الإسلام مستعد بذاته للانتشار
مقال نشرته مجلة العلم الصادرة في النجف الأشرف في العددين الثالث والرابع من سنتها الأولى 1328هـ ـ 1910 م جاء فيه:
من اكبر تلك الحقائق الصحيحة المرتسمة في سجل الكون وعالم الواقع هو دين الاسلام على مبلّغه السلام, ذلك الدين الذي اضحى قروناً طويلة يناطح الاديان الشهيرة, وفي اقطار المعمورة, يقنع في نشر اوامره وتعاليمه الصحيحة بسهولة ذاته وبساطتها واتفاقه مع العلم الصحيح كتفاً بكتف ويكتفي بتنزيه تعاليمه عن كل باطل يمجه الذوق السليم, وعن كل خرافة تصد عن نيل الحقائق, وعن كل وثنية تمنع تأثير دين الله عز وجل في تهذيب البشر وتكميل النفوس المستعدة.
ولأجل ذلك نفسه قد عبر حكماء الافرنج عن سرعة انتشار الاسلام في المسكونة كنور البرق بسرعة تشبه خرق العادة, وتحيروا في تحليل ذلك حسب الفواعل الظاهرية والاسباب الكونية.
وحسبك استنارة في جزيرة العرب ومعظم آسيا إلى عاصمة الصين جنوباً والى سواحل المحيط الاطلسي من افريقيا غرباً واستضاءة آفاقها بوميض برق ظهر من شمس بطحاء وبدر الحرم.
يقول مسيو "هنري" الفرنسي في كتاب "الاسلام" ما معناه ((ان السبب الوحيد في انتشار الاسلام بسرعة تشبه خرق العادة ورغبة العموم اليه والدخول فيه بأدنى تبصر وانتباهة, انما هو امر مفرد لا تثنيه فيه, ذلك الامر هو بساطة دين الاسلام وبساطة تعاليمه وخلوصه عن الخرافات وعما يصعب على العقول قبوله)).
ومما يؤيد هذا الاعتقاد كثيراً ان الاسلام لم يجد لنفسه يوماً ما, دعاة ومبشرين كالدعاة المسيحيين مثلاً ولم يبذل احد قبلاً في سبيل ترويجه في البلاد الاجنبية قوة مالية أو غيرها.
كما نشرت العلم تأييد لمسيو مونتيه لما طرحه مسيو هنري في العدد الأول من سنتها الثانية جاء فيه:
يقول الاستاذ الجامعي "مسيو مونتيه", الاستاذ الجامعي _السويسري_ من خطبة له:
((انتشر الاسلام منذ بداياته انتشاراً لم تنتشر ديانة مثله ولا يزال هذا الانتشار على ما هو عليه من القوة والسرعة)).
ان نجاح الاسلام يرجع إلى تعاليم القرآن والحديث والتوحيد السياسي ولوجود الاخوية الدينية عند المسلمين والتي من برنامجها نشر الدين الاسلامي.
ان الاسلام ينتشر في نفسه أي بالمسلمين انفسهم, لان كل مسلم يعتبر نفسه مبشراً لديانته.
فالمسلم ـــ حتى من هو على قدر بسيط من التعلم ـــ هو على اعتقاد راسخ بدينه وهذه الصفة هي من مميزات الاسلام الذي يستولي على معتنقه تمام الاستيلاء, وهذا لا ينفى وجود بعض ضعيفي الاعتقاد, ولكن الاكثرية هم كما ذكرنا, ولهذا نراه يبشر بدينه اينما حل وحيثما رحل.
فترى المسلم يجتذب القلوب اليه مستعينا بكل الوسائل التي تتفق مع حال الاهلين وتلائم امزجتهم, وهنا تتلاقى الاسباب الدينية بالاسباب الاجتماعية والاقتصادية.
ان في الاسلام تمدينا وهو قوة من قوى هذا الدين.
ان الاسلام لا يزال ينتشر ويمتد حتى بازاء الديانات ذوات التبشير والبعثات الدينية، وان له فيها المقام الاول.
ويمكن ان تساعد الظروف التي لا يمكن التنبوء بها على الانتشار الهائل في أي زمن من الازمان وفي اماكن لم تطأها تعاليمه, ومهما يكن الامر فانه لا جدال في انه غير جامد بل في حركة مستمرة, وان عدد انصاره في ازدياد مضطرد, فقد اجتاز وتجاوز (المحيط) ونشر في مختلف الاصقاع
مقال نشرته مجلة العلم الصادرة في النجف الأشرف في العددين الثالث والرابع من سنتها الأولى 1328هـ ـ 1910 م جاء فيه:
من اكبر تلك الحقائق الصحيحة المرتسمة في سجل الكون وعالم الواقع هو دين الاسلام على مبلّغه السلام, ذلك الدين الذي اضحى قروناً طويلة يناطح الاديان الشهيرة, وفي اقطار المعمورة, يقنع في نشر اوامره وتعاليمه الصحيحة بسهولة ذاته وبساطتها واتفاقه مع العلم الصحيح كتفاً بكتف ويكتفي بتنزيه تعاليمه عن كل باطل يمجه الذوق السليم, وعن كل خرافة تصد عن نيل الحقائق, وعن كل وثنية تمنع تأثير دين الله عز وجل في تهذيب البشر وتكميل النفوس المستعدة.
ولأجل ذلك نفسه قد عبر حكماء الافرنج عن سرعة انتشار الاسلام في المسكونة كنور البرق بسرعة تشبه خرق العادة, وتحيروا في تحليل ذلك حسب الفواعل الظاهرية والاسباب الكونية.
وحسبك استنارة في جزيرة العرب ومعظم آسيا إلى عاصمة الصين جنوباً والى سواحل المحيط الاطلسي من افريقيا غرباً واستضاءة آفاقها بوميض برق ظهر من شمس بطحاء وبدر الحرم.
يقول مسيو "هنري" الفرنسي في كتاب "الاسلام" ما معناه ((ان السبب الوحيد في انتشار الاسلام بسرعة تشبه خرق العادة ورغبة العموم اليه والدخول فيه بأدنى تبصر وانتباهة, انما هو امر مفرد لا تثنيه فيه, ذلك الامر هو بساطة دين الاسلام وبساطة تعاليمه وخلوصه عن الخرافات وعما يصعب على العقول قبوله)).
ومما يؤيد هذا الاعتقاد كثيراً ان الاسلام لم يجد لنفسه يوماً ما, دعاة ومبشرين كالدعاة المسيحيين مثلاً ولم يبذل احد قبلاً في سبيل ترويجه في البلاد الاجنبية قوة مالية أو غيرها.
كما نشرت العلم تأييد لمسيو مونتيه لما طرحه مسيو هنري في العدد الأول من سنتها الثانية جاء فيه:
يقول الاستاذ الجامعي "مسيو مونتيه", الاستاذ الجامعي _السويسري_ من خطبة له:
((انتشر الاسلام منذ بداياته انتشاراً لم تنتشر ديانة مثله ولا يزال هذا الانتشار على ما هو عليه من القوة والسرعة)).
ان نجاح الاسلام يرجع إلى تعاليم القرآن والحديث والتوحيد السياسي ولوجود الاخوية الدينية عند المسلمين والتي من برنامجها نشر الدين الاسلامي.
ان الاسلام ينتشر في نفسه أي بالمسلمين انفسهم, لان كل مسلم يعتبر نفسه مبشراً لديانته.
فالمسلم ـــ حتى من هو على قدر بسيط من التعلم ـــ هو على اعتقاد راسخ بدينه وهذه الصفة هي من مميزات الاسلام الذي يستولي على معتنقه تمام الاستيلاء, وهذا لا ينفى وجود بعض ضعيفي الاعتقاد, ولكن الاكثرية هم كما ذكرنا, ولهذا نراه يبشر بدينه اينما حل وحيثما رحل.
فترى المسلم يجتذب القلوب اليه مستعينا بكل الوسائل التي تتفق مع حال الاهلين وتلائم امزجتهم, وهنا تتلاقى الاسباب الدينية بالاسباب الاجتماعية والاقتصادية.
ان في الاسلام تمدينا وهو قوة من قوى هذا الدين.
ان الاسلام لا يزال ينتشر ويمتد حتى بازاء الديانات ذوات التبشير والبعثات الدينية، وان له فيها المقام الاول.
ويمكن ان تساعد الظروف التي لا يمكن التنبوء بها على الانتشار الهائل في أي زمن من الازمان وفي اماكن لم تطأها تعاليمه, ومهما يكن الامر فانه لا جدال في انه غير جامد بل في حركة مستمرة, وان عدد انصاره في ازدياد مضطرد, فقد اجتاز وتجاوز (المحيط) ونشر في مختلف الاصقاع