علاقتنا بالامام الغائب (عج)
طبيعة العلاقة بيننا وبين الامام الغائب (عج)
علاقة القيادة
مما يميّز الإمام الحجة عليه السلام هو أنه الامام الحي الذي يعيش على هذه الارض ويعيش مع آمال والآم الناس ويشاركهم احزانهم وافراحهم وانه يرعى شؤون الامة, صغيرها وكبيرها حتى انه ورد في احدى رسائله عليه السلام للشيخ المفيد رحمه الله انه قال لا يعزب عنّا شئ...).
انه يجب فهم وادراك ماهيّة العلاقة مع هذا الامام الحي كي نبادله هذا الاهتمام من قبل شخصه الشريف .
وان نصنّف هذه العلاقة الى ثلاثة انواع هي: القيادة, التربية, والرقابة.
وعن علاقة القيادة نقول:
انّ الحديث عن الامام المهدي عليه السلام من اهم الاحاديث التي يجب ان تحتل الجزء الاكبر عند كل من يعي حقيقة وجود الامام عليه السلام وفاعليته في الساحة، فهو الامام الحي. عليه السلام وهو القائد وهو صاحب الامر عليه السلام.
والانسان عليه ان يعيش هذه القيادة وأن يتحسسها فهو حين يخاطب وليّ امره يجب ان يكون خطابه خطاب المقود للقائد او المرؤوس للرئيس، وكما ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: (طوبى لمن ادرك قائم اهل بيتي عليهم السلام وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة اهل الهدى عليهم السلام من قبله).
فانّ مجرد الايمان والاعتقاد بوجوده عليه السلام يخلق لدى المؤمنين :
أولا- الامل والطموح ويهوّن لديهم المصاعب ويزيل همومهم فانّ المؤمنين الصادقين لم يعرفوا الهزيمة في صراعهم مع اهل الباطل وحتى لو هزموا عسكريا فانّ هذه الهزيمة لن تنال من معنويّاتهم ما دام هناك في هذا العالم( امام قائد) لا بدّ من ان يظهر وياخذ بثأر كل المظلومين .
ثانيا- الامتثال الكامل لأوامر القائد والاّ فسوف يقع المؤمنون في مأزق خطير, وأجلى مثال بهذا الصدد ما يروي لنا التاريخ ما حدث في (معركة أحد), حيث انه بعد ان رسم النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم -وهو القائد- الخطّة للمعركة وكان من ضروراتها سدّ بعض الثغرات التي تطلّ على ارض المعركة, هذه المعركة التي كادت تنتهي بانتصار المسلمين لولا انّ اكثر الرماة الذين أمروا ان يسّدوا الثغرة الواقعة خلف الجبل عصوا امر قائدهم وتركوا اماكنهم مما ادّى الى مباغتة المشركين، لقد أدّى ليس إلى كثرة القتل في صفوف المسلمين بل الى تعريض حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للخطر حيث انه لمّا جرح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام المنافقون بدور تثبيطي للعزائم باشاعة انّ القائد قد قتل مما زعزع همّة الكثير من المقاتلين المسلمين. وهذه الواقعة تظهر خطورة وأهمية سلامة القائد ووجوده بين جنوده.
ثالثا- اليقين بأنه هو خليفة الله عليه السلام في الارض, وهو السبب المتصل بين الارض والسماء, وانه حجة الله في كل عصر ولولاه لساخت الارض بأهلها وكما ورد عن الامام العسكري عليه السلام (ولولا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والاوصياء من ولده عليهم السلام كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض).
انّ المؤمنين الذين يستشعرون حضور الامام عليه السلام في زمن الغيبة منحهم الامام السجاد عليه السلام سمة الافضلية على اهل كل زمان، حيث يذكر ذلك لابي خالد الكابلي: (ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من اوصياء رسول الله والائمة بعده يا أبا خالد،انّ اهل زمان غيبته القائلين بأمامته والمنتظرين لظهوره عليه السلام افضل من اهل كل زمان, لان الله تعالى ذكره اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة, وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، اولئك المخلصون حقا وشيعتنا صدقا والدعاة الى دين الله سرا وجهرا).
تعليق