إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مظلومية الامام الحجة (عج)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مظلومية الامام الحجة (عج)

    مظلومية الامام الحجة (عج)

    [size="5"]لاشك لدى الشيعة من ان الامام صاحب العصر (عج ) قد تعرض للظلم الشديد من قبل السلطة الحاكمة آنذاك والمتمثلة بالحكم العباسي المفرط في عداءه لآل البيت ( عليهم السلام ) وكل من ينتمي اليهم فكرا واعتقادا مهما كان انتماؤه بسيطا بسبب يقينهم بأحقية السلالة النبوية الشريفة بكل الحقوق التي تمتعوا بعوائدها مع إهمالهم لمسؤولياتها التي تتضمن تلك العوائد وحسن توجيهها في رفع الفقر والظلم عن الرعية .. وهذا بالذات كان السبب الاساس الذي يحرك الماكنة العباسية ضد اهل بيت العصمة . ولكن ، ان نقول بأن هذا هو السبب الأساس وراء غيبة الإمام .. فالمسألة هنا فيها نظر ..!
    لقد تعرض حملة النور المحمدي ( عليهم افضل الصلاة واتم التسليم ) الى مطاردة الحكام منذ عهد السقيفة المقيتة ابتداءا .. ولكن احدا منهم لم يتخذ الغيبة درعا له للإفلات من سطوة الجبارين والطغاة في عصره .. فهم جميعا انتهوا بالقتل ما بين السيف والسم .. فهل كانوا اشجع من صاحب الأمر روحي له الفداء ..!؟
    فآية الله العظمى ونبأه العظيم اقتادوه مكتوفا لأداء البيعة للطاغوت وانتحلوا فضائله ومكانته واضطهدوه وحاربوه ورأى تراثه ينهب وحرمة بيته تنتهك وداره تحرق وقتلوا سليلة الدوحة النبوية بعلمه ومنعته وصية حبيبه من الانتفاض .. فهل يلام لو انه طلب الغيبة .. قبل ان يأتي اشقاها فيخضب لحيته بدم هامته ؟
    وهذان ولداه يعانيان من خيانة الاصحاب وغدر السلطان فيرون الحق يهوي صريعا والباطل يمضي طليقا ويكاد الدين ان لا يكون ويطلبهم البغاة بلا هوادة حتى صرح ريحانة المصطفى (وايم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم – تاريخ الطبري ج 4 ص136) فبادروه وحاصروه وقتلوا اولاده حتى الرضيع وامضى على الرمضاء ثلاثا مع اصحابه مجزرين ورؤوسهم فوق شواهق القنا ونساؤه على اقتاب اعقاب الجمال يساقون لطاغية الزمان الدعي ابن الدعي .. وبدل ان يسأل مولاه ان يغيبه عنهم .. يسأله بدمه أن يشفع في الآخرة لشيعته
    واذا كان الثلاثة من اهل الكساء ( عليهم السلام ) قد انيطت بهم الحرب .. فان ابا محمد السجاد سلام الله عليه قد اعتزل القتال وتجنب كل اشكال مقارعة السلطان ووهب حياته للعبادة والفقه حتى لقب بزين العابدين ( ع ) ومع ذلك فانه لم يسلم من طواغيت عصره حتى الحقوه مسموما بآبائه الشهداء وطلبه الغيبة قبل ذلك ما كان ليشينه بين الاقران .. ولم يفعل
    وكل الأئمة من ذريته بعد ذلك .. لم يتصدوا بل ولم يفكروا بالتصدي للخلافة والإمارة .. ثم اعتكفوا في مساجدهم وبيوتهم التي( اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه – النور 36) مع استمرار ادوات الحكام في اثرهم وهم يتعرضون للقتل الواحد تلو الآخر فـ (صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا-الاحزاب 23 ) ، ولو ان احدهم التجأ لغيبة ولو معنوية لما كان لأحد ان يلومهم لذلك ولعل في غيبة القاسم ابن الامام موسى الكاظم (عليهم السلام ) دليل على امكانية ذلك فقد غيب القاسم (ع) ذكره بين الناس عندما التجأ الى احدى القبائل في العراق ( حيث مرقده اليوم ) وتزوج من نساءها وترك ابنته بعد مرضه ليعود بها جدها ( لأمها ) الى بيوت الهاشميين في المدينة ولم تداهمه سلطات ال بني العباس طيلة مدة غيبته لعدم وقوفها على مكانه هناك بعد تنكره واخفاءه لاسمه ونسبه حتى لحظة احتضاره .. فهل كان ذلك عصيا على سائر الأئمة من آل البيت عليهم السلام .. ( وعلى الأخص أخوه الإمام الرضا وابنه الجواد سلام الله عليهم اجمعين ) ؟
    يجدر بنا هنا التوقف قليلا لبيان بعض ما يقره الفؤاد ( قبل العقل ) في جواب تلك التساؤلات ..
    لم يكن لأي من هؤلاء ان يطلب الغيبة ( معنوية كانت او جسمانية ) .. لماذا ..؟؟
    لان أهل بيت العصمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) هم قادة المجتمع المسلم ، واليهم يرجع عطشى المعرفة من المسلمين في كل احداث الأزمان وعليهم تقع المسئولية الكبرى في هداية الأمة واخراجها من متاهات الجهل وظلماته الى دوحات الاسلام النضرة التي تعج صدورهم بمعارفها القدسية حتى يقول سيد البلغاء ( ان لهنا لعلما جما – نهج البلاغة 809 ) وبالتالي فان مواجهة الموت سما او بالسيف لن تخيفهم او تثنيهم عن اداء رسالتهم التي اوكلهم رب العزة بتبليغها وهم التائقون لرضى مولاهم حتى قال سيد شباب اهل الجنة وهو على شفير ان يحتز الشمر اللعين رأسه ( اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) وعلى ذلك فان سؤال احدهم الغيبة حبا بالحياة لن تجعله اهلا لما هو فعلا اهل له .. فهل كان الحجة عليه السلام دونهم في ذلك .. والعياذ بالله ؟

    قبل الاجابة عن هذا السؤال لابد من التعريج الى الامامين الذين تركنا الحديث عنهم من بين الأئمة الأحد عشر (ع) السابقين له عجل الله تعالى فرجه الشريف، وهم الإمامين المظلومين العسكريين ضجيعي سامراء عليهما السلام .. اذ يتحدث الكثيرين حول قيامهما بالتمهيد لغيبة صاحب الأمر (عج) من خلال قلة اختلاطهم بشيعتهم الا الأخص الأقرب حتى لا يستغرب الشيعة فيما بعد او يستهجن غيبة وليه .. وهذا القول على الأرجح يجعلنا من الظالمين للإمامين حتما .. فحتى الامام الحجة في فترة وجوده بين أظهر الشيعة .. لم يغب عنهم ..بل كان يتصل بأصحابه ويقيم في بيته بسامراء دون خوف ولا وجل لأنه عليه السلام ما كان لتضعف عقيدته ويقينه بان الله حافظه للأجل الموعود وما كان ليخشى زبانية بني العباس مهما تكلفوا لاغتياله كما جاء في الروايات وبالتالي فان القول بتغييب الأئمة عليهم السلام لشخص الإمام مسألة تدعو للتأني لأنها تشير ولو من بعيد الى ابتعادهم عليهم افضل الصلاة عن مريديهم وذلك عنهم بعيد ومن دواعي الانتماء لهم نفي ذلك عنهم بكل ما نملك من العزم.
    ان سامراء .. مدينة الجند .. حديثة العهد بالسكان لأن جميع سكانها من الجند الأتراك المشهورين حتى اليوم بالنصب والعداء لكل اتباع اهل البيت عليهم السلام فالمشهور انها اتخذت في عهد المعتصم ( لع ) ومن بعده المتوكل الذي قطعه ولده اربا في مجلس خمر بعد اغتياله للإمام الهادي (ع ) وان استقدام هؤلاء الطغاة لآل بيت النبوة لم يهدفوا منه وضعهم تحت المراقبة فقط كما فعل المأمون العباسي الملعون بل وحجبهم عن شيعتهم بالدرجة الأساس فهل تمكنوا من ذلك ..؟
    نعم ..وللأسف على شيعة آل محمد ، لقد اصبح وصولهم للإمام على غاية من الخطورة .. اذ ان الداخل الى معسكر الجند سيكون في موضع الريبة والشك من هؤلاء الجند النواصب ولو تبين سعيه للقاء الإمام فهو مرمي بالخيانة وهو مقتول او معتقل على اقل تقدير، الا من اختصه الائمة عليهم السلام بتهيئة الغطاء الذي يبعد عنهم اعين الجواسيس وهم من نطلق عليهم ( الخواص ) والأجدر ان يوصفوا بالنخبة لو شئنا ان نميزهم والا فهم من الشيعة وبل من عوامها لانهم مكلفون من قبل ولي الامر بإيصال تعليماته لسائر الشيعة لا الاحتفاظ بها اسرارا في الصدور. ومثل هؤلاء قطعا لن يتجاوزوا القلة القليلة بديهيا، فماذا فعل الشيعة هنا .. بدأوا بالبحث عن وكلاء الامام وخواصه في بغداد والبصرة والمدينة والشام ومصر .... ولكنهم لم يكونوا بالكثرة التي تغطي مشارق الأرض ومغاربها بعد الاتساع المهول للإمبراطورية العباسية.. ومع صعوبة اللقاء بالإمام ظهرت ادعاءات الوكالة وادعاء العلم والاستفتاء بالظهور رويدا رويدا .. وشجع ذلك قلة الجدية من عوام الشيعة في البحث عن الرجال وقد ظهر فيهم من بدأ يحاكي ائمة المذاهب الأخرى في الاستنباط والقول بالرأي في مقابل قول الإمام تحت ذريعة سد الفراغ والاعتماد على الأحاديث المروية دون الرجوع الى الإمام شخصيا وتهاونت الشيعة حتى قبلت من الكثيرين من هؤلاء فغيبوا أئمتهم رغم قيامهم في الأرض وتلك كانت قمة الظلامة التي تعرض لها الإمامين أولا ومن ثم تفاقمت في عصر الإمام الحجة حتى روي ان الرسائل التي خرجت من الناحية المقدسة لم تتجاوز على اكثر الروايات ( خمس عشرة رسالة ) على مدى فترة السفارة التي جاوزت أو تكاد السبعين عاما .
    النتيجة : ان الظلم والجور الذي بدر عن بني أمية وبني العباس ومن انتهج منهجهم لم يكن امرا جليلا يستوجب غيبة ولي الأمر عجل الله تعالى فرجه .. لكن غيبته وقعت عندما امتلأت الأرض من ظلم الشيعة وجورهم على امامهم بترك بابه دون حتى بلا عابر سبيل وطرق باب الفقهاء والمتفيقهين بدلا عنها مع ما بدلوا في الدين تاركين وصية النبي الأمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم متبعين لأهوائهم والشياطين الذين سولوا لهم كما فعلوا بالسابقين من اهل القياس والرأي ولازالت الأرض كذلك مادامت الشيعة كذلك حتى يتكامل انصاره الثلاثمائة وثلاثة عشر الملتفين حوله المؤتمرين بأمره على قلتهم
    (عن أبى عبد الله عليه السلام انه دخل عليه بعض أصحابه فقال له : جعلت فداك اني والله احبك واحب من يحبك ، يا سيدي ما اكثر شيعتكم، فقال ع :اذكرهم ..فقال الرجل : كثير فقال ع: تحصيهم ؟ فقال هم اكثر من ذلك فقال ع : اما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي يريدون .... ـ كتاب الغيبة للنعماني ص 136ـ
    وعن إكمال الدين ص110 قال الإمام الصادق عليه السلام
    كأني أنظر إلى القائم عليه السلام على منبر الكوفة , وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا عدة أهل بدر , وهم أصحاب الألوية , وهم حكام الله في أرضه على خلقه , حتى يستخرج من قبائه كتاباً ً بخاتم من ذهب , عهد معهود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما, فيجفلون عنه إجفال الغنم , فلا يبقى منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيباً كما بقوا مع موسى بن عمران عليه السلام فيجولون في الأرض , فلا يجدوا عنه مذهباً , فيرجعون إليه) ليرى أن لديه شيعة يستحقون ظهوره المقدس فيثلج لهم الصدور ويكحل عيونهم بطلعته البهية ويأخذ بيدهم ليملأها قسطا وعدلا بعدما ملأت ظلما وجورا [5/size]
    رب إني مغلوب فانتصر
يعمل...
X