إعداد الأرضية لحكومة المهدي (عج) العالمية
لا تصل كل ثورة إلى هدفها حتي تعدّ الأرضية لها من قبل ، في مختلف الأبعاد . ولا تنال كل نهضة وثورة الإنتظار بدون المقدمات وإعداد الأرضية .
ولا تستثني نهضة المهدي القائم ( أرواحنا فداه ) العالمية ، وهي أهمّ وأوسع وأعمق الثورات العالمية من هذا القانون ، بل بسبب عالميتها وعمقها يجب بطريق أولي إعداد الأرضية لها .
المفهوم الحقيقي ( للإنتظار ) الذي اعتبر أفضل الأعمال في رواياتنا [1] وشبه بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [2] ، هو إعداد الأرضية والإستعداد .
وإلاّ فالإنتظار وحده ، أي الأمل الذهبي دون ظهور آثاره في المجتمع ، لا تعتبر ابدا من أفضل الأعمال ، ولا يكون بمنزلة المحاربة وحمل السيف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أنّ مفهوم كلمة ( العمل ) والمحاربة تحت لواء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعني الحضور في الميدان والعمل والسعي والإستعداد العيني وليس مجرّد النية بدون العمل ، أو الأمل الذهني دون الآثار العملية .
الإنتظار بمعني بعد النظر ومشاهدة المستقبل ، وبمعني عدم الرضا بالوضع الموجود ، بل توقع مستقبل أفضل ، كالمريض الذي ينتظر الصحّة والسلامة ، اي يأمل بالخلاص من الوضع الفعلي ، ليصل إلى وضع أفضل ، ومن الواضح أن هكذا تغيير وتحوّل يحتاج إلى الإستعداد .
كان الإستعداد ضروريا لثورات الأنبياء أيضا ، وكانوا يحققون النصر عندما يهيئون أرضية العمل في كل الأبعاد ، وإلاّ فإنّ ثورتهم تخفق في منتصف الطريق .
وبما أنّ ثورة المهدي (عج) عالمية وطويلة المدي ، وفي مختلف الجوانب ، وتمثل كل ثورات الموحدين والأنبياء على طول التاريخ ، وهي الهدف النهائي للثورات البشرية المقدسة ، لذا فإنها تحتاج حتما إلى الإستعداد ، وتهيئة الأرضية بشكل أعمق وأوسع ، وبعبارة أوضح : عندما نقرأ في الروايات الإسلامية : أنّ حكومة إمام العصر يصل فيها العلم والصناعة والعدالة والأخلاق والفكر ، والإقتصاد إلى قمته وأقصاه ، وتستقرّ في ذلك العصر أفضل مدينة بشرية فمن الواضح أن حكومة كهذه تحتاج إلى استعداد واسع وعميق ودائم في هذه الجوانب ، لأنّها لا تقوم على أساس الإعجاز بل هي كثورات الأنبياء تقوم على أساس الفكر والعمل وسعي الناس وبذلهم الجهود في كل الحالات ، كما كانت ثورات البشر على طول التاريخ ، قائمة على هذا الأساس .
عندما نقرأ في الروايات : قال الإمام الصادق عليه السلام : للعلم سبع وعشون شعبة ، كلّ ما وصلنا من الأنبياء لا يزيد على شعبتين ، وعندما يظهر القائم (عج) يكمل الشعبتين إلى سبع وعشرون شعبة [3] .
نستنتج أن انقلابا عميقا وشاملا كهذا يحتاج إلى استعداد عميق وشامل أيضا أوسع بكثير من الإستعداد للإنقلابات والثورات الأخري
الجواب عن سؤال :
وهنا سؤال ، وهوأنه بحسب الروايات يظهر إمام العصر عليه السلام عندما يمتلئ العالم ظلما وفسادا ، ليملأ الأرض قسطا وعدلا ،وليس هذا الأمر استعدادا ، بل هو بالعكس على خلاف ثورة المهدي (عج) ؟!
والجواب : أوّلا – أن هذا الأمر ( امتلاء العالم بالظلم والفساد) هو نوع من الإستعداد وتهيئة الأرضية ، لأنّ النوع البشري لا يرتضي هذا الظلم والفساد ويؤدي به إلى الغصب ويدفعه للثورة ، ذلك يوجد أرضية فكرية ومعنوية .
ثانيا : لا يتنافي وجود أتباع للإمام المهدي (عج) يعدّون الأرضية لثورته إلى جانب هذا الظلم والفساد العالمي . فحينما ينشغل مخالفو الثورة بالفساد والظلم ، ويغفلون عن كل شيء ، يستفيد المسلمون الأحرار من الفرصة ويزيدون من استعدادهم الإيجابي ، ويشغلون العالم فجأة ، وهو الذي يصبح نارا تحت الرماد لصالح الثورة ، كما شاهدنا نموذجا مصغرا لذلك في إيران الإسلامية عام 1979م . وبما أنّ ثورة المهدي (عج) العالمية عميقة وشاملة جدّا فقد تحتاج إلى استعداد ( وبالأخص الإستعداد الفكري والثقافي ) أوسع وأكبر في كل العالم .
عشرة عوامل مهمة للإستعداد :
بما أنّ ثورة المهدي (عج) هي الثورة الإسلامية على أثر أعلى وأعمق مستوي ، وبما أنّ هذه الثورة مكملة لثورة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي نفس ثورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تقول الروايات ولكن في مستوي أوسع ، فإنّنا نشير إلى عشرة عوامل كان لها الأثر العظيم في ثورة الإسلام بقيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإستعداد للحكومة الإسلامية . وحتى نعدّ الأرضية لثورة المهدي (عج) باتباع هذه العوامل في أبعاد مختلفة وعالمية ، ونحقق مفهوم الإنتظار الحقيقي الواقعي .
1- جاذبية القرآن وحقانية الإسلام :
جاء في الأمثال : ( في النهاية تشق الحقيقة طريقها ) وبالإعتماد على حقائق القرآن والإسلام الوضّاءة والمحكمة والمنطقية ، هذا المذهب الحيّ والغني والبنّاء ، الذي هو أحد عوامل الإنتظار ، في صدر الإسلام ، فقد كان للأمانة والواقعية ومواقفه ,أوامر الإسلام للعقل والوجدان والإنسانية ومحاربة الإسلام لكل أنواع الفساد والفقر والظلم ، كان لذلك جاذبية قوية تجذب الناس نحوها لا إرادياً ، وقد حقق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الطريق انتصارات عظيمة ، حتى أنّ ألدّ أعداء الإسلام كالوليد بن المغيرة عندما سمع عدة آيات من القرآن تتحدث عن قوانين الإسلام عاد إلى مجلس إقامة قبيلته كالمجنون وقال : والله سمعت من محمد آنفا كلاما لا يشبه كلام الإنس ولا كلام الجنّ ، وإنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطراوة وإن أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلي عليه [4] .
فالإعتماد على هذا المذهب المحكم اليوم ، ومقارنته العلمية والمنطقية بسائر المذاهب والأديان ، يكون من الناحية المعنوية أكبر عامل للحركة والإستعداد لحكومة العدل العالمية ، ويكفي وحده لتحقيق حاجات الإنسان المادية والمعنوية .
وحقا لو استخدم القرآن بثورة ثقافية في الجامعات ووصلت حقائق الإسلام الوضّاءة إلى الناس لحصل أكبر استعداد وأقواه لحكومة المهدي (عج) العالمية .
العلم والتفكير والعمل بهما :
مما لا نشك فيه أنّ العلم أدّى إلى تيسير وتسهيل كثير من الأعمال ، وتقريب كثير من الطرق ، وحلّ كثير من التعقيدات في المجالات المختلفة، وقد يطوي طريق مائة عام في ليلة واحدة بواسطة العلم والمعرفة ، وأحد الطرق الثابتة للإستعداد لحكومة الإسلام العالمية بقيادة المهدي (عج) هو تحصيل العلم والمعرفة واستخدامهما عمليا في الأعمال الإيجابية العادلة.
وقد أكدّ الإسلام ذلك كثيرا ، وانظروا إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام :
( قوام الدين والدنيا بأربعة عالم مستعمل لعلمه) [6]
لذا يجب على كل المسلمين أن يبذلوا الجهد في تحصيل العلم واستعماله عمليا في المجتمع ، وبذلك يعدّون الأرضية الفكرية والعملية في كل المجالات لحكومة المهدي (عج) العالمية .
2- الإستقامة والثبات والشجاعة :
من عوامل انتصار المسلمين في صدر الإسلام على العواصف والحوادث ، الإستقامة والثبات والقدرة . ونحن بحاجة الآن إلى الصبر والثبات لتحقيق النصر في إكمال مسيرة الإسلام على يد المهدي المنتظر (عج(
ما أكثر نماذج صبر المسلمين واستقامتهم في صدر تاريخ الإسلام ، وتتضح معنوياتهم العالية في الحروب الإسلامية جيّدا ، فكانوا يدحضون أكبر عدد من أعدائهم بأقل المقاتلين وأبسط الأجهزة والمعدّات الحربية .
ومن أمثلة ذلك جعفر الطيار أخو الإمام علي عليه السلام في حرب مؤتة (لحرب مع الروم) . فرغم أنّ يديه قطعتا ، وحدث في جسمه 90 جرحا ، لكنه بقي يحمل الراية بيديه المقطوعتين ويحارب]
كرر القرآن المجيد الحديث عن الصبر والإستقامة 104مرات ، وقال في سورة آل عمران الآية (200) :
( يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
ومن البديهي أن تطبيق هذه الأوامر ضروري للإستعداد لحكومة عالمية .
3- الزهد ومراعاة الأخلاق والحقوق :
كان أهم العوامل في نشر الإسلام الزهد والإلتزام بالأخلاق الحسنة من قبل المسلمين في تعاملهم في مختلف جوانب الحياة ومراعاة الحقوق المالية والنفسية التي لها أكبر الأثر في جذب الآخرين والنفوذ في قلوبهم .
إنّ أخلاق النبي صلى الله عليه وآله سلم والأئمة عليهم السلام الحسنة وأخلاق تلامذتهم جذبت كثيرا من العصاة في احضان الاسلا م المليء بالعطف والرحمة
لا تصل كل ثورة إلى هدفها حتي تعدّ الأرضية لها من قبل ، في مختلف الأبعاد . ولا تنال كل نهضة وثورة الإنتظار بدون المقدمات وإعداد الأرضية .
ولا تستثني نهضة المهدي القائم ( أرواحنا فداه ) العالمية ، وهي أهمّ وأوسع وأعمق الثورات العالمية من هذا القانون ، بل بسبب عالميتها وعمقها يجب بطريق أولي إعداد الأرضية لها .
المفهوم الحقيقي ( للإنتظار ) الذي اعتبر أفضل الأعمال في رواياتنا [1] وشبه بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [2] ، هو إعداد الأرضية والإستعداد .
وإلاّ فالإنتظار وحده ، أي الأمل الذهبي دون ظهور آثاره في المجتمع ، لا تعتبر ابدا من أفضل الأعمال ، ولا يكون بمنزلة المحاربة وحمل السيف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أنّ مفهوم كلمة ( العمل ) والمحاربة تحت لواء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تعني الحضور في الميدان والعمل والسعي والإستعداد العيني وليس مجرّد النية بدون العمل ، أو الأمل الذهني دون الآثار العملية .
الإنتظار بمعني بعد النظر ومشاهدة المستقبل ، وبمعني عدم الرضا بالوضع الموجود ، بل توقع مستقبل أفضل ، كالمريض الذي ينتظر الصحّة والسلامة ، اي يأمل بالخلاص من الوضع الفعلي ، ليصل إلى وضع أفضل ، ومن الواضح أن هكذا تغيير وتحوّل يحتاج إلى الإستعداد .
كان الإستعداد ضروريا لثورات الأنبياء أيضا ، وكانوا يحققون النصر عندما يهيئون أرضية العمل في كل الأبعاد ، وإلاّ فإنّ ثورتهم تخفق في منتصف الطريق .
وبما أنّ ثورة المهدي (عج) عالمية وطويلة المدي ، وفي مختلف الجوانب ، وتمثل كل ثورات الموحدين والأنبياء على طول التاريخ ، وهي الهدف النهائي للثورات البشرية المقدسة ، لذا فإنها تحتاج حتما إلى الإستعداد ، وتهيئة الأرضية بشكل أعمق وأوسع ، وبعبارة أوضح : عندما نقرأ في الروايات الإسلامية : أنّ حكومة إمام العصر يصل فيها العلم والصناعة والعدالة والأخلاق والفكر ، والإقتصاد إلى قمته وأقصاه ، وتستقرّ في ذلك العصر أفضل مدينة بشرية فمن الواضح أن حكومة كهذه تحتاج إلى استعداد واسع وعميق ودائم في هذه الجوانب ، لأنّها لا تقوم على أساس الإعجاز بل هي كثورات الأنبياء تقوم على أساس الفكر والعمل وسعي الناس وبذلهم الجهود في كل الحالات ، كما كانت ثورات البشر على طول التاريخ ، قائمة على هذا الأساس .
عندما نقرأ في الروايات : قال الإمام الصادق عليه السلام : للعلم سبع وعشون شعبة ، كلّ ما وصلنا من الأنبياء لا يزيد على شعبتين ، وعندما يظهر القائم (عج) يكمل الشعبتين إلى سبع وعشرون شعبة [3] .
نستنتج أن انقلابا عميقا وشاملا كهذا يحتاج إلى استعداد عميق وشامل أيضا أوسع بكثير من الإستعداد للإنقلابات والثورات الأخري
الجواب عن سؤال :
وهنا سؤال ، وهوأنه بحسب الروايات يظهر إمام العصر عليه السلام عندما يمتلئ العالم ظلما وفسادا ، ليملأ الأرض قسطا وعدلا ،وليس هذا الأمر استعدادا ، بل هو بالعكس على خلاف ثورة المهدي (عج) ؟!
والجواب : أوّلا – أن هذا الأمر ( امتلاء العالم بالظلم والفساد) هو نوع من الإستعداد وتهيئة الأرضية ، لأنّ النوع البشري لا يرتضي هذا الظلم والفساد ويؤدي به إلى الغصب ويدفعه للثورة ، ذلك يوجد أرضية فكرية ومعنوية .
ثانيا : لا يتنافي وجود أتباع للإمام المهدي (عج) يعدّون الأرضية لثورته إلى جانب هذا الظلم والفساد العالمي . فحينما ينشغل مخالفو الثورة بالفساد والظلم ، ويغفلون عن كل شيء ، يستفيد المسلمون الأحرار من الفرصة ويزيدون من استعدادهم الإيجابي ، ويشغلون العالم فجأة ، وهو الذي يصبح نارا تحت الرماد لصالح الثورة ، كما شاهدنا نموذجا مصغرا لذلك في إيران الإسلامية عام 1979م . وبما أنّ ثورة المهدي (عج) العالمية عميقة وشاملة جدّا فقد تحتاج إلى استعداد ( وبالأخص الإستعداد الفكري والثقافي ) أوسع وأكبر في كل العالم .
عشرة عوامل مهمة للإستعداد :
بما أنّ ثورة المهدي (عج) هي الثورة الإسلامية على أثر أعلى وأعمق مستوي ، وبما أنّ هذه الثورة مكملة لثورة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي نفس ثورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تقول الروايات ولكن في مستوي أوسع ، فإنّنا نشير إلى عشرة عوامل كان لها الأثر العظيم في ثورة الإسلام بقيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم للإستعداد للحكومة الإسلامية . وحتى نعدّ الأرضية لثورة المهدي (عج) باتباع هذه العوامل في أبعاد مختلفة وعالمية ، ونحقق مفهوم الإنتظار الحقيقي الواقعي .
1- جاذبية القرآن وحقانية الإسلام :
جاء في الأمثال : ( في النهاية تشق الحقيقة طريقها ) وبالإعتماد على حقائق القرآن والإسلام الوضّاءة والمحكمة والمنطقية ، هذا المذهب الحيّ والغني والبنّاء ، الذي هو أحد عوامل الإنتظار ، في صدر الإسلام ، فقد كان للأمانة والواقعية ومواقفه ,أوامر الإسلام للعقل والوجدان والإنسانية ومحاربة الإسلام لكل أنواع الفساد والفقر والظلم ، كان لذلك جاذبية قوية تجذب الناس نحوها لا إرادياً ، وقد حقق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الطريق انتصارات عظيمة ، حتى أنّ ألدّ أعداء الإسلام كالوليد بن المغيرة عندما سمع عدة آيات من القرآن تتحدث عن قوانين الإسلام عاد إلى مجلس إقامة قبيلته كالمجنون وقال : والله سمعت من محمد آنفا كلاما لا يشبه كلام الإنس ولا كلام الجنّ ، وإنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطراوة وإن أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلي عليه [4] .
فالإعتماد على هذا المذهب المحكم اليوم ، ومقارنته العلمية والمنطقية بسائر المذاهب والأديان ، يكون من الناحية المعنوية أكبر عامل للحركة والإستعداد لحكومة العدل العالمية ، ويكفي وحده لتحقيق حاجات الإنسان المادية والمعنوية .
وحقا لو استخدم القرآن بثورة ثقافية في الجامعات ووصلت حقائق الإسلام الوضّاءة إلى الناس لحصل أكبر استعداد وأقواه لحكومة المهدي (عج) العالمية .
العلم والتفكير والعمل بهما :
مما لا نشك فيه أنّ العلم أدّى إلى تيسير وتسهيل كثير من الأعمال ، وتقريب كثير من الطرق ، وحلّ كثير من التعقيدات في المجالات المختلفة، وقد يطوي طريق مائة عام في ليلة واحدة بواسطة العلم والمعرفة ، وأحد الطرق الثابتة للإستعداد لحكومة الإسلام العالمية بقيادة المهدي (عج) هو تحصيل العلم والمعرفة واستخدامهما عمليا في الأعمال الإيجابية العادلة.
وقد أكدّ الإسلام ذلك كثيرا ، وانظروا إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام :
( قوام الدين والدنيا بأربعة عالم مستعمل لعلمه) [6]
لذا يجب على كل المسلمين أن يبذلوا الجهد في تحصيل العلم واستعماله عمليا في المجتمع ، وبذلك يعدّون الأرضية الفكرية والعملية في كل المجالات لحكومة المهدي (عج) العالمية .
2- الإستقامة والثبات والشجاعة :
من عوامل انتصار المسلمين في صدر الإسلام على العواصف والحوادث ، الإستقامة والثبات والقدرة . ونحن بحاجة الآن إلى الصبر والثبات لتحقيق النصر في إكمال مسيرة الإسلام على يد المهدي المنتظر (عج(
ما أكثر نماذج صبر المسلمين واستقامتهم في صدر تاريخ الإسلام ، وتتضح معنوياتهم العالية في الحروب الإسلامية جيّدا ، فكانوا يدحضون أكبر عدد من أعدائهم بأقل المقاتلين وأبسط الأجهزة والمعدّات الحربية .
ومن أمثلة ذلك جعفر الطيار أخو الإمام علي عليه السلام في حرب مؤتة (لحرب مع الروم) . فرغم أنّ يديه قطعتا ، وحدث في جسمه 90 جرحا ، لكنه بقي يحمل الراية بيديه المقطوعتين ويحارب]
كرر القرآن المجيد الحديث عن الصبر والإستقامة 104مرات ، وقال في سورة آل عمران الآية (200) :
( يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
ومن البديهي أن تطبيق هذه الأوامر ضروري للإستعداد لحكومة عالمية .
3- الزهد ومراعاة الأخلاق والحقوق :
كان أهم العوامل في نشر الإسلام الزهد والإلتزام بالأخلاق الحسنة من قبل المسلمين في تعاملهم في مختلف جوانب الحياة ومراعاة الحقوق المالية والنفسية التي لها أكبر الأثر في جذب الآخرين والنفوذ في قلوبهم .
إنّ أخلاق النبي صلى الله عليه وآله سلم والأئمة عليهم السلام الحسنة وأخلاق تلامذتهم جذبت كثيرا من العصاة في احضان الاسلا م المليء بالعطف والرحمة
تعليق