إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الاولى ( 1 )

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الاولى ( 1 )

    شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الاولى ( 1 )

    بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
    اما بعد :-
    هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
    ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
    قال قده : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) بدا السيد رحمة الله تعالى باية البسملة وذلك لما ورد في الروايات الشريفة التاكيد على البدا بالكلام باية البسملة لما لها من الاثر والفضل الكبيرين حيث ورد بما مضمونه – كل ذي بال لم يبدا ببسم الله فهو ابتر – اي منقطع . وهذه تربية عالية من المولى سبحانه ليعمق ويرسخ في روح ونفس المؤمن روح العشق الالهي والاتصال الدائم والمستمر مع الله تبارك وتعالى . ( الحمد لله رب العالمين ) ثناء على الله سبحانه على نعمه غير المتناهية والتي لاتعد ولاتحصى والسيد رحمة الله تعالى اثنى على الله تعالى بحمده لا بشكره للفارق الكبير بينهما حيث ان الشكر لايتحقق الا بقبال شئ ما فلايمكن لك ان تشكر شخصا دون سابق خدمة لك فاذا اسدى لك خدمة تشكره والا فلا . واما الحمد فلا يحتاج الى شئ من هذا القبيل فكثير منا يحمد اناسا وهم قد لايعرفونه اصلا بدون مقابل شئ ما وطبعا هنا المثال للتقريب فالامثال تضرب ولاتقاس فحمد الله والثناء عليه بهذا المعنى اي اننا نحمد الله سبحانه بدون طلب مقابل منه جل وعلا نحمده في السراء والضراء وفي الخير وفي الشر وفي كل الاحوال فهو المنعم المتفضل الاول على الخلق اجمعين . ( وافضل الصلاة على اشرف الخلق محمد واله الطاهرين ) الصلاة من الله تعالى رحمة لهم ومن المؤمنين دعاء ومن الملائكة تزكية . ثم بدا رحمة الله تعالى باول موضوعه حول غيبة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بشكل مطلق حيث قال قده الشريف :
    ( بحث تمهيدي )
    مقدمة لما سياتي وهو ( في انقسام ) اقسام او انواع ( الغيبة ) للامام المهدي عج . وطبعا الغيبة هنا هو غيبة بالنسبة لنا وليس للامام المهدي عج واقصد بذلك ان الامام عج معنا يرانا ولكن نحن لانراه ارجو فهم المطلب جيدا فالامام المهدي عج سواء اكان في الغيبة الصغرى او الغيبة الكبرى فهو معنا ونحن برعايته ولطفه ولكننا نحن نجهله لانراه ولانحيط به علما . على كل – 1 – ( لاشك ) ولاريب ولاشبهة في ( ان لل ) الامام ( المهدي عج غيبتين اثنتين ) الاولى صغرى والثانية كبرى ( وهذا ) التقسيم عندنا هو ( من واضحات ) كوضوح الشمس ( الفكر الامامي ) الشيعي الاثنى عشري . واختصاص السيد الشهيد بقوله هذا بالفكر الامامي يدل على خلاف مع المذاهب الاخرى في هذا القول والذي سياتي بيانه وبحثه ان شاء الله تعالى ( بل ) عبارة ترقي من السيد الشهيد في اثبات وضوح قولنا هذا ( من قطعياته ) يقينا لا ظنا من يقينيات ضرورات مذهبنا الشريف التي لاتقبل الرد والتشكيك و( التي لايمكن ) ابدا ( ان يرقى ) يصل ( اليها الشك ) والريب والتردد ( ووافقهم ) اي وافق وانطبق ( عليه ) على هذا القول في مذهبنا ( بعض ) وليس كل ( علماء العامة ) مدرسة الصحابة او مايسمى مدرسة الجمهور ( وقد وردت في ذلك ) التقسيم الذي بينها في فكرنا الامامي ( الروايات ) والاخبار الكثيرة وذلك ( في مصادر الفريقين ) في مصادر مدرسة اهل البيت عليهم السلام وفي مصادر ابناء العامة او مدرسة الصحابة او الجمهور ماشئت فعبر . واليك بعضا منها :-
    1-( روى السيد البرزنجي ) في كتابه الاشاعة لاشراط الساعة ص 93 ( عن ابي عبد الله الحسين عليه السلام انه قال لصاحب هذا الامر – يعني المهدي عليه السلام – غيبتان . احداهما تطول حتى يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب . ولايطلع على موضعه احد من ولي ولا غيره الا المولى الذي يلي امره ) وهذه الرواية الشريفة اشارة واضحة الى الغيبتين الاولى والصغرى في قوله – غيبتان - وكذلك اشارة واضحة بان الغيبة الثانية والتي هي الكبرى هي اطول بكثير من الغيبة الصغرى بدليل ياس الناس وعدم التصديق بهذه العقيدة الواضحة في قوله – يقول بعضهم مات وبعضهم ذهب - وهذا فعلا مانراه مع شديد الاسف في زماننا اليوم نجد ان بعض الناس اصبحت قضية الامام المهدي عج اسطورة او خرافة والمحزن المؤلم بعضهم من ابناء المذهب الذين ينتحلون هذا القول واتذكر في سنة سقوط صدام الهدام لما كان حديث بعض المؤمنين عن الامام المهدي عج كان احد المعلمين اعترض على هذه الفكره قائلا مع شديد الاسف – لما كان راتبي 3000 الاف دينار لم يخرج الامام الان يريد ان يخرج وراتبي اصبح 500 الف دينار لماذا لم يخرج سابقا ؟؟؟؟ هل هذا المعلم مع احترامي لجميع المعلمين والمربين يستطيع ان يربي الاجيال دون ان يربي نفسه .
    2-( واخرج النعماني ) في كتابه الغيبة ص 89 ( باسناده عن اسحاق بن عمار قال سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : للقائم غيبتانا حداهما طويلة والاخرى قصيرة . فالاولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته والاخرى لايعلم بمكانه فيها الا خاصة مواليه في دينه ) ودلالتها واضحة وسياتي الحديث لاحقا ان دامت الحياة في الحلقات القادمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على الرسول محمد واله الطاهرين
    الشيخ جواد الخفاجي

  • #2
    شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الثانية ( 2 )

    بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
    اما بعد :-
    هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
    ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
    كان الكلام في الحلقة الاولى حول ذكر بعض الروايات الواردة في غيبتي الامام المهدي عج حيث ذكرنا روايتان الاولى برواية السيد البرزنجي والثانية اخرجها النعماني وقد تقدم بيانهما . اما في هذه الحلقة الثانية نكمل بعض الروايات الاخرى التي ذكرها السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه حيث قال :-
    3- ( واخرج ) النعماني في الغيبة ( عن ابراهيم بن عمر الكناسي قال سمعت ابا جعفر الباقر عليه السلام يقول : ان لصاحب هذا الامر غيبتين ) – وسند هذه الرواية يبدا من ابن عقدة عن علي بن الحسن عن ابن ابي نجران عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر الكناسي وهناك روايات كثيرة في هذا المضمون يبدا سندها من ابن عقدة . وهو أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان ، مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ، وحفيد عجلان ، هو عتيق عبد الرحمن بن الأمير عيسى بن موسى الهاشمي ، أبو العباس الكوفي الحافظ العلامة، أحد أعلام الحديث ، ونادرة الزمان ، وصاحب التصانيف على ضعف فيه ، وهو المعروف بالحافظ ابن عقدة . وقد طعن فيه علماء السنة لانه نطق بحق اهل البيت عليهم السلام حيث تقول المصادر التاريخية في السير والتراجم عنه - الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني المتوفى عام 333هـ وهو من كبار علماء أهل السنة والجماعة ولقد وثّقه الرجاليون منهم كالذهبي واليافعي وقالوا في ترجمته : إنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث مسنداً وكان ثقة صادقاً ولكن حيث كان في المجالس بالكوفة وبغداد يحدث فينتقد الشيخين ويذكر معايبهم اتّهمه العلماء بالرفض وتركوه وأسقطوا رواياته عن الاعتبار .
    وقال ابن كثير والذهبي واليافعي في ترجمته : إن هذا الشيخ كان يجلس بجامع براثا ويحدث الناس بمثالب الشيخين الصديق والفاروق (رض) ولذا تركوا رواياته وإلا فلا كلام في وثائقه وصدقه .
    ومدحه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وذكره بخير ثم قال : إلا أنه خرّج مثالب الشيخين وكان رافضيّاً!!!
    4- قال قده الشريف ( واخرج ) النعماني في الغيبة ( عن ابي بصير قال : قلت لابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام كان ابو جعفر عليه السلام يقول لقائم ال محمد غيبتانا حداهما اطول من الاخرى فقال : نعم .... ) الى اخر ( الحديث ) واطول من الاخرى اشارة الى طول الغيبة الكبرى قياسا بالغيبة الصغرى ( واخرجه ) الحديث ( الطبرسي في اعلام الورى ) في ص 416 ايضا وهو واضح .
    5- قال قده الشريف ( واخرج النعماني ايضا ) في الغيبة ص 90 ( عن محمد بن مسلم الثقفي عن الباقر ابي جعفر عليه السلام انه سمعه يقول : ان للقائم غيبتين يقال في احداهما هلك ) مات لطول غيبته ولياس الناس منه كما تقدم سابقا ( ولا يدري في أي واد سلك ) ومن يقول هذا القول فيه دلالة على ضعف في عقيدته وايمانه وهم كثر اليوم مع شديد الاسف
    6- قال قده الشريف ( واخرج ايضا ) النعماني في غيبته ( عن المفضل بن عمر قال سمعت ابا عبد الله ) الصادق ( عليه السلام يقول ان لصاحب هذا الامر غيبتين في احداهما يرجع الى اهلة ) الغيبة الصغرى ( والاخرى ) الغيبة الكبرى ( يقال ) فيها ( هلك في أي واد سلك ) كما بيناه فراجع وتامل .
    7- قال قده الشريف ( واخرج الشيخ ) النعماني في غيبته ص 262 ( عن حازم بن حبيب عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام قال : ياحازم ان لصاحب هذا الامر غيبتين يظهر في الثانية ) الكبرى ( ان جاءك من يقول : انه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه ) نفي لهلاكه وموته عج تعالى فرجه الشريف ( الى غير ذلك من الاخبار وهي ) الاخبار والروايات والاحاديث في هذا الامر ( كثيرة و ) اصبحت هذه الكثرة ( كافية للاثبات التاريخي ) لغيبتي الامام المهدي عج فرجه الشريف . والبقية تاتي والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    الشيخ
    جواد الخفاجي

    تعليق


    • #3
      شرح كتاب الغيبة الكبرى – الحلقة الثالثة ( 3 )

      بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
      اما بعد :-
      هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
      ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
      تقدم الكلام في الحلقة الاولى والثانية في ذكر بعض الاخبار الواردة من مصادر العامة بشان اثبات غيبتي الامام المهدي عج – ومن هنا في هذه الحلقة بدا السيد الشهيد رحمة الله تعالى ببحث هذه الاخبار ودراستها ومناقشتها حيث قال قده الشريف
      ( ولفهم هذه الاخبار ) التي ذكرناها في الحلقتين ( اطروحتان ) وقد عرف السيد الشهيد معنى الاطروحة والمقصود بها في كتابه القيم منة المنان في الدفاع عن القران حيث قال : " بانها فكرة محتملة تعرض عادة فيما يتعذر البت فيه من المطالب ويحاول صاحبها ان يجمع حولها اكبر مقدار ممكن من القرائن والدلائل على صحتها لكي يرجح بالتدريج على انها الجواب الصحيح وعلى هذا لايتعين ان تقع الاطروحة في مجال الجواب على السؤال بل يمكن ان يبين بها الفرد اي شئ يخطرفي البال ولكن لاينبغي ان ندعي ان كل المحتملات بالتالي ان تكون اطروحة بهذا المعنى بل مايصلح لها هو مايمكن للفرد تكثير القرائن على صحته وتجميع الدلائل على رجحانه والا لم يكن اطروحة بل احتمالا . ومن الواضح جدا انه ليس كل المحتملات على هذا المستوى " ( رئيستان ) هما :-
      1-( الاطروحة الاولى ) :-
      ( وهي الموافقة للفهم غير الامامي ) اي حسب فهم مدرسة الجمهور ( للمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وهو الفهم القائل ( : بان المهدي رجل يولد في زمانه ) الذي يخرج به حين ظهوره لا مولود سابقا ( فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا وهي ) اي الاطروحة الاولى حسب هذا القول ( ان الغيبتين ) الاولى والثانية ( منفصلتان ) عن بعضهما البعض ( يتخللهما ) اي يقع في مدة الفصل بينهما ( ويفصل بينهما ) في هذه المدة المتخللة ( ظهور للناس ) من قبل الامام المهدي عج ( ويكون ) هذا ( الظهور ) للناس ( بعد الغيبة الثانية ) الكبرى ( هو يوم الثورى الكبرى ) على الظالمين والمنحرفين والمفسدين ( وتكون مدة كلتا الغيبتين محددة بسنين قليلة ) بحيث ان هذه المدة المحددة ( توجبهما ) تفرضهما ( مصالح وقتية محددة ترجع ) هذه المصالح ( الى شخص الامام المهدي عج ا والى مصلحة انتصاره بعد الظهور ) العلني له عليه السلام . وطبقا لقول مدرسة الجمهور لا مدرسة اهل البيت عليهم السلام نقول ( وهذه الاطروحة هي المتعينة ) الواقعة والحاصلة من قولهم هذا ( لاخيار ) لنا ( في تعديها ) الى اطروحة اخرى وذلك ( طبقا لهذا الفهم غير الامامي ) الاثنى عشري والسبب في عدم القدرة على التعدي لاطروحة غيرها هو ( لوضوح عدم امكان وجود الغيبة الطويلة ) وذلك ( مع العمر المحدد من السنين ) فهم لايؤمنون بامكانية العيش والبقاء على قيد الحياة لمئات السنين او الاف السنين فتامل جيدا عزيزي القارئ الكريم .
      ( وهذه الاطروحة ) التي ذكرناها ( هي التي فهما البرزنجي من هذه الاخبار ) التي ذكرناها سابقا ( حين قال ) البرزنجي : " وهاتان الغيبتان والله اعلم مامر انفا انه يختفي بجبال مكة ولايطلع عليه احد قال ويؤيده ماروي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام انه قال : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب واوما بيده الى ذي طوى " ( اقول ) والقول للسيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه ( ولم يذكر البرزنجي الغيبة الثانية ) في قوله المتقدم .
      2-( الاطروحة الثانية ) :-
      ( وهي ) الاطروحة ( الموافقة للفهم الامامي ) الاثنى عشري ( للمهدي عج ) وهو الفهم ( القائل : بان ) الامام ( المهدي عج حي منذ ولادته في القرن الثالث الهجري الى حين ) وقت ( ظهوره ) العلني العالمي ( في اليوم الموعود ) الذي حدده الله تعالى في تخطيطه لقضية الامام المهدي عليه السلام ( و ) هذه الاطروحة ( هي الاطروحة التي فهمها العلماء الاماميون بشكل عام ) من الاخبار المتواترة والكثيرة ( ونص قدماؤهم ) علماء الامامية ( على مضمونها بشكل خاص ) حيث اصبحت عندهم من المسلمات ( وهي من ضوريات مذهبهم ) التي لاتقبل الشك والرد ( قال النعماني ) في الغيبة ص 90-91 " ( هذه الاحاديث التي يذكرونها : ان للقائم عليه السلام غيبتين احاديث قد صحت عندنا بحمد الله . واوضح الله قول الائمة عليهم السلام واظهر برهان ) دليل ( صدقهم فيها ) الاخبار ( فاما الغيبة الاولى فهي التي كانت السفراء فيها ) وهم اربعة سفراء سياتي ذكرهم انشاء الله تعالى في الحلقات القادمة هم حلقة الوصل ( بين الامام ) المهدي عليه السلام ( وبين الخلق قياما منصوبين ) بالنيابة الخاصة مباشرة من الامام المهدي عج ( ظاهرين ) غير مخفيين ( موجودي الاشخاص ) يعيشون مع الناس ( وهي ) اي الغيبة الاولى ( الغيبة القصيرة ) 70 سنة و ( التي انقضت ايامها وتصرمت ) انتهت ( مدتها ) من مئات السنين ( و ) اما ( الغيبة الثانية ) التي نعيشها اليوم ( هي التي ارتفع فيها اشخاص السفراء ) لايوجد فيها سفراء بالنيابة الخاصة للامام المهدي عج وهذا من المسلمات ومن ادعى اليوم انه سفير للامام اونائبا خاصا له فهو كذاب زنديق ومع شديد الاسف البعض من هؤلاء المنحرفين ادعوا ذلك وقد صدقهم بعض السذج واصحاب الاهواء والمنافع الشخصية فليتقوا الله تعالى ويرجعوا الى صوابهم والا فلعنة الله والامام عليهم .( وفي ) الغيبة الثانية ارتفع ايضا ( الوسائط للامر الذي يريده الله هو التدبير الذي يمضيه في الخلق ) ضمن تخطيطه الحكيم وذلك ( بوقوع التمحيص والامتحان ... وهذا زمان ذلك قد حضر ) الان فيجب ان نكون على درجة عالية من المسؤولية لنجتاز هذا الابتلاء والاختبار والتمحيص بنجاح ( الخ كلامه ) النعماني ( وقال ) الشيخ ( المفيد في الارشاد ) ص 326 ( وله ) للامام المهدي عج ( قبل قيامه ) بالظهور العلني العالمي ( غيبتان : احداهما اطول من الاخرى كما جاءت بذلك الاخبار فاما ) الغيبة ( القصرى ) الصغرى ( منهما ) من الغيبتين فوقتها ( منذ وقت مولده ) عليه السلام ( الى انقطاع السفارة ) الخاصة ( بينه وبين شيعته وعدم ) انعدام او موت ( السفراء ) الاربعة ( بالوفاة ) لا بعارض خارجي كالقتل مثلا ( اما ) الغيبة ( الطولى ) الثانية الكبرى ( فهي ) يبدا وقتها ( بعد ) الغيبة الصغرى ( الاولى ) مباشرة ( وفي اخرها ) نهاية الغيبة الكبرى ( يقوم ) عليه السلام ( بالسيف ) لتحقيق الحكومة العادلة الكاملة .
      ( وقال الطبرسي ) في اعلام الورى ص 416 ( فانظر كيف حصلت الغيبتان ) الاولى والثانية ( لصاحب الامر على حسب ماتضمنت الاخبار السابقة اما غيبته الصغرى منهما في التي كانت فيها سفراؤه موجودين وابوابه معروفين لاتختلف الامامية القائلون بامامة الحسن بن علي عليه السلام فيهم ... الخ كلامه ) والامر واضح كما تقدم .
      ( وقال ابن الصباغ ) في الفصول المهمة ص 309 ( - وهو مالكي المذهب - : وله قبل قيامه غيبتان : احداهما اطول من الاخرى فاما الاولى فهي القصرى فمنذ ولادته الى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته واما الثانية وهي الطولى فهي التي بعد الاولى في اخرها يقوم بالسيف قال الله تعالى : ) و ( لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) سورة الانبياء / 105 ) قال السيد الشهيد قده ( الى غير ذلك من الاقوال التي يطول المقام بنقلها وقد سبق ان عرفناها في التاريخ السابق ) في كتابه تاريخ الغيبة الصغرى ( وسنزيده في هذا التاريخ ) الذي بين ايدينا ( توضيحا ) انشاء الله تعالى . اما الفرق بين الغيبتين الصغرى والكبرى فسياتي ان شاء الله تعالى في الحلقة الرابعة ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
      الشيخ
      جواد الخفاجي

      تعليق


      • #4
        شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الرابعة ( 4 )

        بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
        اما بعد :-
        هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
        ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
        الفرق بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى
        بحمد الله سبحانه وصل بنا الكلام الى بحث بيان الفرق بين الغيبة الصغرى والغيبة الكبرى حيث قال السيد الشهيد قده الشريف ( مقدار الفرق بين الغيبتين الكبرى والصغرى وتتلخص ) اي باختصار ( فيما يلي ) ادناه الفروق وهي :-
        1-( اولا : قصر مدة الغيبة الصغرى اذ كانت حوالي السبعين عاما ) وهذه المدة هي ( بخلاف ) عكس ( الغيبة الكبرى فانها ) الغيبة الكبرى ( غير معروفة الامد ) بالنسبة لنا وذلك ( باعتبار جهلنا بموعد ) وقت ( ظهور ) الامام ( المهدي عج ) .
        2-( اقتران ) ملازمة او ترتباط ( الغيبة الصغرى بالسفارة الخاصة ) اي بالنيابة الخاصة لسفراء الامام ع الاربعة وهي السفارة ( القائمة بين ) الامام ( المهدي عج وقواعده الشعبية ) كما بيناه في الحلقات السابقة ( وانقطاع ذلك ) السفارة الخاصة والاقتران المذكور ( في الغيبة الكبرى ) كما هو واضح .
        3-( انتهاء امد ) مدة ( الغيبة الصغرى ) وذلك ( بوفاة السفير الرابع ) وهو ( علي بن محمد السمري ) وقد وردت ترجمته في معجم رجال الحديث ج 13 ص 182وفي كتاب اعيان الشيعة ج 2 ص 48 " عيّنه الإمام المهدي (عليه السلام) سفيراً رابعاً له، وقائماً بأعماله، بعد وفاة السفير الثالث الشيخ الحسين بن روح النوبختي، وكانت مدّة سفارته ثلاث سنين، من 326 هـ إلى 329 هـ، وبذلك تكون سفارته أقصر السفارات، وبوفاته وقعت الغيبة الكبرى وصارت السفارة العامّة. يكفي في سموّ شأنه وعظيم مكانته أن اختاره الإمام المهدي (عليه السلام) سفيراً عنه، مع وجود كوكبة من علماء الشيعة وخيارهم . من كراماته الدالّة على أنّ له ارتباط واتصال بإمام العصر والزمان (عليه السلام) أنّه عزّى جماعة من أهل قم ـ وهو في بغداد ـ بوفاة الشيخ علي بن الحسين القمّي ـ والد الشيخ الصدوق ـ فسجّلوا الساعة واليوم والشهر من سنة 329 هـ، فلمّا مضى سبعة عشر يوماً وصل خبر وفاة الشيخ القمّي في قم، فكان مطابقاً لما أخبر به السمري من حيث اليوم والساعة التي أخبر بها.
        آخر توقيع من الإمام المهدي (عليه السلام) له:
        (بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامّة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة، ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم). وفي اليوم السادس مرض الشيخ السمري، وانتقل إلى رحمة الله تعالى، وكان آخر ما تحدّث به بعد أن سألوه إلى من يوصي فقال: لله أمر هو بالغه. توفّي الشيخ السمري (رضي الله عنه) في 15 شعبان 329 هـ بالعاصمة بغداد، ودفن بجانب الرصافة في بغداد، وقبره معروف يزار. " ( واما الغيبة الكبرى فلا زالت سارية المفعول ) مستمرة نعيش ايامها ( وتنتهي ) الغيبة الكبرى ( بيوم الظهور ) العلني العالمي ( الموعود ) به من قبل الله تبارك وتعالى .
        4-( رابعا : ان المشاهدين ل ) الامام ( المهدي عج خلال غيبته الصغرى ) هم ( اكثر بنسبة مهمة ) لايمكن تجاهلها ( عنهم ) عن المشاهدين له عليه السلام ( غيبته الكبرى ) باعتبار خفائه صلوات الله عليه ( ويمكن ان يكون الفرق الاول ) وهو فرق طول مدة الغيبتين ( هو سبب تسمية الغيبتين ) واحدة ( بالصغرى و ) الاخرى ب ( الكبرى ) نسبة الى فرق المدة فيهما ب ( حيث تكون الاولى قصيرة ) المدة ( والاخرى طويلة ) المدة كما تم بيانه سابقا ( كما يمكن ) لنا القول ب ( ان يكون الفرق الاخير ) وهو المتعلق بنسبة مشاهدته عليه السلام ( هو سبب التسمية ) للغيبتين ( ويكون المقصود ) بهذه التسمية المتقدمة ( هو قلة الاحتجاب ) للامام المهدي ع عن الناس ( في ) الغيبة ( الصغرى وكثرته ) الاحتجاب عن الناس ( في ) الغيبة ( الكبرى وعلى ذلك ) على قولنا هذا ( فالغيبتان ) الصغرى والكبرى هما ( متصلتان ) مع بعضهما البعض بحيث ( لايفصل بينهما ظهور ) للامام المهدي عليه السلام ( وقد سبق في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى للمصنف رحمة الله تعالى عليه ص 630 ( ان عرفنا الحكمة الاساسية ) لله تعالى ( من ايجاد الغيبة الصغرى وهو ) أي الحكمة ( التمهيد الذهني ) العقلي ( لوجود الغيبة الكبرى في الناس ) لكي يتقبلوها اذ لو لا ذلك لم يتقبلها الناس لقصر في عقولهم كما اليوم في عصرنا هنالك عقول متحجرة لاتتقبل فكرة الامام وغيبته عليه السلام اما لجهل او عمى او هوى فذلك متروك لهم والله يهديهم ( اذ لو ) فرضا ( بدا ) الامام ( المهدي عج بالغيبة المطلقة ) غيبة واحدة طويلة الامد ( وبدون انذار ) بلاغ بها مسبق ( وارهاص ) وجمع الارهاص ارهاصات ومعنى الارهاص هو الامر الخارق يقع بين يدي الحدث تمهيدا وتوطئة او بمعنى مقدمات الشئ ( لما امكن اثبات وجوده ) عليه السلام ( في التاريخ ) وبذلك ( فتنقطع حجة الله على عباده ) ولابد للناس من حجة ( وستعرف ) عزيزي القارئ الكريم ( في هذا التاريخ ) تاريخ الغيبة الكبرى ( تفصيلا ) لا مجملا ان شاء الله تعالى ( وجه الحكمة من وجود الغيبة الكبرى ) للامام المهدي عج ( سواء مايعود الى ) الامام ( المهدي عج ( او ) يعود ( الى المخلصين من اصحابه ام ) يعود ( الى البشرية كلها ) جميعا وذلك ( من حيث ) جهة ( مايعود عليها ) البشرية ( من الخير ) العام ( في اليوم الموعود ) ظهوره عج العلني العالمي يملا الارض قسطا وعدلا . بقي الكلام في اهمية الغيبة الكبرى في المدى البعيد سياتي انشاء الله تعالى في الحلقات القادمة ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين
        الشيخ
        جواد الخفاجي

        تعليق


        • #5
          شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الخامسة (5)

          بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
          اما بعد :-
          هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
          ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
          اهمية الغيبة الكبرى في المدى البعيد والمباشر
          1- المدى البعيد :-
          انتقل المصنف قده الشريف بعد اثبات الغيبتين الصغرى والكبرى الى مطلب جديد وهو اهمية الغيبة الكبرى في المدى البعيد حيث قال : ( وبالمقدار الذي تكتسبه الغيبة الكبرى من اهمية وصعوبة وعمق في المدى البعيد ) فانه ( يكون التركيز عليها في الاخبار ) والاحاديث الواردة ( فبينما يكون التركيز على الغيبة الصغرى قليلا كالحديث الذي اخرجه ) الشيخ ( الصدوق عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال : - في ) الامام ( المهدي عج – يغيب عنكم شخصه ولايحل لكم ) حكم شرعي ( تسميته ) باسمه الشريف ( وقد عرفنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى للمصنف قده ب ( ان حرمة التسمية ) هذه هي ( خاصة بعصر الغيبة الصغرى ) لابعصر الغيبة الكبرى فتامل عزيزي القارئ الكريم فاننا ( نجد ان التركيز على الغيبة ) الكبرى هو ( شديد في الاخبار ) الواردة واليك بعضا منها :-
          1-( اخرج النعماني ) في الغيبة ص 76 ( عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام في حديث قال فيه : والله ليغيبن سبتا) – السبت ياتي لغة بمعنى الدهر والبرهة من الزمان ( من الدهر وليخملن حتى ) الى ان ( يقال مات او هلك باي واد سلك ولتفيضن عليه اعين المؤمنين ) اما شوقا اليه عليه السلام واما طلبا لنجاته وعونه وحمايته ( ليكفان كتكفئ ) ميل ( السفينة في امواج البحر حتى لاينجو الا ) استثناء من عدم النجاة ( من اخذ الله ميثاقه وكتب الايمان في قلبه وايده بروح منه .... الخ الحديث وذكر له عدة اسانيد ) فراجع غيبة النعماني . قال قده الشريف تعليقا على هذه الرواية ( وهذا بالضبط هو الذي سيحدث في عصر الغيبة الكبرى على ماسنسمع ) لاحقا ( في هذا التاريخ ) الذي بايدينا فتابع جزاك الله خيرا .
          2-( واخرج ) النعماني ( ايضا ) في غيبته ص 78 : ( عن ) الامام ( موسى بن جعفر ) الكاظم ( عليه السلام انه قال : اذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لايزيلنكم عنها فانه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به انما هي محنة من الله ) كما تقدم سابقا ( يمتحن الله بها خلقه ) كما هو واضح ( ... الحديث ) الشريف .
          3-( واخرج ) النعماني ايضا في غيبته ص 78 : ( عن ابي الجارود عن ابي جعفر ) الامام الباقر ( عليه السلام انه قال : قال لي : ياابا الجارود اذا دار الفلك وقالوا : مات او هلك وباي واد سلك وقال الطالب له : انى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارتجوه ) والرواية واضحة في ضيق الناس في غيبته وطولها ( الحديث ) الخ .
          4-( وعن ) الشيخ النعماني في غيبته ايضا ص 78 : ( عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام : اذا قام يقول الناس : انى ذلك وقد بليت عظامه ) عليه السلام فيها دلالة على الياس منه عليه السلام .
          5- ( وعن ) الشيخ النعماني في غيبته ص ص 81 : ( عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام انه قال : اذا فقد الناس الامام مكثوا سبتا ) تقدم بيانه ( لايدرون ايا من اي ثم يظهر الله عز وجل لهم صاحبهم ) الامام المهدي عليه السلام .
          6- وفي المصدر نفسه ( عنه عليه السلام قال : كيف انتم اذا صرتم في حال لايكون فيها امام هدى ولا علما يرى ... ) الخ ( الحديث ) الشريف .
          7- ( واخرج ) الشيخ ( الصدوق ) في اكمال الدين ( عن ) الامام ( الحسين بن علي عليهما السلام في حديث : له غيبة يرتد فيها اقوام ويثبت على الدين فيها اخرون فيؤذن ويقال لهم : متى هذا الوعد ان كنتم صادقين اما ان الصابر في غيبته على الاذى والتكذيب ) فهو ( بمنزلة المجاهد بين يدي رسول الله واله الطاهرين الاخيار ) صلوات الله عليهم اجمعين . ( وعن ) الامام ( علي بن الحسين ) زين العابدين ( عليه السلام انه قال : ثم تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر ... ا ناهل زمان غيبته القائلين بامامته والمنتظرين لظهوره افضل من اهل كل زمان ) وذلك ( لان الله تبارك وتعالى اعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ماصارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ) والمعاينة له عليه السلام ( وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله ) صلى الله عليه واله وسلم ( بالسيف ... الحديث )الشريف .
          قال قده الشريف : ( فهذه ) التي ذكرناها ( هي الاخبار التي تدل على اهمية الغيبة الكبرى في المدى البعيد )
          2- الاخبار الدالة بالمباشر
          قال قده الشريف ( واما الاخبار التي تدل عليها ) على الغيبة الكبرى و ( بشكل مباشر ف ) هي ( كثيرة اما الغيبة الصغرى فيدل عليها كل اخبار السفراء الاربعة ) نواب الامام عليه السلام ( والوكلاء والمعارضين والمنحرفين والتوقيعات الصادرة عن ) الامام ( المهدي عليه السلام وكل من راه منذ ولادته الى نهاية ذلك العصر ... الى غير ذلك من الاخبار التي سمعناها تفصيلا في التاريخ السابق ) وهو تاريخ الغيبة الصغرى للمصنف قده فراجع . ( واما الغيبة الكبرى فيدل عليها ) هو ( ماسنذكره من اخبار المشاهدة واخبار التمحيص واخبار الانتظار وفضل المنتظرين واخبار علامات الظهور وما دل على فساد الزمان وانحراف اهله وغير ذلك ) من الامور الاخرى كما سياتي ان شاء الله تعالى ( فانها جميعا مرتبطة ارتباطا عضويا ) ملازما لاينفك عنها ابدا ( بعصر الغيبة الكبرى على ماسنعرف ) لاحقا . وسياتي الكلام في الحلقة السادسة ان شاء الله تعالى عن ثمرة ونتيجة وفائدة هذه الادلة التي ذكرناها في هذه الحلقة والحمد لله رب العالمين
          الشيخ
          جواد الخفاجي

          تعليق


          • #6
            شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة السادسة (6)
            بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
            اما بعد :-
            هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
            ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
            ثمرة اهمية ادلة الغيبة الكبرى بالمدى البعيد والمباشر
            كان كلامنا في الحلقة السابقة هو في اهمية الغيبة الكبرى في المدى البعيد والمباشر وذكرنا لذلك مجموعة من الادلة وقلنا بعضها روايات صريحة في حصول الغيبة واهميتها وبعضها من خلال الاحداث والوقائع التي حصلت وتحصل في الغيبة الكبرى ولذلك فائدة مترتبة عليه وهذه الفائدة هي نفي الاطروحة الاولى وهي اطروحة مدرسة الجمهور حيث قال السيد الشهيد قده ( وبمجموع هذه الادلة ) التي ذكرنا سابقا هو اننا ( نستطيع ) من خلالها ( ان ننفي الاطروحة الاولى ) وهي اطروحة مدرسة الجمهور المتقدمة ( التي ذكرنا في الفقرة الثانية من هذا البحث ) وهي القائلة بان الامام المهدي عج رجل يولد في زمانه لا مولود سابقا ( وذلك ) اي وسبب نفي هذه الاطروحة هو ( لوضوح انها ) الاطروحة هي ( لاتنسجم ) ولاتتلاءم ( مع شئ من هذه الادلة ) التي ذكرناها اعلاه . وهذا كلامنا بالنسبة الى الغيبة الكبرى ( اما )الكلام بالنسبة الى ( اخبار الغيبة الصغرى ف ) هو ( واضح ) وذلك ( باعتبار ان الاطروحة الاولى لاتدعي وجود السفراء والوكلاء والمعارضين والتوقيعات ) وهو ( خلال ) اثناء ( الغيبة الاولى ) له عليه السلام حسب قولهم النافي للغيبة الكبرى ( بل ) ترقي في العبارة ( لم يثبت ) لنا ( عن هذه الاطروحة ) المتقدمة من ( انها تدعي ان الغيبة الاولى اصغر من الثانية في المدة ) الزمنية لها ( او ) اصغر ( في درجة الاختفاء ) لعدم الاعتقاد بالثانية اصلا فهي سالبة بانتفاء الموضوع كما يعبرون فتامل جيدا . ( واما اخبار الغيبة الكبرى ) الثانية ( فلما سنعرفه ) لاحقا ( من ان اي شئ من التمحيص والانتظار وعلامات الظهور ) فان كل ذلك ( لايمكن ) له ( ان يحدث ) او يقع ( الا في دهر ) زمان ( طويل ) لا زمان قصير ( وكذلك ) ايضا فانه يكون ( لامعنى لاخبار المشاهدة ) له عليه السلام ( وهي ) اخبار المشاهدة ( متواترة ) لاتقبل الشك والريب متواترة دالة على ذلك ( مضمونا ) حيث ان هذه المشاهدة ستكون ( مع الاختفاء القليل الذي يمتد مثلا لخمس سنوات او عشر ) فلا داعي للمشاهدة حينئذ الا اذا كانت مدة الاختفاء او الغيبة طويلة جدا . ( مضافا الى ) ذلك كله هو ( ان ماتقول به الاطروحة الاولى من ظهور المهدي عج بين الغيبتين ) هو ( مما لايفهم وجهة ) اي لاوجهة له حسب قولهم ( اذ يبقى التساؤل ) هنا وهو : ( عن انه ) : ( لماذا يظهر اذا لم يكن ) عليه السلام ( عازما على ان يملا الارض قسطا وعدلا ) ؟؟؟ ( فان ) فرضا لو ( قال ) اجاب على السؤال ( قائل : ) في جوابه : ( انه ) عليه السلام ( يظهر بعد الغيبة الاولى ) الصغرى ( ليقوم بمهته الكبرى ) وذلك ( لانه يتخيل وجود فرص النجاح ) في ظهوره ( وحيث انها ) فرص النجاح ( غير موجودة في الواقع ) الخارجي على ارض الواقع ( فانه ) حينئذ ( يفشل في مهمته فيختفي مرة ثانية ) وذلك ( ليظهر بعد ذلك فيقوم بمهته ) في المرة الثانية ( خير قيام ) ينجح بمهمته . والسيد الشهيد رحمة الله تعالى يجيب على هذا السؤال وجوابه قائلا : ( نقول : ) السيد الشهيد ( ان عهدة ) مسؤولية ( هذا القول ) السؤال والجواب المتقدمين هو ( على مدعيه ) القول ( اذ) انه في قوله هذا ( يتصور ) الامام ( المهدي عج قاصر التدبير والتفكير من النواحي الاجتماعية والسياسية والعسكرية بحيث ) من خلال هذا القصور المتصور ( يمكن ان يسيطر عليه ) عليه السلام ( خيال كاذب ) لاصحة له في نجاحه . و القول الصحيح عند السيد قده هو : ( اما ) الامام ( المهدي ) عليه السلام هو ( الذي ذخره الله تعالى ليومه الموعود وخطط لنجاح مهمته ) العالمية ( تخطيطا مضبوطا ) حكيما ( عميقا ) لايمكن ادراكه ادراكا كاملا وواقعيا ( على ماسنسمع ) من الابحاث والادلة القادمة ان شاء الله تعالى ( فهو ) عليه السلام ( قائد عالمي ) شامل لجميع البشرية ف ( من المستحيل ) المحال ( ان يقع في مثل هذه الاوهام ) التي ذكرها السائل اعلاه . بقي الكلام حول كيفية خطاب اهل البيت ع للناس في قضية الامام المهدي عج سياتي ان شاء الله تعالى في الحلقة السابعة ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين
            الشيخ
            جواد الخفاجي

            تعليق


            • #7
              شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة السابعة (7)
              بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
              اما بعد :-
              هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
              ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
              خطاب اهل البيت عليهم السلام للناس حول قضية الامام المهدي عج
              قال قده الشريف ( هذا ) وبعد كل ماتقدم ( وقد نرى ائمة الهدى عليهم السلام ) انهم ( يخاطبون الناس على قدر عقولهم كما هو المفروض في كل كلام بليغ فهم ) عليهم السلام ( ياخذون ) في خطابهم وكلامهم ( المستوى العقلي والثقافي والايماني لمجتمعهم ) للتفاوت الواقع بين الناس في هذه المستويات المذكورة فياخذون كل ذلك ( بنظر الاعتبار حين ) عندما ( يتحدثون عن ) الامام ( المهدي عج . فاذا كان المخاطب والسامع ذا مستوى عال ) فقد ( كان الجواب عميقا ومفصلا واذا كان ذا مستوى واطئ ) فقد ( كان الجواب مختصرا وناظرا الى زاوية معينة ) لا كل الزوايا بحيث ( يكون متجنبا الخوض الكامل ) والمفصل ( في الجواب ) لعدم قابلية السامع او المخاطب على ذلك ( وطبقا لهذا القانون ) وهو تكليم ومخاطبة الناس على قدر عقولهم ( اخرج النعماني ) في الغيبة ص 78- ( و) الشيخ ( الصدوق ) في الاكمال المخطوط ( عن الامام موسى بن جعفر ) عليه السلام ( انه قال – في كلام له- : يابني عقولكم تضعف عن هذا واحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف تدركوه ) ترونه ( وطبقا لهذا الاتجاه ) في طريقة مخاطبة الناس فاننا ( نسمع الاخبار التالية ) :-
              1-( اخرج النعماني ) في الغيبة ص 99 ( عن ابي عبد الله ) الصادق ( عليه السلام انه قال : لو قد قام القائم لانكره الناس لانه يرجع اليهم شابا موفقا ... وان من اعظم البلية ان يخرج اليهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا ) انتهت الرواية وقال السيد الشهيد الصدر قده معلقا عليها ( وهذا الخبر صادق تماما ) وسبب ذلك ( لان ) الامام ( المهدي عج سوف يظهر شابا كما ان من البلاء العظيم والامتحان العميق ) هو ( ان يخرج ) عليه السلام ( شابا اذا كانوا يفكرون كونه شيخا كبيرا ولكنه ) اي الامام الصادق عليه السلام فانه ( لم يقل انهم ) الناس ( يفكرون فعلا بذلك ) بانه شيخ كبير ( ومن هنا ) من هذا المنطلق فانه ( يكون الاختصار في العطاء ان هذا الخبر ) الذي ذكرناه في الرواية ( يوحي بوضوح ان مدة الغيبة سوف لن تتجاوز مدة العمر الطبيعي الذي يكون به الفرد شيخا غير ان الله تعالى سوف يحفظ لل ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( شبابه بحال العمر الذي يمتد مئات السنين ) كما هو واضح فان الله تعالى قادر على كل شئ ( ومن الواضح ) هو ( ان الناس سوف لن يحسبوه شيخا اذ مع تمادي العمر مئات السنين ) فانه ( ينتفي من الذهن مفهوم الشيخوخة تماما و ) عليه فانه ( يبقى تطور شكل الانسان بالقدرة الالهية وحدها ) لا غير ( تلك القدرة التي حفظته ) عليه السلام ( هذا المقدار ) والكم ( من السنين ) الطوال ( ونحو ذلك ) مثله ( الخبر السابق ) الذي ذكرناه ( عن الامام موسى بن جعفر ) الكاظم ( عليه السلام ) و ( الذي يقول فيه : ولكن ان تعيشوا فسوف تدركوه ) – ( فانه من المؤكد ) تماما ( انهم ) الناس ( لو عاشوا لادركوه ) عليه السلام ( و ) حتى ( لو ) فرضا ( استلزم عيشهم ) هو ( ان يبقوا في الحياة مئات السنين ولكنه ) عليه السلام ( لم يقل انهم ) الناس ( سوف يعيشون فعلا ) واقعا ( الى عصر الظهور ) للامام المهدي عج ( غير ان الانطباع ) التصور ( الاولي لاهل ذلك العصر ) السابق ( عن هذا الحديث ) الشريف الذي ذكرناه ( هو ان الظهور يمكن ) له ( ان يحدث خلال عمر طبيعي للانسان ) العادي ( او ) لا ( انه يحدث كذلك فعلا ) وواقعا .
              2-( واخرج الصدوق ) في الاكمال المخطوط ( عن زرارة عن الامام ) محمد بن علي ( الباقر عليه السلام انه قال : ان للقائم غيبة قبل ظهوره قلت : ولم قال : يخاف واوما الى بطنه قال زرارة : يعني ) يقصد ( القتل ) بايمائه الى بطنه
              3- ( وعن ابي عبد الله ) جعفر ( الصادق عليه السلام قال : للقائم غيبة قبل قيامه قلت : ولم قال : يخاف على نفسه الذبح ) القتل . ( وهذا صحيح ) القول للشهيد الصدر قده ( الا انه ) عليه السلام في حديثه هذا ( لم يحدد ) لنا ( مقدار الغيبة ) مدتها ( ولا انقسامها ) الى غيبة صغرى وكبرى او اولى وثانية والسبب في ذلك هو ( تبعا لمستوى السامعين ) كما تقدم في قاعدة الخطاب.
              4- ( واخرج النعماني ) في الغيبة ص 95 ( عن ابي جعفر بن محمد بن علي ) الباقر ( عليهما السلام انه قال : يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض الشعاب ... واوما بيده ) عليه السلام ( الى ذي طوى) وهو وادي من اودية مكة( ... ) الخ ( الحديث ) الشريف ( وقد احتج البرزنجي ) في الاشاعة ص 93 ( بهذا الحديث ) وذلك ( لاجل ) لغرض ( استبعاد الفهم الامامي لل) الامام ( المهدي ) عليه السلام وهي الاطروحة الثانية ( ولا بد ان يكون مراده ) هو ( ان الغيبة بين الشعاب ) هي ( لاتكون الا خلال العمر الطبيعي للانسان ) العادي ( وهذا المضمون وان ناقشناه في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى ص 546 ( الا انه يمكن ) لنا ( القول بصحته ) وذلك يكون ( بعد التنزل – جدلا - ) للجدلية ( عن تلك المناقشة ) المذكورة ( ولايكون ) هذا ( الخبر منافيا مع الفهم الامامي ) الاطروحة الثانية ( بحال ) من الاحوال وذلك ( لوضوح انه يمكن ان نتصور ) الامام ( المهدي عج ساكنا في الشعاب والبراري والقفار طيلة ) سنوات او مدة ( غيبته ) عليه السلام ( مهما طالت ) بعدت او قصرت ( ولا يتعين كونها ) الغيبة ( ذات مدة قليلة كما هو معلوم ) لما بيناه سابقا ( وقد سمعنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى ص 546 ( ماروي عن الامام المهدي ع نفسه ) وذلك ( فيما قاله ) عليه السلام ( لعلي بن المازيار ابي ابو محمد عهد الي ان لا اجاور قوما غضب الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والاخرة ولهم عذاب اليم وامرني ان لااسكن من الجبال الا اوعرها ومن البلاد الا عفرها ) والعفراء هي الارض البيضاء التي لاحجر فيها ولا شجر يمكن ان يحتمي بها انسان من الحر ( اذن فمن الممكن ان يكون المراد ) والمقصود ( من كلا الخبرين ) المتقدمين هو ( مضمون واحد غير ان هذا المضمون لم يثبت تاريخيا ) وذلك ( كما سمعنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى فراجع ( وسيتضح بجلاء ) بوضوح تام انشاء الله تعالى ( في القسم الاول من هذا التاريخ ) الذي بين ايدينا والان ( بقيت علينا بعض الاستفهامات التي قد تثار حول بعض ماسبق ) اعلاه تاتي ان شاء الله تعالى في الحلقة الثامنة القادمة والحمد لله رب العالمين
              الشيخ
              جواد الخفاجي

              تعليق


              • #8
                كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الثامنة (8)
                بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                اما بعد :-
                هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                - الاستفهامات التي قد تثار حول بعض ماسبق –
                تقدم الكلام في الحلقة السابعة حول طريقة خطاب اهل البيت عليهم السلام حول قضية الامام المهدي عج وذكرنا اربعة من الاخبار الدالة على ذلك . وطبعا بعد ذكر هذه الاخبار قد تثار حولها بعض التساؤلات او الاستفهامات حولها . وفي هذه الحلقة انشاء الله تعالى نذكر كلام السيد رحمة الله تعالى في كيفية طرحه لها والجواب عليها حيث قال قده الشريف ( بقيت علينا ) بعد ذكر هذه الروايات والاخبار ( بعض ) لاكل ( الاستفهامات) والتساؤلات ( التي قد تثار ) وتنطرح ( حول بعض ) لا كل ( ماسبق ذكره ) كما بيناه وهي كما يلي :-
                1-( الاستفهام الاول ) : وهو
                ( ان بعض الاخبار ) لا كلها و ( التي رويناها في الفقرة الاولى من هذه البحث ) الذي ذكرناه اعلاه فانها ( دلت على ان الغيبة الطويلة ) للامام المهدي عج ( تحدث قبل ) الغيبة ( الصغيرة الصغرى وذلك ( كقوله في بعضها الاخبار ( للقائم ) الامام المهدي عج ( غيبتانا حداهما طويلة والاخرى قصيرة ) وكذلك ايضا ( وقوله في الخبر الاخر القائل ( احداهما اطول من الاخرى وهذا ) هو ( مادل على ماذكرنا ه ) من الاستفهام . قال قده الشريف ( وجوابه : ) جواب هذا الاستفهام هو ( ان المراد ) المطلوب ( من ذلك ) في الاخبار التي ذكرتموها هو ( الاخبار ) الاعلام ( عن وجود الغيبتين ) بشكل عام ( واما ) بالنسبة الى ( تقديم الغيبة الطويلة بالذكر ) في الاخبار فذلك لكونه ( فباعتبار ) اي ناظرة الى ( اهميتها ) وقيمتها ( لا ) ناظرة ( باعتبار سبقها ) بالسبق والقدم ( الزماني على الغيبة الاخرى ) الصغرى ( وقد ) تحقيقا لما سبق فانه ( قال في نفس الخبر: ) الذي استفهمتم منه قال ( فالاولى ) الغيبة الاولى ( يعلم بمكانه الخاصة من شيعته و ) الاخرى فانه ( لايعلم بمكانه فيها ) الغيبة ( الا ) استثناء من عدم العلم الوارد ( خاصة مواليه في دينه ) كما تقدم فراجع وتامل عزيزي القارئ الكريم ( وهو ) هذا النص واضح ( بتقدم الغيبة الصغرى ) وهي ( التي تتصف ) او تتسم ( بقلة الاحتجاب على صاحبها ) وبذلك قد ارتفع الاستفهام او التساؤل الاول فتامل .
                2- قال قده الشريف ( الاستفهام الثاني: ) وهو :
                ( قوله في بعض ) لاكل ( تلك الاخبار المتقدمة ) اعلاه انه عليه السلام ( يظهر في الثانية فانه ) هذا القول ( دال على انه ع يظهر خلال الغيبة الثانية ) ففي مثل هذه الحالة ( كيف يصح ذلك ) الظهور المذكور ؟ قال قده الشريف : ( وجوابه : ان هذه الفكرة ) او الاستفهام و ( التي فهمها السائل ) فهي ( تتضمن تهافتا ) والتهافت هو التساقط والتتابع ويكثر استعمال اللفظة في الامور السلبية ثم اكتسبت اللفظة معنى الضعف والخلو من الاساس المنطقي والتناقض واصبح هذا المعنى هو المعنى المتعارف عليه عند استعمال اللفظة فيما يخص الحجج والاحتجاج فهي متداعية كالبناء المشرف على الانهيار يتساقط حجرا حجرا . وهذا التهافت المذكور عند السائل هو تهافت في ( التصور ) الذهني له وذلك ( لتنافي الغيبة مع الظهر ) النقيضان لايجتمعان (ف ) يكون ( لا معنى لان يظهر وهو ) ايضا ( غائب ) و لكن ( انما المراد ) المطلوب هو ( انه ) عليه السلام ( يظهر بعد انتهاء الغيبة الثانية ) الطويلة ( كما هو معلوم ) لديكم كما تقدم بيانه .
                3- ( الاستفهام الثالث : ) وهو : -
                قال قده الشريف ( قوله في بعض ) لاكل ( تلك الاخبار: ) المذكورة هو ( ان لصاحب هذا الامر ) الامام المهدي عليه السلام ( غيبتين في احداهما ) احدى الغيبتين ( يرجع ) يعود ( الى اهله فما معنى ذلك ؟ ) قال قده الشريف : ( وجوابه : ) هذا التساؤل هو ( اننا سمعنا في التاريخ السابق ) تاريخ الغيبة الصغرى للسيد الشهيد الصدر قده ص 543( ان الامام المهدي ع ) عليه السلام ( كان ساكنا في دار ابيه ) الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام ( في ) مدينة ( سامراء ردحا ) قسما ( من عصر غيبته الصغرى وهو دار اهله بطبيعة الحال ) كما هو واضح ( كما نطق هذا الخبر ) الوارد فتامل . ( ويحتمل ) ايضا ( ان يكون المراد ) المطلوب هو ( اعطاء فكرة قلة الاختفاء ) له عليه السلام ( خلال الغيبة الصغرى مشبها ) ذلك الاختفاء ( بمن يخرج من اهله ) فانه يغيب مدة قصيرة ( و) من ثم ( يعود ) لهم ( ومن هنا ) هذا الاحتمال فانه ( يقول في الخبر - ) وذلك ( بالنسبة الى الغيبة الكبرى - : والاخرى) الكبرى الطويلة ( يقال : هلك في اي واد سلك ) فراجع .
                4- ( الاستفهام الرابع ) :- وهو :
                قال قده الشريف ( سمعنا ) الشيخ ( المفيد ) رحمه الله تعالى ( فيما سبق ) ذكره ( يقول : فاما القصرى منهما ) القصيرة من الغيبتين فهي تبدا ( منذ ) من ( وقت ) ساعة ( مولده الى انقطاع السفارة ) الخاصة ( بينه وبين شيعته ) عليه السلام ( وكذلك قال ) بهذا القول ( ابن الصباغ ) المالكي وقد بيناه سابقا . ( على ) بمعنى في ( حين ) اننا ( سمعنا من التاريخ السابق ) الغيبة الصغرى ص 4 ( ا ن اول ) مبدا ( الغيبة الصغرى هو يوم وفاة الامام ) الحسن ( العسكري ) عليه السلام وهو ( والد ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( وليس اولها ) الغيبة الصغرى ( ولادة ) الامام ( المهدي نفسه ) عليه السلام حتى ( وان كان ) عليه السلام ( مختفيا فعلا خلال حياة ابيه ) الامام الحسن العسكري عليه السلام ( ف ) في هذه الحالة في اختلاف القولين المتقدمين ( اي الوجهين ) القولين يكون ( هو الصحيح ) منهما ؟ واجاب السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه قائلا : ( وجوابه : ) التساؤل هو ( ان الوجه ) القول ( الذي اخترناه في التاريخ السابق ) الغيبة الصغرى ص 4 ( هو ) الوجه او القول ( الصحيح وهو بدء الغيبة الصغرى بوفاة الامام ) الحسن بن علي ( العسكري ) عليه السلام ( وقد سبق ) لنا والقول للمصنف ( ان برهنا ) بالدليل ( عليه ) على هذا القول ( هناك ) في الغيبة الصغرى ص4 فراجع . قال قده الشريف ( وبكل ذلك ) الذي قدمناه من التساؤلات الاربع المتقدمة فانه ( يتبرهن ) لنا ( انقسام الغيبة ) للامام المهدي عليه السلام ( الى ) غيبة ( صغرى و ) غيبة ( كبرى ) وهذا طبعا يكون ( بالمفهوم الامامي ) الشيعي الاثنى عشري لا مدرسة الجمهور كما تقدم ( واذا كان هذا ) البرهان الذي قدمناه هو ( من صفات ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( و ) لكنه ( لم ينسجم الا مع المفهوم الامامي ) وخالفه مفهوم الجمهور او غبره فانه في حال هذه المخالفة ( يتعين ) يجب ( الاخذ ) والاعتقاد الجازم ( بهذا المفهوم ) الامامي ( بالخصوص ) لاغيره ( وطبقا لذلك ) كله ( كتبنا فيما سبق تاريخ الغيبة الصغرى اولا و ) من ثم بعدها ( نكتب الان ) والقول للشهيد الصدر رحمة الله عليه ( تاريخ الغيبة الكبرى ) والتي بين ايدينا ( وهو هذا الكتاب الذي بين يديك ) عزيزي القارئ الكريم – والى هنا بحمده سبحانه تم الانتهاء من شرح المواضيع المتعلقة بالبحث التمهدي بعده نبدا ان شاء الله تعالى ببحث مقدمة الكتاب للشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه والحمد لله رب العالمين
                الشيخ
                جواد الخفاجي

                تعليق


                • #9
                  شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة التاسعة (9)
                  بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                  اما بعد :-
                  هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                  ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                  قال قده الشريف ( مقدمة )
                  بعدما انتهى السيد الشهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه من البحث التمهيدي حول غيبة الامام المهدي عج وقد تم شرحه لثمان حلقات . انتقل المؤلف الى بحث جديد وهو في المقدمة حيث قال قده : ( الغيبة الكبرى ) تعريفها ( هي الزمان ) اي زمان ؟ قال : هو ( الزمان الذي يبدا بنتهاء الغيبة الصغرى ) مباشرة ويمكننا معرفة ذلك ( بالاعلان الذي اعلنه الامام المهدي عليه السلام ) نفسه في ( عام 329 للهجرة ) النبوية الشريفة ( بانتهاء السفارة ) الخاصة ( وبدا الغيبة التامة ) الطويلة الكبرى ( وانه لا ) يكون فيها ( ظهور ) عام علني ( الا باذن الله عز وجل وهو الذي ينتهي بيوم الظهور ) العام العلني ( الموعود ) حسب التخطيط الالهي الحكيم ( الذي يبزغ فيه نور الامام المهدي عليه السلام و ) عندئذ ( تسعد ) كل ( البشرية بلقائه ) عليه السلام ( ليخرجها من الظلمات الى النور ويملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) امين رب العالمين ( ومعه ) فاننا ( نكون الان معاصرين لهذه الفترة ) الغيبة الكبرى و ( التي نؤرخها وسيبقى الناس معاصرين لها حتى ) الى ان ( ياذن الله تعالى بالفرج ) بظهوره العام العلني عليه السلام . ( والاسلام والمسلمين يمرون في هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( باصعب الظروف التي عاشوها بل التي عاشها اهل سائر الاديان السماوية ) الاخرى ( بشكل عام ) وسبب ذلك ( باعتبار ماتتصف به ) هذه الفترة ( من خصائص ومميزات يجعلها من احرج الاحوال في منطق الاسلام ) حسب النظرية الاسلامية الشرعية لا حسب النظريات العلمانية اليوم البعيدة عن الشعور الاسلامي والالهي فنراها اليوم من خلال نظرتها هذه تصور الواقع المعاش الان بان الناس في تطور وازدهار وسعادة في ظل انظمتهم وقوانينهم الجائرة وبعناوين متعددة ومع شديد الاسف الاعم الاغلب من المجتمع قد انساق وراءها وجعل دينه واسلامه مجرد مناسك وطقوس لا غير ( بالنسبة الى ماسبقها ) من الازمنة ( ومايلحقها من الدهور ) القادمة الى حين ظهوره عليه السلام كما تقدم بيانه .
                  خصائص الغيبة الكبرى
                  قال قده الشريف :
                  1- ( الخصيصة الاولى : ) :-
                  ( وهي ) الخصيصة ( الرئيسية التي تعطي شكلها المعتاد ) المتعارف العام ( وهي ) الخصيصة الاولى (: ان المسلمين منقطعون) ماديا لاروحيا ومعنويا ( بالكلية عن قائدهم وموجههم وامامهم ) بحيث ( لايجدون الى رؤيته ) عيانا ( والتعرف عليه ) صراحة ( سبيلا ) طريقا ( ولا الى الاستفادة من اعماله واقواله طريقا ) ايضا ( و ) كذلك ( لايجدون له وكيلا او سفيرا ) نائبا ( خاصا ) كما في الغيبة الصغرى ( ولا يسمعون عنه بيانا ولا يرون له توقيعا ) امضاءا ( كما كان عليه الحال خلال ) اثناء ( الغيبة الصغرى ) له عليه السلام ( اذ في هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( التي نؤرخها ) اليوم ( يكون كل ذلك ) الذي في الغيبة الصغرى ( قد انقطع بشكل عام ) وشامل وتام . ( وبذلك ) الذي ذكرناه ( تتميز هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( عن سائر ) باقي ( الفترات في عمر الاسلام والمسلمين ) فتامل جيدا ( فهي ) الغيبة الكبرى ( تختلف ) كليا ( عن زمان وجود النبي ) صلى الله عليه واله وسلم ( وزمان الائمة الاثني عشر عليهم السلام وزمان ظهور ) الامام ( المهدي عليه السلام ) وذلك سببه يرجع ( ب ) سبب ( وجود القائد والموجه خلال تلك الفترة ) فترة ظهوره ووجوده عليه السلام ( دون ) عكس ( هذه الفترة ) الغيبة الكبرى لعدم ظهوره عيانا ( وتختلف ) الغيبة الكبرى ( عن زمان الغيبة الصغرى ) وذلك ( بوجود السفراء ) الاربعة الخاصين للامام ( المهدي ) عليه السلام ( و) كذلك ( صدور البيانات والتوقيعات عنه ) عليه السلام ( دون ) عكس ( هذه الفترة ) الغيبة الكبرى و ( التي نؤرخها ) اليوم .
                  2- قال قده الشريف ( الخصيصة الثانية : ) وهي :-
                  ( سيادة ) وانتشار ( الظلم والجور ) والفساد ( في ) جميع ( الارض ) اي ( بمعنى ) بعبارة اخرى ( انحسار ) انعزال (الاسلام بنظامه العادل عن المجتمعات البشرية وماتعانيه البشرية ) اليوم هو ( - نتيجة لذلك - ) الانحسار ( من انحاء ) انواع ( التعسف والانحراف والظلم والحروب ) كما هو ظاهر من الواقع . ( وبذلك ) الذي ذكرناه فانه ( تتميز هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( عن زمان سيادة النظام الاسلامي الكامل ) كما هو واضح ( وهو ) اي النظام الاسلامي الكامل ( ما كان في زمان وجود النبي ) صلى الله عليه واله وسلم ( واقامته لدولة الحق ) الاسلام الحقيقي ( و ) ايضا هو ( ماسيكون عند ظهور الامام المهدي ) عليه السلام ( واقامته لدولة الحق ايضا ) اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله ( وتشترك فترة الغيبة الكبرى بهذه الخصيصة ) الثانية التي ذكرناها ( مع كل ازمنة انحسار الاسلام ) التي مرت حتى ( ولو ) كان ( انحسارا ) انعزالا ( جزئيا ) لا كليا ( عن واقع الحياة ) المعاش ومثال ذلك الانحسار ( كازمنة الخلفاء الامويين والعباسيين وان كانت ظروفنا المتاخرة ) عن زمانهم هي ( اشد واقسى مما قبلها ) وذلك ( من حيث ) جانب ( سيادة المبادئ المادية وقسوة الظلم والتعسف وتهديد البشرية بالفناء بالحرب العالمية الثالثة ) كما هو واضح . والبقية تاتي في الحلقة القادمة والحمد لله رب العالمين
                  الشيخ
                  جواد الخفاجي

                  تعليق


                  • #10
                    شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة العاشرة (10)
                    بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                    اما بعد :-
                    هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                    ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                    لازال الكلام في خصائص الغيبة الكبرى وهي ثلاثة خصائص وقد تكلمنا عن اثنين منها وفي هذه الحلقة نتكلم عن الخصيصة الثالثة والاخيرة حيث قال الشهيد الصدر قده :-
                    3- ( الخصيصة الثالثة ) وهي ( تاكيد الامتحان الالهي ووضوحه ) وبيان ذلك قال قده الشريف :-
                    ( فان كل فرد ) من افراد البشر ( - على الاطلاق - ) والكلام موجه الى جميع البشرية فانه ( يواجه في هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( مزالق ثلاثة ) خطيرة جدا وهي ( تشكل خطرا على دينه ) الفرد ( وعلى دنياه ) ايضا (و ) هو ( بمقدار ) بحجم ( مايبذله ) ما يقدمه هذا الفرد ( من تضحية ) هذا اولا ( و ) بمقدار ( مايملكه من قوة في الارادة ) هذا ثانيا فانه بهذين العاملين ( يستطيع ان يضمن سعادته ) في الدنيا والاخرة ( وحسن مستقبله ونجاحه في الامتحان ) والاختبار والابتلاء ( الالهي ) له . وهذه المزالق الثلاث هي :-
                    1-( المزلق الاول : ) هو :-
                    ( مايواجه الانسان ) بشكل عام ( من شهوات ونوازع ذاتية طبيعية ) وما دمنا دخلنا الى نوازع الانسان الشهوية الذاتية الطبيعية علينا ان نشخصها ونعرفها جيدا وكيف يمكننا القضاء عليها وافضل مااريد ان اوضحها هنا بهذا الصدد هو كلام سماحة الشيخ حسن الصفار دام عزه حول هذا الموضوع حيث قال في جريدة الوطن القطرية : ** 000000 قضايا الحياة من حوله، فإن لم يتوافر له ما يمنحه هذا الشعور إيجابياً، فسيعاني حالة فراغ نفسي، تتولد منها هواجس وتصورات غير منضبطة، كما قد تتحرك لديه بعض النوازع والرغبات غير السليمة، والتي هي تحت السيطرة في الأوضاع العادية السوية.
                    وأخطر ما يكون الفراغ في مرحلة الشباب، حيث يمتلك الشاب قوة فائضة، تبحث عن قنوات للتصريف، وحماساً كبيراً، يدفع نحو الفاعلية والنشاط. فإذا كانت أمامه برامج وأدوار، وخيارات مناسبة، تشغل اهتمامه، وتنمي شخصيته، وتفعّل قدراته بالاتجاه الصحيح، فإن ذلك سيكون لصالحه وصالح المجتمع.
                    أما في حالة الفراغ فإنه يكون الشاب فريسة لمشاعر الملل والإحباط، ولقمة سائغة لتيارات الفساد والانحراف، وهذا ما تعاني منه كثير من المجتمعات المعاصرة.
                    وكما اشتهر على الألسن قول الشاعر أبو العتاهية:
                    إن الفراغ والشباب والجدة
                    مفسدة للمرء أي مفسدة
                    وقال شاعر آخر:
                    لقد هاج الفراغ عليه شُغلاً
                    وأسباب البلاء من الفراغ
                    وينقل عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أنه قال لعامله: «إن هذه الأيدي لا بد أن تشغل فاشغلها بطاعة الله قبل أن تشغلك بمعصيته» (عبد الله بن ناصر السدحان/ وقت الفراغ وأثره في انحراف الشباب ص54).
                    وروى البيهقي عن عبد الله بن الزبير قال: أشر شيء في العالم البطالة (الدكتور يوسف القرضاوي/ الوقت في حياة المسلم ص27).
                    ومن اخطر السلبيات التي تنتج عن الفراغ، حالة الملل والسأم وهي مؤذية للنفس، مربكة لشخصية الإنسان، وهناك مقولة متداولة هي: (أن تشعر بالملل هو أن تقبل الموت)، والملل قد يدفع الإنسان إلى تصرفات عبثية ضارة، من أجل التخلص من الملل والخروج من عبء وطأته.
                    إن عدم التخطيط لاستثمار وقت الفراغ، وخاصة في العطلة الصيفية والإجازات، وعدم الاهتمام بتوفير البرامج المناسبة من قبل الفرد والمجتمع، هو الذي ينتج العديد من الظواهر السلبية، التي تعاني منها مجتمعاتنا، ونلحظها في حياة الكثيرين في أوقات فراغهم، ومن أبرزها الظواهر التالية:
                    كثرة النوم
                    يجد البعض في العطلة والإجازة فرصة جيدة لزيادة ساعات نومه، والتي قد تصل إلى عشر ساعات أو أكثر. بينما يكون معدل نومه أيام الدراسة والعمل في حدود ست ساعات أو سبع ساعات في أقصى حد.
                    لا شك أن النوم حالة طبيعية، وضرورة بيولوجية للإنسان، كما لسائر الكائنات الحيّة، وأنه يخدم وظائف أساسية، مهمتها استعادة الإنسان لنشاطه، وللمقومات التي يعتمد عليها هذا النشاط، وإعادة التوازن الذي اختل أثناء ساعات اليقظة.
                    ومن الواضح أن النائم يفقد إدراكه بما يحيط به، ويتوقف إحساسه بالحياة، وتفاعله معها. حيث تتضاءل جميع أنشطته، وترتخي عضلاته، وتتباطأ ضربات القلب، وينخفض معدل التنفس.
                    فالنوم في مظهره يشكل شبه خروج مؤقت للإنسان عن معادلة الحياة. وإذا كان الإنسان ينام ثماني ساعات، في كل أربع وعشرين ساعة، فمعنى ذلك أن ثلث عمره يكون خارج دائرة الإحساس والتفاعل مع الحياة، ومن يحب الحياة، ويتبنى فيها أهدافاً وتطلعات، عليه أن يحرص على كسب أي ساعة ولحظة منها، والنوم فيما يزيد منه على الحاجة والضرورة، بمثابة هدر وتضييع لجزء من العمر.
                    لقد افترض الكثيرون بأن الحاجة اليومية للنوم، هي ثلث ساعات اليوم الواحد، أو ما معدله 8 ساعات، في كل 24 ساعة، واعتبر البعض: أن الإخلال بهذا المعدل، يلحق الأذى بصاحبه، لكن بحوث العلماء، والتجارب الميدانية والاختبارية، أظهرت: أن معظم الناس ينامون لمعدل زمني يقع بين 5 إلى 6ساعات في اليوم الواحد، بينما ينام البعض لمدة أقل من ذلك، حدها الأدنى 4 ساعات، وأن التفاوت في معدل النوم بين الناس يتأثر بعوامل شخصية تتعلق بالفرد نفسه.
                    وقد لوحظ أن أولئك الذين يعيشون حياة نشطة وخلاقة ومجدية، وخالية من الهم، فإن حاجتهم للنوم، هي أقل من حاجة أقرانهم، ممن لا يظهرون مثل هذه الصفات.
                    ويقرر باحثون أخصائيون: أن الحد الأدنى للحاجة إلى النوم في الفرد النامي، ذكراً أو أنثى، يقع ما بين 4 إلى 5 ساعات في اليوم، وقد يكون فيما يزيد على هذا الحد إضافة لا حاجة هامة لها، وأن بإمكان الفرد أن يستغني عنها (الدكتور علي كمال/ أبواب العقل الموصدة- باب النوم وباب الأحلام ص118).
                    وتحديد مدة النوم وزمنه، يخضع لما يعوّد الفرد عليه نفسه، ضمن الظروف والحالة الطبيعية، فإذا برمج وضعه على مدة معينة للنوم، فسينتظم عليها، وقد ينزعج للإخلال بها.
                    ويتضح من دراسات علمية عديدة، للمقارنة بين سمات وصفات فئة الأفراد طويلي النوم، وفئة الأفراد قصيري النوم: أن قصيري النوم هم أكثر نشاطاً وفعالية، وأكثر طموحاً، واتخاذاً للقرار، وأكثر رضى عن أنفسهم وحياتهم، وأكثر اجتماعية، وهم قليلوا التشكي بشأن دراستهم وظروف حياتهم، وهم يتصفون بالانفتاح، وقلة القلق، ويشغلون أنفسهم بصورة دائمة بفعالية أو أخرى، وقلما يعانون من مشاكل نفسية، ويتضح من هذه الخصائص أن قصر النوم يتوافق عادة مع مقومات أفضل في الشخصية، ومع حياة نفسية واجتماعية وإنتاجية أفضل. وهذا يدلل بأن النوم وإلى حد ما، هو أقل ضرورة أو فائدة لصاحبه مما كان يظن (المصدر السابق ص157).
                    إنه ينبغي التعامل مع النوم ضمن حالة الحاجة والضرورة، وليس كهواية يستمتع بها الإنسان فيستكثر منها.
                    وما نراه عند البعض، من زيادة وقت نومهم أيام العطلة والإجازة، يعتبر ظاهرة سلبية، تحرم الإنسان من الاستفادة المناسبة من وقت فراغه.
                    ونجد في النصوص والتعاليم الدينية ما يؤكد أهمية التقليل من النوم، ويلفت نظر الإنسان إلى سلبيات الإكثار منه.
                    جاء في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إياكم وكثرة النوم، فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيراً يوم القيامة) ومعنى الحديث واضح لأن كثرة النوم ستكون على حساب العمل الصالح والذي هو غنى الإنسان وثروته في الدنيا والآخرة.
                    وعن الإمام جعفر الصادق: (إن الله يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ).
                    وعنه في حديث آخر: (كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا).
                    هدر الأوقات
                    لضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه الزمن، وللتصور الخاطيء عن وظيفة وقت الفراغ، فإن البعض يهدرون أوقاتهم خلال العطلة الصيفية والإجازات بشكل مؤسف، ويتحدثون بكل صراحة عن قتل وقت الفراغ. إما عبر جلسات فارغة، تستمر ساعات طويلة، دون فائدة أو قيمة، أو بالتسكع على أرصفة الشوارع والطرقات.
                    إن لقاء الأصدقاء والجلوس معهم أمر جيد، شريطة أن يكون ضمن الحدود الطبيعية، وأن يستثمر في تعميق أواصر المودة، والاستفادة الفكرية والعملية، بمناقشة موضوع مفيد، أو تنمية موهبة وكفاءة.
                    لكن جلسات قتل الوقت تأخذ منحى آخر، إذ تطول ساعات دون مبرر، ولا يتخللها إلا كلام تافه، قد يكون سبباً للمشاكل والآثام.
                    التلقي السلبي
                    أصبحت وسائل الإعلام المتقدمة، وتكنولوجيا الاتصالات المتطورة، كقنوات البث الفضائي، وشبكة الإنترنت، تستهلك جزءاً كبيراً من وقت الإنسان المعاصر. وهي تفتح أفقاً معرفياً واسعاً أمام الإنسان، وتقدم له خدمات عالية، آخذة في الاتساع.
                    وفي أيام إجازات الدراسة والعمل يتضاعف الإقبال على هذه الوسائل، حيث يقضي أمامها الكثيرون ساعات طويلة كل يوم.
                    وتتمثل سلبية التعاطي مع وسائل الإعلام والاتصالات في جانبين:
                    الأول: استهلاك الوقت دون حدود، وعلى حساب سائر المهام والأبعاد من شخصية الإنسان والتزاماته، حتى أشار تقرير نشر قبل عشر سنوات، إلى أن بعض الطلاب عندما يتخرج من المرحلة الثانوية يكون قد أمضى أمام جهاز التليفزيون قرابة « 15 » ألف ساعة، بينما لا يكون أمضى في فصول الدراسة أكثر من « 10800 » ساعة على أقصى تقدير، أي في حالة كونه مواظباً على الدراسة، محدود الغياب. ومعدل حضور بعض الطلاب في الجامعة « 600 » ساعة سنوياً، بينما متوسط جلوسه أمام التليفزيون « 1000 » ساعة سنوياً (الدكتور ناصر بن سليمان العمر/ البث المباشر حقائق وأرقام ص14).

                    تعليق


                    • #11
                      وقد سبب الانجذاب غير المقنن إلى وسائل الإعلام والاتصالات، انخفاضاً في الأداء التعليمي، عند شريحة واسعة من الطلاب والطالبات.. كما سبب تدنياً في مستوى العلاقات العائلية، واهتمام الزوجين ببعضهما، واهتمامهما بالأبناء. ويحصل كثيراً أن تهمل الأم أطفالها، من أجل متابعة أحد الأفلام أو المسلسلات.
                      أما قراءة الكتب، وبرنامج التثقيف الذاتي، فقد أصبح في خبر كان، عند أكثر أبناء هذا الجيل، المستقطب إعلامياً ومعلوماتياً.
                      الثاني: سوء الاختيار وسلبية التلقي، فهناك أكثر من 500 قناة عالمية تبث مختلف البرامج ليل نهار، وهناك ملايين المواقع على شبكة الإنترنت، تعرض كل شيء دون حدود أو قيود، فإذا لم تكن للإنسان قيم وضوابط في اختياره لما يشاهد ويتابع، فإنه سيكون فريسة سهلة، ولقمة سائغة، للتوجهات الفاسدة، التي تحرّض الغرائز والشهوات، وتشجّع على العنف والإجرام، وتروّج لأنماط سلوكية مخالفة للمحيط الاجتماعي، وهي في مجملها أدوات للعولمة الثقافية، التي تريد إلغاء الهويات الحضارية لمختلف الشعوب والأمم، لتذويبها في بوتقة الحضارة الغربية المادية.
                      إن الإنسان ليحرص على صحة جسمه فلا يتناول طعاماً ملوثاً، فكذلك عليه أن يحرص على صحة فكره وسلوكه، فلا يتلقى المشاهد والتوجهات السلبية الضارة. يقول الإمام الحسن بن علي: (عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله، فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه).
                      وإذ يتمتع الإنسان بنعمة السمع والبصر من الله سبحانه وتعالى، فإنه يتحمل المسؤولية تجاه طريقة استخدامهما يقول تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً).
                      الفراغ والانحراف
                      إن من أسوأ الظواهر التي تنتج عن فراغ العطلة الصيفية، إذا لم تستثمر بالبرامج الصالحة، هي ظاهرة التصرفات الشاذة، والسلوكيات المنحرفة، في وسط الجيل الناشئ.
                      ذلك أن الشعور بالفراغ يدفع لتقبل أي اهتمام، وعادة ما يصحب التوجهات الخاطئة إغواء وإغراء، ولقلة النضج والخبرة عند الشباب والمراهقين، يكون انزلاقهم سهلاً.
                      وتؤكد الأبحاث والتقارير، دور مشاهدة الأفلام والبرامج السيئة، في الاندفاع نحو الانحرافات الجنسية، وأعمال العنف، لدى المراهقين والمراهقات، كما أن استخدام شبكة الإنترنت، كثيراً ما يكون وسيلة إغواء يستجيب لها الشباب، وخاصة في فترة الفراغ، فيدخلون عبرها على مواقع إباحية، ويرتبطون بعلاقات ضارة.
                      ويذكر عبد الرحمن مصيقر في دراسته عن الشباب والمخدرات في دول الخليج العربي: أن دراسات أجريت في بعض الدول العربية عن متعاطي المخدرات تبين أن أغلبهم كانوا يشغلون بها وقت فراغهم (عبد الرحمن مصيقر/ الشباب والمخدرات في دول الخليج العربية ص66).
                      ونقل باحث آخر، نتائج بعض الدراسات التي أجريت حول علاقة وقت الفراغ بالانحراف، وتوصلت إلى ما يلي:
                      أ - أن أغلبية الأفعال الانحرافية يرتكبها الفرد أثناء وقت الفراغ.
                      ب - أن نسبة كبيرة من الانحرافات ترتكب بقصد الاستمتاع بوقت الفراغ (عبد الله بن ناصر السدحان/ وقت الفراغ وأثره في انحراف الشباب ص22).
                      إن حالة الهدوء والاستقرار في كثير من الأحياء السكنية، تتعرض للاهتزاز والاضطراب، عند أول يوم من أيام العطلة الصيفية، حيث يمارس عدد من الشباب هواية التفحيط بسياراتهم، والقيام بحركات بهلوانية حتى وسط الأحياء السكنية، ويمتطي بعضهم دراجات نارية ذات صوت مرتفع مزعج، وينتشر بعض الشباب في الطرقات والأماكن العامة، ليقوموا بتصرفات شاذة، منافية للأدب والاحترام.
                      وتحسب العوائل ألف حساب للسيطرة على أبنائها عند تعطيل الدراسة، كما تستعد الأجهزة الأمنية للتعامل مع ارتفاع معدّل الحوادث والجرائم والمشاكل السلوكية، خلال العطل والإجازات.
                      وليس مبالغة أن نقول: إن العطلة الصيفية تخرّج كل عام أفواجاً من الملتحقين بتيارات الفساد والانحراف. ورد عن الإمام علي أنه قال: « من الفراغ تكون الصبوة » أي الممارسات الصبيانية. وعنه: « إن يكن الشغل مجهدة فالفراغ مفسدة ».
                      إن ذلك يؤكد مسؤولية الجميع في الاهتمام بالتخطيط السليم لوقت الفراغ، والعمل على احتواء واستيعاب الطلاب والطالبات خلال العطلة الصيفية، لمساعدتهم على استثمارها بما يخدم مستقبلهم ومصلحة الوطن.
                      لقد كان أرسطو على حق، وبعيد النظر حين رأى أن أهم أهداف التربية، هو تعليم الناس، كيف يستطيعون تمضية أوقات فراغهم، واستغلالها بصورة إيجابية ومفيدة. ** - انتهى كلام الشيخ حسن الصفار دام توفيقه . نرجع الى كلام السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه : وهذه النزوات والشهوات الذاتية الطبيعة الموجودة عند الانسان ( تتطلب منه ) الانسان ( الاشباع بالحاح ) شديد ( ولا يسكن ) ولايهدا ( صوتها الا بالاشباع التام ) دون نقص فيها ( وهي تتطلبه من أي طريق كان ) سيان عندها سواء كان طريقا حلالا او حراما مشروعا او غير مشروع بحيث ( لاتعين لصاحبها الطريق المشروع خاصة ) فقط ( بل ) لا فانه ( يمكن لها ان تطلق لصاحبها العنان ) والعنان هو لجام الفرس الذي يكبح جماحها فلا تستطيع الجري فاذا اطلق لها العنان عدت مسرعة دون قيد واطلاق العنان هو كناية عن الاسترسال في الامر بسرعة وسلاسة ومعنى ذلك انك مستعد للشئ باسرع وقت او بكل سرعة ( فلا يبصر مابين يديه من قوانين وتقاليد واديان وحدود ) مانعة له ( وهذا المزلق ) الاول الذي ذكرناه هو ( غير خاص ) مختص ( بعصر الغيبة ) للامام المهدي عج فقط ( ولكنه فيها ) يكون ( اكد واشد تاثيرا ) لماذا ؟ وجوابه وذلك ( باعتبار زيادة الاغراء ) لتعدد وكثرة مصادره وتوفره كما نراه في عصرنا اليوم وخصوصا وسائل الاعلام والاتصال المختلفة والكثيرة والمتعددة ( وتلبيس الانحراف باللبوس المنطقي الزائف ) كاسم او عنوان التقدم والتطور والحضارة والحرية والديمقراطية كما نراه ونسمعه اليوم مع شديد الاسف . بقي عندنا المزلق الثاني والثالث سياتيان انشاء الله تعالى ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين
                      الشيخ
                      جواد الخفاجي

                      تعليق


                      • #12
                        شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الحادية عشرة (11)
                        بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                        اما بعد :-
                        هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                        ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                        كان الكلام في الخصيصة الثالثة لغيبة الامام المهدي عج ووصلنا بحمده سبحانه الى منزلقات هذه الخصيصة وهي ثلاث منزلقات عامة لكل البشرية . وقد تقدم البحث السابق حول المنزلق الاول . وفي هذه الحلقة نكمل الباقي حيث قال قده :
                        2- ( المنزلق الثاني : ) وهو :-
                        ( مواجهة ) ومجابهة ( الانسان لضروب ) اقسام وانواع ( الاضطهاد والضغط و ) كذلك مواجهته ( للصعوبات التي يواجهها في ) سلوك او اتباع او في سبيل ( الحق والايمان مما يحتاج ) ذلك طبعا ( الى قوة في الارادة ) وصلابة ( والعزم على التضحية ) في سبيل الحق والايمان او التضحية في سبيل غيره خدمة للحق والايمان ودفاعا عنهما ( وهذا المزلق ) الذي ذكرناه ( يواجهه الفرد في زمن انحسار ) انعزال ( الاسلام عن واقع الحياة بما في ذلك زمان الغيبة الكبرى ) للامام المهدي عج كما هو واضح .
                        3- ( المزلق الثالث : ) وهو :-
                        ( مواجهة ) ومجابهة ( الانسان لضروب ) اقسام او انواع ( التشكيك ) والشبهات والتردد . التشكيك اين هو التشكيك ( في وجود الامام القائد المهدي عليه السلام ) بحيث ( كلما طال الزمان ) في غيبته ( وابتعد شخص الامام ) عليه السلام ( عن واقع الحياة ) ابتعاد مادي والا فهو عليه السلام موجود يرعانا ويرانا ولكن لانراه ( وطغت ) سيطرت وانتشرت واتسعت ( على الفكر الانساني التيارات ) والخطوط والاتجاهات ( المادية التي تستبعد عن حسابها عالم الروح ) لان نظرتها مادية فقط ليس الا ( و ) ايضا هي تستبعد ( كل ماهو غير محسوس ) مادة ( ولامنظور ) عينا ( وهذا المزلق يواجهه الفرد في زمان غيبة الامام المهدي ) عليه السلام ( وخاصة ) تكون المواجهة اشد ( في غيبته الكبرى التي ينعدم فيها السفراء ) الخواص الاربعة ( وبالاخص ) تاكيدا يكون ذلك ( بعد النهضة الاوروبية المادية وبدا عصر الاستعمار وطغيان التيار المادي العالمي الجارف ) كالسيل والذي اجتاح اليوم جميع المنطقة مع شديد الاسف فكانما لاخبر جاء ولا وحي نزل . ؟؟؟!!! ( وبمقدار ) وحجم ( مايستطيع الفرد من تحصيل المناعة ) والحماية والاعتصام ( ضد هذه التيارات ) التي ذكرناها ( و ) كذلك ايضا ( الصمود الفكري امامها والتركيز على مفاهيم ) وتعاليم ( الاسلام وبراهينه ) الواضحة ( فانه ) بذلك كله لابعضه ( يستطيع ) الفرد في مثل هذه الحالة ( ان يضمن سعادته ) الابدية ( عند الله عز وجل في الدنيا والاخرة ) فتاملوا جيدا اعزائي القراء الكرام في اي ابتلاء وتقصير نحن ؟؟؟؟!!! ( وكل هذه المزالق الثلاثة ) المتقدمة ( تجتمع ) جميعا ( بالحاح وتاكيد ) شديدين ( في عصر الغيبة الكبرى ) للامام المهدي عليه السلام ونراه اليوم ( بشكل واضح وصريح ) لايقبل الشك ولايصمد امام المجادلة ( ومن هنا ) فانه قد ( كان الامتحان الالهي ) في الحقيقة هو ( لصلاحية الفرد اسلاميا وقوة ارادته ايمانيا ) وهي نعمة كبرى من المولى سبحانه بحيث ( كان ) الامتحان الالهي ( شديد الوقع كبير التاثير صعب الاجتياز ) العبور بسلام ونجاة منه ( ومن هنا ) فانه ( ورد في بعض النصوص عن ائمة اهل البيت عليهم السلام ) وذلك ( حين ) لما ( سئلوا عن موعد ظهور ) الامام ( المهدي عليه السلام : ) فانهم اجابوا بما مضمونه ( لا والله حتى تمحصوا ولا والله حتى تغربلوا ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ) جعلنا واياكم من السعداء ( وهذا الامتحان الالهي ) الذي بيناه الان ( انما شرع وانجز ) من قبل المولى سبحانه وذلك ( ليهلك من هلك عن بينة ) ودليل وبرهان وحجة ( ويحيى من حي عن بينة ) ودليل وبرهان وحجة ( فان من يشقى وينحرف ) والعياذ بالله ( يكون مقتنعا بصواب رايه وعمله ف ) حينئذ ( يهلك شقيا منحرفا فيستحق ) بذلك ( اللعنة الالهية والخسران الابدي ) الدائم في الدنيا والاخرة اعاذنا الله واياكم من ذلك كله ان شاء الله تعالى ( واما من سعد بايمانه نتيجة للامتحان فان ايمانه يكون صلبا قويا ممحصا ) مغربلا اي ( بمعنى كونه) ايمانه ثابتا ( رغم ) مع وجود ( الظلم والطغيان ) الذي يعيشه ( ونتيجة للصمود والانتصار وهو من اعظم واوعى الايمان ف ) انه ( يحيى كل منهما ببينة ويهلكان عن بينة ) اسال الله تعالى لي ولكم عافية الدين في الدنيا وعافية الاخرة بالحشر مع محمد واله صلوات الله عليهم اجمعين والحمد لله رب العالمين .
                        الشيخ
                        جواد الخفاجي

                        تعليق


                        • #13
                          شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الثانية عشرة (12)
                          بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                          اما بعد :-
                          هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                          ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                          قال السيد الشهيد الصدر ( قده ) : ( صيغة البحث ومصاعبه ) :-
                          والمقصود بالبحث هنا هو البحث في تاريخ الغيبة الكبرى للامام المهدي عليه السلام حيث قال قده ( ان تاريخ الغيبة الكبرى من حيث ) جهة ( حوادثه العامة ) بشكل عام اجمالي ( لعله ) يكون ( من اوضح التواريخ واسهلها تسجيلا ) تدوينا وبيانا وذلك ( لانه من التواريخ القريبة او المعاصرة التي لازلنا نعيشها ونمارس حوادثها ) الواقعة يوميا ( الا ان تاريخ هذه الفترة ) الغيبة الكبرى و ( فيما يخص ) الامام ( المهدي عليه السلام ) هي ( من اشد الغموض والتعقيد وصعوبة الاستنتاج ) وسبب ذلك هو ( لما سنشير اليه من العوامل ) المؤدية الى ذلك ( فان الباحث الذي يطرق هذا الباب ) باب البحث عن تاريخ الغيبة الكبرى فيما يخص الامام المهدي عليه السلام خصوصا فانه ( سوف يواجه عددا ضخما من الاسئلة ) وهذه الاسئلة طبعا ( لابد ) تفيد الوجوب ( من الجواب عليها ) فان لكل سؤال جواب ( ليكون البحث ) من خلال وجود الجواب ( بحثا تاريخيا منظما واعيا اسلاميا ) يعطي الثمرة المرجوة ( واما مع اهمال بعضها ) الاسئلة ( او ) اهمال ( قسم منها فاننا ) بهذا الاهمال ( سنواجه فراغات او فجوات تاريخية مؤسفة ) كما هو واضح ( ومن هنا ) من هذا المنطلق فانه ( تكون وظيفة الباحث ) هي ( تحصيل الجواب ) الشافي ( على اكثر الاسئلة ) المطروحة ( - على الاقل - ) بقدر المستطاع ( ليتم لنا ) من خلال الجواب ( التاريخ المنظم الكامل الواعي ) وهو المطلوب ( فمن ) تلك ( الاسئلة التي نواجهها : ) هي :-
                          1- ( التساؤل عن مكان الامام المهدي عليه السلام في غيبته الكبرى ) التي نعيشها .
                          2- ( و ) التساؤل عن ( طريقة حياته ) عليه السلام .
                          3- ( و اسباب ) مصادر ( عيشه الاعتيادية ) الطبيعية .
                          4- ( وهل يواجه ) يقابل ( الناس ) ام محتجب عنهم ( ومتى يواجههم وماذا يقول لهم ) وكيف يتكلم معهم .
                          5- ( وماهي سياسته العامة امام المجتمع بشكل عام ) ومجمل
                          6- ( و) ماهي سياسته العامة ( تجاه ) نحو ( قواعده الشعبية ) انصاره ومحبيه ومريديه ( المؤمنة به ) الطائعة له ( بشكل عام وتجاه ) نحو ( الذين يقابلونه ) يواجهونه ( بشكل خاص ) وكيفية اللقاء بهم .
                          7- ( و كيف يقضي وقته الطويل ) باعتبار الغيبة طويلة ( في خلال هذه السنين المترامية ) المتتابعة والمتزايدة ( والقرون المتطاولة ) الطويلة الممتدة .
                          8- ( وهل هو ) عليه السلام ( متزوج وله ذرية ام لا ؟ واذا كان متزوجا فمن هي زوجته واين هم اولاده ) الان ؟ ( واذا لم يكن متزوجا فهل يمكنه الزواج ومتى يتزوج ) عليه السلام .
                          9- ( ثم انه هل من المستطاع تخمين ) تقدير ا بالظن لا باليقين ( وقت ) ومان ( ظهوره اجمالا ) لاتفصيلا ( ؟ ) .
                          10- ( وماهي العلامات ) الدالة و ( التي ) يمكننا ( ان نعرف بها ) من خلال حدوثها ( قرب وقت الظهور ) للامام عليه السلام ( وهذه العلامات الواردة في الاخبار ) من طرقها واسانيدها ( مالذي يصح منها ومالذي لايصح ) منها ( وماهو الاسلوب الواعي الذي يمكننا ان نفهم به من هذه العلامات ) المروية ( 000 الى غير ذلك ) كثير ( من الاسئلة الكثيرة المتنوعة ) المختلفة والمتعددة ( والجواب على هذه الاسئلة ) المطروحة حتى ( وان كان ) الجواب ( ممكنا ) وذلك ( على ضوء ) استنادا ل ( ما وردنا من الاخبار عن ) الائمة ( المعصومين عليهم السلام ( و ) كذلك ( من الاخبار التي تضمنت مشاهدة الامام ) المهدي ( عليه السلام ) ارواحنا لتراب مقدمه الفداء ( الا ان عددا اخر من الاسئلة ) المطروحة والتي قد ستطرح ( لم يرد ) لم يات ( جوابه ) جوابها ( في رواية ) ابدا ( على اطلاق ) في جميع المصادر ( او ) لا ( ورد جوابه ) ولكن كان جوابا ( غامضا ) غير واضح ( مجملا ) عاما ( او ) لا ورد جوابه ولكن وروده كان ( بشكل ) بصورة او بنص ( قام الدليل العقلي ) باعتبار ان العقل مصدر من مصادر التشريع الاسلامي وهو حجة ( او ) قام الدليل ( الشرعي ) نصا قرانيا او نصا روائيا معارضا للنص الوارد في الجواب ( على فساده ) نص الجواب ( وبطلانه ) النص والجواب . قال السيد الشهيد الصدر قده ( ومن هنا ) الذي ذكرناه اعلاه فاننا ( نستطيع ان نلخص ) نوجز ( عوامل التعقيد والغموض ) الواردة ( في هذا البحث ) تاريخ الغيبة الكبرى وخصوصا مايتعلق بالامام المهدي عليه السلام ( في العوامل التالية ) وهي اربعة عوامل نذكرها ان شاء الله تعالى في الحلقة اللاحقة ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
                          الشيخ
                          جواد الخفاجي

                          تعليق


                          • #14
                            شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الثالثة عشرة (13)
                            بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                            اما بعد :-
                            هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                            ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                            كلامنا في هذه الحلقة المباركة اتماما لما بيناه في الحلقة السابقة والمتعلقة بعوامل التعقيد والغموض في تاريخ الغيبة الكبرى وقلنا بانها اربعة حيث قال الشهيد الصدر الثاني قده في بيانها :-
                            1- ( العامل الاول : ) هو :-
                            ( ضالة او انعدام الدليل الصالح للجواب ) الشافي ( على بعض الاسئلة ) وليس كلها وذلك ( كما اشرنا ) له سابقا ( كالاشارة الى مكانه ) الامام المهدي عليه السلام ( او تحديد سياسته العامة تجاه الاخرين .... ) الى اخره ( كما سنسمع ) تباعا .
                            2- ( العامل الثاني : ) هو :-
                            ( ان بعض ) وليس الكل ( ماوردنا من الاخبار ) فانه قد ( قام الدليل على بطلانها و ) كذلك فانه ( اقتضت القواعد العقلية والشرعية ) ايضا ( على بطلانها ) وعدم صحتها ( وذلك ) البطلان وعدم الصحة في الاخبار الواردة كان ( نتيجة لعدم الوعي والانحراف الذي عاشه بعض الراوة ) لا كلهم فمنهم الاولياء والمخلصين كجابر الجعفي وزرارة بن اعين وغيرهم كثير . وقد كان انحراف بعض الرواة ( نتيجة تاثرهم بعوامل الشر السائدة ) والمنتشرة ( في عصور ) وأجيال ( الغيبة الكبرى ) الطويلة الممتدة ( ومن هنا ) الذي بيناه ( كان لابد ) تفيد الوجوب شرعا ( من اخذ الاخبار بحذر ) وتأني ( والنظر اليها ) الى الاخبار الواردة ( بمنظار النقد ) لا منظار التسليم المطلق لها .
                            3- ( العامل الثالث : ) هو :-
                            ( ان اغلب ) اكثر ( بل جميع ) كل ( ماوردنا من الاخبار مما يصلح ) يكون صالحا ( تاريخيا لهذه الفترة ) الغيبة الكبرى فاننا ( لانجدها تواجه المشكلة المطروحة ) في الغموض والتعقيد ( بصراحة ) كاملة ( او تعطينا الجواب ) لهذا الغموض والتعقيد ( بوضوح ) تام بل بين بين ( بل نراها بجميع اساليبها وحقولها ) المتفرعة عنها ( تحيط ) الامام ( المهدي ع ) عليه السلام ( بهالة ) كبيرة ( من القدس والغموض بحيث لايمكن الكلام المباشر ) والصريح ( عنه او الخوض في حاله وكانه ) بتعبير اخر ( لابد من اعطاء صورة واحدة من حياة وقسم صغير من واقع ) بحيث ( لايكاد يسمن من جوع او يغني عن سؤال ) يعني عديم الفائدة ولايحل المشكلة فلا يفي بالغرض المطلوب ( ومن هنا ) من كل الذي ذكرناه فانه ( يضطر الباحث الى استشمام ) شم ( ماوراء الحدث والنظر الى الدلالات البعيدة ومحاولة ايجاد النظر الجموعي ) الاجمالي لا التفصيلي ( الى الاخبار) الواردة ( وتكوين نظرة عامة موحدة عن الجميع ) تكون ( قائمة على اساس صحيح من حيث قواعد الاسلام ) ومبانيه الصحيحة بحيث لايتعارض معها .
                            4- ( العامل الرابع : ) هو :-
                            ( عدم مشاركة المسلمين من اخواننا العامة في هذا الحقل ) وهو الغموض والتعقيد في غيبة الامام المهدي عليه السلام ( فانهم رووا في ميلاده ) عليه السلام ( ورووا في ظهوره ) عليه السلام ( الا انهم لم ينسبوا ببنت شفه تجاه اخبار الغيبة الكبرى ) له عليه السلام وكانما هي غير موجودة اصلا ( ماعدا بعض النوادر ) هنا وهناك ( من اخبار مشاهدتهم لل ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( خلال هذه الفترة ) الغيبة الكبرى . ( والعذر لهم ) لابناء العامة ( في ذلك ) في عدم ذكر الغيبة الكبرى هو ( واضح عقائديا و ) السبب في ( ذلك لانهم لايرون ) لايعتقدون ( وجود ) الامام ( المهدي خلال هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( بل يذهب اكثرهم الى ) القول ( ان ) الامام ( المهدي ) عليه السلام هو ( شخص يولد ) وليس مولودا يولد ( في وقته المعين عند الله تعالى ليملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ) وهذا ماذكرناه في الاطروحة المتعلقة بفهم مدرسة الجمهور للامام المهدي عليه السلام . فراجع عزيزي القارئ الكريم . قال قده الشريف ( واما نحن ) الامامية ( فحين ) عندما ( نقيم ) نبين ونبرهن ( الدليل على حياته ) عليه السلام ( من حيث إمكانها ) اي انها ممكنة ( وتحققها ) اي انه عليه السلام فعلا موجود ويعيش معنا في هذه الحياة ( ف ) من هنا ( ينفتح الكلام عن الغيبة الكبرى ) بحيث يكون كلاما ( سخيا موفرا ) واضحا ( بما فيها ) الغيبة الكبرى ( من حقائق وتاريخ ) واضح ( اما هذا الدليل ) المتعلق بالحقائق ( والمشار اليه فهو موكول ) متروك ( الى اجزاء اتية من هذه الموسوعة ) وهي اشارة من السيد الشهيد قده الى كتابه ج 4 من الموسوعة وهو اليوم الموعود ( واما التاريخ فهو مما يتكفله هذا الكتاب ) الذي بين يديك عزيزي القارئ الكريم باعتباره كتاب تاريخي . ( ويكاد الكلام ) في هذا البحث التاريخي ( ان ينحصر ) فقط ( فيما ورد من طرق الامامية من الاخبار ) باعتبارها الاصح في الرواية ( فيكون ) عندئذ ( عددها ) الاخبار الواردة ( ولاشك - ) في ذلك هو ( اقل بكثير مما لو ) هذا اذا ( شاركت اخبار العامة ) ايضا ( بامدادها ) باخبارها سواء كانت الاخبار ( نصا ) نصوص ( او ) لا كانت الاخبار عندهم ( معنى ) لانص . ( الا ان ذلك ) الذي ذكرناه من مشاركتهم هو ( مما لايكاد يخل بغرضنا ) وغايتنا وهدفنا ( من هذا البحث ) التاريخي عن الامام المهدي عليه السلام وغيبته الكبرى ( فان الغرض الاساسي منه ) من البحث التاريخي ( هو اثبات الفكرة الكاملة عن الامام المهدي ع ) عليه السلام وذلك يكون ( كما تعتقدها قواعده الشعبية ) المؤمنة به والمنتظرة له عليه السلام ( و ) ايضا ( كما تقتضيها قواعد العقل والاسلام ) بحيث تكون خالية ( من الزوائد والخرافات والانحرافات ) غير المقبولة شرعا وعقلا وفكرا ( ل) كي ( يرى منكروها ) منكروا الغيبة الكبرى ( من اي صنف كانوا من البشر - ) هم ( مقدار مافي الفكرة الامامية عن ) الامام ( المهدي ) عليه السلام ( من عدالة ووعي اسلاميين ) كما سنرى لاحقا تباعا ( ومعه ف ) انه ( ينبغي الاقتصار ) فقط ( على ماورد ) من الاخبار ( في طرقنا ) نحن الامامية ( و ) كذلك ( على السنة ) جمع لسان ( مؤرخينا من كلام ) وارد منهم ( حتى تبرز ) وتتضح للجميع ( الصورة المطلوبة ) المبتغاة ( من خلال ذلك ) روايات واخبار اهل البيت عليهم السلام اضافة الى اقوال مؤرخينا الاعلام ب ( دون زيادة او تحريف ) فان اهل البيت عليهم السلام نبع صافي ( مع ) بالاضافة الى ذلك كله فانه يمكن ( ضم القليل مما ورد من اخبار العامة ) شرط ان يكون ( صالحا ) ليس فيه زيادة او تحريف او خرافة ( لتاريخ هذه الفترة ) الغيبة الكبرى ( فانه يكون ) ضمها هو ( ايضا محطا للاستدلال والاعتماد ) وذلك ( عندما نخرج بصحته بعد التمحيص ) والتدقيق –
                            بقية المباحث تاتي ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
                            الشيخ
                            جواد الخفاجي

                            تعليق


                            • #15
                              شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الرابعة عشرة (14)
                              بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
                              اما بعد :-
                              هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
                              ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
                              كان البحث السابق في الحلقة السابقة حول عوامل الغموض الاربعة في تاريخ غيبة الامام المهدي عليه السلام وفي هذه الحلقة ان شاء الله يكون كلامنا حول تذليل ورفع هذه الغوامض حسب ماطرحه السيد الشهيد الصدر الثاني رحمة الله تعالى عليه حيث قال :
                              ( تذليل هذه المصاعب )
                              قال قده : ( يكون تذليل الصعوبات المنهجية ) وهي الصعوبات ( الناتجة ) والناشئة ( عن هذه العوامل ) الاربعة التي ذكرناها وذلك ( باتخاذ ) سلوك ( منهج معين وقاعدة عامة ) بحيث ( يمكن تطبيقها والاستفادة منها في جميع الموارد ) لا بعضها ( و ) ايضا ( تحصيل الجواب الشافي ) الجامع المانع ( عن كل سؤال ) يرد ( على اساسها ) القاعدة العامة والمنهج المعين ( وملخص المنهج الذي سنسير عليه ) نحن ( هو : ان السؤال المثار تاريخيا ) يكون ( له صورتان ) هما :-
                              1- ( احداهما : ) هي ( ان يوجد في الاخبار ) الواردة ( مايصلح ان يكون جوابا عنه ) عن السؤال المطروح او الوارد .
                              2- ( وثانيهما : ) هو ( ان لايوجد في الاخبار الواردة ) الينا ( شئ من ذلك ) مما يصلح ان يكون جوابا عنه . ( و ) من هنا فانه ( يقع) يكون ( الحديث ) الان هو ( عن كل من الصورتين ) الاولى والثانية ولكن بشكل يكون ( مستقلا ) فكل صورة على حدة وكما يلي :-
                              1 – ( الصورة الاولى ) :-
                              وهي ( ما اذا كان الجواب على السؤال التاريخي ) المطروح او الوارد يكون ( موجودا في الاخبار ف ) انه ( في مثل ذلك ) هذه الحالة فانه ( لابد ) تفيد الوجوب ( من النظر الناقد الممحص ) للاخبار الواردة ( وعرضه ) الجواب ( على القواعد العامة العقلية والشرعية ) الموجودة لدينا ( وحينئذ ) اذا عرضنا السؤال بهذا الشكل فانه ( اما ان ينسجم ) يتطابق الجواب ( معها ) مع القواعد المذكورة ( او لا ينسجم ) معها ( وعلى كلا التقديرين ) سواء انسجم ام لم ينسجم ( ف ) انه كذلك ( اما ان يوجد له ) للجواب ( معارض من الاخبار ) الواردة ( او لايوجد ) معارض له . ف ( اذن ) النتيجة من ذلك هو ( انه يكون للجواب ) على السؤال المثار ( عدة حالات ) او صور وهي كالتالي :-
                              1-( الحالة الاولى : ) هي : ( ان يكون مضمون الخبر ) الوارد ( او العدد من الاخبار ) الواردة ( الصالح لتذليل المشكلة التاريخية ) المتقدمة سابقا ( منسجما مع القواعد العامة العقلية والشرعية و ) ايضا من ناحية اخرى كذلك ( لايكون له معارض ) اخر من الاخبار الواردة ( ف ) في مثل هذه الحالة فاننا ( ناخذ به ونسير عليه ولا ) يوجد ( اشكال في ذلك ) كما هو واضح .
                              سؤال مقدر :-
                              ماذا تقصدون بالانسجام مع القواعد ؟
                              الجواب : قال قده ( ونقصد ) بقولنا ( بالانسجام مع القواعد ) هو ( مجرد عدم التنافي ) والتعارض ( بين مضمون الخبر ) الوارد الينا ( وبينها ) القواعد المذكورة . اي ( بمعنى ) اخر هو ( انه لاتوجد قاعدة عامة ) بحيث تكون ( نافية له ) للخبر ( او دالة على بطلانه ) الخبر الوارد ( واما ) شرط ( الانسجام ) والتطابق اي ( بمعنى الاتفاق ) حرفيا ( معها ) مع القواعد ( فهو غير محتمل ) وارد وذلك ( لان ) السبب في ذلك هو ان ( شان ) دور ( القواعد العامة ) هو ( عدم التعرض ) والخوض ( الى الموارد الخاصة والخصائص التفصيلية ) فهي تعطينا خطوط عامة عريضة ( فتبقى درجة اثبات الخبر ) الوارد ( لمضمونه ) ومحتواه هو ( بمقدار ) وحجم ( ماله من قوة اثبات ) تأريخي ( و) كذلك ماله من ( اعتبار ووثاقة في ) الشخص ( الراوي ) للخبر ( وترابط في المدلول ) الذي يدل عليه الخبر الوارد ( وتعدد في النقول التاريخية ) كالتواتر مثلا ( و ) كذلك ( وجود الشواهد والقرائن ) الصارفة للذهن الى المعنى او المدلول المراد ( على صحتها ) الاخبار الواردة ( ونحو ذلك ) من الاثباتات الاخرى الساندة لصحة الخبر ومدلوله . ( ولابد ) تفيد الوجوب كما قلناه مرارا ( - على هذا المستوى ) اي على هذه الحالة الاولى التي ذكرناها فلابد ( من جمع الاخبار ) الوارده كلها ( والنظر الى موارد اتفاقها و ) موارد ( اختلافها ) وافتراقها ( وما تستقل ببيانه بعض الاخبار) الواردة ( دون بعض ) الاخبار الاخرى . والثمرة في ذلك هو ( لكي تصلح ان تكون هذه الاطروحة او النظرية ) هي ( جوابا شافيا ) جامعا مانعا كما قلنا سابقا ( عن السؤال التاريخي ) المطروح ( او المشكلة المطروحة ) على طاولة النقاش والبحث فتامل جيدا عزيزي القارئ الكريم والحالية الثانية تاتي ان شاء الله تعالى ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
                              الشيخ
                              جواد الخفاجي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X