إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علّة تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علّة تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير

    تحريم القرآن لأكل لحم الخنزير

    بقلم الدكتور الطبيب محمد نزار الدقر
    المصدر : موقع موسوعة الإعجاز العلمى للقران والسنة
    أورد النص القرآني تحريم لحم الخنزير في أربع مواضع :
    1. قوله تعالى : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [1]
    2. وقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [2]
    3. وقوله قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [3]
    4. وقوله : (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [4]
    تفيد معاجم اللغة بأن الرجس يعني القذر والفعل القبيح والعمل المؤدي إلى العذاب.
    وحول أهمية تحريم لحم الخنزير شهادة للطبيب الألماني هانس ريكفينغ إذ يقول [5] : لابد أن أشير إلى التراث القديم عند بعض الأمم حيث كان للتعاليم التي أرساها النبيان محمد وموسى أكبر الأثر في التزام المسلمين واليهود بقوانين الله الطبيعية.
    ففي إفريقيا حيث يعيش المسلمون وغيرهم في ظروف مناخية واحدة، نجد بالمقارنة، أن الشعوب الإسلامية تتمتع بصحة جيدة لأن لحم الخنزير محرم في شريعتها، بينما نجد أن الشعوب الأخرى التي تعتمد النظام الغربي في تغذيتها تصاب بأمراض ترتبط كل الارتباط بتناولها لحم الخنزير.
    ويتابع فيقول : في دراسة جرت في الهيمالايا حيث تعيش قبائل الهونزا التي اعتنق معظم أفرادها الإسلام ويمتنعون عن أكل لحم الخنزير ، وجد أنهم يتمتعون بصحة جيدة ومتوسط أعمارهم مرتفع ويعملون حتى سن متقدمة لتحصيل أرزاقهم في حين أن القبائل التي تجاورهم من غير المسلمين تصاب بعدد من الأمراض الشائعة بينهم لتناولهم لحم الخنزير، ومتوسط أعمارهم وفعاليتهم أقل بكثير من القبائل المسلمة .
    وهكذا فإني أرى أن الكتب السماوية التي جاء بها محمد وموسى كان معها الحق، كل الحق، في تحريم تناول لحم الخنزير.
    ولكن ماذا نعرف عن الخنزير:
    الخنزير حيوان لاحم عشبي تجتمع فيه الصفات السبعية والبهيمية، فهو آكل كل شيء، وهو نهم كانس كنس الحقل والزريبة فيأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة ونهم، وهو مفترس يأكل الجرذ والفئران وغيرها كما يأكل الجيف حتى جيف أقرانه [6].
    يقول الدميري [7] : إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة.
    ويروي د. هانس هايترش قصة طريفة جرت في أحد المشافي العسكرية حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى وتعيش على النفايات والفضلات ويذبح أحدها كل شهر طعاماً للمرضى، والعاملين في المشفى. وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهيأة للحرق فاللتهمتها.
    وتوفيراً للعلف قررت إدارة المشفى من ثم أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح طعاماً للخنازير، وهكذا أصبحت دماء تلك الخنازير مفعمة بالسموم والنفايات ولنتصور الآن مرضى هذا المشفى وأكثرهم مصابون بنواسير كعقابيل للكسور الناجمة عن الطلقات النارية، إنهم يغذون بلحم خنزير مشبع بالسموم، فبدلاً من الشفاء يولد عندهم هذا اللحم هجمة جديدة من الالتهاب والتقيح.
    ومن هنا نفهم كيف أن معاني الرجس قد استقر في أذهاننا التصاقها جميعاً بالخنزير، فهو لا يكاد يرى إلا وأنفه في الرغام. وإن نفورنا وتقززنا من هذا الحيوان ليس قاصراً عليناـ نحن المسلمين ـ ففي كل من أوربا وأمريكا، ورغم أن تجارة الخنازير عندهم وتربيتها رائجة، ويتخذون منه دمى لأطفالهم ومع ذلك فأسماؤه، على اختلاف لغاتهم، تعد سبة لا يقذفون بها إلا كل زري ذميم ..
    وتثبت الأبحاث أن الخنزير [8] يأكل الجيف والقاذورات وحتى فضلاته ولو ربي في أنظف الحظائر، كما تطالعنا الأنباء من حين لآخر عن افتراس الخنازير للأطفال الصغار، ففي مرة غفلت فيها إحدى الأمهات عن ابنها الصغير الذي تسلل إلى حظيرة الخنازير، والتي أسرعت بدورها لتمزيقه والتهامه دون أن تترك قطعة واحدة منه، وهذه النزعة لا توجد إلا في الحيوانات المتفرسة .
    الأمراض التي ينقلها الخنزير :
    لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير، و نفذها المتدينون امتثالاً لأمر الله الخالق سبحانه و طاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم ، لكن العلماء المحدثين توصلوا إلى نتائج مدهشة في هذا المجال [9] : أليس من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً ، و هو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان ، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم و تصلب للشرايين و سواها.
    و الخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان و تشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض : منها الكلب الكاذب و داء وايل و الحمى اليابانية والحمى المتوهجة و الحميرة الخنزيرية غيرها.
    هذه الأوبئة يمكن أن تنتقل من الخنزير إلى الإنسان بطرق مختلفة [10] :
    الأول : عن طريق مخالطته أثناء تربيته أو التعامل مع منتجاته (وتعتبر أمراضاً مهنية) وهي لا تقل عن 32 وباء تصيب في الأغلب، عمال الزرائب والمجازر والبيطريون منها أنواع من الفطور العميقة والزحار والديدان والزحار الزقي والحمى اليابانية الدماغية والتهاب الفم البثري الساري.
    الثاني : عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلاته وهي لا تقل عن 28 مرضاً منها الزحار والأسكاريس والانسمام الوشيقي والديدان القنفذية والكبدية والمفلطحة وشوكية الرأس والدودة المسلحة الخنزيرية والشعيرات الحلزونية وغيرها.
    الثالث: عن طريق تناول لحمه ومنتجاته وهي أكثر من 16 مرضاً منها داء المبيضات ـ داء الحويصلات الخنزيرية، الحمى المالطية ـ الدودة الكبدية وداء وايل والدودة الشعرية الحلزونية والشريطية والسل وغيرها .وهذا يؤكد ما ذهب إليه العالم كرول من أن الحظر المفروض على المسلمين بعدم ملامسة الخنازير ليس بحاجة إلى تبرير [11] .
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

  • #2
    تابع

    طفيليات الخنزير:
    رأينا كيف أن الخنزير يأوي في بدنه عدداً كبيراً من الطفيليات وأكثر من 50 نوعاً منها يصيب الإنسان [12] فهي داخلة فيما يسمى بالأمراض الحيوانية البشرية Zoonosis ويمكن أن نقسمها ضمن المجموعات التالية :
    الأمراض الفيروسية والجرثومية :
    منها داء الكلب والحمى الصفراء والمالطية والسل، لكن أهمها ما يخص الخنزير بنقله وهي :
    1. الالتهاب السحائي المخي وتسمم الدم الناجم عن الإصابة بالمكورات السبحية الخنزيرية المكتشفة عام 1968 والتي فسرت الحالات الغامضة من الوفيات التي حصلت حينئذ في الداينمارك وهولندا [13] .
    وقد تبين أن هذه الجراثيم شديدة الفتك بالإنسان مسببة التهاب السحايا المغلفة للمخ وبإفراز سموم معينة في دم المصاب، والذين أصيبوا بهذا المرض ونجو من الموت بعد علاج شاق أصيبوا بالصمم الدائم وفقدان التوازن.
    2. جائحات الكريب [14] حيث يؤكد د.هانس هايترش إن فيروس الكريب الذي ينقله الخنزير هوالعامل الأكثر سمية وينقل عن معهد الأبحاث الفيروسية [15] في لندن أن فيروس الكريب يتوضع بكثرة في رئة الخنازير التي تدخل في صنع السجق، وتمكن الفيروسات في الأماكن الحيوية للبدن إلى أن تتاح لها الفرصة في ظروف مواتية من البرد وقلة الشمس لتأتي بشكل جائحة انتانية كالتي حدثت في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية حينما تناول الشعب الألماني هدايا الولايات المتحدة من اللحوم ومشتقاتها مصنوعة من لحم الخنزير.
    3. انفلونزا الخنزير [16] ينتشر هذا المرض على هيئة وباء يصيب الملايين من الناس ومن مضاعفاته الخطيرة التهاب المخ، وتضخم القلب والوهط الدوائي، وآخر جائحة أصابت العالم عام 1918 حيث أصيب بها أكثر من 20 مليوناً من البشر .
    4. الحمرة الخنزيرية [17] وينتقل من الخنزير إلى اللحامين والدباغين وسواهم وتكون بشكل لوحة محمرة مؤلمة جداً، وحارقة على الأيدي مع أعراض عامة من ترفع حروري وقشعريرة والتهاب العقد والأوعية اللمفاوية.
    الأمراض الناجمة عن الحيوانات الأوالي [18] :
    يعتبر الخنزير العائل الخازن لنوعين من المثقبات Trypanosoma أولاهما هو طفيلي داء النوم الإفريقي وثانيهما يحدث داء شاغاس المستوطن في أمريكا الجنوبية، كما يعتبر الخنزير العائل الأكبر لنوع من الزحار الأميبي، لكن أخطر هذه الطفيليات هي المتحول الأميبي الهدبي المسمى بالزقيات الكولونية Balantidium Coli يتطفل في الأمعاء الغليظة للخنزير والقردة، لكن فرص الاتصال النادرة بين القردة والإنسان تجعل الخنزير المصدر الوحيد لعدوى الإنسان وإصابته بما يسمى بالزحار الزقي.
    والزحار الزقي من الأمراض المهنية التي يصاب بها العاملون على تربية الخنازير أو زبحها أو الاتجاه بها حيث تتلوث أيديهم بمفرغات الخنزير ومنها تنتقل بالطعام إلى أمعائهم فيصاب بحالات من الإسهال الشديد والمتكرر مع مغص ودوار وهزال أحياناً ويمتد الأمر لظهور تقرحات في الأمعاء، قد تثقب وقد تؤدي إلى وفاة المصاب.
    الأمراض الناجمة عن الحشرات والحلم [19]:
    حيث يعتبر الخنزير عائلاً لعدد من الطفيليات الخارجية للإنسان منها أنواع من البعوض والبراغيث والقمل، ومنها ذبابة تسي تسي الناقلة لطفيلي داء النوم وأنواع من ذباب الجلد تصيب يرقاتها الفم والعين والأنف والجروح المكشوفة ومنها أنواع من الحلم قريبة من طفيلي الجرب.
    الأمراض الناجمة عن الديدان المفلطحة :
    1. صنف المثقوبات : التي تصيب الدم حيث يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، كما يصاب بنوع من المثقوبات يصيب الرئتين وتنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم، أما عن المثقوبات المعوية والكبدية فللخنزير منها نصيب غير قليل وأهمها:
    المتوارقة البسكية Fasciolopsis Buski من الديدان المعوية ـ الكبدية وهي تنتشر في آسيا من الصين إلى البنغال وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزوف وتقرحات في جلد المعي الدقيق مع إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
    ومنها الدودة الكبدية الصينية Chlonorihis Sineasis وتنتشر في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي بها. تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية وإذا كثرت أعدادها عند المصاب أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة.
    2. صنف الديدان الشريطية [20]: ويصيب الخنزير منها نوعان : الشريطية العوساء العريضة D.Latum ويصاب كالإنسان بالطور البالغ منها. والنوع الأهم هو الشريطية المسلحة Taenia Solium والمسماة الدودة الوحيدة المسلحة وهي تعيش في طورها البالغ في أمعاء الإنسان، طولها من 2ـ3 أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة جسم الدودة الذي يشبه الشريط والذي يحتوي أكثر من 1000 قطعة وتمتلئ القطع الناضحة بآلاف البيوض، حتى تصبح في النهاية مجرد كيس مثقل بذلك البيض الوبيل والذي ينمو في كل واحدة منها جنين كروي مسدس الأشواك.
    وتنفصل الأسلات النهائية لتخرج مع براز المصاب،وتعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً حتى يأتي خنزير فيلتهمها مع ما فيها من بيض وفي أمعاء الخنزير تعمل عصاراته الهاضمة على حل غلاف هذه البيوض لتنطلق منها الأجنة مخترقة جدار الأمعاء إلى الدورة الدموية للحيوان، وبواسطة الدم تستقر في عضلات الخنزير مكونة حويصلات كروية أو بيضاوية بطول 6ـ 18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة جديدة كاملة ويحدث هذا إذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضج تماماً لقتل ما فيه من تلك اليرقانات .
    والخنزير هنا يقوم بدور العائل الوسيط والذي يعتبر المصدر الوحيد لعدوى البشر.
    وقد يحدث أن يحل الإنسان محل الخنزير ليصبح العائل الوسيط في دورة تنتهي بطريق مسدود وذلك عندما يصدف أن يبتلع الإنسان لطعاماً ملوثاً بتلك الأسلات (أو بالبيض)، سواء من فضلاته هو أو من مصدر خارجي، فيفقس البيض في أمعائه وتنطلق، من ثم ، الأجنة مسدسة الأشواك في أمعائه مخترقة جدارها إلى دورته الدموية وتجول مع الدم لتستقر بأي جزء من أعضائه سواء في العضلات أو الرئتين أو الكبد أو القلب أو الدماغ، وهناك مشكلة حويصلات (أو كيسات ) ومؤدية إلى إصابة الإنسان بما يسمى داء الحويصلات الخنزيرية Cysticercosis وكلما كان عددها في الجسم كبيراً، وكان العضو الذي استقرت فيه عضواً هاماً كلما كان خطراً عظيماً .
    ونمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى ظهور شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية .
    كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، وقد يؤدي إلى الموت، علماً بأنه لم يعرف لهذا المرض حتى اليوم أي علاج ناجح.
    صحيح، كما يقول المدافعون عن الخنزير، أن البقر يصاب بدودة مشابهة هي الشريطية العزلاء، وأن الإنسان عند أكله للحم البقر المصاب يصاب بتلك الدودة بالطور البالغ مع أعراض مشابهة لما تحدثه الشريطية المسلحة (الخنزيرية) لكن ولو ابتلع بيضها وهذا فرق هام للغاية إذ أن داء الحويصلات عند الإنسان ينجم فقط عن دودة الخنزير الشريطية علماً بأنه مرض خطير للغاية ولا مقابل له في دودة البقر.
    الديدان الشوكية الرأس : وهي شائعة في الخنزير واكتشفت بين مربيه بين فلاحي وادي الفولغا في جنوب روسيا .
    الديدان الخيطية أو الأسطوانية : منها ثعبان البطن أو الأسكاريس وقد أثبت Smyth أن الخنزير يساعد على انتشارها ومنها الديدان شعرية الرأس، لكن أشدها خطراً على بني البشر هي الدودة الشعرية الحلزونية (Trichinella Spiralis) [21] تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير وهي ديدان قصيرة طولها من 2_4 ملم تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية لتضع صغارها (اليرقانات) هناك، فهي لا تضع بيضاً، إذ يفقس البيض وهو في بطنها، وتخترق اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضلات مضيفها حيث تنمو ليصل طولها إلى 1ملم ثم تلتف على نفسها وتتحوصل، فإذا أكل إنسان لحم الخنزير المصاب انحلت الحويصلات في أمعائه وتخرج منها الأجنة لتتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة والدودة الشعرية البالغة ليست الخطرة على الإنسان، لكنها تتزاوج في أمعائه وتموت الذكور، ترقد الإناث الملقحة في جدران الأمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد، تخترق هذه اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم حيث تستقر في أي جزء من بدن الإنسان محدثة ما يسمى بداء الشعريات الخنزيرية Trichinosis وهي تكثر في عضلات الحجاب الحاجز للمصاب وفي حنجرته ولسانه وعينيه.
    وتتميز المرحلة الأولى من المرض باضطرابات معدية ـ معوية والإسهال الشديد، والحمى مع الضعف العام.
    أما المرحلة الثانية والتي تظهر بعد أنتشار اليرقانات في الجسم فكثيراً ما تكون قاتلة ومن أعراضها انتفاخ الأجفان، وخزب تحت العينين، وآلام عضلية مبرحة، واضطرابات حركة العينين وعضلات التنفس والبلع، كما يصاب بحمى قد تكون مستمرة مع عرق غزير وهذيان. وإذا توضعت في السائل الدماغي الشوكي ظهرت أعراض التهاب الدماغ والسحايا .
    وبعد تكلس تلك الحويصلات، تبدأ المرحلة الثالثة بانتشار الارتشاح في الوجه والبطن والأطراف مع ضعف شديد ووهن عام وطفوح جلدية ونزوف وضخامة في الطحال واضطرابات عصبية عقلية.
    وتحدث معظم الوفيات بين الأسبوعين الرابع والتاسع .
    والمعروف أنه لا يوجد عقار نوعي لداء الشعيرات والمشكلة الحقيقة هي الغذاء أوالحمى الرثوية يجعل التشخيص صعباً ، وقد لا نتمكن من وصفه قبل الوفاة وفحص خزعة من الحجاب الحاجز.
    داء التقرحات الوعائية المدارية :
    يؤكد د. هانس هـ .ريكفيغ [22] أن الدورة الدموية المحيطية قد تضطرب في ظروف مناخية خاصة نتيجة تناول لحم الخنزير محدثة تقرحات مؤلمة على الساقين، وأن هذه الآفة انتشرت بين الجنود الألمان أثناء الحملة التي قادها رومل في شمال أفريقيا .
    ويروي د. ريكفغ كيف اكتشف زملاؤه علاقة الإصابة بهذه الداء وبين تناول لحم الخنزير عندما وجدوا أن السكان المحليين من المسلمين لا يصابون بها مطلقاً .
    ورغم كل العلاجات التي قدمت للمرضى فإن حالتهم لم تتحسن إلا بعد أن قدمت لهم حمية تشبه طعام السكان المحليين وحذف لحم الخنزير بشكل نهائي، إذا كانت النتائج حينئذ باهرة.
    ويرى الباحث المذكور أن لحم الخنزير يعتبر العنصر الهام الأكثر سمية للإنسان فهو يضعف مقاومة الجسم ويعرضه للأمراض، والمطعم الصحي الحقيقي هو الذي لا يستعمل أي جزء من لحم الخنزير ولأن الذي يعتاد تناوله هو الذي سيدفع الحساب يوماً ما .
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

    تعليق


    • #3
      تابع

      شهادات علماء الغرب بفضل الإسلام:
      يؤكد د. عبد الحافظ حلمي محمد [23] على فضل الإسلام على حماية أتباعه من أمراض الخنزير الوبيلة .
      فالارتباط واضح بين انتشار الشريطية المسلحة وما ينجم عنها كداء الحويصلات الخنزيرية وبين العادات الغذائية لبلد ما والدين الذي يدين به قاطنوه.
      وهكذا فإن Noble 1961 يؤكد أن دودة الخنزير هذه تحدث عدداً كبيراً من الإصابات الدماغية سنوياً عند سكان المكسيك الذين اعتادوا تناول لحم الخنزير، في حين يؤكد لاباج (1961) و ولكوكس وماتسون في كتابهما عن طب البلاد الحارة أن هذه الدودة نادرة الوجود في البلاد الإسلامية .
      أما تشاندر وريد فيذكران في كتابهما عن علم الطفيليات ما نصه : ” أما في البلاد اليهودية والإسلامية، حيث يعد أكل لحم الخنزير خطيئة دينية كبيرة فليس لهذا الطفيلي أدنى فرص للبقاء، وهو دليل فاضح على فساد الأخلاق حين حدوثه…”.
      وعندما يتكلم نلسون [24] عن انتشار داء الشعريات الحلزونية في دول أوربا وأمريكا فهو يتعجب قائلاً : ” أما العلة في إدماننا ـ نحن أهل العالم الغربي على أكل لحم الخنزير، فإنه لغز محير، خاصة وأننا نذكر على الدوام بمخاطر ذلك ونحن نقرأ الكتاب المقدس(مشيراً إلى الإصحاح الرابع عشر من سفر التثنية التوراة) .
      أما اليهود الملتزمون وأتباع محمد فإنهم مضوا في نفورهم من الخنازير وعدم استساغتهم لحمها فخلت جماعاتهم من داء الشعريات الخنزيرية خلواً تاماً ..”.
      عدوى الخنازير:
      لعل أهم مصدر لعدوى الخنازير هي العادة المتبعة من تربية الخنازير على القمامة وعادة الخنازير الذميمة من التهاب الفضلات والنفايات، إذ أن القمامة تضم بقايا خنزيرية مصابة حتى أن أحد الباحثين يسمي الدودة الشعرية الحلزونية بدودة القمامة، وهكذا تجتمع الدودة مع الخنزير في القذارة والرجس. وسبب هام آخر لاحظه بعض الباحثين، وهو أن الخنازير تصاب ايضاً نتيجة أن بعضها يأكل أذيال بعض في المرابي المكتظة بها.
      وتقوم الجرذان أو الفئران بدور هام، فهي تصاب بالمرض إذا أكلت ما ينبذ من بقايا من لحوم الخنازير المصابة، وتعدي الجرذان بعضها بعضاً لأنها تأكل لحوم بعضها البعض، حية وميتة، ثم تنتقل العدوى إلى الخنازير إذا أكلت جيف تلك الجرذان في أكوام القمامة، وهكذا تحدث دورات عدوى مختلفة من جرذ إلى جرذ، ومن خنزير إلى جرذ ومن جرذ إلى خنزير ومن خنزير إلى إنسان.
      هل يمكن توقي الأمراض التي تنقلها الخنازير؟
      يتساؤل البعض لم لا تربى الخنازير تربية صحية نظيفة ؟ ولم لا تتخذ الوسائل لاكتشاف اللحوم المصابة وإتلافها؟ وإذا كان ذلك ممكناً في مكان وظروف معينين فهل يمكن تحقيقه في كل الظروف ؟ أوليس الأولى عدم المخاطرة وتجنب المهالك ؟ بل الحقيقة أن هذه الوسائل كلها لم تكن مجدية في واقع الحال في أي زمان ومكان.
      ويأتينا الدليل من الولايات المتحدة [25] حيث مستوى المعيشة فيها على ما نعلم فبينما نرى أن أفقر قطر إسلامي قد نجا من هذا البلاء، فإنه يوجد في الولايات المتحدة ثلاثة أمثالاً ما في العالم أجمع من الإصابات بالطفيليات الخنزيرية، علماً بأن الإحصاءات غير دقيقة لأن الآفات لا تشخص سريرياً إلا إذا كانت شديدة ومعظم الحالات لا تشخص إلا بعد الوفاة . وتجري في الغرب إجراءات شاقة ومحاولات باهظة لوقاية الخنازير وآكليها من الديدان الشعرية الحلزونية وغيرها.
      ففي الولايات المتحدة التي يربى فيها أكثر من مليون ونصف من الخنازير، جزئياً أو كلياً على القمامة،صدرت قوانين تقضي بتعريض القمامة للبخار الساخن مدة نصف ساعة قبل تقديمها للخنازير . ولكن ما هي نتيجة هذه الجهود الكبيرة؟
      لقد قدرت الاحصاءات أن نحواً من 5% من خنازير بوسطن و18.5% من ذبائح متشيغان مصابة بهذه الآفة (ويلككس وماتسون بار) .
      أما اللحوم فإن معالجتها بالكوبالت والسيزيوم المشعين يؤدي إلى إصابة الديدان الناشئة بالعقم مما يمنع تكاثرها. لكن هذا الإجراء دقيق وليس من الميسور تطبيقه. ثم إن التجميد السريع بالتبريد ثم التخزين الطويل في درجات حرارة شديدة الانخفاض تقضي على الطفيليات الدقيقة فيه.
      وتقضي التعليمات الصحية في الولايات المتحدة بخزن لحوم الخنازير التي تؤكل نيئة 20 يوماً كاملاً في درجة حرارة 15 تحت الصفر. كما أن غلي اللحوم تقتل الطفيليات لذا يوصى بغليها فترة تتناسب وحجمها : ومع كل هذه الجهود الشاقة والنفقات الباهظة فما تزال الإحصاءات تشير إلى تلك النسب المرتفعة من الإصابة.
      أوليس الأيسر بداهة هو تجنب تلك اللحوم أصلاً ؟ ثم أينسى هؤلاء أن عملهم قد أحتاج قروناً طويلة ليكتشف عدداً من الآفات التي يسببها أكل لحم الخنزير فمن الذي يجزم بأن هناك آفات أخرى لم يكشف العلم النقاب عنها بعد ؟ أفلا تستحق الشريعة الإسلامية التي سبقت العلم البشري بعشرات القرون أن نثق بها وندع كلمة الفصل لها نحرم ما حرمت ونحلل ما حللت وهي آتية من لدن حكيم خبير؟ .
      الآثار السلوكية (الخلقية ) التالية لأكل لحم الخنزير:
      وحديثاً اختلف العلماء في أثر الغذاء على الطباع والخلق، لكن ملاحظات كثير. من العلماء قادتهم إلى اختلاف الآثار الخلقية باختلاف نوع اللحوم المكثر من تناولها، وبأن لحم الخنزير وشحمه له تأثير سيء على العفة والغيرة على العرض إذا داوم الإنسان على تناوله [26] توصلوا في نهايتها إلى القول بأن نوعية الطعام تؤثر على شخصية وسلوك الإنسان وتصرفاته.
      وعن مقالة للدكتور الفنجري [27] يؤكد فيها أن الذين يأكلون لحوم الحيوانات الكاسرة عادة ما تكون طباعهم شريرة، غير متسامحين، ويميلون إلى ارتكاب الآثام والجرائم.
      وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر على شخصية الإنسان وسلوكه العام والذي يتجلى واضحاً في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزنى وما نراه متفشياً من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير الشرعية والإجهاض وغيرها.
      قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}

      تعليق


      • #4
        الحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام وطهارته

        تعليق

        يعمل...
        X