موت الضحى
الساعة التاسعة صباحاً أكثر حالات الخثار الدماغي ونوبات الخناق والتوقفات القلبية المفاجئة والجلطة ، هذا التواتر الصباحي للموت كشفت عنه دراسة لأحد علماء اختصاص القلب من جامعة هارفارد وتقول دراسة أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية إن هجمات الموت بالنوبات القلبية تكون أكثر وقوعاً في الشتاء منها في الصيف ، وهي ملاحظة تتوافق مع صورة ممثلة لشخص في الخمسين من عمره فاجأه المرض الإكليلي وهو يزيح الثلج عن سيارته قبل أن يتوجه إلى العمل .
والتساؤل المشروع هو ما هو الشيء الخاص في هذا التركيز للنوبات حوالي الساعة التاسعة صباحاً ؟
من الممكن أن يكون تأثير الهجمة قد بدأ خلال الليل دون أن يشعر المرضى بالانزعاج قبل أن يستيقظوا ، والبرهان المخبري الموضوعي لإثبات ذلك أن تركيز أنزيم كيناز الكرياتين في الدم يزداد بوضوح بعد أربع ساعات من النوبة القلبية ، وقد ثبت ذلك في عدة دراسات أمريكية وأوربية .
وفي دراسة قدمها المعهد الوطني الأمريكي للصحة ثبت كما توقع الباحثون أن الحدوث الصباحي الغالب للهجمات القلبية مرتبط بزيادة لزوجة الدم ، وكذلك في حالة الخثارات الدماغية .
وأظهرت دراسة الوفيات المفاجئة الحاصلة في ولاية ماساشوستس في العام
/ 1983 / في الولايات المتحدة أن وفيات الساعة التاسعة صباحاً هي ضعف وفيات بعد الظهر ، ودعمت ذلك دراسة أخرى لحالات نقص التروية والاحتشاءات التي تسببها التشنجات الوعائية .
هذه النتائج المذهلة والتي تبدو غريبة بعض الشيء للوهلة الأولى ، تبدو مرتبطة بالتغيرات الفيزيولوجية بما فيه التخثر الدموي الخاضعة لتواقيت بيولوجية معادلة لإيقاعاتنا الحيوية ، وفي هذا بيان آخر للدور الرئيسي الذي تلعبه إيقاعات الزمن في تناوبها وحوادث حياتنا ، هذا الزمن الذي لا تهتم حضاراتنا إلا بتضييقه ، كما إن البحث العلمي الحديث الواقع في ذات الدوامة يهمله غالباً عند اختيار معالمه ولذلك :
ألا يدعو ما سبق إلى التفكير بإعطاء المرضى المهددين أدوية مضادة للنوبة القلبية مثلاً قبل ساعة أو ساعتين قبل الساعة التاسعة صباحاً ، هذا الميعاد المقدر ؟
ولحسن الحظ بدأ التفكير بذلك في العالم اليوم