سرى البَرقُ مِن نَجْدٍ فجدّد تَذكاري ... عهوداً بحَزوى والعذيبِ وذي قـارِ
وهيّجَ مِـن أشـواقِنا كـلَّ كامـنٍ .... وأجّجَ في أحشائنـا لاهـبَ النـارِ
فياجِيـرةً بـالحازميـن خيـامُهم ..... عليكم سلام الله من نـازحِ الـدارِ
خليلَـيَّ مالـي والزمـانِ كأنّمـا .....يطـالبـنـي فـي كـلِّ آنٍ بآثـارِ
فأبعدَ أحبابي، وأخـلى مَـرابـعي ... وأبدَلني مِـن كـلِّ صَـفْوٍ بأكـدارِ
ومعضـلـةٍ دَهْمـاءَ لا يُهتـدى لـهـا ... طريقٌ.. ولا يُهدى إلى ضوئها السـاري
تَشيبُ النواصي دون حـلِّ رمـوزِهـا ... ويُحجِمُ عـن أغوارهـا كـلُّ مِغْـوارِ
أجَلْتُ جيـادَ الفـكر فـي حَـلَباتِـهـا ....ووجّهـتُ تِلقـاها صوائـبَ أنظـاري
فأبرزتُ من مستـورها كـلَّ غامـضٍ ... وثـقّفـتُ منـها كـلَّ أصـورَ مَـوّارِ
أأضرع للبلوى وأُغضي علـى القَـذى... وأرضى بما يرضى به كلُّ مِخْـوار ؟!
وأفـرحُ مِن دهـري بـلـذّةِ سـاعـةٍ .... وأقنعُ من عيشي بقُرصٍ وأطـمـارِ ؟!
إذن لا ورى زندي ولا عـزّ جـانبـي ... ولا بزغتْ في قمّة المجـدِ أقـمـاري
ولا بُلَّ كـفّي بالـسمـاح ولا سـرَتْ ... بطِيـب أحاديـثي الرِّكـابُ وأخبـاري
ولا انتشرت في الخافقَيـن فضـائـلي ... ولا كان في « المهديِّ » رائقُ أشعاري
خـليفة ربِّ الـعـالـمـيـن وظـلُّـه على ...ساكـن الغبـراء مِـن كـلِّ دَيّـارِ
هو العُروة الوثقى الـذي مَـن بهَـدْيـهِ .... تمـسّـكَ لا يَخـشـى عظـائـمَ أوزارِ
إمـامُ هُــدىً لاذَ الـزمـانُ بـظِـلِّهِ وألقـى ....إلـيـه الـدهـرُ مِقْـوَدَ خـوّارِ
علومُ الورى في جَنْـب أبحُـرِ عـلمـهِ ... كغُرفةِ كـفٍّ.. أو كـغمـسةِ مـنـقـارِ
فلـو زار إفـلاطـونُ أعـتـابَ قُـدسهِ .... ولـم يَغْشُـه عـنـها سـواطـعُ أنـوارِ
رأى حـكـمـةً قدسيّـةً لا يَـشوبُـهـا .... شـوائـبُ أنـظـارٍ وأدنـاسُ أفـكـارِ
بإشراقـهـا كـلُّ العـوالِـمِ أشـرقـتْ .... لِما لاحَ في الكونَينِ مِن نورها السـاري
إمامُ الورى، طَودُ النُّهى، مَنبعُ الـهـدى .... وصـاحبُ سـرِّ الله فـي هـذه الـدارِ
به العـالَمُ السُّفْـليُّ يسمـو ويـعتـلـي ... على العالَم العُلْـويّ مِـن دون إنـكـارِ
أيا حُجّـةَ الله الـذي لـيـس جـاريـاً ... بغيـر الـذي يرضـاهُ سـابـقُ أقـدارِ
ويا مَـن مـقـاليـدُ الزّمـانِ بـكـفِّـهِ ...وناهيـك مِن مجدٍ بـه خصّـه البـاري
أغِثْ حوزةَ الإيمان وآعمـرْ ربـوعَـه ... فـلم يبـقَ منـهـا غيـرُ دارسِ آثـارِ
وأنقِـذْ كتـابَ الله مِـن يـدِ عُـصبـةٍ ...عصَوا وتمـادَوا فـي عُتُـوٍّ وإضـرارِ
وأنعِـشْ قلوباً في انتظـارك قُـرِّحـتْ ... وأضجَرَهـا الأعـداءُ أيّـةَ إضـجـارِ
وخلِّصْ عبـادَ الله مِـن كـلِّ غـاشـمٍ ... وطـهِّرْ بـلادَ الله مِـن كـلّ كَـفّـارِ
وعجِّلْ.. فِداك العالَمـون بـأسْـرِهـا ... وبادرْ على اسم الله مِن غيـرِ إنـظـارِ
تجـدْ مِن جنـود الله خـيـرَ كتائـبٍ ....وأكـرمَ أعـوانٍ، وأشـرفَ أنـصـارِ
تعليق