الزهراء (ع) ... والدور السياسي في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
تخلتف الآراء والأفكار في المجتمعات العربية بالتحديد حول دور المرأة في المشاركة في عجلة التقدم والنمو. حيث يعيش البعض من هؤلاء الناس دوامة من الصراع الداخلي حول الاعتراف بدور المرأة في مختلف مجالات الحياة العامة منها السياسية و الاجتماعية. ولعل الأحداث المتتابعة التي تمر على المنطقة تُلزمُنا أن نقف وقفة تأمل حول الدور الفعلي الذي يفترض أن تلعبه المرأة في مجتمعها بعيداً عن أشكال التمييز ومنه التمييز الجنسي؛ لنرى كيف يمكن لها القيام بتلك الأدوار من خلال اتخاذها بعض النماذج في التاريخ الإسلامي قدوة وأسوة ومثلاً أعلى في الحراك بمختلف أنواعه.
ونحن نعيش في هذه الأيام ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين الزهراء"عليها السلام"، نستلهم من ذكراها العطرة كيف أنه كانت لها مواقف سياسية وأنها لم تقف موقف المتفرج حيال تلك المتغيرات السياسية التي حصلت بعيد وفاة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). فكان لها دور مفصلي في الأحداث المتتابعة والتي أبانت من خلاله العديد من الاستحقاقات سواء السياسية أو الاقتصادية. وسنتطرق هنا لدور السيدة عليها السلام الريادي والمؤثر على صعيد السياسة والإعلام السياسي.
المشاركة السياسية ...وفقه الجهاد عند الزهراء
لم يكن دور السيدة الزهراء عليها السلام مقتصراً فقط على تأدية واجباتها الزوجية أو على التعبد في محراب الصلاة، بل تعدى دور السيدة عليها السلام ذلك بكثير حيث أنها كانت إبان حياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) تقوم بدور الداعم المعنوي للرسول ومواساته في آلامه ومحنه في تحمل الأذى من المشركين باعتبار وجود الداعم المادي والسياسي في ذلك الوقت من خلال تواجد الإمام علي بن أبي طالب بجانب الرسول الأكرم. وكانت على الدوام في مقدمة مودعي الرسول حينما كان يتأهب ويهم للجهاد ضد المشركين. وكذلك كانت تقوم على استقباله بعد الرجوع من الحرب فهي أيضاً ضمدت جروحه وخففت عن آلامه، أي أنها مارست أدواراً هامة. ولا يخفى دورها في تلك الحقبة الزمنية من عصر الإسلام في بث روح العزيمة والإصرار في قلب الرسول الكريم فهي كما قال صلى الله عليه وآله عنها: (أنها أم أبيها).
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وانشقاق عصى المسلمين حول الخلافة، كان دور السيدة الزهراء عليها السلام بارزاً من خلال تبيان الحقيقة بدون مواربة وهذا جزء من الإعلام السياسي الذي قامت به السيدة ، ونجد ذلك جلياً من خلال الخطبة الفدكية والتي بينت فيها دور الرسول الأكرم في تغيير واقع الأمة من الجهل والظلام إلى نور وضياء فقالت عليها السلام: " فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ" 1
وأبرزت دور تلك الأمور العبادية والمعاملات في إبعاد الناس عن الشرك والضلال وإدخالهم في سردقة الإيمان تطهيراً للنفوس والأبدان من غي الشرك والنفاق؛ ثم أتبعت في تلك الخطبة حديثها حول حق الإمامة المنتزع من الإمام علي في محاولة منها لتبيان بطلان اختيار الأمة الإسلامية لغير الإمام عليه السلام في تلك الفترة. ولم يكن حديثها في تلك الخطبة الشهيرة فقط عن المنحى السياسي الذي آل إليه الإسلام بل قامت بإبراز خطورة الموقف في ذلك الوقت عبر الحياد عن نهج القرآن الكريم وإتباع الشيطان والهوى في الحكم بمقتضيات الأمور.
فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، ﴿بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً﴾ ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ السْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴿.
أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ" 2
وهنا نرى من خلال هذه المقتطفات أن السيدة سلام الله عليها كان لها دور مفصلي حين اقتضت الحاجة لبروز المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية، وبينت أنه يتوجب على المرأة الجهاد متى اقتضت الظروف الزمانية والمكانية للعب ذلك الدور ومشاركة المجتمع والنهوض به، ويكون بذلك التكوين تكاملياً فلا يعتبر دور المرأة هامشياً بقدر ماهو ضرورة ملحة لتدوير عجلة المجتمع وإصلاحه.
الإعلام السياسي والمرأة المعاصرة
للإعلام دور ريادي في قيادة وتوجيه أراء المجتمع نحو القبول أو الرفض حيال أمور الحياة المطروحة للنقاش فدوماً ما يكون الإعلام أداة قوية لمن يمتلك المادة في تسيير الأمور في الاتجاه الذي يرغب به ذلك الطرف. ويعبر الأستاذ علي آل طالب في كتابه الأثر الإعلامي وإستراتيجية القرار الأمريكي حول دور الإعلام فيقول: " الإعلام هو أولاً وأخيراً يعتبر أداة تحكم وتوجيه وتعبئة للحاويات السياسية، بمعنى أنه جزء لايتجزأ عن البروغماتيات السياسية والاقتصادية والتجارية خاصة ونحن في عالم يخضع لوسائط إعلامية جديدة، تعيد صياغته كل حين بصورة شفافة وواصحة، بحيث يتشكل في قرية صغيرة من شأنها أن تذيب معها كافة الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضاً."3
إذن يتبين لنا أن دور الإعلام السياسي بات مؤثراً بشكل كبير في تغيير الوقائع بحيث يطفي نوعاً من البهرجات التي تؤثر في الرأي العام وتحول الحقيقة إلى زيف والعكس صحيح!!
لذا بات من المهم أن نفهم أن الإعلام السياسي ضرورة ملحه لفهم التباينات التي تقع في المنطقة، ومن حسن الحظ أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دوراً كبيراً في صناعة الوعي والثقافة المطلوبة أكثر فأكثر لدى المرأة المعاصرة، حيثُ أنّ الإعلام السياسي على وجه الخصوص أدّى لِحراك متنوع في الوسط النسائي على أرض الواقع، وكل ذلك يفترض أن يؤدي لدور حيوي وفاعل للمرأة المعاصرة في المجتمع بشكل متميز أكثر فاعلية من خلال الإمساك بزمام الإعلام السياسي، لتدعم بذلك من خلاله الحراك الذي يتكون في محيطها. فلايكون بذلك دورها دوراً هامشياً ومن ثم المشاركة لتغيير الواقع الاجتماعي أو السياسي. ولا يقتصر الدور الفاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية على جنس دون آخر فهذا يعتبر من أنواع التمييز والإقصاء، وعلى المرأة السعي الحثيث والدائم عبر المنبر الإعلامي للحصول على المطالب التي تخول لهن لعب دور ريادي مهم فكما بينا الأثر المعنوي والنفسي الذي لعبته السيدة الزهراء في صدر الإسلام إبان الحروب التي خاضها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وشد أزره. فبالتالي لابد أن تعي المرأة المعاصرة أن دورها لم يعد مقتصراً على تسيير الأمور المنزلية فقط أو المشاركة الهامشية في الفعاليات الاجتماعية ليصل في هذه المرحلة للدعم والمشاركة ثقافياً وإعلامياً.
بسم الله الرحمن الرحيم
تخلتف الآراء والأفكار في المجتمعات العربية بالتحديد حول دور المرأة في المشاركة في عجلة التقدم والنمو. حيث يعيش البعض من هؤلاء الناس دوامة من الصراع الداخلي حول الاعتراف بدور المرأة في مختلف مجالات الحياة العامة منها السياسية و الاجتماعية. ولعل الأحداث المتتابعة التي تمر على المنطقة تُلزمُنا أن نقف وقفة تأمل حول الدور الفعلي الذي يفترض أن تلعبه المرأة في مجتمعها بعيداً عن أشكال التمييز ومنه التمييز الجنسي؛ لنرى كيف يمكن لها القيام بتلك الأدوار من خلال اتخاذها بعض النماذج في التاريخ الإسلامي قدوة وأسوة ومثلاً أعلى في الحراك بمختلف أنواعه.
ونحن نعيش في هذه الأيام ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين الزهراء"عليها السلام"، نستلهم من ذكراها العطرة كيف أنه كانت لها مواقف سياسية وأنها لم تقف موقف المتفرج حيال تلك المتغيرات السياسية التي حصلت بعيد وفاة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم). فكان لها دور مفصلي في الأحداث المتتابعة والتي أبانت من خلاله العديد من الاستحقاقات سواء السياسية أو الاقتصادية. وسنتطرق هنا لدور السيدة عليها السلام الريادي والمؤثر على صعيد السياسة والإعلام السياسي.
المشاركة السياسية ...وفقه الجهاد عند الزهراء
لم يكن دور السيدة الزهراء عليها السلام مقتصراً فقط على تأدية واجباتها الزوجية أو على التعبد في محراب الصلاة، بل تعدى دور السيدة عليها السلام ذلك بكثير حيث أنها كانت إبان حياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) تقوم بدور الداعم المعنوي للرسول ومواساته في آلامه ومحنه في تحمل الأذى من المشركين باعتبار وجود الداعم المادي والسياسي في ذلك الوقت من خلال تواجد الإمام علي بن أبي طالب بجانب الرسول الأكرم. وكانت على الدوام في مقدمة مودعي الرسول حينما كان يتأهب ويهم للجهاد ضد المشركين. وكذلك كانت تقوم على استقباله بعد الرجوع من الحرب فهي أيضاً ضمدت جروحه وخففت عن آلامه، أي أنها مارست أدواراً هامة. ولا يخفى دورها في تلك الحقبة الزمنية من عصر الإسلام في بث روح العزيمة والإصرار في قلب الرسول الكريم فهي كما قال صلى الله عليه وآله عنها: (أنها أم أبيها).
بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وانشقاق عصى المسلمين حول الخلافة، كان دور السيدة الزهراء عليها السلام بارزاً من خلال تبيان الحقيقة بدون مواربة وهذا جزء من الإعلام السياسي الذي قامت به السيدة ، ونجد ذلك جلياً من خلال الخطبة الفدكية والتي بينت فيها دور الرسول الأكرم في تغيير واقع الأمة من الجهل والظلام إلى نور وضياء فقالت عليها السلام: " فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ" 1
وأبرزت دور تلك الأمور العبادية والمعاملات في إبعاد الناس عن الشرك والضلال وإدخالهم في سردقة الإيمان تطهيراً للنفوس والأبدان من غي الشرك والنفاق؛ ثم أتبعت في تلك الخطبة حديثها حول حق الإمامة المنتزع من الإمام علي في محاولة منها لتبيان بطلان اختيار الأمة الإسلامية لغير الإمام عليه السلام في تلك الفترة. ولم يكن حديثها في تلك الخطبة الشهيرة فقط عن المنحى السياسي الذي آل إليه الإسلام بل قامت بإبراز خطورة الموقف في ذلك الوقت عبر الحياد عن نهج القرآن الكريم وإتباع الشيطان والهوى في الحكم بمقتضيات الأمور.
فَهَيْهاتَ مِنْكُمْ، وَكَيْفَ بِكُمْ، وَأَنَى تُؤْفَكُونَ؟ وَكِتابُ اللّه بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، أُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَأَحْكامُهُ زاهِرَةٌ، وَأَعْلامُهُ باهِرَةٌ، وَزَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَأوامِرُهُ واضِحَةٌ، قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ، أرَغَبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ، أمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ، ﴿بِئْسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلاً﴾ ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ السْلامِ ديناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ﴿.
أيْهاً بَنِي قَيْلَةَ! أاُهْضَمُ تُراثَ أبِيَْ وَأنْتُمْ بِمَرْأى مِنّي وَمَسْمَعٍ، ومُبْتَدأٍ وَمَجْمَعٍ؟! تَلْبَسُكُمُ الدَّعْوَةُ، وتَشْمُلُكُمُ الْخَبْرَةُ، وَأنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالْقُوَّةِ، وَعِنْدَكُمُ السِّلاحُ وَالْجُنَّةُ؛ تُوافيكُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجِيبُونَ، وَتَأْتيكُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغيثُونَ" 2
وهنا نرى من خلال هذه المقتطفات أن السيدة سلام الله عليها كان لها دور مفصلي حين اقتضت الحاجة لبروز المرأة بشكل أكبر في الحياة السياسية، وبينت أنه يتوجب على المرأة الجهاد متى اقتضت الظروف الزمانية والمكانية للعب ذلك الدور ومشاركة المجتمع والنهوض به، ويكون بذلك التكوين تكاملياً فلا يعتبر دور المرأة هامشياً بقدر ماهو ضرورة ملحة لتدوير عجلة المجتمع وإصلاحه.
الإعلام السياسي والمرأة المعاصرة
للإعلام دور ريادي في قيادة وتوجيه أراء المجتمع نحو القبول أو الرفض حيال أمور الحياة المطروحة للنقاش فدوماً ما يكون الإعلام أداة قوية لمن يمتلك المادة في تسيير الأمور في الاتجاه الذي يرغب به ذلك الطرف. ويعبر الأستاذ علي آل طالب في كتابه الأثر الإعلامي وإستراتيجية القرار الأمريكي حول دور الإعلام فيقول: " الإعلام هو أولاً وأخيراً يعتبر أداة تحكم وتوجيه وتعبئة للحاويات السياسية، بمعنى أنه جزء لايتجزأ عن البروغماتيات السياسية والاقتصادية والتجارية خاصة ونحن في عالم يخضع لوسائط إعلامية جديدة، تعيد صياغته كل حين بصورة شفافة وواصحة، بحيث يتشكل في قرية صغيرة من شأنها أن تذيب معها كافة الخصوصيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضاً."3
إذن يتبين لنا أن دور الإعلام السياسي بات مؤثراً بشكل كبير في تغيير الوقائع بحيث يطفي نوعاً من البهرجات التي تؤثر في الرأي العام وتحول الحقيقة إلى زيف والعكس صحيح!!
لذا بات من المهم أن نفهم أن الإعلام السياسي ضرورة ملحه لفهم التباينات التي تقع في المنطقة، ومن حسن الحظ أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دوراً كبيراً في صناعة الوعي والثقافة المطلوبة أكثر فأكثر لدى المرأة المعاصرة، حيثُ أنّ الإعلام السياسي على وجه الخصوص أدّى لِحراك متنوع في الوسط النسائي على أرض الواقع، وكل ذلك يفترض أن يؤدي لدور حيوي وفاعل للمرأة المعاصرة في المجتمع بشكل متميز أكثر فاعلية من خلال الإمساك بزمام الإعلام السياسي، لتدعم بذلك من خلاله الحراك الذي يتكون في محيطها. فلايكون بذلك دورها دوراً هامشياً ومن ثم المشاركة لتغيير الواقع الاجتماعي أو السياسي. ولا يقتصر الدور الفاعل في الحياة الاجتماعية والسياسية على جنس دون آخر فهذا يعتبر من أنواع التمييز والإقصاء، وعلى المرأة السعي الحثيث والدائم عبر المنبر الإعلامي للحصول على المطالب التي تخول لهن لعب دور ريادي مهم فكما بينا الأثر المعنوي والنفسي الذي لعبته السيدة الزهراء في صدر الإسلام إبان الحروب التي خاضها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وشد أزره. فبالتالي لابد أن تعي المرأة المعاصرة أن دورها لم يعد مقتصراً على تسيير الأمور المنزلية فقط أو المشاركة الهامشية في الفعاليات الاجتماعية ليصل في هذه المرحلة للدعم والمشاركة ثقافياً وإعلامياً.