إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا لم يظهر القائد إذاً؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا لم يظهر القائد إذاً؟

    لماذا لم يظهر القائد إذاً؟


    لماذا لم يظهر القائد إذن طيلة هذه المدة ؟ وإذا كان قد أعدّ نفسه للعمل الاجتماعي، فما الذي منعه عن الظهور على المسرح في فترة الغيبة الصغرى أو في أعقابها بدلاً عن تحويلها إلى غيبة كبرى، حيث كانت ظروف العمل الاجتماعي والتغييري وقتئذ أبسط وأيسر، وكانت صلته الفعلية بالناس من خلال تنظيمات الغيبة الصغرى تتيح له أن يجمع صفوفه ويبدأ عمله بداية قويّة، ولم تكن القوى الحاكمة من حوله قد بلغت الدرجة الهائلة من القدرة والقوة التي بلغتها الإنسانية بعد ذلك من خلال التطوّر العلمي والصناعي؟ والجواب: أنّ كلّ عملية تغيير اجتماعي يرتبط نجاحها بشروط وظروف موضوعية لا يتأتّى لها أن تحقّق هدفها إلاّ عندما تتوفر تلك الشروط والظروف. و تتميز عمليات التغيير الاجتماعي التي تفجّرها السماء على الأرض بأنها لا ترتبط في جانبها الرسالي بالظروف الموضوعية ; لأنّ الرسالة التي تعتمدها عملية التغيير هنا ربّانيّة، ومن صنع السماء لا من صنع الظروف الموضوعية، ولكنها في جانبها التنفيذي تعتمد الظروف الموضوعية ويرتبط نجاحها وتوقيتها بتلك الظروف. ومن أجل ذلك انتظرت السماء مرور خمسة قرون من الجاهلية حتى أنزلت آخر رسالاتها على يد النبيّ محمد (ص); لأنّ الارتباط بالظروف الموضوعية للتنفيذ كان يفرض تأخّرها على الرغم من حاجة العالم إليها منذ فترة طويلة قبل ذلك.
    والظروف الموضوعية التي لها أثر في الجانب التنفيذي من عملية التغيير، منها ما يشكّل المناخ المناسب والجو العام للتغيير المستهدف، ومنها ما يشكّل بعض التفاصيل التي تتطلّبها حركة التغيير من خلال منعطفاتها التفصيلية. فبالنسبة إلى عملية التغيير التي قادها - مثلاً - لينين في روسيا بنجاح، كانت ترتبط بعامل من قبيل قيام الحرب العالمية الأولى وتضعضع القيصرية، وهذا ما يساهم في إيجاد المناخ المناسب لعملية التغيير، وكانت ترتبط بعوامل أخرى جزئية ومحدودة من قبيل سلامة لينين مثلاً في سفره الذي تسلّل فيه إلى داخل روسيا وقاد الثورة، إذ لو كان قد اتّفق له أي حادث يعيقه لكان من المحتمل أن تفقد الثورة بذلك قدرتها على الظهور السريع على المسرح.
    و قد جرت سنة الله تعالى التي لا تجد لها تحويلاً في عمليات التغيير الربّاني على التقيّد من الناحية التنفيذية بالظروف الموضوعية التي تحقّق المناخ المناسب والجو العام لإنجاج عملية التغيير، ومن هنا لم يأت الإسلام إلاّ بعد فترة من الرسل وفراغ مرير استمرّ قروناً من الزمن. فعلى الرغم من قدرة الله - سبحانه وتعالى - على تذليل كل العقبات والصعاب في وجه الرسالة الربّانية وخلق المناخ المناسب لها خلقاً بالإعجاز، لم يشأ أن يستعمل هذا الأسلوب; لأنّ الامتحان والابتلاء والمعاناة التي من خلالها يتكامل الإنسان يفرض على العمل التغييري الربّاني أن يكون طبيعيّاً وموضوعيّاً من هذه الناحية، وهذا لا يمنع من تدخّل الله - سبحانه وتعالى - أحياناً فيما يخصّ بعض التفاصيل التي لا تكوّن المناخ المناسب، وإنما قد يتطلّبها أحياناً التحرك ضمن ذلك المناخ المناسب، ومن ذلك الإمدادات والعنايات الغيبية التي يمنحها الله تعالى لأوليائه في لحظات حرجة فيحمي بها الرسالة، وإذا بنار نمرود تصبح برداً وسلاماً على إبراهيم ، وإذا بيد اليهوديّ الغادر التي ارتفعت بالسيف على رأس النبيّ (ص) تُشلّ وتفقد قدرتها على الحركة ، وإذا بعاصفة قوية تجتاح مخيّمات الكفّار والمشركين الذين أحدقوا بالمدينة في يوم الخندق وتبعث في نفوسهم الرعب ، إلاّ أنّ هذا كلّه لا يعدو التفاصيل وتقديم العون في لحظات حاسمة بعد أن كان الجو المناسب والمناخ الملائم لعملية التغيير على العموم قد تكوّن بالصورة الطبيعية ووفقاً للظروف الموضوعية. وعلى هذا الضوء ندرس موقف الإمام المهديّ (ع) لنجد أنّ عملية التغيير التي أعدّ لها ترتبط من الناحية التنفيذية كأي عملية تغيير اجتماعي أخرى بظروف موضوعية تساهم في توفير المناخ الملائم لها، ومن هنا كان من الطبيعي أن تُوقّت وفقاً لذلك. ومن المعلوم أنّ المهديّ لم يكن قد أعدّ نفسه لعمل اجتماعي محدود، ولا لعملية تغيير تقتصر على هذا الجزء من العالم أو ذاك; لأنّ رسالته التي ادّخر لها من قبل الله - سبحانه وتعالى - هي تغيير العالم تغييراً شاملاً، وإخراج البشرية كلّ البشريّة، من ظلمات الجور إلى نور العدل ، وعملية التغيير الكبرى هذه لا يكفي في ممارستها مجرد وصول الرسالة والقائد الصالح، وإلاّ لتمّت شروطها في عصر النبوة بالذات، وإنما تتطلّب مناخاً عالمياً مناسباً، وجوّاً عاماً مساعداً، يحقّق الظروف الموضوعية المطلوبة لعملية التغيير العالمية. فمن الناحية البشرية يعتبر شعور إنسان الحضارة بالنفاد عاملاً أساسياً في خلق ذلك المناخ المناسب لتقبّل رسالة العدل الجديدة، وهذا الشعور بالنفاد يتكوّن ويترسّخ من خلال التجارب الحضارية المتنوعة، التي يخرج منها إنسان الحضارة مثقلاً بسلبيات ما بنى، مدركاً حاجته إلى العون، متلفّتاً بفطرته إلى الغيب أو إلى المجهول. و من الناحية المادية يمكن أن تكون شروط الحياة المادية الحديثة أقدر من شروط الحياة القديمة في عصر كعصر الغيبة الصغرى على إنجاز الرسالة على صعيد العالم كلّه، وذلك بما تحقّقه من تقريب المسافات، والقدرة الكبيرة على التفاعل بين شعوب الأرض، وتوفير الأدوات والوسائل التي يحتاجها جهاز مركزي لممارسة توعية لشعوب العالم وتثقيفها على أساس الرسالة الجديدة. و أما ما أشير إليه في السؤال من تنامي القوى والأداة العسكرية التي يُواجهها القائد في اليوم الموعود كلّما أُجّل ظهوره، فهذا صحيح، ولكن ماذا ينفع نمو الشكل المادي للقوة مع الهزيمة النفسية من الداخل، وانهيار البناء الروحي للإنسان الذي يملك كلّ تلك القوى والأدوات؟ وكم من مرة في التاريخ انهار بناءٌ حضاري شامخ بأول لمسة غازية; لأنه كان منهاراً قبل ذلك، وفاقداً الثقة بوجوده والقناعة بكيانه والاطمئنان إلى واقعه.


    الموضوع منقول من صحيفة القائم

  • #2
    علينا قبل أن نقول لماذا لم يظهر القائد علينا أن نعرف ما هو سبب غيابه فإذا ازلنا ذلك السبب اصبح من المتيسر تهيئة باقي الأسباب لظهوره .
    فهل سألنا أنفسنا لماذا غاب الإمام (ع) والسبب واضح للمتتبع فالإمام علي (ع) يقول ( لا ترغبن فيمن زهد فيك ) فزهد الشيعة خاصة بإمامهم وبسفراءه هو السبب الأول والرئيس لهذا الغياب فإذا ما ازلنا هذا السبب نتحول إلى الحديث والبحث في الأسباب التي تقرب القيام وهل لنا دور فيها أم لا .
    تقبل هذا المرور اخي الكريم



    إدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة

    تعليق


    • #3
      اهلا بالاخ لقمان (قبل كل شيء ) في المنتدى .. ووفقكم الله لكل خير
      واما عن اسباب غيبة الامام .. فلا استطيع الجزم باحاطتنا بجميع اسبابها في حال
      كما استبعد امكانية مقارنتها بأي من الثورات من قريب ولا من بعيد لاختلاف المبدأ والغاية قبل أي شيء آخر ( باستثناء ثورة الحسين - ع ) فلا دليل على سمو غايات الثورات على مر التاريخ ولو قامت باسم اهل البيت عليهم السلام لثبوت انحرافها عن مبادءهم بعد قيامها مباشرة، وقبل ذلك .. فان ثورات التاريخ على الاطلاق تناهض نظاما محدد بدولة ما قد تكبر او تصغر حسب ما اتيح لها .. اما ثورة الامام .. فهي تستهدف النظام العالمي بلا استثناء وهذا يفوق امكانية تفكير البشر واستعداده لعدم قدرة انسان ما مفكرا كان او سياسيا او فيلسوفا او اي صنف اخر ان يتخيل مجرد التخيل امكانية ايجاد نظام عالمي متكامل بمعنى الكلمة ولو انه ادعى ذلك لنعت اول ما ينعت ( بالجنون ) للتنوع الكبير في طبائع وعادات واساليب التفكير والعيش بين شعوب الارض بالاضافة الى تباين الاعتقادات الدينية والدنوية وبالتالي فان الاسباب الموضوعية التي يمكن ان تتحكم في قيام اي ثورة او نظام في العالم وعلى مر التاريخ لا يمكن بحال من الاحوال ان تقارن بالاسباب الموضوعية لقيام الامام (ع ) في ثورته العالمية المنتظرة - واستميحكم عذرا على المداخلة - فقد ذكر السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله ) في كتابه ( اقتصادنا ) ان لينين لم يكن على علم بامكانية قيام ثورته المنشودة في روسيا ، بعد تصريحه في تجمع شيوعي في احدى دول اوربا (ربما هي النمسا) وبعد ما لمسه من حرية التجمع فيها ( مع التشدد الكبير في بلاده ) الى انه يتمنى ان تحقق التجمعات الشيوعية في بلاده ما تحققه هذه النخبة من الشباب في هذا البلد - وهنا يشير السيد موضحا انه وبعد عودته لروسيا باشهر قليلة فجر ثورة الشيوعية المعروفة واستولى على نظام الحكم في روسيا بينما لم تحقق نخبة الشباب في النمسا اي انجاز سوى ذلك التجمع الذي حسدهم عليه..
      اما من حيث الحاجة الى اسباب موضوعية معينة للقيام كحاجة ما سواه اليها فهذا مما لا خلاف عليه .. لان تجاوز الاسباب يتطلب الاعجاز والاعجاز يسقط حجية العقل فلا فضل للمؤمن في اتباعه على سواه.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابا جعفر; الساعة 04-01-14, 06:06 PM.
      رب إني مغلوب فانتصر

      تعليق

      يعمل...
      X