شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الخامسة عشرة (15)
شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الخامسة عشرة (15)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
2- ( الحالة الثانية : ) وهي :-
( ان يكون مضمون الخبر ) الوارد ( خاليا عن المعارض ) له من الاخبار الاخرى ( الا انه ) يكون ( معارض ) فقط ( مع القواعد العامة العقلية او الشرعية ) التي بيناها سابقا . ( ومن المعلوم ) للجميع فانه في مثل هذه الحاله فقد ( لزم ) وجب ( طرحه ) ترك الخبر الوارد ( وعدم الاخذ به ) لمعارضته القواعد كما تقدم . ( الا اننا نود ان نشير ) هنا ( الى ) مسالة او قضية مهمة وهي ( ان الساقط ) المطروح ( من الخبر ) الوارد هو ان ( يكون محددا بحدود المدلول الباطل ) اي انه يدل على معنى باطل ( دون غيره ) المعنى ومثال ذلك ( فلو ) مثلا ( احتوت رواية واحدة على مضمون باطل و ) كذلك ايضا احتوت على ( مضمون صحيح ) اي انها تحتوي على مضمونين مضمون باطل ومضمون صالح غير محددة بمضمون واحد باطل ففي مثل هذه الحالة ( اخذنا ب ) المضمون ( الصحيح ) منها ( ورفضنا ) المضمون ( الباطل ) منها ( ولايستدعي رفض بعضها ) من المضامين فيها الى ( رفض الجميع ) من المضامين الواردة منها كما هو واضح . قال قده ( وعلى اي حال ) فالامر سهل ( فلو ) مثلا ( سقط مضمون الخبر ) الوارد ( ولم يصلح لحل المشكلة ) الموجودة في اثبات شئ ما ( ولم يكن غيره ) غير هذا الخبر موجودا عندنا فحينئذ ( كان المورد – في الحقيقة – خاليا ) وعاجزا ( عن الاثبات التاريخي ) المطلوب ( فيندرج ) الامر ( في الصورة الثانية الاتية ) وهي :-
3- ( الحالة الثالثة ) :- والتي تقول :-
( ان يكون مضمون الخبر ) الوارد الينا ( معارضا ) بخبر ( مثله فكان لدينا على السؤال التاريخي ) المطروح ( جوابان ) وهذان الجوابان هما ( متعارضان في الاخبار ) الواردة ( ف ) في مثل هذه الحالة ( اي من الجوابين او الخبرين ؟ ) ونعتمد عليه ؟ قال قده ( هذا له عدة اشكال : ) هي :-
1- ( الشكل الاول : ) هو :-
( ان يكون احد الخبرين ) لا كلاهما ( منسجما ) متطابقا ( مع القواعد العامة دون الاخر ) والاخر غير منسجم ( فناخذ ) هنا ( بالمنسجم بطبيعة الحال ) المقتضية لذلك ( وندع ) نترك الخبر ( الاخر ) غير المنسجم وذلك ( لان انسجام ) وتطابق ( الخبر مع القواعد ) المذكورة ( يكون مرجحا له في مورد التعارض ) كما هو واضح .
2- ( الشكل الثاني : ) هو :-
( ان يكون كلا الخبرين ) لا احدهما ( المتعارضين ) هما ( غير منسجمين ) ومتطابقين ( مع القواعد العامة ) المشار اليها سلفا فهنا ( يتعين ) يتوجب ( طرحهما ) تركهما ( معا ) سيان ( و ) هنا فانه ( يبقى السؤال ) المطروح ( خاليا عن الجواب ) عليه ( ف ) في مثل هذا الشكل ( يندرج في الصورة الثانية الاتية ) والتي سنشير اليها بعد الشكل الثالث
3- ( الشكل الثالث : ) :- هو ( ان يكون كلاهما ) الخبرين ( منسجمين ) ومتطابقين ( مع القواعد العامة ) التي ذكرناها سابقا ( اي ) بعبارة اخرى ( لاتنافي ايا منهما ففي مثل ذلك ) فانه ( لابد من الرجوع الى القرائن ) الادلة الصارفة الى المعنى المقصود و ( الخاصة للترجيح ) على الطرف الاخر مثلا ( ككثرة الاخبار في احد الجانبين ) دون الاخر ( او اعتضاده بنقول اخرى ) تفيد الحجية والاطمئنان ( ونحو ) ماشابه ( ذلك ) من القرائن الصارفة الاخرى . وهذه حالة وفي حالة اخرى ( وان ) فرضنا انه ( لم توجد مثل هذه القرائن ) المذكورة في الحالة السابقة ولم يتحقق لدينا ترجيح طرف على اخر او جانب على اخر فهنا ( لابد من الالتزام بتساقط المضمونين ) معا لعدم وجود مرجح ( ف ) بذلك ( يكون المورد كانه خال عن الخبر ) بحيث ( يعجز كل منهما ) من الخبرين ( عن الاثبات التاريخي ف ) في مثل هذه الحالة ( يندرج السؤال في الصورة الثانية الاتية ) في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى . قال قده الشريف ( ونكرر هنا ايضا ) للتاكيد والتذكير ( ان سقوط بعض مداليل الخبر نتيجة ) بسبب ( للتعارض ) بينها هو ( غير موجب لسقوط جميع ) كل ( مادلت عليه من مضامين ) اخرى . فتامل جيدا عزيزي القارئ الكريم . والصورة الثانية تاتي ان شاء الله تعالى ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
الشيخ
جواد الخفاجي
شرح كتاب تاريخ الغيبة الكبرى – الحلقة الخامسة عشرة (15)
بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين محمد الرسول الامين واله المنتجبين الطاهرين لاسيما بقية الله في ارضه وحجته على عباده الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين - اللهم وفقنا وسائر العاملين والمشتغلين للعلم والعمل الصالحين يارب العالمين .
اما بعد :-
هذه سلسلة شرح كتاب ( تاريخ الغيبة الكبرى ج 2 ) للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قده الشريف -
ملاحظة : ان العبارات التي بين الاقواس هي عبارة السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف رضوان الله تعالى عليه:-
2- ( الحالة الثانية : ) وهي :-
( ان يكون مضمون الخبر ) الوارد ( خاليا عن المعارض ) له من الاخبار الاخرى ( الا انه ) يكون ( معارض ) فقط ( مع القواعد العامة العقلية او الشرعية ) التي بيناها سابقا . ( ومن المعلوم ) للجميع فانه في مثل هذه الحاله فقد ( لزم ) وجب ( طرحه ) ترك الخبر الوارد ( وعدم الاخذ به ) لمعارضته القواعد كما تقدم . ( الا اننا نود ان نشير ) هنا ( الى ) مسالة او قضية مهمة وهي ( ان الساقط ) المطروح ( من الخبر ) الوارد هو ان ( يكون محددا بحدود المدلول الباطل ) اي انه يدل على معنى باطل ( دون غيره ) المعنى ومثال ذلك ( فلو ) مثلا ( احتوت رواية واحدة على مضمون باطل و ) كذلك ايضا احتوت على ( مضمون صحيح ) اي انها تحتوي على مضمونين مضمون باطل ومضمون صالح غير محددة بمضمون واحد باطل ففي مثل هذه الحالة ( اخذنا ب ) المضمون ( الصحيح ) منها ( ورفضنا ) المضمون ( الباطل ) منها ( ولايستدعي رفض بعضها ) من المضامين فيها الى ( رفض الجميع ) من المضامين الواردة منها كما هو واضح . قال قده ( وعلى اي حال ) فالامر سهل ( فلو ) مثلا ( سقط مضمون الخبر ) الوارد ( ولم يصلح لحل المشكلة ) الموجودة في اثبات شئ ما ( ولم يكن غيره ) غير هذا الخبر موجودا عندنا فحينئذ ( كان المورد – في الحقيقة – خاليا ) وعاجزا ( عن الاثبات التاريخي ) المطلوب ( فيندرج ) الامر ( في الصورة الثانية الاتية ) وهي :-
3- ( الحالة الثالثة ) :- والتي تقول :-
( ان يكون مضمون الخبر ) الوارد الينا ( معارضا ) بخبر ( مثله فكان لدينا على السؤال التاريخي ) المطروح ( جوابان ) وهذان الجوابان هما ( متعارضان في الاخبار ) الواردة ( ف ) في مثل هذه الحالة ( اي من الجوابين او الخبرين ؟ ) ونعتمد عليه ؟ قال قده ( هذا له عدة اشكال : ) هي :-
1- ( الشكل الاول : ) هو :-
( ان يكون احد الخبرين ) لا كلاهما ( منسجما ) متطابقا ( مع القواعد العامة دون الاخر ) والاخر غير منسجم ( فناخذ ) هنا ( بالمنسجم بطبيعة الحال ) المقتضية لذلك ( وندع ) نترك الخبر ( الاخر ) غير المنسجم وذلك ( لان انسجام ) وتطابق ( الخبر مع القواعد ) المذكورة ( يكون مرجحا له في مورد التعارض ) كما هو واضح .
2- ( الشكل الثاني : ) هو :-
( ان يكون كلا الخبرين ) لا احدهما ( المتعارضين ) هما ( غير منسجمين ) ومتطابقين ( مع القواعد العامة ) المشار اليها سلفا فهنا ( يتعين ) يتوجب ( طرحهما ) تركهما ( معا ) سيان ( و ) هنا فانه ( يبقى السؤال ) المطروح ( خاليا عن الجواب ) عليه ( ف ) في مثل هذا الشكل ( يندرج في الصورة الثانية الاتية ) والتي سنشير اليها بعد الشكل الثالث
3- ( الشكل الثالث : ) :- هو ( ان يكون كلاهما ) الخبرين ( منسجمين ) ومتطابقين ( مع القواعد العامة ) التي ذكرناها سابقا ( اي ) بعبارة اخرى ( لاتنافي ايا منهما ففي مثل ذلك ) فانه ( لابد من الرجوع الى القرائن ) الادلة الصارفة الى المعنى المقصود و ( الخاصة للترجيح ) على الطرف الاخر مثلا ( ككثرة الاخبار في احد الجانبين ) دون الاخر ( او اعتضاده بنقول اخرى ) تفيد الحجية والاطمئنان ( ونحو ) ماشابه ( ذلك ) من القرائن الصارفة الاخرى . وهذه حالة وفي حالة اخرى ( وان ) فرضنا انه ( لم توجد مثل هذه القرائن ) المذكورة في الحالة السابقة ولم يتحقق لدينا ترجيح طرف على اخر او جانب على اخر فهنا ( لابد من الالتزام بتساقط المضمونين ) معا لعدم وجود مرجح ( ف ) بذلك ( يكون المورد كانه خال عن الخبر ) بحيث ( يعجز كل منهما ) من الخبرين ( عن الاثبات التاريخي ف ) في مثل هذه الحالة ( يندرج السؤال في الصورة الثانية الاتية ) في الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى . قال قده الشريف ( ونكرر هنا ايضا ) للتاكيد والتذكير ( ان سقوط بعض مداليل الخبر نتيجة ) بسبب ( للتعارض ) بينها هو ( غير موجب لسقوط جميع ) كل ( مادلت عليه من مضامين ) اخرى . فتامل جيدا عزيزي القارئ الكريم . والصورة الثانية تاتي ان شاء الله تعالى ان دامت الحياة والحمد لله رب العالمين .
الشيخ
جواد الخفاجي
تعليق