آمنت بالحسين
فِـدَاءً لـمثواكَ مـن مَـضْجَعِ * تَــنَـوَّرَ بـالأبـلَجِ الأروَعِ
بـأعبقَ مـن نَـفحاتِ الـجِنانِ * رُوْحَـاً ومـن مِسْكِها أَضْوَعِ
وَرَعْـيَاً لـيومِكَ يومِ (الطُّفوف) * وسَـقْيَاً لأرضِـكَ مِن مَصْرَعِ
وحُـزْناً عـليكَ بِحَبْسِ النفوس * عـلى نَـهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ
وصَـوْنَاً لـمجدِكَ مِـنْ أَنْ يُذَال * بـما أنـتَ تـأباهُ مِنْ مُبْدَعِ
فـيا أيُّـها الـوِتْرُ في الخالدِينَ * فَــذَّاً ، إلـى الآنَ لـم يُـشْفَعِ
ويـا عِـظَةَ الـطامحينَ العِظامِ * لـلاهـينَ عــن غَـدِهِمْ قُـنَّعِ
تـعاليتَ مـن مُـفْزِعٍ للحُتوفِ * وبُــورِكَ قـبرُكَ مـن مَـفْزَعِ
تـلـوذُ الـدُّهورُ فَـمِنْ سُـجَّدٍ * عـلـى جـانبيه ومـن رُكَّـعِ
شَـمَمْتُ ثَـرَاكَ فَـهَبَّ الـنَّسِيمُ * نَـسِـيمُ الـكَرَامَةِ مِـنْ بَـلْقَعِ
وعَـفَّرْتُ خَـدِّي بحيثُ استراحَ * خَــدٌّ تَـفَـرَّى ولـم يَـضْرَعِ
وحـيثُ سـنابِكُ خـيلِ الـطُّغَاةِ * جـالـتْ عـليهِ ولـم يَـخْشَعِ
وَخِـلْتُ وقـد طـارتِ الذكرياتُ * بِـروحـي إلـى عَـالَمٍ أرْفَـعِ
وطُـفْتُ بـقبرِكَ طَـوْفَ الخَيَالِ * بـصـومعةِ الـمُـلْهَمِ الـمُبْدِعِ
كـأنَّ يَـدَاً مِـنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ * حـمراءَ ( مَـبْتُورَةَ الإصْبَعِ)
تَـمُـدُّ إلـى عَـالَمٍ بـالخُنُوعِ * وَالـضَّيْمِ ذي شَـرَقٍ مُتْرَعِ
تَـخَـبَّطَ فـي غـابةٍ أطْـبَقَتْ * عـلى مُـذْئِبٍ منه أو مُسْبِعِ
لِـتُبْدِلَ مـنهُ جَـدِيبَ الـضَّمِيرِ * بـآخَـرَ مُـعْـشَوْشِبٍ مُـمْرِعِ
وتـدفعَ هـذي النفوسَ الصغارَ * خـوفـاً إلــى حَــرَمٍ أَمْـنَعِ
**********
تـعاليتَ مـن صـاعِقٍ يـلتظي * فَــإنْ تَــدْجُ داجِـيَةٌ يَـلْمَعِ
تـأرّمُ حِـقداً عـلى الصاعقاتِ * لـم تُـنْءِ ضَـيْراً ولم تَنْفَعِ
ولـم تَـبْذُرِ الـحَبَّ إثرَ الهشيمِ * وقــد حَـرَّقَـتْهُ ولـم تَـزْرَعِ
ولـم تُـخْلِ أبراجَها في السماء * ولـم تـأتِ أرضـاً ولـم تُدْقِعِ
ولـم تَـقْطَعِ الـشَّرَّ مـن جِذْمِهِ * وغِــلَّ الـضمائرِ لـم تَـنْزعِ
ولـم تَـصْدِمِ الـناسَ فـيما هُمُ * عـليهِ مِـنَ الـخُلُقِ الأوْضَـعِ
تـعـاليتَ مـن "فَـلَكٍ" قُـطْرُهُ * يَـدُورُ عـلى الـمِحْوَرِ الأوْسَعِ
فـيابنَ الـبتولِ وحَـسْبِي بِـهَا * ضَـمَاناً عـلى كُـلِّ مـا أَدَّعِي
ويـابنَ الـتي لـم يَـضَعْ مِثْلُها * كـمِـثْلِكِ حَـمْلاً ولـم تُـرْضِعِ
ويـابـنَ الـبَطِينِ بـلا بِـطْنَةٍ * ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ
ويـا غُـصْنَ(هاشِمَ) لـم يَنْفَتِحْ * بـأزْهَرَ مـنكَ ولـم يُفْرِعِ
ويـا واصِـلاً مـن نشيدِ الخُلود * خِـتَـامَ الـقـصيدةِ بـالمَطْلَعِ
يَـسِيرُ الـوَرَى بـركابِ الزمانِ * مِـنْ مُـسْتَقِيمٍ ومن أظْلَعِ
وأنـتَ تُـسَيِّرُ رَكْـبَ الـخلودِ * مــا تَـسْـتَجِدُّ لــهُ يَـتْـبَعِ
**********
تَـمَثَّلْتُ يـومَكَ فـي خـاطرِي * ورَدَّدْتُ صـوتَكَ فـي مَـسْمَعِي
وَمَـحَّصْتُ أمْـرَكَ لـم أرْتَـهِبْ * بِـنَـقْلِ(الرُّوَاةِ ) ولــم أُُخْـدَعِ
وقُـلْـتُ: لـعلَّ دَوِيَّ الـسنين * بـأصـداءِ حـادثِـكَ الـمُفْجِعِ
وَمَـا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ من * ( مُـرْسِـلِينَ ) ومـنْ (سُـجَّعِ)
ومِـنْ (نـاثراتٍ) عليكَ المساءَ * والـصُّـبْحَ بـالشَّعْرِ والأدْمُـعِ
لـعـلَّ الـسياسةَ فـيما جَـنَتْ * عـلى لاصِـقٍ بِـكَ أو مُـدَّعِي
وتـشـريدَهَا كُـلَّ مَـنْ يَـدَّلِي * بِـحَـبْلٍ لأهْـلِـيكَ أو مَـقْـطَعِ
لـعلَّ لِـذاكَ و(كَـوْنِ) الـشَّجِيّ * وَلُـوعَـاً بـكُـلِّ شَـجٍ مُـوْلعِ
يـداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن * بـلـونٍ أُُرِيــدَ لَــهُ مُـمْتِعِ
وكـانـتْ وَلَـمّـا تَـزَلْ بَـرْزَةً * يـدُ الـواثِقِ الـمُلْجَأ الألـمعي
صَـناعَاً مـتى مـا تُـرِدْ خُطَّةً * وكـيفَ ومـهما تُـرِدْ تَـصْنَعِ
ولـما أَزَحْـتُ طِـلاءَ الـقُرُونِ * وسِـتْرَ الـخِدَاعِ عَـنِ الـمخْدَعِ
أريـدُ (الـحقيقةَ) فـي ذاتِـهَا * بـغـيرِ الـطـبيعةِ لـم تُـطْبَعِ
وجَـدْتُكَ فـي صـورةٍ لـم أُرَعْ * بِـأَعْـظَـمَ مـنـهـا ولا أرْوَعِ
ومـاذا! أأرْوَعُ مِـنْ أنْ يَـكُون * لَـحْمُكَ وَقْـفَاً عـلى الـمِبْضَعِ
وأنْ تَـتَّقِي - دونَ مـا تَـرْتَئِي * ضـمـيرَكَ بـالأُسَّـلِ الـشُّرَّعِ
وأن تُـطْعِمَ الـموتَ خيرَ البنينَ * مِـنَ (الأَكْـهَلِينَ) إلـى الرُّضَّعِ
وخـيرَ بـني (الأمِّ) مِـن هاشِمٍ * وخـيرَ بـني(الأب) مِـنْ تُـبَّعِ
وخـيرَ الـصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ * كَــانُـوا وِقَــاءَكُ ، والأذْرَعِ
**********
وقَـدَّسْتُ ذِكـراكَ لـم انـتحِلْ * ثِــيَـابَ الـتُّـقَاةِ ولــم أَدَّعِ
تَـقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ * يِـضِـجُّ بِـجُـدْرَانِهِ الأَرْبَــعِ
وَرَانَ سَـحَابٌ صَـفِيقُ الحِجَاب * عَـلَيَّ مِـنَ القَلَقِ المُفْزِعِ
وَهَـبَّتْ رِيـاحٌ مـن الـطَّيِّبَاتِ * و( الـطَّـيِّبِينَ ) ولــم يُـقْشَعِ
إذا مـا تَـزَحْزَحَ عَـنْ مَـوْضِعٍ * تَـأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِعِ
وجَازَ بِيَ الشَّكُّ فيما مَعَ (الجدودِ) * إلــى الـشَّـكِّ فـيـما مـعي
إلـى أن أَقَـمْتُ عَـلَيْهِ الـدَّلِيلَ * مِــنْ (مـبـدأٍ) بِـدَمٍ مُـشْبَعِ
فـأسْلَمَ طَـوْعَا ً إلـيكَ الـقِيَادَ * وَأَعْـطَاكَ إذْعَـانَةَ المُهْطِعِ
فَـنَوَّرْتَ مـا اظْـلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي * وقَـوَّمْتَ مـا اعْوَجَّ من أضْلُعِي
وآمَـنْتُ إيـمانَ مَـنْ لا يَـرَى * سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بـأنَّ (الإبـاءَ) ووحـيَ السَّمَاءِ * وفَـيْضَ الـنُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَـنْبَعِ
تَـجَمَّعُ فـي (جـوهرٍ) خـالِصٍ * تَـنَزَّهَ عـن ( عَرَضِ ) المَطْمَعِ
محمد مهدي الجواهري
فِـدَاءً لـمثواكَ مـن مَـضْجَعِ * تَــنَـوَّرَ بـالأبـلَجِ الأروَعِ
بـأعبقَ مـن نَـفحاتِ الـجِنانِ * رُوْحَـاً ومـن مِسْكِها أَضْوَعِ
وَرَعْـيَاً لـيومِكَ يومِ (الطُّفوف) * وسَـقْيَاً لأرضِـكَ مِن مَصْرَعِ
وحُـزْناً عـليكَ بِحَبْسِ النفوس * عـلى نَـهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ
وصَـوْنَاً لـمجدِكَ مِـنْ أَنْ يُذَال * بـما أنـتَ تـأباهُ مِنْ مُبْدَعِ
فـيا أيُّـها الـوِتْرُ في الخالدِينَ * فَــذَّاً ، إلـى الآنَ لـم يُـشْفَعِ
ويـا عِـظَةَ الـطامحينَ العِظامِ * لـلاهـينَ عــن غَـدِهِمْ قُـنَّعِ
تـعاليتَ مـن مُـفْزِعٍ للحُتوفِ * وبُــورِكَ قـبرُكَ مـن مَـفْزَعِ
تـلـوذُ الـدُّهورُ فَـمِنْ سُـجَّدٍ * عـلـى جـانبيه ومـن رُكَّـعِ
شَـمَمْتُ ثَـرَاكَ فَـهَبَّ الـنَّسِيمُ * نَـسِـيمُ الـكَرَامَةِ مِـنْ بَـلْقَعِ
وعَـفَّرْتُ خَـدِّي بحيثُ استراحَ * خَــدٌّ تَـفَـرَّى ولـم يَـضْرَعِ
وحـيثُ سـنابِكُ خـيلِ الـطُّغَاةِ * جـالـتْ عـليهِ ولـم يَـخْشَعِ
وَخِـلْتُ وقـد طـارتِ الذكرياتُ * بِـروحـي إلـى عَـالَمٍ أرْفَـعِ
وطُـفْتُ بـقبرِكَ طَـوْفَ الخَيَالِ * بـصـومعةِ الـمُـلْهَمِ الـمُبْدِعِ
كـأنَّ يَـدَاً مِـنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ * حـمراءَ ( مَـبْتُورَةَ الإصْبَعِ)
تَـمُـدُّ إلـى عَـالَمٍ بـالخُنُوعِ * وَالـضَّيْمِ ذي شَـرَقٍ مُتْرَعِ
تَـخَـبَّطَ فـي غـابةٍ أطْـبَقَتْ * عـلى مُـذْئِبٍ منه أو مُسْبِعِ
لِـتُبْدِلَ مـنهُ جَـدِيبَ الـضَّمِيرِ * بـآخَـرَ مُـعْـشَوْشِبٍ مُـمْرِعِ
وتـدفعَ هـذي النفوسَ الصغارَ * خـوفـاً إلــى حَــرَمٍ أَمْـنَعِ
**********
تـعاليتَ مـن صـاعِقٍ يـلتظي * فَــإنْ تَــدْجُ داجِـيَةٌ يَـلْمَعِ
تـأرّمُ حِـقداً عـلى الصاعقاتِ * لـم تُـنْءِ ضَـيْراً ولم تَنْفَعِ
ولـم تَـبْذُرِ الـحَبَّ إثرَ الهشيمِ * وقــد حَـرَّقَـتْهُ ولـم تَـزْرَعِ
ولـم تُـخْلِ أبراجَها في السماء * ولـم تـأتِ أرضـاً ولـم تُدْقِعِ
ولـم تَـقْطَعِ الـشَّرَّ مـن جِذْمِهِ * وغِــلَّ الـضمائرِ لـم تَـنْزعِ
ولـم تَـصْدِمِ الـناسَ فـيما هُمُ * عـليهِ مِـنَ الـخُلُقِ الأوْضَـعِ
تـعـاليتَ مـن "فَـلَكٍ" قُـطْرُهُ * يَـدُورُ عـلى الـمِحْوَرِ الأوْسَعِ
فـيابنَ الـبتولِ وحَـسْبِي بِـهَا * ضَـمَاناً عـلى كُـلِّ مـا أَدَّعِي
ويـابنَ الـتي لـم يَـضَعْ مِثْلُها * كـمِـثْلِكِ حَـمْلاً ولـم تُـرْضِعِ
ويـابـنَ الـبَطِينِ بـلا بِـطْنَةٍ * ويابنَ الفتى الحاسرِ الأنْزَعِ
ويـا غُـصْنَ(هاشِمَ) لـم يَنْفَتِحْ * بـأزْهَرَ مـنكَ ولـم يُفْرِعِ
ويـا واصِـلاً مـن نشيدِ الخُلود * خِـتَـامَ الـقـصيدةِ بـالمَطْلَعِ
يَـسِيرُ الـوَرَى بـركابِ الزمانِ * مِـنْ مُـسْتَقِيمٍ ومن أظْلَعِ
وأنـتَ تُـسَيِّرُ رَكْـبَ الـخلودِ * مــا تَـسْـتَجِدُّ لــهُ يَـتْـبَعِ
**********
تَـمَثَّلْتُ يـومَكَ فـي خـاطرِي * ورَدَّدْتُ صـوتَكَ فـي مَـسْمَعِي
وَمَـحَّصْتُ أمْـرَكَ لـم أرْتَـهِبْ * بِـنَـقْلِ(الرُّوَاةِ ) ولــم أُُخْـدَعِ
وقُـلْـتُ: لـعلَّ دَوِيَّ الـسنين * بـأصـداءِ حـادثِـكَ الـمُفْجِعِ
وَمَـا رَتَّلَ المُخْلِصُونَ الدُّعَاةُ من * ( مُـرْسِـلِينَ ) ومـنْ (سُـجَّعِ)
ومِـنْ (نـاثراتٍ) عليكَ المساءَ * والـصُّـبْحَ بـالشَّعْرِ والأدْمُـعِ
لـعـلَّ الـسياسةَ فـيما جَـنَتْ * عـلى لاصِـقٍ بِـكَ أو مُـدَّعِي
وتـشـريدَهَا كُـلَّ مَـنْ يَـدَّلِي * بِـحَـبْلٍ لأهْـلِـيكَ أو مَـقْـطَعِ
لـعلَّ لِـذاكَ و(كَـوْنِ) الـشَّجِيّ * وَلُـوعَـاً بـكُـلِّ شَـجٍ مُـوْلعِ
يـداً في اصطباغِ حديثِ الحُسَيْن * بـلـونٍ أُُرِيــدَ لَــهُ مُـمْتِعِ
وكـانـتْ وَلَـمّـا تَـزَلْ بَـرْزَةً * يـدُ الـواثِقِ الـمُلْجَأ الألـمعي
صَـناعَاً مـتى مـا تُـرِدْ خُطَّةً * وكـيفَ ومـهما تُـرِدْ تَـصْنَعِ
ولـما أَزَحْـتُ طِـلاءَ الـقُرُونِ * وسِـتْرَ الـخِدَاعِ عَـنِ الـمخْدَعِ
أريـدُ (الـحقيقةَ) فـي ذاتِـهَا * بـغـيرِ الـطـبيعةِ لـم تُـطْبَعِ
وجَـدْتُكَ فـي صـورةٍ لـم أُرَعْ * بِـأَعْـظَـمَ مـنـهـا ولا أرْوَعِ
ومـاذا! أأرْوَعُ مِـنْ أنْ يَـكُون * لَـحْمُكَ وَقْـفَاً عـلى الـمِبْضَعِ
وأنْ تَـتَّقِي - دونَ مـا تَـرْتَئِي * ضـمـيرَكَ بـالأُسَّـلِ الـشُّرَّعِ
وأن تُـطْعِمَ الـموتَ خيرَ البنينَ * مِـنَ (الأَكْـهَلِينَ) إلـى الرُّضَّعِ
وخـيرَ بـني (الأمِّ) مِـن هاشِمٍ * وخـيرَ بـني(الأب) مِـنْ تُـبَّعِ
وخـيرَ الـصِّحابِ بخيرِ الصُّدُورِ * كَــانُـوا وِقَــاءَكُ ، والأذْرَعِ
**********
وقَـدَّسْتُ ذِكـراكَ لـم انـتحِلْ * ثِــيَـابَ الـتُّـقَاةِ ولــم أَدَّعِ
تَـقَحَّمْتَ صَدْرِي ورَيْبُ الشُّكُوكِ * يِـضِـجُّ بِـجُـدْرَانِهِ الأَرْبَــعِ
وَرَانَ سَـحَابٌ صَـفِيقُ الحِجَاب * عَـلَيَّ مِـنَ القَلَقِ المُفْزِعِ
وَهَـبَّتْ رِيـاحٌ مـن الـطَّيِّبَاتِ * و( الـطَّـيِّبِينَ ) ولــم يُـقْشَعِ
إذا مـا تَـزَحْزَحَ عَـنْ مَـوْضِعٍ * تَـأَبَّى وعـادَ إلى مَوْضِعِ
وجَازَ بِيَ الشَّكُّ فيما مَعَ (الجدودِ) * إلــى الـشَّـكِّ فـيـما مـعي
إلـى أن أَقَـمْتُ عَـلَيْهِ الـدَّلِيلَ * مِــنْ (مـبـدأٍ) بِـدَمٍ مُـشْبَعِ
فـأسْلَمَ طَـوْعَا ً إلـيكَ الـقِيَادَ * وَأَعْـطَاكَ إذْعَـانَةَ المُهْطِعِ
فَـنَوَّرْتَ مـا اظْـلَمَّ مِنْ فِكْرَتِي * وقَـوَّمْتَ مـا اعْوَجَّ من أضْلُعِي
وآمَـنْتُ إيـمانَ مَـنْ لا يَـرَى * سِوَى العَقْل في الشَّكِّ مِنْ مَرْجَعِ
بـأنَّ (الإبـاءَ) ووحـيَ السَّمَاءِ * وفَـيْضَ الـنُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَـنْبَعِ
تَـجَمَّعُ فـي (جـوهرٍ) خـالِصٍ * تَـنَزَّهَ عـن ( عَرَضِ ) المَطْمَعِ
محمد مهدي الجواهري