إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نظرية المشابهة بين الداء والدواء \ التمهيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظرية المشابهة بين الداء والدواء \ التمهيد

    من كتاب نظرية المشابهة بين الداء والدواء
    من فكر السيد ابو عبدالله الحسين القحطاني
    تمهيد
    إن علم الطب من العلوم الشريفة الموازية لعلم الأديان (فالعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان) وذلك لما له من أهمية في بقاء الفرد الإنساني ، فإن عملية المعالجة من قبل الطبيب إنما هي إحياء للفرد وخصوصاً إذا كان المرض قاتلاً فيمكن أن ينطبق عليه {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} .
    وإن النظريات الطبية في علاج الناس قديماً وحديثاً نظريات قائمة على المذهب التجريبي أي التجربة المقاسة ، لكن المتتبع لكلام أهل البيت (عليهم السلام) يجد أن مصدر تعلّم العلاج ووصف الدواء هو من قبل الله عزّ وجل .
    فقد أشكل الإمام الصادق (عليه السلام) على الطبيب الهندي حينما قال : (من هذا الذي يستطيع أن يبحث في كل البلدان ويذوق جميع الأشجار ويجرب المواد السامة القاتلة وكيف عرف وجرب خلط الأهليج من الهند والمصطكي من الروم والمسك من تبت والدارسين من الصين) وهكذا إلى آخر كلامه (عليه السلام) .
    حيث أثبت الإمام الصادق (عليه السلام) إن هذا العلم ليس ناتج عن التجربة بل ان هنالك علم يتعلمه الإنسان من الله جل جلاله .
    ولو تتبعنا سيرة أهل البيت (عليهم السلام) لوجدنا إنهم يعالجون الناس عن طريق المشابهة بين الداء والدواء .
    وهو مصداق لحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) (تداووا فما أنزل الله من داء إلاّ انزل معه الدواء إلاّ السأم فلا دواء له) المهذب ج2 ص444 .
    وهنا يرد السؤال عن كيفية معرفة الدواء الذي يؤدي إلى الشفاء كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) بأن الأدوية والعلاجات منتشرة في كل الكرة الأرضية فلا يمكن لأي أحد أن يحيط بها إلا الله أو من يعلّمه الله .
    إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعله مشابهاً للكون ، بل إن بينهما تتطابق وهذا واضح للمتأمل ، فهذا التشابه يكشف مدى اتصال وعلاقة الكون بالإنسان ، فإن معنى الإنسان هو الكون المنطوي ومعنى الكون هو الإنسان المنفتح والمتفتح والمبعثر.
    قال الإمام علي (عليه السلام) : (أتحسب نفسك جرما صغيراً وفيك انطوى العالم الأكبر) .
    فالإنسان يجد في الخارج من نباتات وحيوانات وجمادات حاكية عن باطنه ومشابهة لأعضائه ومقاربة لكيفياته ، بل إن الله خلق تلك الأشياء من أجل الإنسان ، وبذلك سوف نعرف سرّ هذا التشابه لأننا نرى حبّة اللوبيا مثلاً كإنها كلى الإنسان وحب الصنوبر كقلب الإنسان وسنّ الثوم كسن الإنسان مما يؤكد وجود علاقة بينية بين هذه الأشياء والأعضاء الجسميّة .
    ومن هنا يتبين لنا ان وجود هذه الأشياء إنما هي علاج لمشابهاتها من أعضاء جسم الإنسان إضافة لفوائدها المعروفة ، لأن الله عزّ وجل لم ينـزل داء إلا وأنزل له دواء وإنما هذه المشابهة بين هذا العضو المصاب وبين النبتة المخلوقة والمنـزلة من قبل الله تعالى على هيئة تكشف حملها لعناصر وصفات وحالات ذلك العضو وسوف نبين ذلك على شكل مراحل :

    المرحلة الأولى :
    معنى المرض : إن معنى المرض هو نقص أو زيادة العناصر الكيميائية داخل الجسم الإنساني مما يؤدي إلى وجود تفاعلات وحالات تعيق العضو عن أداء الوظيفة المرسومة له أو الحالة المتخذة له .
    وللمرض حالتان (صفتان) :
    1- الحالة الكيميائية : وهي الصفة الجوهرية المهمة التي لها مدخلية وطيدة بالعناصر الكيميائية داخل الجسم من ناحية الزيادة والنقصان .
    2- الحالة الفزيولوجية : الصفات الفيزيائية وهي الصفة الظاهرية التي لها مدخلية بشكل المرض المتعلق بالعضو الإنساني من ناحية التقرح والالتهاب وغيرها من الحالات المرضية .

    المرحلة الثانية :
    (معنى العلاج) : هو إرجاع الميزان القويم للجسم الإنساني أو داخل العضو الجسماني عن طريق وجود العقاقير الطبية التي لها مدخلية بسد النقص من المواد الكيميائية أو تقليل الزيادة فيها أو تسكين الهائج أو تهييج الساكن وما شابه من الأمور .

    المرحلة الثالثة :
    معرفة العلاج : (نسب الدواء إلى الداء) إن معرفة كيفية العلاج وتتطلب شرحاً قصيراً للأمراض التي تصيب الإنسان بشكل عام على التصنيف الجديد الذي يكشف ما له مدخلية بالكون (الكتاب التكويني) .
    حيث إن الأمراض بشكل عام تنقسم إلى قسمين :
    1. جسماني : هي الأمراض التي لها مدخلية بجسم الإنسان من ناحية الزيادة والنقص .
    2. روحاني : هي التي لها مدخلية بالحالة النفسية والروحية للإنسان من ناحية الضيق والالتواء والانبساط .
    والجسماني بدوره ينقسم إلى :
    أ‌) المرض البري : وهو الذي يتعلق بالأعضاء الجسمانية والمادة الصلبة داخل الإنسان .
    ب‌) المرض البحري : هو الذي يتعلق بالدورة الدموية والمواد السائلة داخل جسم الإنسان .
    ثم إن كلا القسمين ( البري والبحري ) ينقسمان على ثلاثة أقسام ( جمادي ونباتي وحيواني) فتكون الأقسام عندنا ستة أقسام وهي كالأتي :
    1) المرض البري الجمادي .
    2) المرض البري النباتي .
    3) المرض البري الحيواني .
    4) المرض البحري الجمادي .
    5) المرض البحري النباتي .
    6) المرض البحري الحيواني .
    المرض الجمادي : هو المرض الذي له علاقة بالحالة الجسمانية وله مدخلية بالأعضاء الصلبة داخل الجسم كالعظام مثلاً .
    المرض النباتي : هو المرض الذي له علاقة بالصفة النباتية داخل الجسم من ناحية الغذاء والنمو والتنمية داخل الأعضاء بل خصوصاً البناء الجسماني ومدى علاقة الدم بهذه الأعضاء .
    المرض الحيواني : هو ذلك المرض الذي له علاقة بالحالة الحيوانية والصفة الحيوية داخل جسم الإنسان لما له من مدخلية في الترابط الوثيق بين الأعضاء ومدى استجابة كل واحد للأخر أو وجود الصفة الحيوانية داخل الأعضاء من ناحية اختيار الغذاء الذي له علاقة ببناء ذلك العضو أو إسناده.
    وهذا كله على سبيل الاختصار لضيق المقام إلا إن هذا الكلام لم يصدر على نحو التحقيق والتدقيق إنما هو مجرد عرض وبيان .
    والأدلة على هذه النظرية من الكتاب والسنّة وآخر ما توصل إليه العلم الحديث والطب السليم .

    وقد اضفت مخطط يوضح تصنيف الأمراض في المرفقات

    قال تعالى : {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ} الصافات 145-146.
    فهاتين الآيتين تحكيان عن يونس (عليه السلام) حينما دخل بطن الحوت فخرج فإنسلخ جلده نتيجة حرارة بطن الحوت والمواد الهاضمة في أمعاء الحوت ، فخرج سقيم ومسلوخ الجلد ومحترق فاستخدم الله شجرة اليقطين علاجاً لحرق جسمه وغذاءاً له .
    فلو تأملنا في هذه الآية نجد إن ورق شجرة اليقطين الناعم الملمس مشابه بدرجة كبيرة لجلد الإنسان وكأنما استعمل مكان الشاش الطبي المعقم الذي يستعمل للحروق في عصرنا هذا ، وفي هذا الأمر إشارة واضحة إلى صحة نظرية المشابهة بين الداء والدواء أي (ورق اليقطين الناعم يشبه جلد الإنسان) وكذلك أثبت العلماء الألمان وجود مادة في اليقطين منشطة ومغذية للدماغ وتقلل نسبة الكآبة والإحباط .
    وأيضاً ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) إن علاج الكلى بحب اللوبيا فنلاحظ إن حبة اللوبيا تشبه الكلى وذلك كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سأل الطبيب الهندي : (فلم كانت الكلى كحبة اللوبيا) مما يشير إلى صحة هذه النظرية التي بيناها وهنالك أحاديث وروايات كثيرة تثبت هذا .
    وما ورد عن الطب التجريبي والعلم القائم الآن من إن الخرنوب يستخرج منه علاج لالتهابات الكلى فلو لاحظنا الخرنوب لوجدناه مشابه للكلى والخرنوب هو بذور أحد أنواع (العاقول ، العاكَول ).
    وأيضاً ما ورد بالتجربة من إن سن الثوم علاجاً لوجع الأسنان فنلاحظ سن الثوم يشبه سن الإنسان وخصوصاً إذا وضع في الشمس لفترة طويلة ، وأخيراً نقول إن من فوائد هذه النظرية :
    1. سوف نجد لجميع الأمراض علاجاً حتى للأمراض الخبيثة .
    2. التخلص من التأثير الغير مباشر للعقاقير الطبية المصنّعة التي تحتوي على المواد الكميائية حيث تعالج من جهة وتضر من جهة أخرى لأن هذه المواد الكميائية لها مدخلية بالميزان الكيميائي داخل جسم الإنسان .
    3. تقليل أثمان الأدوية وسهولة وصولها إلى جميع الناس .
    4. سوف نثبت للعالم الغربي والمجتمع الإسلامي عظمة الدين الإسلامي ووجود وحدانية الله بوحدانية خلقه والتشابه بين الكتاب التدويني ( القرآن ) والكتاب التكويني (الكون) والكتاب الإنساني (الإنسان) قال تعالى {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}البقرة 1-2 .
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة سلام@; الساعة 10-03-11, 10:24 PM.
يعمل...
X