لقد ذكر التاريخ نساء كثيرات قمن بهداية الآخرين ومنهن زوجة زهير بن القين أحد أصحاب الإمام الحسين سلام الله عليه. فقد كان زهير عثماني الهوى، وكان في طريقه إلى العراق من مكّة المكرّمة، فعلم أن الإمام الحسين سلام الله عليه أيضاً في المسير نفسه.
رووا في أحوال زهير أنه كان في مسيره يجتنب أن ينازل الحسين في منزلٍ، حتى إضطرّ إلى ذلك فجاء رسول الحسين سلام الله عليه وقال:
يا زهير بن القين، إن أبا عبد الله الحسين بعثني إليك لتأتيه.
فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأنّ على رؤوسهم الطير.
فقالت له امرأته: سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه؟! لو أتيته فسمعت من كلامه، ثم انصرفت.
فأتاه زهير بن القين. فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه فقوّض وحمل إلى الحسين سلام الله عليه ثم قال لامرأته: أنت طالق، إلحقي بأهلك فإني لا أحبّ أن يصيبك بسببي إلا خير.
ثم قال لأصحابه: من أحبّ منكم أن يتبعني وإلا فهو آخر العهد»
إن المرأة تستطيع أن تبدّل وتغيّر حياة إنسان من عدوّ لأمير المؤمنين إلى محبّ وتابع له سلام الله عليه. وقد صار زهير بفضل كلام زوجته ممن يخاطبهم يومياً الآلاف من الناس: بأبي أنت وأمّي.
أنتن يمكنكن أن تقمن بدور هداية الآخرين. فاغتنمن أوقاتكنّ في طلب العلم، وعلّمن نظيراتكنّ من الأقارب والصديقات ما تفضّل الله به عليكن حتى يهتدين إلى نور الأئمة الأطهار الهداة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما.
نسأل الله ان يجعلنا من الانصار المخلصين
تعليق