يقول الله في كتابه الحكيم: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) (١)
ويروى عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) قوله: "ألقوا النعم بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها.." (٢).
الشكر: هو تصوّر النعمة وإظهارها، وهو ثلاثة أضرب: شكرٌ بالقلب؛ وهو تصور النعمة، وشكرُ اللسان؛ وهو الثناء على المُنعِم، وشكرٌ بسائر الجوارح؛ وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها (٣)
والشكرُ نفسه نعمةٌ من الله تستحق الشكر، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله:" قال الله عز وجل لموسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى، أشكرني حق شكري، قال: يارب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك والشكر عليها نعمة منك؟ فقال الله تبارك وتعالى: إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق شكري" (٤).
لماذا نشكر الله؟
يبدو جواب هذا السؤال بديهيّاً، فهو الخالق المُنعم الكريم الذي خلقنا في أحسن تقويم، والذي أنعم علينا بالصحة والرزق، و..، وغيرها من نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، والتي أصبحت جزءاً من حياتنا اعتدنا وجودها وبتنا لا نشعر بأهميتها البالغة، بينما يتمناها من حُرِمَ منها ولم يذق طعم حلاوتها، فالله سبحانه وتعالى مستحقٌ للشكر لا فقط لما نلمسه ونحسه من النعم، بل على ما جنَّبنا من بلاءٍ يقاسيه و يعيش الغير آلامه.
سنستشهد في السطور القادمة ببعض الأجزاء من دعاءٍ عظيم المنزلة وهو دعاء الجوشن الصغير، حيث ينبهنا هذا الدعاء لعددٍ من البلاءات التي تمر على البشر، لنبقى دائماً "لنعمائه من الشاكرين ولِآلائِه من الذاكرين"
فمن رحمة الله بنا أن جعلنا متنعمين بالعطايا وأن رفع عنّا البلايا، فكم مِن مرة قد ردّ الله جل وعلا عنّا شراً من "عدوٍ أضمر المكروه، و باغٍ نصب أشراك مصائده، وحاسدٍ شَرِقَ بحسرته" بلا حول منّا ولا قوة، بل بتدبيره العظيم الخفي؟
وأنعم علينا بالأمان بينما غيرنا "خائفٌ مرعوب، هاربٌ طريد، ينظرُ إلى ما تقشعّر منه الجلود، وتفزع له القلوب"؟
ووهبنا الصحة والسلامة بينما يصبح ويمسي غيرنا" سقيماً موجعاً في أنّةٍ وعويل، عليلاً مريضاً سقيماً"؟
و رزقنا الاستقرار والسكينة والأمن بينما يعاني من اجتاحته "عواصف الرياح والأهوال والأمواج" الخوف والذعر والهلع؟
ومنحنا الحرية بينما يقاسي المظلومون " مضائق الحبوس والسجون وكُرَبِها" فيحتملون "ضراً من العيش، وضنكاً من الحياة" ونحن في " خلوٍ من ذلك كله" بلا إحسان منّا بل "بجود الله وكرمه"..
فكيف لا نشكره وهو مَنْ منَّ علينا بالنِعم و جنّبنا المصائب؟
ولكن كيف نشكر الخالق العظيم فنوفيه حق الشكر؟ خاصةً ونحن نناجي الله بما ناجى به الإمام زين العابدين (عليه السلام) ونقول: "فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر الى شكر"؟ (٥) و كيف حصلَ النبي نوح (عليه السلام) على لقب: عبدٌ شكورٌ؟
تأتي الإجابة من أبي عبد الله حيث روي عنه (عليه السلام): "إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات، (اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية من دين و دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضا وبعد الرضا) فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة" (٦)
وقال: "كان نوح عليه السلام يقول ذلك إذا أصبح، فسمي بذلك عبداً شكوراً" (٧).
_____________________
١- سورة الإسراء، آية 3.
٢- بحار الأنوار، الجزء ٧٥.
٣- بحار الأنوار، الجزء68، الباب 61.
٤- مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، الطبرسي، الفصل السادس، في الشكر.
٥- مناجاة الشاكرين، الصحيفة السجادية.
٦- الأصول من الكافي، الجزء 2، باب حسن الخلق.
٧- نفس المصدر السابق.
ويروى عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) قوله: "ألقوا النعم بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها.." (٢).
الشكر: هو تصوّر النعمة وإظهارها، وهو ثلاثة أضرب: شكرٌ بالقلب؛ وهو تصور النعمة، وشكرُ اللسان؛ وهو الثناء على المُنعِم، وشكرٌ بسائر الجوارح؛ وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقها (٣)
والشكرُ نفسه نعمةٌ من الله تستحق الشكر، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله:" قال الله عز وجل لموسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى، أشكرني حق شكري، قال: يارب كيف أشكرك حق شكرك والنعمة منك والشكر عليها نعمة منك؟ فقال الله تبارك وتعالى: إذا عرفت أن ذلك مني فقد شكرتني حق شكري" (٤).
لماذا نشكر الله؟
يبدو جواب هذا السؤال بديهيّاً، فهو الخالق المُنعم الكريم الذي خلقنا في أحسن تقويم، والذي أنعم علينا بالصحة والرزق، و..، وغيرها من نِعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، والتي أصبحت جزءاً من حياتنا اعتدنا وجودها وبتنا لا نشعر بأهميتها البالغة، بينما يتمناها من حُرِمَ منها ولم يذق طعم حلاوتها، فالله سبحانه وتعالى مستحقٌ للشكر لا فقط لما نلمسه ونحسه من النعم، بل على ما جنَّبنا من بلاءٍ يقاسيه و يعيش الغير آلامه.
سنستشهد في السطور القادمة ببعض الأجزاء من دعاءٍ عظيم المنزلة وهو دعاء الجوشن الصغير، حيث ينبهنا هذا الدعاء لعددٍ من البلاءات التي تمر على البشر، لنبقى دائماً "لنعمائه من الشاكرين ولِآلائِه من الذاكرين"
فمن رحمة الله بنا أن جعلنا متنعمين بالعطايا وأن رفع عنّا البلايا، فكم مِن مرة قد ردّ الله جل وعلا عنّا شراً من "عدوٍ أضمر المكروه، و باغٍ نصب أشراك مصائده، وحاسدٍ شَرِقَ بحسرته" بلا حول منّا ولا قوة، بل بتدبيره العظيم الخفي؟
وأنعم علينا بالأمان بينما غيرنا "خائفٌ مرعوب، هاربٌ طريد، ينظرُ إلى ما تقشعّر منه الجلود، وتفزع له القلوب"؟
ووهبنا الصحة والسلامة بينما يصبح ويمسي غيرنا" سقيماً موجعاً في أنّةٍ وعويل، عليلاً مريضاً سقيماً"؟
و رزقنا الاستقرار والسكينة والأمن بينما يعاني من اجتاحته "عواصف الرياح والأهوال والأمواج" الخوف والذعر والهلع؟
ومنحنا الحرية بينما يقاسي المظلومون " مضائق الحبوس والسجون وكُرَبِها" فيحتملون "ضراً من العيش، وضنكاً من الحياة" ونحن في " خلوٍ من ذلك كله" بلا إحسان منّا بل "بجود الله وكرمه"..
فكيف لا نشكره وهو مَنْ منَّ علينا بالنِعم و جنّبنا المصائب؟
ولكن كيف نشكر الخالق العظيم فنوفيه حق الشكر؟ خاصةً ونحن نناجي الله بما ناجى به الإمام زين العابدين (عليه السلام) ونقول: "فكيف لي بتحصيل الشكر، وشكري إياك يفتقر الى شكر"؟ (٥) و كيف حصلَ النبي نوح (عليه السلام) على لقب: عبدٌ شكورٌ؟
تأتي الإجابة من أبي عبد الله حيث روي عنه (عليه السلام): "إذا أصبحت و أمسيت فقل عشر مرات، (اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية من دين و دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضا وبعد الرضا) فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة" (٦)
وقال: "كان نوح عليه السلام يقول ذلك إذا أصبح، فسمي بذلك عبداً شكوراً" (٧).
_____________________
١- سورة الإسراء، آية 3.
٢- بحار الأنوار، الجزء ٧٥.
٣- بحار الأنوار، الجزء68، الباب 61.
٤- مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، الطبرسي، الفصل السادس، في الشكر.
٥- مناجاة الشاكرين، الصحيفة السجادية.
٦- الأصول من الكافي، الجزء 2، باب حسن الخلق.
٧- نفس المصدر السابق.