صفات الشيعـة / الحلقة الرابعة
السلام عليكم
ماذكرهُ الشيخ الصدوق (رض) في صفات الشيعـة:
ابى رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحارثى عن زياد القندى عن ابى عبد الله (عليه السلام) قال كفى المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله.
ابى رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن الحارثى عن ابى عبد الله (عليه السلام) قال: لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد والجبن ولا يكون المؤمن جبانا ولا شحيحا ولا حريصا.
حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (ره)، قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن بعض اصحابه عن ابى عبد الله (عليه السلام)، قال المؤمن أصدق على نفسه من سبعين مؤمنا عليه.
ابى رحمه الله، عن محمد بن يحيى العطار عن سهل بن زياد عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا (عليه السلام) قال سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يقول لا يكون المؤمن مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث خصال سنه من ربه، و سنة من نبيه، و سنه من وليه، فالسنة من ربه كتمان سره عزوجل (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول) و أما السنة من نبيه فمداراة الناس فان الله عزوجل أمر نبيه بمداراة الناس فقال (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) و أما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء فان عزوجل يقول (والصابرين فى البأساءوالضراء).
ابى رحمه الله، قال حدثنا سعد بن عبد الله عن على الناسخ عن عبد الله بن موسى بن جعفر (عليه السلام)، قال سألته عن الملكين يعلمان الذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو بالحسنة قال فقال (عليه السلام) فريح الكنيف والطيب عندك واحدة قال قلت لا ، قال (عليه السلام) العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال قف فانه قد هم بالحسنة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، فيثبتها له، و إذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين قف فانه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده فيثبتها عليه.
حدثنى محمد بن صالح عن ابى العباس الدينورى عن محمد ابن الحنفية قال لما قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) البصرة بعد قتال أهل الجمل دعاه الاحنف قيس واتخذ له طعاما فبعث إليه صلوات الله عليه والى اصحابه فاقبل ثم قال: يا احنف ادع لى اصحابي فدخل عليه قوم متخشعون كأنهم شنان بوالي فقال الاحنف بن قيس يا أمير المؤمنين ما هذا الذى نزل بهم أمن قله الطعام أو من هول الحرب، فقال صلوات الله عليه: لا يا احنف ان الله سبحانه أحب اقواما تنسكوا له فى دار الدنيا تنسك من هجم على ما علم من قربهم من يوم القيامة من قبل أن يشاهدوها فحملوا انفسهم على مجهودها وكانوا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه توهموا خروج عنق يخرج من النار يحشر الخلائق الى ربهم تبارك و تعالى و كتاب يبدو فيه على رؤس الاشهاد فضائح ذنوبهم فكادت انفسهم تسيل سيلانا أو تطير قلوبهم باجنحة الخوف طيرانا وتفارقهم عقولهم إذا غلت بهم من اجل التجرد الى الله سبحانه غليانا فكانوا يحنون حنين الواله فى دجى الظلم، و كانوا يفجعون من خوف ما اوقفوا عليه انفسهم فمضوا ذبل الاجسام، حزينه قلوبهم، كالحة وجوههم ذابلة شفاههم، خامصه بطونهم، تراهم سكارى سمار وحشة الليل تخشعون كأنهم شنان بوالي قد اخلصوا لله اعمالهم سرا وعلانية فلم تأمن من فزعه قلوبهم بل كانوا كمن حرسوا قباب خراجهم فلو رأيتهم ليلتهم وقد نامت العيون و هدأت الاصوات وسكنت الحركات من الطير فى الركود وقد منههم بأسنا بياتا وهم نائمون) فاستيقظوا إليها فزعين وقاموا الى صلاتهم معولين، باكين تارة واخرى مسبحين يبكون فى محاريبهم ويرنون يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون، فلو رأيتهم يا احنف فى ليلتهم قياما على اطرافهم منحنية ظهورهم يتلون اجزاء القرآن لصلاتهم قد اشتدت اعوالهم ونحيبهم وزفيرهم، إذا زفروا خلت النار قد اخذت منهم الى حلاقيمهم و إذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفدت فى اعناقهم، فلو رأيتهم فى نهارهم اذأ لرأيت قوما يمشون على الارض هونا و يقولون للناس حسنا (فإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (وإذا مروا باللغو مروا كراما) قد قيدوا اقدامهم التهمات، و ابكموا ألسنتهم ان يتكلموا فى اعراض، وسجموا اسماعهم أن يلجها خوض خائض وكحلوا ابصارهم بغض النظر الى المعاصي وانتحوا دار السلام من دخلها كان آمنا من الريب والاحزان، فلعلك أحنف شغلك نظرك فى وجه واحدة تبدى الأسقام بغاضرة وجهها، و دار قد اشغلت بنقش رواقها وستور قد علقتها والريح والآجام موكلة بثمرها، و ليست دارك هذه دار البقاء فاحمتك الدار التى خلقها الله سبحانه لؤلؤة بيضاء فشقق فيها انهارها وغرس فيها اشجار ها وظلل عليها بالنضج من ثمارها و كبسها بالعواتق من حورها ثم أسكنها اوليائه و اهل طاعته، فلو رأيتهم أحنف وقد قدموا على زيادات ربهم سبحانه فإذا ضربت جنائبهم صوتت رواحلهم باصوات لم يسمع السامعون باحسن منها، و اظلتهم غمامة فامطرت عليهم المسك والرادن وصهلت خيولها بين اغراس تلك الجنان، و تخللت بهم نوقهم بين كثب الزعفران و يتطأ من تحت اقدامهم اللؤلؤ والمرجان، واستقبلتهم قهارمتها بمنابر الريحان وهاجت لهم ريح من قبل العرش فنثرت عليهم الياسمين و الاقحوان، و ذهبوا الى بابها فيفتح لهم الباب رضوان، ثم يسجدون لله فى فناء الجنان، فقال لهم الجبار إرفعوا رؤسكم فاني قد رفعت عنكم مؤنة العبادة و اسكنتكم جنة الرضوان، فان فاتك يا احنف ما ذكرت لك فى صدر كلامي لتتركن فى سرابيل القطران ولتطوفن بينها وبين حميم آن، و لتسقين شرابا حار الغليان، فى انضاجه فكم يومئذ فى النار من صلب محطوم و وجه مهشوم، و مشوه مضروب على الخرطوم قد اكلت الجامعة كفه، و التحم الطوق بعنقه فلو رأيتهم يا احنف ينحدرون فى اوديتها و يصعدون جبالها، و ألبسوا المقطعات من القطران، و اقرنوا مع فجارها و شياطينها فإذا استغاثوا بأسوء أخذ من حريق شدت عليهم عقاربها وحياتها ولو رأيت مناديا ينادي وهو يقول يا اهل الجنة ونعيمها و يا اهل حليها وحللها خلود فلاموت فعندها ينقطع رجاؤهم وتغلق الابواب وتنقطع بهم الأسباب فكم يومئذ من شيخ ينادى و اشيبتاه وكم شباب ينادى و اشباباه، و كم من امرأة تنادى و افضيحتاه هتكت عنهم الستور، فكم يومئذ من مغموس، بين اطباقها محبوس، يا لك غمسة ألبستك بعد نباس الكتان، و الماء المبرد على الجدران، و اكل الطعام الوانا بعد ألوان، لباسا لم يدع لك شعرا ناعما كنت مطعمه بيضه، و لاعينا كنت تبصر بها الى حبيب الا تقأها، هذا ما اعد الله للمجرمين و ذلك ما اعد الله للمتقين.
تعليق