تويت
صفات أصحاب الأمام المهدي(عليه السلام)
قال تعالى {قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا}( ).في هذه الآية المباركة يطلب نبي الله موسى (عليه السلام) التعلم على يد الخضر(عليه السلام) الذي لديه علم لدني بدليل الآية الشريفة {وعلمناه من لدنا علما} فقد عَلّم الله تبارك وتعالى سيدنا الخضر(عليه السلام) العلم اللدني بحيث انه يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جلَ وعلا.
ولما كان الخضر وزيراً للإمام (عليه السلام) في زمن الغيبة فإن أصحاب المهدي سوف يتعلمون على يدي الخضر(عليه السلام) ولهم بذلك سُنة من نبي الله موسى (عليه السلام) وذلك لأسباب كثيرة أهمها إن الأمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بتأويل القرآن ويتعامل بباطن الأشياء وحقائقها الملكوتية فلا بد أن تتوفر في أصحابه تلك المعرفة وهي العلم بالتأويل ومعرفة حقائق الأشياء الملكوتية وإن كانت تلك المعرفة بدرجات متفاوتة كل حسب استعداده واندفاعه للتعلم والتحصيل لنصرة الأمام (عليه السلام).
ومن أهم ما يقوم به الخضر(عليه السلام) في طور التعليم والمعرفة والإعداد هو أن يعلمهم الصبر والطاعة والتسليم وعدم تكرار الخطأ ومعرفة إن أفعال الأمام كلها من الله والى الله. وسوف نبدأ بتوفيق الله تعالى بإلقاء الضوء على أهم الصفات التي يجب توفرها في أصحاب الأمام (عليه السلام):
الصبر: قال تعالى في سورة الكهف حكايةً عن موسى {ستجدني إن شاء الله صابرأً ولا اعصي لك أمرا} وقد قال ذلك موسى (عليه السلام) بعد أن بين له الخضر(عليه السلام) ضرورة أن يتحلى بالصبر إن أراد أن يسير معه وهذا مما يجب توفره في أصحاب الأمام (عليه السلام) لأجل مسيرتهم معه فهو سيد الخضر وإن علم الخضر من علم آل محمد كالقطرة في البحر المحيط كما ورد في الأخبار، فلا بد أن توجد هذه الصفة في أصحاب الأمام (عليه السلام) لأنه سوف تحدث بعض الأمور عند قيامه لا يمكن تحملها إلا ممن مُحصوا واعتادوا على الصبر.
الطاعة: قال تعالى حكايةً عن موسى (عليه السلام) في نفس الآية المتقدمة {... ولا أعصي لك أمرا} فلابد من توفر هذه الصفة أيضاً في أصحاب الأمام (عليه السلام) فإنهم إن لم يكونوا مطيعين فإن قضية الأمام سوف تتعثر لا سامح الله ولا يمكن سير خطة الأمام وتنفيذها على الشكل المطلوب، فقد ورد في صفتهم في الرواية الشريفة عن الأمام الصادق (عليه السلام) في رواية طويلة قال: (... رهبان في الليل ليوث بالنهار هم أطوع من ألأَمة لسيدها...))(1).
وقد ورد أيضا: (إن راية المهدي مكتوب فيها اسمعوا وأطيعوا)( ).
التسليم والانقياد للإمام (عليه السلام) قال تعالى: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا}(1).
فلا بد من توفر هذه الصفة في أصحاب الأمام (عليه السلام) وهي التسليم لأمر الأمام والانقياد له في كل الأحوال والظروف وعدم الاعتراض على تلك القرارات، فقد ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) قال: (يقبل القائم حتى يبلغ السوق فيقول له رجل من ولد أبيه: إنك لتُجفل الناس إجفالَ النعم، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟...)(2).
عدم تكرار الخطأ: فقد فارق الخضر(عليه السلام) النبي موسى (عليه السلام) عندما خالفه ثلاث مرات.
قال تعالى حكاية عنه: {قال هذا فراق بيني وبينك...}(3) فإن الأمام لا يسمح بارتكاب الخطأ من قبَل أصحابه مهما كانت درجة قربهم منه، فهو يتركهم مرة ومرتين ولكن لا يتركهم في المرة الثالثة وكل ذلك بشرط أن يكون الخطأ غير متعمد فإنه لا يسمح به مطلقاً إذا كان من هذا النوع.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (بينما الرجلُ على رأس القائم يأمر وينهى إذ قال: أديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا يبقى بين الخافقين شيء إلا خافه)(1)
معرفة إن أمر الإمام من أمر الله: فتصرفات الإمام وأفعاله لدُنية من الله سبحانه وتعالى فلا يفعل ذلك إلا عن أمره، فلو عَلمَ وأيقَنَ أصحاب الإمام ذلك لأمكنهم من تحمل أفعاله وعدم الشك به، فقد ورد عن الأمام الصادق (عليه السلام) قال: ( يقتل القائم (عليه السلام) حتى يبلغ السوق قال: فيقول له رجل من ولد ابيه إنك لتُجفل الناس إجفال النعم، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله، أو بماذا؟ قال: وليس في الناس رجل أشد منه بأساً، فيقوم إليه رجل من الموالي، فيقول له: لتَسكُتنَّ أو لأضربنَّ عنقكَ، فعند ذلك يُخرجُ القائمُ (عليه السلام) عهداً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)(2)
موسوعة القائم للسيد القحطاني ج/3
قال تعالى {قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا}( ).في هذه الآية المباركة يطلب نبي الله موسى (عليه السلام) التعلم على يد الخضر(عليه السلام) الذي لديه علم لدني بدليل الآية الشريفة {وعلمناه من لدنا علما} فقد عَلّم الله تبارك وتعالى سيدنا الخضر(عليه السلام) العلم اللدني بحيث انه يتحرك ويعمل بتصرف المولى سبحانه وتعالى به وهو نفسه لا يعرف حقيقة تلك الأعمال وتأويلها إلا بعد تحققها وهذا العلم لا يكون إلا عند القليلين ممن حباهم الله جلَ وعلا.
ولما كان الخضر وزيراً للإمام (عليه السلام) في زمن الغيبة فإن أصحاب المهدي سوف يتعلمون على يدي الخضر(عليه السلام) ولهم بذلك سُنة من نبي الله موسى (عليه السلام) وذلك لأسباب كثيرة أهمها إن الأمام المهدي (عليه السلام) سوف يأتي بتأويل القرآن ويتعامل بباطن الأشياء وحقائقها الملكوتية فلا بد أن تتوفر في أصحابه تلك المعرفة وهي العلم بالتأويل ومعرفة حقائق الأشياء الملكوتية وإن كانت تلك المعرفة بدرجات متفاوتة كل حسب استعداده واندفاعه للتعلم والتحصيل لنصرة الأمام (عليه السلام).
ومن أهم ما يقوم به الخضر(عليه السلام) في طور التعليم والمعرفة والإعداد هو أن يعلمهم الصبر والطاعة والتسليم وعدم تكرار الخطأ ومعرفة إن أفعال الأمام كلها من الله والى الله. وسوف نبدأ بتوفيق الله تعالى بإلقاء الضوء على أهم الصفات التي يجب توفرها في أصحاب الأمام (عليه السلام):
الصبر: قال تعالى في سورة الكهف حكايةً عن موسى {ستجدني إن شاء الله صابرأً ولا اعصي لك أمرا} وقد قال ذلك موسى (عليه السلام) بعد أن بين له الخضر(عليه السلام) ضرورة أن يتحلى بالصبر إن أراد أن يسير معه وهذا مما يجب توفره في أصحاب الأمام (عليه السلام) لأجل مسيرتهم معه فهو سيد الخضر وإن علم الخضر من علم آل محمد كالقطرة في البحر المحيط كما ورد في الأخبار، فلا بد أن توجد هذه الصفة في أصحاب الأمام (عليه السلام) لأنه سوف تحدث بعض الأمور عند قيامه لا يمكن تحملها إلا ممن مُحصوا واعتادوا على الصبر.
الطاعة: قال تعالى حكايةً عن موسى (عليه السلام) في نفس الآية المتقدمة {... ولا أعصي لك أمرا} فلابد من توفر هذه الصفة أيضاً في أصحاب الأمام (عليه السلام) فإنهم إن لم يكونوا مطيعين فإن قضية الأمام سوف تتعثر لا سامح الله ولا يمكن سير خطة الأمام وتنفيذها على الشكل المطلوب، فقد ورد في صفتهم في الرواية الشريفة عن الأمام الصادق (عليه السلام) في رواية طويلة قال: (... رهبان في الليل ليوث بالنهار هم أطوع من ألأَمة لسيدها...))(1).
وقد ورد أيضا: (إن راية المهدي مكتوب فيها اسمعوا وأطيعوا)( ).
التسليم والانقياد للإمام (عليه السلام) قال تعالى: {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا}(1).
فلا بد من توفر هذه الصفة في أصحاب الأمام (عليه السلام) وهي التسليم لأمر الأمام والانقياد له في كل الأحوال والظروف وعدم الاعتراض على تلك القرارات، فقد ورد عن الأمام الصادق(عليه السلام) قال: (يقبل القائم حتى يبلغ السوق فيقول له رجل من ولد أبيه: إنك لتُجفل الناس إجفالَ النعم، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟...)(2).
عدم تكرار الخطأ: فقد فارق الخضر(عليه السلام) النبي موسى (عليه السلام) عندما خالفه ثلاث مرات.
قال تعالى حكاية عنه: {قال هذا فراق بيني وبينك...}(3) فإن الأمام لا يسمح بارتكاب الخطأ من قبَل أصحابه مهما كانت درجة قربهم منه، فهو يتركهم مرة ومرتين ولكن لا يتركهم في المرة الثالثة وكل ذلك بشرط أن يكون الخطأ غير متعمد فإنه لا يسمح به مطلقاً إذا كان من هذا النوع.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (بينما الرجلُ على رأس القائم يأمر وينهى إذ قال: أديروه فيديرونه إلى قدامه فيأمر بضرب عنقه فلا يبقى بين الخافقين شيء إلا خافه)(1)
معرفة إن أمر الإمام من أمر الله: فتصرفات الإمام وأفعاله لدُنية من الله سبحانه وتعالى فلا يفعل ذلك إلا عن أمره، فلو عَلمَ وأيقَنَ أصحاب الإمام ذلك لأمكنهم من تحمل أفعاله وعدم الشك به، فقد ورد عن الأمام الصادق (عليه السلام) قال: ( يقتل القائم (عليه السلام) حتى يبلغ السوق قال: فيقول له رجل من ولد ابيه إنك لتُجفل الناس إجفال النعم، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله، أو بماذا؟ قال: وليس في الناس رجل أشد منه بأساً، فيقوم إليه رجل من الموالي، فيقول له: لتَسكُتنَّ أو لأضربنَّ عنقكَ، فعند ذلك يُخرجُ القائمُ (عليه السلام) عهداً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)(2)
موسوعة القائم للسيد القحطاني ج/3
تعليق