سئل حماد الإمام الصادق (ع) عن لقمان وحكمته :
أما والله ما اوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا اهل ولا بسط في جسم ولا جمال ولكنه كان رجلا قويا في امر الله متورعا في الله ساكتا سكينا عميق النظر طويل الفكر حديد النظر مستعبرا بالعبر لم ينم نهاره قط ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في امره ولم يضحك من شيء مخافة الاثم ولم يغضب قط ولم يمازح انسانا قط ولم يفرح بشيء ان اتاه من امر الدنيا ولا يحزن منها على شيء قط وقد نكح النساء وولد له من الأولاد الكثير وقدم اكثرهم إفراطا فما بكى على موت احد منهم ولم يمر برجلين يختصمان او يقتتلان إلا اصلح بينهما ولم يمض عنهما حتى يتحابا ولم يسمع قولا قط من احد استحسنه إلا سال عن تفسيره وعمن اخذه وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء .....
ومن حكمه :
قال لأبنه : يا بني عليك بصلواتك التي فرضت لك فان مثل الصلاة مثل السفينة في البحر فان سلمت سلم من فيها فان هلك هلك من فيها .
وقال : اذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء وصلها واسترح منها فإنها دَين ...
وقال : يا بني لا يكن الديك اكيس منك واكثر محافظة على الصلوات الا تراه عند كل صلاة يؤذن لها بالاسحار يعلن بصوته وانت نائم واذا صليت فصل صلاة مودع تظن ان لا تبقى بعدها ابدا ....
في يوم امر سيد لقمان الحكيم أن يزرع له ارضه السمسم فزرع الشعير فلما دنى الحصاد قال له سيده لمَ زرعت الشعير وقد امرتك ان تزرع السمسم ؟ فقال لقمان كنت رجوت من الله ان ينبت لك السمسم فقال له سيده : هل يكون ذلك ممكنا ؟ فقال لقمان : اراك تعصي الله وترجو منه الجنة فقلت لعل ذلك يكون فبكى سيده فتاب على يده فاعتقه .