وصية الامام الحسن العسكري للامام الحجة من ال محمد (صلى الله عليه واله وسلم تسليما)
يا بني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها، وإمام يؤتم به، و يقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعد الله لنشر الحق ووطئ الباطل وإعلاء الدين، وإطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الارض، وتتبع أقاصيها، فإن لكل ولي لاولياء الله عزوجل عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة اولي الالحاد والعناد فلا يوحشنك ذلك. واعلم إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليك (أي مشتاقون اليك) مثل الطير إلى أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة (أي يدخلون في امور هي مظان المذلة)، وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار، وجبلهم (أي خلقهم وفطرهم) على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى، وكرامة حسن العقبى. فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبه(أي العاقبة) إن شاء الله ، وكأنك يا بني بتأييد نصر الله و قد آن، وتيسير الفلج وعلو الكعب وقد حان (أي الغلبة والعز والشرف)، وكأنك بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك (أي جوانبك) ما بين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء (أي الود الخالص) يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، وتصافق الاكف (أي البيعة) على جنبات (أي أطراف)الحجر الاسود ، تلوذ بفنائك من ملأ براهم الله من طهارة الولادة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين ، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم، وتقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم (أي معاونتهم) طبقات الامم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة(أي العظيمة) تشعبت أفنان غصونها على حافاة بحيرة الطبرية فعندها يتلالؤ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بك استقامة الافاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، وتنشر عليك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو، وتنصر كل ولي، فلا يبقى على وجه الارض جبار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض، ولا معاند كاشح ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا.
(كتاب اكمال الدين واتمام النعمة)
يا بني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها، وإمام يؤتم به، و يقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعد الله لنشر الحق ووطئ الباطل وإعلاء الدين، وإطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الارض، وتتبع أقاصيها، فإن لكل ولي لاولياء الله عزوجل عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة اولي الالحاد والعناد فلا يوحشنك ذلك. واعلم إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليك (أي مشتاقون اليك) مثل الطير إلى أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة (أي يدخلون في امور هي مظان المذلة)، وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار، وجبلهم (أي خلقهم وفطرهم) على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى، وكرامة حسن العقبى. فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبه(أي العاقبة) إن شاء الله ، وكأنك يا بني بتأييد نصر الله و قد آن، وتيسير الفلج وعلو الكعب وقد حان (أي الغلبة والعز والشرف)، وكأنك بالرايات الصفر والاعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك (أي جوانبك) ما بين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء (أي الود الخالص) يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، وتصافق الاكف (أي البيعة) على جنبات (أي أطراف)الحجر الاسود ، تلوذ بفنائك من ملأ براهم الله من طهارة الولادة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين ، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم، وتقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم (أي معاونتهم) طبقات الامم إلى إمام، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة(أي العظيمة) تشعبت أفنان غصونها على حافاة بحيرة الطبرية فعندها يتلالؤ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك الطغيان، ويعيد معالم الايمان، يظهر بك استقامة الافاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، وتنشر عليك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني الحق في قرارها، وتؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، تتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو، وتنصر كل ولي، فلا يبقى على وجه الارض جبار قاسط ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض، ولا معاند كاشح ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا.
(كتاب اكمال الدين واتمام النعمة)
تعليق