http://4.bp.blogspot.com/-lh4GFD0HqO...s1600/0005.jpg
الشك واليقين عند الامام الصادق (ع)
منذ ان عني فلاسفة الاغريق في اقدم العصور بمسائل الفلسفة ، والى يومنا هذا ، وهناك قضية شاغلة لاهتمام الفلاسفة والمفكرين هي قضية الشك واليقين وماهيتها ، وهل ثمة امل في ان يرتقي الانسان الى مرتبة تنفي منه الشك، وهل الفرق بين الشك واليقين هو مجرد خلاف ظاهري ؟ يقول الامام جعفر لصادق(ع) وقوله صحيح ، ان الشك مصدره الجهل ، فان كنا على يقين من نتيجة معادلة رياضية ما ، لم يخامرنا شك من حولها ، اما ان افقرنا الى هذا اليقين بالنسبة لقاعدة في علم النفس مثلاً ، لم يكن هناك مفر من الشك فيها ، فمسائل النفس شيء ، والقواعد الرياضية مثل 2×2=4 شيء اخر . فالاولى تفتح الباب امام الاستثناءات والحلات الشاذة والقوانين غير الثابتة فيرتاب المرء في نتائجها ، اما الثانية فلا خلاف عليها ولاهي تحتمل شكاً ، ومعروف ان الافراد يتباينون ويختلفون ، ويستقل كل منهم بصفات وخصائص خلقية ونفسية تغاير ما لدى الغير منها ، فيؤدي هذا الوضع الى استحالة التوصل الى قواعد نفسية عامة نطبق على الناس جميعاً مهما اختلفت مشاربهم وامزجتهم ونشاتهم وصفاتهم . والمتأمل لاوضاع الجنس البشري ، يرى ان الناس تختلف من حيث اللون والعنصر والعرق والاصل والمنبت والقومية ، وتختلف الى جانب ذلك من حيث الاتجاهات الفكرية والسياسية والخصائص النفسية ، فان تحقق الوفاق والوئام في مجتمع ما بين جميع افراده برغم اختلافهم ، فما ذلك الا ان افراد المجتمع ولاسيما الضعاف منهم قد احسوا بضرورة التكيف في سلوكهم وتصرفاتهم مع السلطة القائمة التي تملك القدرة على الوفاء بمطالب هؤلاء الافراد والمحافظة على حقوقهم . ولو نظرنا الى الاسرة الواحدة باعتبارها وحدة المجتمع ، لوجدناها تفتقر الى التطابق التام في الاراء والسلوك بين افرادها ، وهم اقرب الاقرباء ، لان لكل من الاب والابن ، والام والبنت ، والزوج والزوجة شخصيته الخاصة التي تستقل بميولها وارائها ومزاجها ورغباتها وما الى ذلك . وقد سبق لنا ان اشرنا الى العالم النفسي الفرنسي(هنري برجسون)الذي عاش في النصف الاول من القرن العشرين، واكتسب شهر عالمية بسبب تجاربه العلمية ، وفي راي هذا العالم ان نظريات علم النفس تصدق على القبائل التي تعيش على الفطرة والبداوة او التي هي في طريقها الى التمدن ، اكثر من انطباقها على غيرها من الاقوام . يقول برجسون ان تفكير افراد القبيلة البدائية في اي موضوع يتشابه بل يتطابق ، لان معلوماتها محدودة وحاجاتها محدودة ايضاً . ومتى ارتقى الانسان واتسعت دائرة ثقافته ومعلوماته ، اتسعت ايضاً دائرة احتياجاته ومطالبه . وقواعد علم النفس الموضوعة على اساس المقومات النفسية لقبيلة بدائية يمكن باطمئنان تطبيقها على كل فرد من افراد هذه القبيلة ، ولكن هذه القواعد لاتصلح لافراد القبائل الاخرى . ومع ذلك ، فلا سبيل الى انكار القواعد العامة لعلم النفس ، ولا الى القول بانطباق هذه القواعد انطباقاً عاماً على كل حالة وفي كل موقف . واليقين عند الامام الصادق(ع) هو علم ما لا يتطرق اليه الشك او الربية ، وهو اصل من اصول الدين الاسلامي لان مصدره هو الله جل وعلا . ويقول الامام(ع) ان الله واحد ، وهو خالق كل شيء ، وهو مدبر العالم ومسيره وفقاً لارادته . ومن ينكر وجود الله برهن على جهله المركب ، وكان كالاصم الابكم الذي لايسمع ولاينطق ولايستطيع استخدام قدراته الفكرية للوصول الى معرفة الله ، ولا هو بقادر على ان ينتفع بتجارب الغير في معرفة الخالق ، وحياته لاتخرج عن حدود الاكل والشرب والنوم واشباع الغرائز دون التطلع الى اي هدف سام وهؤلاء لا يسعون لفهم شيء ، وينطق عليهم حكم القران الكريم { إن هم الا كالانعام * بل هم اضل سبيلا } الفرقان 44. فقد خلق الله الكائنات الحية ومنها الانسان وخص كلا منهما بما يختلف فيه عن سواه ، وهيأ له اسباب البقاء والتناسل ابقاء عليه من الانقراض ، وخلق بعلمه وقدرته حيوانات تطيق الحر الشديد في البراري والصحاري ، واخرى تتحمل البرد القارص مهما اشتد ، ومن الحيوانات ما ينام بقدرة الله وحكمته طوال اشهر الصيف في المناطق المتجمدة دون ان يحس جوعاً او عطشاً ودون ان يتاثر وزنها او صحتها بهذا البيات ، والغريب في امر هذه الحيوانات ان قلبها ينبض عادة خمسة الاف مرة في الساعة ، ولكنه ينبض في فترة البيات التي تمتد الى ستة اشهر او سبعة وستين او سبعين نبضة في الساعة ، نراه ينخفض عدد انفاسه في فترة البيات الشتوي الى 25مرة في الساعة . فان انت دنوت من هذه الحيوانات في نومها ولمست اجسامها ، لوجدتها باردة كالثلج، في حين ان الحياة سارية فيها ، وانها لن تلبث ان تستيقظ من بياتها عند مجيء الربيع . اما الانسان ، فلو هبطت درجة حرارته الى نصف درجة الحرارة الطبيعية لادركه الموت ، ولكن من حكم الله في خلقه انه يبقي الحيوانات على قيد الحياة ستة اشهر او سبعة واجسامها باردة كالثلج في فترة البيات . ولكن الجاهل الذي عميت بصيرته وبصره لايرى هذه الايات الماثلة امامه من صنع ربه . وكما خلق الله حيوانات اخرى تعيش في الاجواء الحارة كالجمل مثلاً الذي يقطع الصحراء والفيافي آكلا العشب اليابس والشوك ، متحملا العطش وقلة الماء ، ويحمل راكبه ليلاً ونهاراً الى ان يقع على ورد ماء ، وهناك من الانعام ما لو اكل العشب الجاف لاحتاج الى شرب كميات كبيرة من الماء ، وان لم تجد الماء لهلكت. هذه هي قدرة الله الذي منح الجمل طبيعة تجعله يتحمل الحر والعطش في جو لايطيقه لا انسان ولاغيره من الحيوانات . ولو ضل الانسان طريقه في الصحراء وترك لناقته اللجام ، لقادته الى نقطة الماء ، لان الناقة تحس برطوبة الماء من مسافات بعيدة ، وتهتدي اليه بهذه الحاسة الرهيفة التي هي من تدبير الله لكي يكفل لـ(سفينة الصحراء) العيش في القفار . وفي استطاعة الجمل ادخار الماء ثلاثة ايام واكثر ، وخاصة اذا ادرك انه سيجتاز الصحراء المقفرة .فالامام الصادق(ع) كان على حق عندما قال ان وجود الله لا ينكره الا من كان ذا جهل مركب . اما من تسلح بسلاح العقل والفهم ، ولو في حدود معينة ، فلا يشك في وجود الله . وللامام (ع) نظرية حول العالم ونظامه لاتختلف عن نظريات علماء الفيزياء في هذا العصر ، مع انه قال بها قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن. يقول الصادق(ع) في عرض نظريته انك اذا شاهدت حوادث طارئة كالطوفان والسيل والزلازل وما الى ذلك من الظواهر الطبيعية في العالم ، فاعرف انها ليست دليلاً على ان العالم فقد نظامه ، لان هذه الحوادث تتبع قواعد ثابتة ، ولا تقع حادثة صغيرة او كبيرة الا وهي في حساب عند الله . وعلماء اليوم الذين يخضعون للقواعد الرياضية والفيزيائية دون سواها من الغيبيات ، يقولون بهذه النظرية عينها . افلا يستحق الامام جعفر الصادق (ع) إكباراً لعلمه وفضله ، وهو قد نادى بهذه النظرية قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ؟
فالزلازل والطوفانات وهياج البراكين وما اليها هي في راي علماءالفيزياء والجيولوجيا ظواهر تخضع لقوانين تنظيم الكون ، ومن يعتبر الزلازل حادثاً غير عادي يجهل قوانين الجيولوجيا التي تحدد اسباب حدوث الزلازل .
وقبل وقوف العلماء على القوانين الفيزيائية والجيولوجية التي تتحكم في الظواهر الطبيعة ، كان الاعتقاد السائد طوال الاف من السنين ان التغير المفاجيء فيالجو او وقوعه هذه الظواهر دليل على ان خللاً قد اصاب نظام الكون ، إذ ليس من المعقول مثلاً ان تهبط درجة الحرارة في الصيف بصورة مفاجئة او أن ترتفع في الشتاء بغتة . اما اليوم فقداصبح فيوسع العلماء ان يتغلبا على عامل المفاجأة في الظواهر الطبيعية، لقدرتم على التكهن بالاحوال الجوية قبل اسابيع وشهور . ولا تختلف الزلازل في طبيعتها عن سائر الجوية المفاجئة ، ولو عرف الانسان القانون الذي يحكم حدوث الزلازل ، عليه التكهن بوقوعها زماناً ومكاناً .وكان الصادق يقول لتلاميذه ان الذي يراه الناس ويحسبون انه دليل على خلل في نظم الكون،انمايخضع لقوانين ثابتهلا تقبل التغيير .
ويؤكد جميع الفلاسفة ان للكون قواعد واوضاعا ًلا تقبل التغيير ، وانما يحسبه الانسان تغييراً ادى الى زلزال او طوفان هو ناموس طبيعي من وضع الله ، فالله قد خلق الكون بجميع اوضاعه ونظمه وحركاته وحوادثه ،ووضع نواميس ضابطة لذلك ، فكل حركات الكون خاضعة لهذه النواميس التي هي في سابق علم الله . ويقول هؤلاء الفلاسفة ان التغييراالتي تطرأ على القوانين البشرية ناتجة عن جهل الانسان وضعفه ، وما دام الانسان عاجزاً عن التكهن بما ستكون عليه اوضاعه الاجتماعية او الفردية ، فهو يضع القانون ليومه ، ويغيره متى قضت مصلحته بذلك. ولئن كان الله قد وضع للكون قوانينه في لحظة واحدة ، فهي بفضل علم الله وقدرته قوانين ابدية وسرمدية ، وهذا ينطبق ايضاً على قوانين التي اتى بها الانبياء والمرسلون من عند الله بوحي من الله والهام من عنده تعالى.
وجميع الفلاسفة ، من كانوا يؤمنون بالله منهم ومن كانوا ماديين ، يقولون بثبات القوانين التي تتحكم في الكون وعدم قابليتها للتغيير .
فهذا الفيلسوف الملحد (مترلينك) الذي يؤكد بدوره ثبات هذه القوانين ، فيقول : لو انهدم العالم فجأة ، وسقطت الشمس والنجوم والاف المجرات والنيازك والمجموعات الضوئية وغيرها . فهذا الخراب ليس حادثاً مفاجئاً او غير متوقع ، وانماقد حدث طبقاً لنظام كوني معين ، ومن وقف على هذا القانون استطاع ان يحدد زمان وقوع هذا الخراب . والوحيد بين المفكرين في القديم الذي تنبه الى ثبات قواعد الكون ونظمه هو الامام جعفر الصادق (ع) بل ان الاعتقادالسائد عند القدامى هو ان كل قاعدة في الكون قابلة التغيير ، وارسطو نفسه اعتبر الاعتقاد بتغيير الكون ونظمه وقواعده جزءاً من اساس تفكيره الفلسفي ،مما اكسب الاعتقاد تقبلاً وشيوعاً باعتباره امراً لا يقبل المناقشة او الجدل .
يقول ارسطو ان العالم مركب من جزئين ، هماالمادة والصورة ، وهما غير قابلتين للتجزئة او الحل ، ولا بد لكي تنطبق الصورة مع المادة من وجود حركة وتغيير ، ولولا الحركة لما اتخذت المادة شكلها الحقيقي ، فالحركة تلازم التغيير وتستلزمه ، والتغيير يلازم قوانين الكون .
وظلت هذه النظرية الى النصف الاول من القرن السابع عشر الميلادي اساساً من اسس التفكير الفلسفي الارسطي ، ولم يحاول احد من الفلاسفة التشكيك فيها ، الى ان جاء الفيلسوف ديكارت(1650م) فاقام الدلائل على بطلان جوانب منها . كان ارسطو تلميذا لافلاطون في امكان تغيير قوانين الكون ، والمعروف ان افلاطون بث اراءه على هيئة محاورات بقيت للاجيال المتعاقبة ، ولكننا لم نعثر فيها على شيء عن امكان تغير قوانين العالم ، وهذا طبعاً لا يقلل من اهمية ارائه وسيظل هو على الدوام من اعظم مفكري العالم القديم ، وسيظل اسلوبه الخطابي الفني الرائع مستأثراً باعجاب الدارسين جيلا بعد جيل . والى عصر ديكارت ، كان الفلاسفة يعتقدون ان قوانين الكون غير ثابتة وانها عرضة للتغيير . ومنذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ، وعلماء الفيزياء والفلك عاكفون على اكتشاف كل مجهول من امر هذا الكون ، وقد برز في طليعة العلماء والباحثين في هذه الفترة(كوبر نيكوس) و(كبلرب) و(غاليليو) و(نيوتن) . وباتساع نطاق الحركة العلمية وابحاث هؤلاء العلماء ، ادرك الجميع ان الكون اكبر بكثير مما هو يتوهمه القدماء في القرون السابقة . وفي القرن التاسع عشر ، اكتشفت مجرات اخرى خارجة عن نطاق المنظومات والكتل الضوئية في عالمنا هذا، وتبين ان كلا من هذه المجرات يحتوي على منظومات شمسية اخرى . ورصد العلماء حركات الشهب والنجوم ، واعترفوا بان العالم يخضع لنظام علمي دقيق لا تتاثر حركته بانفجار يقع في شمس ، او شهاب يسقط في طرف من اطراف هذا الكون العظيم ، اي ان حدوث انفجار او تلاش في بعض الشموس انما يخضع بدوره لقوانين الكون الثابتة ، ولايؤدي بالتالي الى احداث اضطراب او خللل في حركة المنظومات الكونية الاخرى.
واعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر والى النصف الاول من القرن العشرين ، افضت البحوث العلمية المتصلة الى اهتداء الانسان الى العالم الاصغر وهو عالم الذرة فعرف ان هناك قوانين اخرى ثابتة تخضع لها الذرة ، وهي قوانين لاتتعطل ولاتتوقف ولو للحظة واحدةٍ ، ففي الذرة نواة ، ولها الكترون يدور حول فلكها ثلاثة كاتربليون مرة كل ثانية ، ولايحول حادث او طارئ دون استمرار هذه الحركة . ففي ذرة الحديد مثلاً ، يدور الالكترون ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية حول نواتها المركزية ، واذا وضع الحديد في بوتقة حامية لصهره ، لم تتوقف حركة الالكترون في الدوران حول نواة الذرة حتى ولو ارتفعت درجة الحرارة الى درجة يتحول معها الحديد الى غاز سائل . والسبيل الوحيد للحيلولة دون دوران الالكترون حول نواة الذرة هو السعي لتفجير نواة الذرة وطرد الالكترون منها ، فيبحث عن نواة مركزية اخرى يدور في فلكها . والقانون الذي ينظم دوران الالكترون حول نواة الذرة هو نفس القانون الذي يجعل الارض تدور حول الشمس ، والشمس حول المجموعة التي تعرف علمياً باسم(الجاثي على ركبتيه) ، والتي تدور بدورها حول المجرة ، وتدور المجرة حول مركز اخر غير معروف لنا ، ولكن حركتها مؤكدة ، وان كان عمر الشمس كله لايكفي لحساب حركة هذه الاجرام والمدة التي تستغرقها (الجاثي على ركبتيه) في الدوران حول المجرة . وفي هذا يقال انه ليست هناك ادلة على وجود الله اقوى من الادلة المستمدة من علم الفلك بكلا ارقامه اللانهائية وقواه اللامحدودة ، ومن شأن ادراك القاونين الحقيقية الكونية الثابتة ان يتحدث العلماء بقدرة الخالق وعظمة وجوده وصنيعه . ولا يسع المرء الا ان يدهش لما يقوله العلماء تخميناً من ان عمر الارض هو خمسة مليارات من السنين ، ومع ذلك فالمدة التي يقدرها العلماء لدوران المجرة حول مركزها مرة واحدة هي 25الف مليار سنة . بل اين هذه الارقام من الذين يقولون ان عمر العالم عشرة الاف سنة ، وان عمر الانسان على الارض ستة الاف سنة؟ لا ريب في ان الحقيقة التي تتضح من طل المدة التي تستغرقها المجرة في الدوران حول مركزها هي ان عمر المنظومة الشمسية والكرة الارضية اكبر بكثير مما كان العلماء يتصورونه حتى مطلع هذا القرن . ذلك لان التفكير الذي كان سائداً الى مطلع القرن العشرين هو ان المجرات المتناثرة في الفضاء هي اجرام ثابتة لاتتحرك في حين انه قد ثبت من الناحية العلمية انها تتحرك وتدور ، وان لها حركة وضعية كذلك(الحركة الانتقالية مع الحركة الوضعية) . والرقم الذي ذكر لدوران المجرة حول مركزها هو رقم افتراضي لا علمي ، ولابد لاحتساب مدة دوران المجرة حول مركزها من معرفة مسيرة المجرة وحدود الدائرة التي تدور حولها . ولقياس مدى اتساع هذه الدائرة ، لابد من معرفة طول قوس الدائرة لامكان الاستعاة بالقواعد الهندسية في استخراج محيط الدائرة ، ولو عاش المرء خمسمائة مليون سنة اخرى لعجز عن ان يحدد مدى امتداد القوس والواحد من اقواس محيط الدائرة التي تدور حولها المجرة ، ليستطيع بعد ذلك احتساب الدائرة كلها . وحتى الان لم تستطع الاجهزة الحديثة للرصد تعيين عدد المجموعات الضوئية ومجرات الكون ، ولكن يقال بالتخمن ان عددها مائة مجرة ، وهو رقم لايثق فيه احد من علماء الفلك .
يتبع
الشك واليقين عند الامام الصادق (ع)
منذ ان عني فلاسفة الاغريق في اقدم العصور بمسائل الفلسفة ، والى يومنا هذا ، وهناك قضية شاغلة لاهتمام الفلاسفة والمفكرين هي قضية الشك واليقين وماهيتها ، وهل ثمة امل في ان يرتقي الانسان الى مرتبة تنفي منه الشك، وهل الفرق بين الشك واليقين هو مجرد خلاف ظاهري ؟ يقول الامام جعفر لصادق(ع) وقوله صحيح ، ان الشك مصدره الجهل ، فان كنا على يقين من نتيجة معادلة رياضية ما ، لم يخامرنا شك من حولها ، اما ان افقرنا الى هذا اليقين بالنسبة لقاعدة في علم النفس مثلاً ، لم يكن هناك مفر من الشك فيها ، فمسائل النفس شيء ، والقواعد الرياضية مثل 2×2=4 شيء اخر . فالاولى تفتح الباب امام الاستثناءات والحلات الشاذة والقوانين غير الثابتة فيرتاب المرء في نتائجها ، اما الثانية فلا خلاف عليها ولاهي تحتمل شكاً ، ومعروف ان الافراد يتباينون ويختلفون ، ويستقل كل منهم بصفات وخصائص خلقية ونفسية تغاير ما لدى الغير منها ، فيؤدي هذا الوضع الى استحالة التوصل الى قواعد نفسية عامة نطبق على الناس جميعاً مهما اختلفت مشاربهم وامزجتهم ونشاتهم وصفاتهم . والمتأمل لاوضاع الجنس البشري ، يرى ان الناس تختلف من حيث اللون والعنصر والعرق والاصل والمنبت والقومية ، وتختلف الى جانب ذلك من حيث الاتجاهات الفكرية والسياسية والخصائص النفسية ، فان تحقق الوفاق والوئام في مجتمع ما بين جميع افراده برغم اختلافهم ، فما ذلك الا ان افراد المجتمع ولاسيما الضعاف منهم قد احسوا بضرورة التكيف في سلوكهم وتصرفاتهم مع السلطة القائمة التي تملك القدرة على الوفاء بمطالب هؤلاء الافراد والمحافظة على حقوقهم . ولو نظرنا الى الاسرة الواحدة باعتبارها وحدة المجتمع ، لوجدناها تفتقر الى التطابق التام في الاراء والسلوك بين افرادها ، وهم اقرب الاقرباء ، لان لكل من الاب والابن ، والام والبنت ، والزوج والزوجة شخصيته الخاصة التي تستقل بميولها وارائها ومزاجها ورغباتها وما الى ذلك . وقد سبق لنا ان اشرنا الى العالم النفسي الفرنسي(هنري برجسون)الذي عاش في النصف الاول من القرن العشرين، واكتسب شهر عالمية بسبب تجاربه العلمية ، وفي راي هذا العالم ان نظريات علم النفس تصدق على القبائل التي تعيش على الفطرة والبداوة او التي هي في طريقها الى التمدن ، اكثر من انطباقها على غيرها من الاقوام . يقول برجسون ان تفكير افراد القبيلة البدائية في اي موضوع يتشابه بل يتطابق ، لان معلوماتها محدودة وحاجاتها محدودة ايضاً . ومتى ارتقى الانسان واتسعت دائرة ثقافته ومعلوماته ، اتسعت ايضاً دائرة احتياجاته ومطالبه . وقواعد علم النفس الموضوعة على اساس المقومات النفسية لقبيلة بدائية يمكن باطمئنان تطبيقها على كل فرد من افراد هذه القبيلة ، ولكن هذه القواعد لاتصلح لافراد القبائل الاخرى . ومع ذلك ، فلا سبيل الى انكار القواعد العامة لعلم النفس ، ولا الى القول بانطباق هذه القواعد انطباقاً عاماً على كل حالة وفي كل موقف . واليقين عند الامام الصادق(ع) هو علم ما لا يتطرق اليه الشك او الربية ، وهو اصل من اصول الدين الاسلامي لان مصدره هو الله جل وعلا . ويقول الامام(ع) ان الله واحد ، وهو خالق كل شيء ، وهو مدبر العالم ومسيره وفقاً لارادته . ومن ينكر وجود الله برهن على جهله المركب ، وكان كالاصم الابكم الذي لايسمع ولاينطق ولايستطيع استخدام قدراته الفكرية للوصول الى معرفة الله ، ولا هو بقادر على ان ينتفع بتجارب الغير في معرفة الخالق ، وحياته لاتخرج عن حدود الاكل والشرب والنوم واشباع الغرائز دون التطلع الى اي هدف سام وهؤلاء لا يسعون لفهم شيء ، وينطق عليهم حكم القران الكريم { إن هم الا كالانعام * بل هم اضل سبيلا } الفرقان 44. فقد خلق الله الكائنات الحية ومنها الانسان وخص كلا منهما بما يختلف فيه عن سواه ، وهيأ له اسباب البقاء والتناسل ابقاء عليه من الانقراض ، وخلق بعلمه وقدرته حيوانات تطيق الحر الشديد في البراري والصحاري ، واخرى تتحمل البرد القارص مهما اشتد ، ومن الحيوانات ما ينام بقدرة الله وحكمته طوال اشهر الصيف في المناطق المتجمدة دون ان يحس جوعاً او عطشاً ودون ان يتاثر وزنها او صحتها بهذا البيات ، والغريب في امر هذه الحيوانات ان قلبها ينبض عادة خمسة الاف مرة في الساعة ، ولكنه ينبض في فترة البيات التي تمتد الى ستة اشهر او سبعة وستين او سبعين نبضة في الساعة ، نراه ينخفض عدد انفاسه في فترة البيات الشتوي الى 25مرة في الساعة . فان انت دنوت من هذه الحيوانات في نومها ولمست اجسامها ، لوجدتها باردة كالثلج، في حين ان الحياة سارية فيها ، وانها لن تلبث ان تستيقظ من بياتها عند مجيء الربيع . اما الانسان ، فلو هبطت درجة حرارته الى نصف درجة الحرارة الطبيعية لادركه الموت ، ولكن من حكم الله في خلقه انه يبقي الحيوانات على قيد الحياة ستة اشهر او سبعة واجسامها باردة كالثلج في فترة البيات . ولكن الجاهل الذي عميت بصيرته وبصره لايرى هذه الايات الماثلة امامه من صنع ربه . وكما خلق الله حيوانات اخرى تعيش في الاجواء الحارة كالجمل مثلاً الذي يقطع الصحراء والفيافي آكلا العشب اليابس والشوك ، متحملا العطش وقلة الماء ، ويحمل راكبه ليلاً ونهاراً الى ان يقع على ورد ماء ، وهناك من الانعام ما لو اكل العشب الجاف لاحتاج الى شرب كميات كبيرة من الماء ، وان لم تجد الماء لهلكت. هذه هي قدرة الله الذي منح الجمل طبيعة تجعله يتحمل الحر والعطش في جو لايطيقه لا انسان ولاغيره من الحيوانات . ولو ضل الانسان طريقه في الصحراء وترك لناقته اللجام ، لقادته الى نقطة الماء ، لان الناقة تحس برطوبة الماء من مسافات بعيدة ، وتهتدي اليه بهذه الحاسة الرهيفة التي هي من تدبير الله لكي يكفل لـ(سفينة الصحراء) العيش في القفار . وفي استطاعة الجمل ادخار الماء ثلاثة ايام واكثر ، وخاصة اذا ادرك انه سيجتاز الصحراء المقفرة .فالامام الصادق(ع) كان على حق عندما قال ان وجود الله لا ينكره الا من كان ذا جهل مركب . اما من تسلح بسلاح العقل والفهم ، ولو في حدود معينة ، فلا يشك في وجود الله . وللامام (ع) نظرية حول العالم ونظامه لاتختلف عن نظريات علماء الفيزياء في هذا العصر ، مع انه قال بها قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن. يقول الصادق(ع) في عرض نظريته انك اذا شاهدت حوادث طارئة كالطوفان والسيل والزلازل وما الى ذلك من الظواهر الطبيعية في العالم ، فاعرف انها ليست دليلاً على ان العالم فقد نظامه ، لان هذه الحوادث تتبع قواعد ثابتة ، ولا تقع حادثة صغيرة او كبيرة الا وهي في حساب عند الله . وعلماء اليوم الذين يخضعون للقواعد الرياضية والفيزيائية دون سواها من الغيبيات ، يقولون بهذه النظرية عينها . افلا يستحق الامام جعفر الصادق (ع) إكباراً لعلمه وفضله ، وهو قد نادى بهذه النظرية قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن ؟
فالزلازل والطوفانات وهياج البراكين وما اليها هي في راي علماءالفيزياء والجيولوجيا ظواهر تخضع لقوانين تنظيم الكون ، ومن يعتبر الزلازل حادثاً غير عادي يجهل قوانين الجيولوجيا التي تحدد اسباب حدوث الزلازل .
وقبل وقوف العلماء على القوانين الفيزيائية والجيولوجية التي تتحكم في الظواهر الطبيعة ، كان الاعتقاد السائد طوال الاف من السنين ان التغير المفاجيء فيالجو او وقوعه هذه الظواهر دليل على ان خللاً قد اصاب نظام الكون ، إذ ليس من المعقول مثلاً ان تهبط درجة الحرارة في الصيف بصورة مفاجئة او أن ترتفع في الشتاء بغتة . اما اليوم فقداصبح فيوسع العلماء ان يتغلبا على عامل المفاجأة في الظواهر الطبيعية، لقدرتم على التكهن بالاحوال الجوية قبل اسابيع وشهور . ولا تختلف الزلازل في طبيعتها عن سائر الجوية المفاجئة ، ولو عرف الانسان القانون الذي يحكم حدوث الزلازل ، عليه التكهن بوقوعها زماناً ومكاناً .وكان الصادق يقول لتلاميذه ان الذي يراه الناس ويحسبون انه دليل على خلل في نظم الكون،انمايخضع لقوانين ثابتهلا تقبل التغيير .
ويؤكد جميع الفلاسفة ان للكون قواعد واوضاعا ًلا تقبل التغيير ، وانما يحسبه الانسان تغييراً ادى الى زلزال او طوفان هو ناموس طبيعي من وضع الله ، فالله قد خلق الكون بجميع اوضاعه ونظمه وحركاته وحوادثه ،ووضع نواميس ضابطة لذلك ، فكل حركات الكون خاضعة لهذه النواميس التي هي في سابق علم الله . ويقول هؤلاء الفلاسفة ان التغييراالتي تطرأ على القوانين البشرية ناتجة عن جهل الانسان وضعفه ، وما دام الانسان عاجزاً عن التكهن بما ستكون عليه اوضاعه الاجتماعية او الفردية ، فهو يضع القانون ليومه ، ويغيره متى قضت مصلحته بذلك. ولئن كان الله قد وضع للكون قوانينه في لحظة واحدة ، فهي بفضل علم الله وقدرته قوانين ابدية وسرمدية ، وهذا ينطبق ايضاً على قوانين التي اتى بها الانبياء والمرسلون من عند الله بوحي من الله والهام من عنده تعالى.
وجميع الفلاسفة ، من كانوا يؤمنون بالله منهم ومن كانوا ماديين ، يقولون بثبات القوانين التي تتحكم في الكون وعدم قابليتها للتغيير .
فهذا الفيلسوف الملحد (مترلينك) الذي يؤكد بدوره ثبات هذه القوانين ، فيقول : لو انهدم العالم فجأة ، وسقطت الشمس والنجوم والاف المجرات والنيازك والمجموعات الضوئية وغيرها . فهذا الخراب ليس حادثاً مفاجئاً او غير متوقع ، وانماقد حدث طبقاً لنظام كوني معين ، ومن وقف على هذا القانون استطاع ان يحدد زمان وقوع هذا الخراب . والوحيد بين المفكرين في القديم الذي تنبه الى ثبات قواعد الكون ونظمه هو الامام جعفر الصادق (ع) بل ان الاعتقادالسائد عند القدامى هو ان كل قاعدة في الكون قابلة التغيير ، وارسطو نفسه اعتبر الاعتقاد بتغيير الكون ونظمه وقواعده جزءاً من اساس تفكيره الفلسفي ،مما اكسب الاعتقاد تقبلاً وشيوعاً باعتباره امراً لا يقبل المناقشة او الجدل .
يقول ارسطو ان العالم مركب من جزئين ، هماالمادة والصورة ، وهما غير قابلتين للتجزئة او الحل ، ولا بد لكي تنطبق الصورة مع المادة من وجود حركة وتغيير ، ولولا الحركة لما اتخذت المادة شكلها الحقيقي ، فالحركة تلازم التغيير وتستلزمه ، والتغيير يلازم قوانين الكون .
وظلت هذه النظرية الى النصف الاول من القرن السابع عشر الميلادي اساساً من اسس التفكير الفلسفي الارسطي ، ولم يحاول احد من الفلاسفة التشكيك فيها ، الى ان جاء الفيلسوف ديكارت(1650م) فاقام الدلائل على بطلان جوانب منها . كان ارسطو تلميذا لافلاطون في امكان تغيير قوانين الكون ، والمعروف ان افلاطون بث اراءه على هيئة محاورات بقيت للاجيال المتعاقبة ، ولكننا لم نعثر فيها على شيء عن امكان تغير قوانين العالم ، وهذا طبعاً لا يقلل من اهمية ارائه وسيظل هو على الدوام من اعظم مفكري العالم القديم ، وسيظل اسلوبه الخطابي الفني الرائع مستأثراً باعجاب الدارسين جيلا بعد جيل . والى عصر ديكارت ، كان الفلاسفة يعتقدون ان قوانين الكون غير ثابتة وانها عرضة للتغيير . ومنذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ، وعلماء الفيزياء والفلك عاكفون على اكتشاف كل مجهول من امر هذا الكون ، وقد برز في طليعة العلماء والباحثين في هذه الفترة(كوبر نيكوس) و(كبلرب) و(غاليليو) و(نيوتن) . وباتساع نطاق الحركة العلمية وابحاث هؤلاء العلماء ، ادرك الجميع ان الكون اكبر بكثير مما هو يتوهمه القدماء في القرون السابقة . وفي القرن التاسع عشر ، اكتشفت مجرات اخرى خارجة عن نطاق المنظومات والكتل الضوئية في عالمنا هذا، وتبين ان كلا من هذه المجرات يحتوي على منظومات شمسية اخرى . ورصد العلماء حركات الشهب والنجوم ، واعترفوا بان العالم يخضع لنظام علمي دقيق لا تتاثر حركته بانفجار يقع في شمس ، او شهاب يسقط في طرف من اطراف هذا الكون العظيم ، اي ان حدوث انفجار او تلاش في بعض الشموس انما يخضع بدوره لقوانين الكون الثابتة ، ولايؤدي بالتالي الى احداث اضطراب او خللل في حركة المنظومات الكونية الاخرى.
واعتباراً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر والى النصف الاول من القرن العشرين ، افضت البحوث العلمية المتصلة الى اهتداء الانسان الى العالم الاصغر وهو عالم الذرة فعرف ان هناك قوانين اخرى ثابتة تخضع لها الذرة ، وهي قوانين لاتتعطل ولاتتوقف ولو للحظة واحدةٍ ، ففي الذرة نواة ، ولها الكترون يدور حول فلكها ثلاثة كاتربليون مرة كل ثانية ، ولايحول حادث او طارئ دون استمرار هذه الحركة . ففي ذرة الحديد مثلاً ، يدور الالكترون ثلاثة كاتربليون مرة في كل ثانية حول نواتها المركزية ، واذا وضع الحديد في بوتقة حامية لصهره ، لم تتوقف حركة الالكترون في الدوران حول نواة الذرة حتى ولو ارتفعت درجة الحرارة الى درجة يتحول معها الحديد الى غاز سائل . والسبيل الوحيد للحيلولة دون دوران الالكترون حول نواة الذرة هو السعي لتفجير نواة الذرة وطرد الالكترون منها ، فيبحث عن نواة مركزية اخرى يدور في فلكها . والقانون الذي ينظم دوران الالكترون حول نواة الذرة هو نفس القانون الذي يجعل الارض تدور حول الشمس ، والشمس حول المجموعة التي تعرف علمياً باسم(الجاثي على ركبتيه) ، والتي تدور بدورها حول المجرة ، وتدور المجرة حول مركز اخر غير معروف لنا ، ولكن حركتها مؤكدة ، وان كان عمر الشمس كله لايكفي لحساب حركة هذه الاجرام والمدة التي تستغرقها (الجاثي على ركبتيه) في الدوران حول المجرة . وفي هذا يقال انه ليست هناك ادلة على وجود الله اقوى من الادلة المستمدة من علم الفلك بكلا ارقامه اللانهائية وقواه اللامحدودة ، ومن شأن ادراك القاونين الحقيقية الكونية الثابتة ان يتحدث العلماء بقدرة الخالق وعظمة وجوده وصنيعه . ولا يسع المرء الا ان يدهش لما يقوله العلماء تخميناً من ان عمر الارض هو خمسة مليارات من السنين ، ومع ذلك فالمدة التي يقدرها العلماء لدوران المجرة حول مركزها مرة واحدة هي 25الف مليار سنة . بل اين هذه الارقام من الذين يقولون ان عمر العالم عشرة الاف سنة ، وان عمر الانسان على الارض ستة الاف سنة؟ لا ريب في ان الحقيقة التي تتضح من طل المدة التي تستغرقها المجرة في الدوران حول مركزها هي ان عمر المنظومة الشمسية والكرة الارضية اكبر بكثير مما كان العلماء يتصورونه حتى مطلع هذا القرن . ذلك لان التفكير الذي كان سائداً الى مطلع القرن العشرين هو ان المجرات المتناثرة في الفضاء هي اجرام ثابتة لاتتحرك في حين انه قد ثبت من الناحية العلمية انها تتحرك وتدور ، وان لها حركة وضعية كذلك(الحركة الانتقالية مع الحركة الوضعية) . والرقم الذي ذكر لدوران المجرة حول مركزها هو رقم افتراضي لا علمي ، ولابد لاحتساب مدة دوران المجرة حول مركزها من معرفة مسيرة المجرة وحدود الدائرة التي تدور حولها . ولقياس مدى اتساع هذه الدائرة ، لابد من معرفة طول قوس الدائرة لامكان الاستعاة بالقواعد الهندسية في استخراج محيط الدائرة ، ولو عاش المرء خمسمائة مليون سنة اخرى لعجز عن ان يحدد مدى امتداد القوس والواحد من اقواس محيط الدائرة التي تدور حولها المجرة ، ليستطيع بعد ذلك احتساب الدائرة كلها . وحتى الان لم تستطع الاجهزة الحديثة للرصد تعيين عدد المجموعات الضوئية ومجرات الكون ، ولكن يقال بالتخمن ان عددها مائة مجرة ، وهو رقم لايثق فيه احد من علماء الفلك .
يتبع
تعليق