بسم الله الرحمن الرحيم
ومن أخلص العبادة لله أربعين صباحاً ، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
نعم إن من أراد أن يكون حكيماً فعليه بطاعة الله والزهد عما حرمه عليه من قبح العمل وشين الكلام ، فالعلم لا يكفي الإنسان لأن يكون حكيماً فكم هم الذين يحملون علماً غزيراً ومع ذاك تصرفاتهم لا توحي بأنهم علماء ، وقد يكون بينهم إنسان بسيط يعمل بمهنة متواضعة ولا يملك من العلم إلا القليل ومع ذاك تكون أفعاله رزينة وتنم وأخلاقه عظيمة كلامه عذب يتوق إلى سماعه ذوي العقول السليمة ويتعلم من جميل صفاته من هم أعلا منه علماً ، لما يجد منه من معرفة قد فجرها الله من جنبات نفسه بسبب تقواه وحرصه على فعل ما يرضي خالقه واجتناب ما ينهي عنه
نعم أيها الأخوة
إن الله عز وجل وهو الكريم الملطلق لا يبخل على عبده الذي روض نفسه على الطاعة وحسن العبادة بأن يهبه من العلم والحكمة ما لم يتحصل عليها ذلك الإنسان الذي تعلم وتحصل على أعلى الشهادات والذي أغره علمه فأبعده عن الله وأوقعه في أحضان الهوى ليهوي بعلمه الذي لم يستفد منه بل صار وبالاً عليه لتسخيره في أشياء مضرتها له أكثر من نفعها ، فهذا الإنسان لا يقال عنه حكيم فهو والحكمة متنافران ، لأنه لم يعرف كيف يدير علمه لما فهي صلاحه
نعم إن الحكيم ذلك الإنسان الذي غض بصره عما حرمه الله وأمسك لسانه عما يسخط الله وكف يده عما فيه غضب الله ، فإن فعل ذلك كان قريباً من الله وحينها يكون عين الله التي يبصر بها ولسانه الذي يتحدث من خلاله ويده التي يبطش بها ، وحينها يصدق عليه قول الله جل وعلا في الحديث القدسي والذي جاء فيه يا ابن آدم أنا غني لا أفتقر ، أطعني فيما أمرتك أجعلك غنيا لا تفتقر ، يا ابن آدم أنا حي لا أموت ، أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت يا ابن آدم أنا أقول للشئ كن فيكون ، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشئ كن فيكون
فأي كرم هذا الذي تكرم به الغني المطلق على عبد الفقير الذي عمل ما هو قليل لينال بذلك عظيم الهبات وجميل النعم
وأي عبد هذا الذي تمكن من ترويض نفسه على طاعة الله مع ما يرى من مغريات الدنيا التي أطاحت بمن يملكون العلم الغزير ليكونوا أسراءاً للهوى وأتباعاً للشيطان الرجيم فيسلبوا الحكمة ويُحرموا مودة الله واحترام الناس ليكون علمهم السالك بهم إلى دركات الجحيم
جعلنا الله وإياكم ممن ينذر نفسه لطاعة الله ويروضها على تقواه وينبها معصيته لنكون من أهل الحكمة نرجوا بها خير الدنيا وسعادة الاخرة.
ومن أخلص العبادة لله أربعين صباحاً ، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه
نعم إن من أراد أن يكون حكيماً فعليه بطاعة الله والزهد عما حرمه عليه من قبح العمل وشين الكلام ، فالعلم لا يكفي الإنسان لأن يكون حكيماً فكم هم الذين يحملون علماً غزيراً ومع ذاك تصرفاتهم لا توحي بأنهم علماء ، وقد يكون بينهم إنسان بسيط يعمل بمهنة متواضعة ولا يملك من العلم إلا القليل ومع ذاك تكون أفعاله رزينة وتنم وأخلاقه عظيمة كلامه عذب يتوق إلى سماعه ذوي العقول السليمة ويتعلم من جميل صفاته من هم أعلا منه علماً ، لما يجد منه من معرفة قد فجرها الله من جنبات نفسه بسبب تقواه وحرصه على فعل ما يرضي خالقه واجتناب ما ينهي عنه
نعم أيها الأخوة
إن الله عز وجل وهو الكريم الملطلق لا يبخل على عبده الذي روض نفسه على الطاعة وحسن العبادة بأن يهبه من العلم والحكمة ما لم يتحصل عليها ذلك الإنسان الذي تعلم وتحصل على أعلى الشهادات والذي أغره علمه فأبعده عن الله وأوقعه في أحضان الهوى ليهوي بعلمه الذي لم يستفد منه بل صار وبالاً عليه لتسخيره في أشياء مضرتها له أكثر من نفعها ، فهذا الإنسان لا يقال عنه حكيم فهو والحكمة متنافران ، لأنه لم يعرف كيف يدير علمه لما فهي صلاحه
نعم إن الحكيم ذلك الإنسان الذي غض بصره عما حرمه الله وأمسك لسانه عما يسخط الله وكف يده عما فيه غضب الله ، فإن فعل ذلك كان قريباً من الله وحينها يكون عين الله التي يبصر بها ولسانه الذي يتحدث من خلاله ويده التي يبطش بها ، وحينها يصدق عليه قول الله جل وعلا في الحديث القدسي والذي جاء فيه يا ابن آدم أنا غني لا أفتقر ، أطعني فيما أمرتك أجعلك غنيا لا تفتقر ، يا ابن آدم أنا حي لا أموت ، أطعني فيما أمرتك أجعلك حيا لا تموت يا ابن آدم أنا أقول للشئ كن فيكون ، أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشئ كن فيكون
فأي كرم هذا الذي تكرم به الغني المطلق على عبد الفقير الذي عمل ما هو قليل لينال بذلك عظيم الهبات وجميل النعم
وأي عبد هذا الذي تمكن من ترويض نفسه على طاعة الله مع ما يرى من مغريات الدنيا التي أطاحت بمن يملكون العلم الغزير ليكونوا أسراءاً للهوى وأتباعاً للشيطان الرجيم فيسلبوا الحكمة ويُحرموا مودة الله واحترام الناس ليكون علمهم السالك بهم إلى دركات الجحيم
جعلنا الله وإياكم ممن ينذر نفسه لطاعة الله ويروضها على تقواه وينبها معصيته لنكون من أهل الحكمة نرجوا بها خير الدنيا وسعادة الاخرة.