلها الإسلام لحمل أعظم مهمة وأركزها همة وأقدرها مكانة ، مهمة إنشاء الأجيال وقد تسلحوا بنور الإيمان واليقين طواعية ومحبة وإخلاصاً لرب العالمين.
فعلام التدافع والنزاع ، وعلام التناقش والخصام في قضية المرأة وإبراز قضية حقوقها، والتي أزبدت منها الأفواه جفاء دون وعي أو إدراك في المطالبة والنداء بإحلالها ، وكأنها وضعت على الرفوف دون دور مناط لها ويتوجب عليها القيام به ، للأسف تصوروا المرأة كما لو كانت في عصور الجاهلية العربية وأزمان أوروبا الوسطى حينما كانت متاعاً من أدوات المنزل لا تجاوزه ، فهمش دورها وباتت البهائم تعيش في حياة خير من حياتها ، ومضت تلك العصور المظلمة المقفرة ، ليشرق النور الدري عن شريعة غراء لم تغفل جانباً من جوانب البشرية إلا وكانت لها حظوة وإشارة ، ولن يقدر أي منصف أن ينكر مدى الاهتمام الجلي والظاهر الذي عناه الإسلام بالمرأة وإخراجها من العزلة القاتمة التي كانت تعيشها إلى نور الحياة ، وتفعيل دورها في الحياة بما يتوافق مع نفسيتها وطاقتها وقدرتها، وهي من الأمور الجمالية والكاملة التي اتسمت بها شريعتنا ، وظلت المرأة تلعب دوراً محورياً تقوم عليه شعوب وأمم تنجب أجيالاً وتناط لها أدوراً هامة تبلغ من العظمة والمكانة ما لم يبلغه الرجال ، وفي حين كانت المسلمة تؤدي تلك الأدوار الجسيمة كانت المرأة الأوروبية تعيش حيال التذلل والانكسار والخنوع والقهر من قبل الرجل ، وما كان دورها يتجاوز المتعة واللهو تلقى بعد ذلك كجيفة من حال البهائم!!
المرأة المسلمة ملكة متوجة على عرشها ، صيحتها تنهض عزائم الرجال ، تحرك وفوج الجيوش والقتال ، وما كان جيش المعتصم يغزو ( عمورية ) إلا استجابة لاستصراخ امرأة مسلمة مزقت سكون الليل المظلم لتبرق الأنوار على مشاهد الرجال ، تلك هي المرأة في الإسلام تبذل لها الأرواح وتمزق الأشلاء وتسحق الجماجم وتخضب الدماء وتتفجر ؛ طلباً لحمياتها وإدراكاً لحظوتها ، وما رأينا أجيال الأمة المحمدية على تلك القوة من الشكيمة والمنعة والعزة إلا وخلفها نسوة سهرن الليالي وقطعن القفار وجهدن في التربية لتصل الأمة إلى ما وصلت إليه من معاني الشموخ والعزة .
وها هي المرأة في الغرب تتحرر _ كما يزعمون _ تحرر الخداع والزيف ، فتخرج إلى الأسواق كاسية عارية ، تدعي مساواتها بالرجل في حين أنها عاشت خدعة لن تطول حتى تدرك مدى الشرك الذي نصبته حول نفسها ، ظنت أن بمزاحمتها للرجال ومخالطته له في العمل هي السبيل نحو تحريرها !! في حين أنها كانت تقود نفسها إلى معتقل الهاوية ، ظنت أن بمساواتها للرجل ستدرك شتاتاً من حقوقها في حين أنها أضاعت أموراً كبيرة من حقوقها ، خيل لها أن دعاوى التحرير والمساواة وتطبيقها يخولها للرقي والصعود ، في حين أنها لم تدرك أنها تدنو من هاوية الضياع .
وحينما توهم الواهمون ، وخفيت عنهم حقائق من شريعة المؤمنين ، تنادوا بهتافات لتحرير المرأة المسلمة !! على غرار التحرير المماثل والذي اتسمت به المرأة الغربية ، تصارخوا وتصايحوا وادعوا بوقاحة الفكر أنهم مثقفون ، وأنهم على مرتبة كبيرة من العلم وعلى نضج من التفكير ، فتعالت صيحاتهم لسفور المرأة وخلع حجابها الطاهر ، ودعوا إلى مساواتها بالرجل وإلى إبطال القوامة ، ونعقوا بطرد فضيلتها التي تصونها وتعنيها وإحلال المجون والتفسخ والانسلاخ من شريعتها بدعوى التحجر والتخلف والرجعية وكبت الرأي وقمع الحرية وفشوا التشددية !! تعالوا باصطلاحات جوفاء بغية نصر فضيحتهم التي ظهرت عياناً للخلائق ، والتي بدأت أوروبا الحديثة تصحو من غفوتها العميقة فتدعو إلى الاحتشام والفصل بين الطلاب والطالبات ، وبل إعداد وسائل نقل خاصة بالنساء ، بعد تفشي حالات التحرش بهن من قبل الرجال ، وكأنما هي صفعة حارة وجهت لهم ليستيقظوا من سباتهم العميق وأحلامهم التي غرقوا في أوحالها.
صحيفة القائم عليه السلام
تعليق