الاستدلال على وجود الإمام المهدي ( عليه السلام )
________________________________________
إن فكرة المهدي ( عليه السلام ) بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الأفضل ، قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) عموماً ، وفي روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصاً ، وأكَّدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك .
وأما تجسيد هذه الفكرة في الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) فهذا ما توجد مبررات كافية وواضحة للاقتناع به .
ويمكن تلخيص هذه المبررات في دليلين :
الدليل الإسلامي :
بالدليل الإسلامي نثبت وجود القائد المنتظر ( عليه السلام ) ، ويتمثّل في مئات الروايات الواردة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) .
والتي تدلُّ على تعيين الإمام المهدي ( عليه السلام ) وكونه من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأنه ( عليه السلام ) من ولد فاطمة ، ومن ذرية الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأنه ( عليه السلام ) التاسع من ولد الإمام الحسين .
فإن هذه الروايات تحدِّد تلك الفكرة العامة وتشخيصها في الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وهذه الروايات بلغت درجة كبيرة من الكثرة والانتشار ، على الرغم من تحفظ الأئمة ( عليهم السلام ) واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام ، وقايةً لللخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته ( عليه السلام ) .
وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها ، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها .
فالحديث النبوي الشريف عن الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده ، وأنهم اثنا عشر إماماً أو خليفةً أو أميراً - على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة - قد أحصى بعض المؤلفين ـ لعلي محمد علي دخيل في كتابه الإمام المهدي ( عليه السلام ) ـ رواياته فبلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية في أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنة .
ويلاحظ أنّ البخاري ـ الذي ذكر حديث الخلفاء الإثنى عشر ، في صحيحه 9 / 101 ـ كان معاصراً للإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري ( عليهم السلام ) ، وفي ذلك مغزىً كبير ; لأنه يبرهن على أنّ هذا الحديث قد سُجّل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يتحقق مضمونه ، وتكتمل فكرة الأئمّة الإثني عشر فعلاً .
وهذا يعني أنه لا يوجد أي مجال للشك في أن يكون نقل الحديث متأثراً بالواقع الإمامي الاثني عشري وانعكاساً له ; لأنّ الأحاديث المزيفة التي تنسب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ وهي انعكاسات أو تبريرات لواقع متأخر زمنياً ـ لا تسبق في ظهورها وتسجيلها في كتب الحديث ذلك الواقع الذي تشكّل انعكاساً له ، فما دمنا قد ملكنا الدليل المادي على أنّ الحديث المذكور سبق التسلسل التاريخي للأئمّة الاثني عشر ، وضبط في كتب الحديث قبل تكامل الواقع الإمامي الإثني عشري ، أمكننا أن نتأكد من أنّ هذا الحديث ليس انعكاساً لواقع ، وإنما هو تعبير عن حقيقة ربانية نطق بها من لا ينطق عن هوى ، فقال : ( إنّ الخلفاء بعدي اثنا عشر ) ، وجاء الواقع الإمامي الإثني عشري ابتداءً من الإمام علي وانتهاءً بالمهدي ، ليكون التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث النبوي الشريف .
الدليل العلمي :
وبالدليل العلمي نبرهن على أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) ليس مجرد أُسطورة وافتراض ، بل هو حقيقة ثبت وجودها بالتجربة التاريخية .
فالغيبة الصغرى ، هي تجربة عاشتها أمة من الناس ، فترة امتدَّت سبعين سنة تقريباً ، وعبَّر عنها السفراء والنواب طيلة سبعين عاماً من خلال تعاملهم من الآخرين ، ولم يلحظ عليهم أحدٌ كل هذه المدة تلاعباً في الكلام ، أو تحايلاً في التصرف ، أو تهافتاً في النقل .
فهل بإمكان أكذوبة أن تعيش سبعين عاماً ، ويمارسها أربعة وبعض الثقاة في عصر الغيبة على سبيل الترتيب ، كلهم يتفقون عليها ، ويظلون يتعاملون على أساسها وكأنها قضية يعيشونها بأنفسهم ، ويرونها بأعينهم ، دون أن يبدر منهم أي شيء يثير الشك ، ودون أن تكون لهم علاقة خاصة متميزة ، تتيح لهم نحواً من التواطؤ ، ويكسبون من خلال ما يتصف به سلوكهم من واقعية ثقة الجميع ، وإيمانهم بواقعية القضية التي يدعون أنهم يحسونها ويعيشون معها ؟! .
لقد قيل قديماً : إن حبل الكذب قصير ، ومنطق الحياة يثبت أيضاً أن من المستحيل عمليّاً بحساب الاحتمالات أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل ، وكل هذه المدة ، وضمن كل تلك العلاقات والأخذ والعطاء ، ثم تكسب ثقة جميع من حولها .
وهكذا نعرف أن ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تعتبر بمثابة تجربة علمية لإثبات ما لها من واقع موضوعي ، والتسليم بالإمام القائد ( عليه السلام ) وبولادته ، وحياته وغيبته ، وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي استتر بموجبها عن المسرح ، ولم يكشف نفسه لأحد .
هناك دليل على طول عمر الحجة (عج)
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحق لا يسقط بالتقادم والادلة تزداد بالتقادم لتثبت الحق سواء كانت نقلا او عقلا او مادية،فكثير من الخلافات الزمن اثبت الصحيح عن الخطأ بالرغم من وجود الادلة الحقة على الصحيح الا ان التمادي لاغراض خبيثة تجعل المستكبرين يكابرون على الحق اذعانا لنفوسهم الامارة بالسوء ولا حجة منطقية لهم على ما يدعون.
العناية الالهية تتدخل في احيان كثيرة لتلقي بايات الله عز وجل حتى تكون حجة للمهتدي وحجة على العاصي ودائما اصحاب الحق يحاولون اثبات الحق حسب الافكار التي تظهر على الساحة الفكرية التي يعاصرونها وفي نفس الوقت يحاول المبطلون اثبات باطلهم، واعجاز القران انه في كل حرف او كلمة او اية عبرة تتفق وطبيعة مستجدات حياتنا.
والحديث للذكرى التي تمر علينا بعد ايام الا وهي ولادة الامام الحجة المهدي بن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى ابائه اجمعين وجوهر الحديث عن جوهر الخلاف الا وهو العمر الطويل والنسب ولكن لدينا وقفة مع العمر الطويل.
الامام المهدي بن الحسن العسكري عليهما السلام ذكرت كثير من مصادر العامة تثبت ولادته حيث هنالك مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الامام المهدي (عليه السلام) بعض منها على سبيل الاستشهاد هي سهل بن عبد الله البخاري ت 341 هـ (سر السلسلة العلوية: 39).الخوارزمي ت 387 هـ (مفاتيح العلوم : 32 طبعة ليدن / 1895م).يحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي ت 568 هـ، كما في (تذكرة الخواص للعلاّمة سبط ابن الجوزي: 360).عبد الله بن محمد المفارقي ت 590 هـ، المعروف بابن الأزرق في (تاريخ ميافارقين)، كما في (وفيات الاعيان لابن خلكان 4 : 176 / 562).فريد الدين النيشابوري الهمداني ت 627 هـ (مظهر الصفات)، كما في (ينابيع المودّة 3 : 141 ـ باب 87).سبط ابن الجوزي ت 654 هـ (تذكرة الخواص : 363).محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ت 658 هـ (كفاية الطالب / الصفحة الاخيرة).
هذه المصادر تحدثت عن ولادته ولم تتحدث عن وفاته بل سكتت عنه لاختفائه وهذا ما ينطبق مع المصادر الامامية الاختفاء هي الغيبة.
ومن القران الدليل العقلي النقلي حيث ان الله عز وجل هو الحاكم العادل اللطيف بعباده ونحن نعلم قصة ابليس لما رفض السجود لادم وبعد حوار بين الله عز وجل وابليس طلب من الله ان ينظره الى اليوم المعلوم فاجابه تعالى (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {الحجر/37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {الحجر/38}) وفي نفس الوقت تعهد ابليس بغواية ضعيفي الايمان وشرط الله عز وجل عليه الا عباده المخلَصين حيث لا امر له عليهم، هنا بقاء ابليس منذ ان خلق الله عز وجل ادم الى يوم يبعثون الا يعد امر الهي يمكن ان يكون على غيره ؟
الجن والانس لهما علاقة البعض مع البعض والاية الكريمة تقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات/56}) والملائكة نفسها استبشرت بولادة الحسين عليه السلام وبكت لاستشهاده وكذلك الشيء بالشيء يذكر هنالك منطقة في مكة المكرمة اسمها محبس الجن وهو المكان الذي حبس رسول الله (ص) الجن فيه وعرض عليهم الاسلام كما يرويها صحيح مسلم.
للشيطان حزب وجنود يستخدمهم للوقوف في الطريق المستقيم لعباد الله الصالحين الى يوم الساعة والجنود هم الطواغيت حكام الارض الفسقة، وليس من العدالة ان يبقى الشيطان الى اليوم المعلوم ولا رادع له من عباد الله الصالحين الذي يبقى الى ذلك اليوم وكذلك له جنوده ومن تبعه من عباد الله الصالحين يذودون عن دين الله ضد جنود الشيطان.
والارض يرثها عباد الله الصالحين والعباد لابد لهم من قائد والقائد هو المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ايام الخلافة الاسلامية كان المسلمون يتبعون اوامر الخلفاء ولا علم لهم بشكل الخليفة حتى ان بعض الخلفاء يتجول بين العباد في الاسواق ولا احد يعلمهم وقد رويت الاحاديث ان الامام علي عليه السلام كان يتجول في الاسواق التي لا يعرفه فيها احد وكان يتبضع منهم ما يحتاجه ويعاملونه كما يعاملون بقية المسلمين هنا يكون الامام هو القائد لاكبر دولة اسلامية في العالم والقلة منهم من يعرف الامام عليه السلام بهيئته وشكله وهذا الامر ينطبق على الامام الحجة (عج) فهو يقود العالم وقد يكون بيننا ولا علم لنا من هو ؟
وهناك دليل آخر على طول عمر مهدي آل محمد وهو بقية الله (محمد بن الحسن العسكري ) عليهما السلام
وهو لما يكون الله القادر المطلق على أحياء احد اولياء الله الصالحين بعمر طويل وكما نعرف عن قصة العبد الصالح الخضر (عليه السلام) وهو حي إلى يومنا هذا وأدخره الله ليوم الوقت المعلوم وهذا متفق عليه في أحاديث الفريقين (السنة والشيعة) ، ألم يشير هذا الامر إلى قدرة الخالق القادر المطلق على اعطاء ذلك الإمام الطاهر ووليه المعصوم من الزلل والخطأ ذلك العمر الطويل ليستخلف في أرضه ويكون بقيته على خلقه؟؟؟؟؟؟؟؟
________________________________________
إن فكرة المهدي ( عليه السلام ) بوصفه القائد المنتظر لتغيير العالم إلى الأفضل ، قد جاءت في أحاديث الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) عموماً ، وفي روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) خصوصاً ، وأكَّدت في نصوص كثيرة بدرجة لا يمكن أن يرقى إليها الشك .
وأما تجسيد هذه الفكرة في الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) فهذا ما توجد مبررات كافية وواضحة للاقتناع به .
ويمكن تلخيص هذه المبررات في دليلين :
الدليل الإسلامي :
بالدليل الإسلامي نثبت وجود القائد المنتظر ( عليه السلام ) ، ويتمثّل في مئات الروايات الواردة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) .
والتي تدلُّ على تعيين الإمام المهدي ( عليه السلام ) وكونه من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأنه ( عليه السلام ) من ولد فاطمة ، ومن ذرية الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأنه ( عليه السلام ) التاسع من ولد الإمام الحسين .
فإن هذه الروايات تحدِّد تلك الفكرة العامة وتشخيصها في الإمام الثاني عشر ( عليه السلام ) من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
وهذه الروايات بلغت درجة كبيرة من الكثرة والانتشار ، على الرغم من تحفظ الأئمة ( عليهم السلام ) واحتياطهم في طرح ذلك على المستوى العام ، وقايةً لللخلف الصالح من الاغتيال أو الإجهاز السريع على حياته ( عليه السلام ) .
وليست الكثرة العددية للروايات هي الأساس الوحيد لقبولها ، بل هناك إضافة إلى ذلك مزايا وقرائن تبرهن على صحتها .
فالحديث النبوي الشريف عن الأئمة أو الخلفاء أو الأمراء بعده ، وأنهم اثنا عشر إماماً أو خليفةً أو أميراً - على اختلاف متن الحديث في طرقه المختلفة - قد أحصى بعض المؤلفين ـ لعلي محمد علي دخيل في كتابه الإمام المهدي ( عليه السلام ) ـ رواياته فبلغت أكثر من مائتين وسبعين رواية في أشهر كتب الحديث عند الشيعة والسنة .
ويلاحظ أنّ البخاري ـ الذي ذكر حديث الخلفاء الإثنى عشر ، في صحيحه 9 / 101 ـ كان معاصراً للإمام الجواد والإمام الهادي والإمام العسكري ( عليهم السلام ) ، وفي ذلك مغزىً كبير ; لأنه يبرهن على أنّ هذا الحديث قد سُجّل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يتحقق مضمونه ، وتكتمل فكرة الأئمّة الإثني عشر فعلاً .
وهذا يعني أنه لا يوجد أي مجال للشك في أن يكون نقل الحديث متأثراً بالواقع الإمامي الاثني عشري وانعكاساً له ; لأنّ الأحاديث المزيفة التي تنسب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ وهي انعكاسات أو تبريرات لواقع متأخر زمنياً ـ لا تسبق في ظهورها وتسجيلها في كتب الحديث ذلك الواقع الذي تشكّل انعكاساً له ، فما دمنا قد ملكنا الدليل المادي على أنّ الحديث المذكور سبق التسلسل التاريخي للأئمّة الاثني عشر ، وضبط في كتب الحديث قبل تكامل الواقع الإمامي الإثني عشري ، أمكننا أن نتأكد من أنّ هذا الحديث ليس انعكاساً لواقع ، وإنما هو تعبير عن حقيقة ربانية نطق بها من لا ينطق عن هوى ، فقال : ( إنّ الخلفاء بعدي اثنا عشر ) ، وجاء الواقع الإمامي الإثني عشري ابتداءً من الإمام علي وانتهاءً بالمهدي ، ليكون التطبيق الوحيد المعقول لذلك الحديث النبوي الشريف .
الدليل العلمي :
وبالدليل العلمي نبرهن على أن الإمام المهدي ( عليه السلام ) ليس مجرد أُسطورة وافتراض ، بل هو حقيقة ثبت وجودها بالتجربة التاريخية .
فالغيبة الصغرى ، هي تجربة عاشتها أمة من الناس ، فترة امتدَّت سبعين سنة تقريباً ، وعبَّر عنها السفراء والنواب طيلة سبعين عاماً من خلال تعاملهم من الآخرين ، ولم يلحظ عليهم أحدٌ كل هذه المدة تلاعباً في الكلام ، أو تحايلاً في التصرف ، أو تهافتاً في النقل .
فهل بإمكان أكذوبة أن تعيش سبعين عاماً ، ويمارسها أربعة وبعض الثقاة في عصر الغيبة على سبيل الترتيب ، كلهم يتفقون عليها ، ويظلون يتعاملون على أساسها وكأنها قضية يعيشونها بأنفسهم ، ويرونها بأعينهم ، دون أن يبدر منهم أي شيء يثير الشك ، ودون أن تكون لهم علاقة خاصة متميزة ، تتيح لهم نحواً من التواطؤ ، ويكسبون من خلال ما يتصف به سلوكهم من واقعية ثقة الجميع ، وإيمانهم بواقعية القضية التي يدعون أنهم يحسونها ويعيشون معها ؟! .
لقد قيل قديماً : إن حبل الكذب قصير ، ومنطق الحياة يثبت أيضاً أن من المستحيل عمليّاً بحساب الاحتمالات أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل ، وكل هذه المدة ، وضمن كل تلك العلاقات والأخذ والعطاء ، ثم تكسب ثقة جميع من حولها .
وهكذا نعرف أن ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تعتبر بمثابة تجربة علمية لإثبات ما لها من واقع موضوعي ، والتسليم بالإمام القائد ( عليه السلام ) وبولادته ، وحياته وغيبته ، وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي استتر بموجبها عن المسرح ، ولم يكشف نفسه لأحد .
هناك دليل على طول عمر الحجة (عج)
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحق لا يسقط بالتقادم والادلة تزداد بالتقادم لتثبت الحق سواء كانت نقلا او عقلا او مادية،فكثير من الخلافات الزمن اثبت الصحيح عن الخطأ بالرغم من وجود الادلة الحقة على الصحيح الا ان التمادي لاغراض خبيثة تجعل المستكبرين يكابرون على الحق اذعانا لنفوسهم الامارة بالسوء ولا حجة منطقية لهم على ما يدعون.
العناية الالهية تتدخل في احيان كثيرة لتلقي بايات الله عز وجل حتى تكون حجة للمهتدي وحجة على العاصي ودائما اصحاب الحق يحاولون اثبات الحق حسب الافكار التي تظهر على الساحة الفكرية التي يعاصرونها وفي نفس الوقت يحاول المبطلون اثبات باطلهم، واعجاز القران انه في كل حرف او كلمة او اية عبرة تتفق وطبيعة مستجدات حياتنا.
والحديث للذكرى التي تمر علينا بعد ايام الا وهي ولادة الامام الحجة المهدي بن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى ابائه اجمعين وجوهر الحديث عن جوهر الخلاف الا وهو العمر الطويل والنسب ولكن لدينا وقفة مع العمر الطويل.
الامام المهدي بن الحسن العسكري عليهما السلام ذكرت كثير من مصادر العامة تثبت ولادته حيث هنالك مائة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الامام المهدي (عليه السلام) بعض منها على سبيل الاستشهاد هي سهل بن عبد الله البخاري ت 341 هـ (سر السلسلة العلوية: 39).الخوارزمي ت 387 هـ (مفاتيح العلوم : 32 طبعة ليدن / 1895م).يحيى بن سلامة الخصفكي الشافعي ت 568 هـ، كما في (تذكرة الخواص للعلاّمة سبط ابن الجوزي: 360).عبد الله بن محمد المفارقي ت 590 هـ، المعروف بابن الأزرق في (تاريخ ميافارقين)، كما في (وفيات الاعيان لابن خلكان 4 : 176 / 562).فريد الدين النيشابوري الهمداني ت 627 هـ (مظهر الصفات)، كما في (ينابيع المودّة 3 : 141 ـ باب 87).سبط ابن الجوزي ت 654 هـ (تذكرة الخواص : 363).محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ت 658 هـ (كفاية الطالب / الصفحة الاخيرة).
هذه المصادر تحدثت عن ولادته ولم تتحدث عن وفاته بل سكتت عنه لاختفائه وهذا ما ينطبق مع المصادر الامامية الاختفاء هي الغيبة.
ومن القران الدليل العقلي النقلي حيث ان الله عز وجل هو الحاكم العادل اللطيف بعباده ونحن نعلم قصة ابليس لما رفض السجود لادم وبعد حوار بين الله عز وجل وابليس طلب من الله ان ينظره الى اليوم المعلوم فاجابه تعالى (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ {الحجر/37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ {الحجر/38}) وفي نفس الوقت تعهد ابليس بغواية ضعيفي الايمان وشرط الله عز وجل عليه الا عباده المخلَصين حيث لا امر له عليهم، هنا بقاء ابليس منذ ان خلق الله عز وجل ادم الى يوم يبعثون الا يعد امر الهي يمكن ان يكون على غيره ؟
الجن والانس لهما علاقة البعض مع البعض والاية الكريمة تقول (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات/56}) والملائكة نفسها استبشرت بولادة الحسين عليه السلام وبكت لاستشهاده وكذلك الشيء بالشيء يذكر هنالك منطقة في مكة المكرمة اسمها محبس الجن وهو المكان الذي حبس رسول الله (ص) الجن فيه وعرض عليهم الاسلام كما يرويها صحيح مسلم.
للشيطان حزب وجنود يستخدمهم للوقوف في الطريق المستقيم لعباد الله الصالحين الى يوم الساعة والجنود هم الطواغيت حكام الارض الفسقة، وليس من العدالة ان يبقى الشيطان الى اليوم المعلوم ولا رادع له من عباد الله الصالحين الذي يبقى الى ذلك اليوم وكذلك له جنوده ومن تبعه من عباد الله الصالحين يذودون عن دين الله ضد جنود الشيطان.
والارض يرثها عباد الله الصالحين والعباد لابد لهم من قائد والقائد هو المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ايام الخلافة الاسلامية كان المسلمون يتبعون اوامر الخلفاء ولا علم لهم بشكل الخليفة حتى ان بعض الخلفاء يتجول بين العباد في الاسواق ولا احد يعلمهم وقد رويت الاحاديث ان الامام علي عليه السلام كان يتجول في الاسواق التي لا يعرفه فيها احد وكان يتبضع منهم ما يحتاجه ويعاملونه كما يعاملون بقية المسلمين هنا يكون الامام هو القائد لاكبر دولة اسلامية في العالم والقلة منهم من يعرف الامام عليه السلام بهيئته وشكله وهذا الامر ينطبق على الامام الحجة (عج) فهو يقود العالم وقد يكون بيننا ولا علم لنا من هو ؟
وهناك دليل آخر على طول عمر مهدي آل محمد وهو بقية الله (محمد بن الحسن العسكري ) عليهما السلام
وهو لما يكون الله القادر المطلق على أحياء احد اولياء الله الصالحين بعمر طويل وكما نعرف عن قصة العبد الصالح الخضر (عليه السلام) وهو حي إلى يومنا هذا وأدخره الله ليوم الوقت المعلوم وهذا متفق عليه في أحاديث الفريقين (السنة والشيعة) ، ألم يشير هذا الامر إلى قدرة الخالق القادر المطلق على اعطاء ذلك الإمام الطاهر ووليه المعصوم من الزلل والخطأ ذلك العمر الطويل ليستخلف في أرضه ويكون بقيته على خلقه؟؟؟؟؟؟؟؟