سم الله الرحمن الرحيم
من القرآن الكريم :
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع علِيم ) .
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )(1) .
تطهرهم من البخل والسحة وحب المال .
وتزكيهم بنماء أموالهم وحسناتهم ، وتهذيب نفوسهم ، وبذلك
____________
(1) سورة التوبة | آية 103 .
---
( 28 )
يرتفعون إلى منازل المخلصين الطيبين(1
صدقة السر :
من شروط الأنفاق : ينتقل القرآن الكريم إلى أدب العطاء ، فنجد فيما يخص الموضوع آية واحدة توجه المنفق إلى كيفية العطاء بما يضمن له ثواباً أكثر فيما لو كانت عطيته على النحو الذي بينته الآية الكريمة في قوله تعالى :
( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) (1) .
وطبيعي أن يكون العطاء الى المحتاج سراً أفضل من الاعلان به . . . وذلك لأن صدقة السر تحقق أهدافاً ثلاثة بينما صدقة العلن لا تحقق إلا هذفاً وحداً .
أما الأهداف التي تحققها صدقة السر فهي :
أولاً : عطاء من المنفق إلى الفقير وإصَّال خيرٍ له ، به يُسدُّ حاجته .
____________
(1) سورة البقرة | آية : 271 .
---
( 153 )
ثانياً : ان صدقة السر بعيدة عن الرياء إذ الرياء إنما يتحقق مع الإظهار والإعلان بالشيء ، أما مع الإخفاء فلا معنى للرياء لعدم إطلاع أحد على العطاء غير الفقير ، وبذلك تسلم عملية الإنفاق من الشوائب غير المحبوبة .
ثالثاً : إن صدقة السر تحفظ الفقير كرامته ، ولا تجرح شعوره إذ الكثير من الناس لا يقبلون أن تهدر كرامتهم ولو كان ذلك من طريق الإحسان إليهم ، فلا يريدون أن يعرف عنهم أنهم بحاجة وعَوَز ولذلك قالت عنهم الآية الكريمة :
( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) (1) .
كل هذه المميزات لا نجدها متوفرة في صدقة العلن لأحتمال أن يصاحبها الرياء ـ وفي الوقت نفسه ـ قد يتضايق منها الفقير فيما لو كان غير راغبٍ بأن يفهم الناس عنه بأنه محتاج وفقير ـ كما قلنا ـ .
هذا هو الفارق بين الصدقتين : صدقةِ السر ، وصدقةِ العلن .
مضافاً إلى أنه قد وردت أخبار كثيرة في فضل صدقة السر ، وأنها تحقق أهدافاً عديدةً :
منها : أنها تطفىء غضب الرب ، وتطفيء الخطيئة ، وتنفي الفقر وتزيد في العمر ، وتدفع سبعين ميتةَ سوء ،
من القرآن الكريم :
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع علِيم ) .
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )(1) .
تطهرهم من البخل والسحة وحب المال .
وتزكيهم بنماء أموالهم وحسناتهم ، وتهذيب نفوسهم ، وبذلك
____________
(1) سورة التوبة | آية 103 .
---
( 28 )
يرتفعون إلى منازل المخلصين الطيبين(1
صدقة السر :
من شروط الأنفاق : ينتقل القرآن الكريم إلى أدب العطاء ، فنجد فيما يخص الموضوع آية واحدة توجه المنفق إلى كيفية العطاء بما يضمن له ثواباً أكثر فيما لو كانت عطيته على النحو الذي بينته الآية الكريمة في قوله تعالى :
( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) (1) .
وطبيعي أن يكون العطاء الى المحتاج سراً أفضل من الاعلان به . . . وذلك لأن صدقة السر تحقق أهدافاً ثلاثة بينما صدقة العلن لا تحقق إلا هذفاً وحداً .
أما الأهداف التي تحققها صدقة السر فهي :
أولاً : عطاء من المنفق إلى الفقير وإصَّال خيرٍ له ، به يُسدُّ حاجته .
____________
(1) سورة البقرة | آية : 271 .
---
( 153 )
ثانياً : ان صدقة السر بعيدة عن الرياء إذ الرياء إنما يتحقق مع الإظهار والإعلان بالشيء ، أما مع الإخفاء فلا معنى للرياء لعدم إطلاع أحد على العطاء غير الفقير ، وبذلك تسلم عملية الإنفاق من الشوائب غير المحبوبة .
ثالثاً : إن صدقة السر تحفظ الفقير كرامته ، ولا تجرح شعوره إذ الكثير من الناس لا يقبلون أن تهدر كرامتهم ولو كان ذلك من طريق الإحسان إليهم ، فلا يريدون أن يعرف عنهم أنهم بحاجة وعَوَز ولذلك قالت عنهم الآية الكريمة :
( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) (1) .
كل هذه المميزات لا نجدها متوفرة في صدقة العلن لأحتمال أن يصاحبها الرياء ـ وفي الوقت نفسه ـ قد يتضايق منها الفقير فيما لو كان غير راغبٍ بأن يفهم الناس عنه بأنه محتاج وفقير ـ كما قلنا ـ .
هذا هو الفارق بين الصدقتين : صدقةِ السر ، وصدقةِ العلن .
مضافاً إلى أنه قد وردت أخبار كثيرة في فضل صدقة السر ، وأنها تحقق أهدافاً عديدةً :
منها : أنها تطفىء غضب الرب ، وتطفيء الخطيئة ، وتنفي الفقر وتزيد في العمر ، وتدفع سبعين ميتةَ سوء ،
تعليق