إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام المهدي عليه السلام.. بين وهم وحقيقة التشخيص؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام المهدي عليه السلام.. بين وهم وحقيقة التشخيص؟!

    الامام المهدي عليه السلام.. بين وهم وحقيقة التشخيص؟!

    الامام المعصوم المهدي المنتظر عليه السلام..هو المنقذ والمصلح وهو امل البشرية جمعا وهو من يملاء الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا
    وكل انسان مهما اختلفت وكانت عقيدته فهو بالفطرة يحب ويريد ويشتاق جدا
    للامن والامان والعدل والراحة الروحية والنفسية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..وكل هذه الامور يرتقبها أي انسان وينتظرها تحققها
    على مستوى الطموح واكثر..وهذه الامور لايحققها ولاينفذها صدقا وعدلا الا الامام المهدي عليه السلام....؟!
    فالامام عليه السلام امل كل البشرية ومحقق العدل في ارجاء المعمورة؟
    وهذا لااشكال ولانقاش فيه
    ولكن..الاشكال..هو كيفية تشخيص الامام المهدي عليه السلام واطروحتة الحقة..خصوصا ونحن نطلع ونقرأ الروايات الصادرة من الائمة المعصومين عليهم السلام..التي تذكر خروج اثنا عشر تدعي المهدوية..لايعرف أي من أي
    وان اصحاب الامام عليه السلام 313 وعشرة الاف وفي رواية اخرى اثنا عشر الف. والتي هي من اهم شروط الظهور المقدس
    بالاضافة الى علامات الظهور...الصيحة..والسفياني..والدجال..
    والاختلاف الحاصل في تشخيص وفهم هذه العلامات..فنجد من يحملها على معنى واخر يحملها على معنى مخالف؟
    واكيد من اختلف في فهم العلامات..فانه يختلف في فهم ومعرفة وتشخيص
    الامام عليه السلام لانها مقدمة لمعرفته وتشخيصه؟
    لذا فاننا نجد دعوات ..واطروحات..مهدوية..او تدعي المهدوية من حيث التصريح بالمباشرة بشخصة او من حيث..التمهيد للامام المهدي عليه السلام؟
    وكلا حسب ما فهمه من الروايات..او حسب مايعتقد به..؟
    ونحن نعرف ان الامام المهدي عليه السلام كمصداق هو واحد لايتعدد؟
    واكيد من ان الاطروحات الموجودة الان والتي سبقت..بينها اختلاف او تضاد وتعارض؟
    فمن منها تمثل الاطروحة الحقة؟
    ومن منها تشخص المصداق الحق للامام المهدي عليه السلام؟
    ولو فرضنا ونحن نعلم ان ظهور الامام عليه السلام بغتة؟ فما هو موقف
    الدعوات والاطروحات من الامام عليه السلام المصداق الحق عند ظهوره واعلان ثورته..لو كان من غير الجهة التي كانوا ينتظرونها او من الاطروحة
    التي كانوا يختلفون معها وبالضد منها ويرفضونها؟
    فالاطروحات منها واحدة فقط تشخص تشخيص حقيقي والاخرى في وهم؟!

    اريد الاجابة؟
    اريد الحوار؟
    لنصل الى الحقيقة..بشرط التجرد من التعصب وفرض الراي وبشرط ابراء الذمة وهداية المسترشد...واتمام الحجة على المعناد..

    والسلام عليكم
    التعديل الأخير تم بواسطة الناطق بالحق; الساعة 12-01-11, 09:14 PM.

  • #2
    من هو رسول الامام المهدي

    السلام عليكم حوارك جيد ومفيد اتمنا لك التوفيق -واذا كان الموضوع طويل فاعتذر لان فيه تكون الاجابه )
    من هو رسول الإمام المهدي

    فإذا تساءلناهل يبعث الإمام رسولا وهل إن مسالة إرسال الرسول ممتنعة أم ممكنه فان قلنا في امتناع إن يرسل الإمام رسولا فبله لابد إن نتساءل هل إن الامتناع عقلي أم شرعي نجد إن العقل لا يمكن إن يصل الىمنع ذلك وكذلك لا يوجد دليل شرعي واحد من الكتاب وألسنه يمنع إرسال رسول بل نجد العكس في القران والسنه فقوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15 . دليل قراني على الرسول بل على الوجوب قبل نزول العذاب باعتبا}فاطر24.ام هو الساعة الصغرى ثم انه لا يخفى إن محمد النفس الزكية الذي يقتل قبل خروج الإمام وهو من العلامات الحتمية هو رسول الإمام .قال تعالى { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ }فاطر24 . وقوله تعالى { {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء165. وقد ورد عن الامام الصادق غلبه السلام [لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلا كلهم يجمع على إنهم قد رأوه فيكذبونهم ] اعيان الشيعه .وكذلك ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام [قبل السفياني مصري ويماني] أعيان ألشيعه ومن المعلوم إن اليماني والسفياني يخرجون في سنه واحده وشهر واحد عن أبي عبد الله علبه السلام قال [خروج الثلاثة السفياني والخراساني واليماني في سنه واحده في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق ] إعلام الورى .فهذا بدل على إن ظهور اليماني تمهيدا مسبقا ورسولا داعيا ولا بد من الالتفات الى [لانه يدعو الى الحق ]وهذه دلاله أكيده لوجود دعوه مسبقه قبل خروج الامام فانه لايخرج قبل اكتمال العقد والحلقه يقوم بها وزيره ورسوله والممهد الرئيسي السيد اليماني الموعود ويكون حجه على الناس قبل نزول العذاب .



    (أدلة اليماني على صدق دعواه)

    لما كان اليماني الموعود صاحب دعوة حيث يقوم بدعوة الناس كما سبق إن بينا كان لا بد له من أدلة على صدق تلك الدعوة , خاصة وان الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة قد بينت لنا ظهور الكثير من رايات الضلالة والانحراف في ذلك الزمان .
    أضف إلى ذلك إن علماء السوء وفقهاء الضلالة سوف يقفون بوجه دعوة الداعي كما أخبرتنا كلمات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين ).
    إذن فلا بد لليماني من إظهار الأدلة الوافية التي تثبت صحة تلك الدعوة التي يقيم من خلالها الحجة على من يسمع بتلك الدعوة .
    وانطلاقا من هذه النقطة فسوف نورد أهم الأدلة التي نحتمل إن يأتي بها اليماني لإثبات دعوته على شكل أطروحات كما سيأتي لاحقا ونقوم بنقاش كل أطروحة على حدة فنذكر أهم مايرافق تلك الأطروحات من نقاط ضعف وقوة ويبقى الحكم إليك عزيزي القارئ في تعيين اصح الأطروحات والحقيقة إن هناك أطروحات ثلاثة لارابع لها .

    الأطروحة الأولى: إقامة المعجزة :

    قد يعتقد البعض إن اقوي الأدلة وأهمها على الإطلاق في كل الدعوات الإلهية هي إقامة المعجزة مستندين في ذلك إلى دعوات الأنبياء (ع) فهم يقولون إن لكل صاحب دعوة معجزة فقد أقام الأنبياء (ع) المعاجز لأقوامهم فلابد في كل صاحب دعوة الهية إن يقيم المعجزة لقومه كما فعل إبراهيم وصالح ويونس وأيوب وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم (ع) كما فعل أوصياء الأنبياء من بعد موتهم . والحقيقة وقبل البدء في نقاش هذه الأطروحة لابد من إثبات أمر مهم وهو إن المعجزة يجريها الله (عز وجل) على أيدي أنبيائه (ع) وليس بالضرورة إن يكون لكل نبي معجزة فهذا نبي الله نوح (ع) لم يؤيده الله بالمعجزة إثناء فترة دعوته وإما من يقول إن الطوفان هو معجزة نوح (ع) فإننا نقول نعم كان الطوفان معجزة إلا انه ليس دليلا من اجل إثبات صحة دعوة نوح (ع) بل هو عقاب من المولى (عز وجل) للكافرين الذين رفضوا التصديق والإيمان لدعوته (ع) وإلا فان المؤمنين قد آمنوا بتلك الدعوة قبل وقوع الطوفان بزمن طويل ولما وقع الطوفان لم يؤمن احد غير أولئك المؤمنين ولاتوجد آية أو رواية تدل على إن نوح (ع) أقام المعجزة لقومه غير معجزة الطوفان والتي قلنا أنها عقاب للكافرين ليس إلا .
    إما نبي الله هود (ع) فيحدثنا القرآن انه لم يأتي بمعجزة إطلاقا فقد طلب منه قومه ذلك إلا انه قال لهم بان ذلك بيد الله (عز وجل) قال تعالى :{قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين} كما إن هناك الكثير من الأنبياء ليس لديهم معجزة كالنبي لوط (ع) مثلا وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وغيره (ع) إذن فمسألة إن لكل نبي معجزة غير صحيحة إنما المعجزات بيد الله ويؤيد بها من يشاء . قال تعالى :{ وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } إذن فالمسألة ليست منوطة بيد النبي إنما الأمر بيد الله (عز وجل)فهو يأتي بالمعجزة ويقيمها متى شاء فيقيم بها الحجة على الكافرين والمعاندين ولو رجعنا واستقرأنا سيرة الأنبياء لوجدنا إن جميع من طلب منهم المعجزة هم من المعاندين والكافرين بدعوات الأنبياء وحينما أقام الله لهم المعاجز على يد أنبيائه لم يزدهم ذلك إلا إعراضا عن الحق واعنادا وكفرا قال تعالى : {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ }
    أم لو نظرنا إلى المؤمنين فإننا نجد إن الأعم الأغلب منهم قد آمنوا من دون معجزة ثم إننا نؤمن بالمقولة التي جاء فيها (إن لكل مقام مقال) وقد اتفق العقلاء على إن المعجزة تكون بما يناسب زمانها , فقد كانت معجزة موسى(ع) العصا التي تكون حية بإذن الله (عز وجل) لان السحر كان منتشرا في ذلك الزمان , وقد كانت معجزة عيسى (ع) شفاء المرضى وإحياء الموتى لان الطب كان منتشرا ومعروفا بشكل واسع , وكانت معجزة نبينا محمد (ص) القرآن بما فيه من بلاغة وحسن بيان وذلك لان الشعر والبلاغة كانا منتشران ومعروفان بشكل واضح .
    إما من يعتقد إن الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض) يظهر بمعجزات فهذا غير صحيح لان المعجزات لاتجري إلا على يد الأنبياء(ع) , إما بالنسبة للأوصياء فإنما يؤيدهم الله (عز وجل) بالكرامات , وهناك فرق بين المعجزات والكرامات فالمعجزة تأتي لإعجاز الخصم وردعه وهي تأتي في مقام الاحتجاج وإقامة الحجة قبل وقوع العذاب إما بالنسبة للأوصياء فان الله (عز وجل) يؤيدهم بالكرامات لتطمئن لهم نفوس الناس فتتصاعد عندها درجات الإيمان والولاء لشخص الوصي لذلك فالوارد إن المولى تبارك وتعالى يؤيد وليه المهدي (ع) بالكرامات كما أيد غيره من الأوصياء (ع) لا إن الله (عز وجل) يقيم على يديه المعاجز كما يعتقد البعض ثم إن العلماء قد قرروا إن المعجزة لا تأتي إلا عند انحصار إقامة الحق بها , إما إذا كانت الأسباب الطبيعية منتجة للمطلوب وهو إقامة الحجة فلا داعي عندها لإقامة المعجزة إما فيما يخص صاحب دعوة الإمام المهدي(ع) اليماني الموعود فلا نجدولا رواية واحدة تدل على إن الله (عز وجل) يقيم على يديه المعجزات , نعم فان من المحتمل إن الله يؤيده بالكرامات إلا إن الأحاديث والروايات الشريفة لم تشير إلى ذلك ومن هنا يتبين لنا إن هذه الأطروحة لا يمكن التعويل عليها في معرفة الداعي وصدق دعواه .

    الأطروحة الثانية : ( العلم بالفقه والأصول ) :

    يعتقد بعض الشيعة إن اليماني الموعود يظهر كمجتهد ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول عند ذلك يبدأ بجمع المقلدين الذين يصنع منهم قاعدة وأنصارا للإمام المهدي (ع) , والحقيقة إن هذا الكلام مما لا دليل عليه فلم تذكر لنا الأحاديث والروايات الشريفة إن اليماني الموعود يكون مجتهداً أو انه يكون اعلم الناس بالفقه والأصول .
    ثم إن الفقه والصول من العلوم الكسبية التي يمكن تحصيلها من قبل أي شخص بغض النظر عن كون هذا الشخص متصلاً بالإمام وغير متصل بل بغض النظر عن كونه مؤمن أو فاسق , بر أو فاجر , فان كل واحد من هؤلاء يمكن إن يكون مجتهداً ويمكن إن يكون اعلم من غيره بالفقه والأصول , والتاريخ يحدثنا عن الكثير من المنحرفين الذين وصلوا إلى درجات عالية في هذه العلوم , فليس كل مجتهد صالح, وليس كل عالم مؤمن , بل إن الاحايث والروايات الشريفة الواردة عن أمر الإمام المهدي (ع) تحدثنا عن ظهور الكثير من علماء السوء وفقهاء الضلالة الذين يقفون بوجة الإمام المهدي(ع) ويتأولون عليه كتاب الله ويكذبون ممهديه وأنصاره والروايات في هذا الصدد كثيره .
    ثم إن ما يقوله البعض من إن اليماني يكون اعلم الناس بالفقه والأصول فان هذه الدعوة اخص من المدعي فاليماني يدعي الاتصال بالإمام المهدي (ع) ويدعي انه رسوله والممهد له ووزيره وهذه المقامات كلها مقامات ألاهية تحتاج إلى أدلة من سنخها وليست غريبة عنها أو اخص منها , فعلم الفقه والأصول من العلوم الكسبية والتحصيلية كما قلنا وهي من تعليم البشر وباستطاعة كل احد تعلمها وتحصيلها فلايمكن إن نستدل بها على دعوة ألاهية . ثم إن المعلوم لدينا إن اليماني يأخذ توجيهاته من الإمام (ع) نفسه كما إشارة الروايات الشريفة وأكد الكثير من الباحثين في كتبهم وأبحاثهم فما حاجته عندها للاجتهاد أو الفقه والأصول خاصة إذا ما علمنا إن جميع المجتهدين يعملون وفق إحكام ظاهرية ظنية وليست واقعية , واليماني يعمل وفق إحكام واقعية يأخذها من ألاما م (ع) نفسه , فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي عبدالله (ع) انه قال : ( القائم إمام ابن إمام يأخذون منه حلالهم وحرامهم قبل قيامه ) فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا واضحا إن مسائل الفقه وإحكام الشريعة تكون قبل قيامه منه (ع) وليس من غيره, واليماني هو من يكون الواسطة في إيصال هذه الإحكام إلى أنصاره , فغير صحيح إن نفرض إن اليماني مجتهداً مع علمنا انه متصلاً بالإمام (ع) .
    فإما إن يعمل اليماني وفق الاستنباط وتكون إحكامه ظنية أو انه يكون متصلا بالإمام (ع) ويأخذ الإحكام الشرعية منه (ع) وسوف تكون تلك الإحكام واقعية حتماً وعندها لا يحتاج إلى الاجتهاد والاستنباط والعمل وفق الإحكام الظاهرية الظنية , إذن فمسألة كون اليماني يكون مجتهدا ويكون اعلم الناس بالفقه والأصول ليس صحيحاً اطلاقاًَ , فهذه الأطروحة إذن غير صحيحة ولا يمكن إن نعول عليها في معرفة اليماني أو نعتبرها دليلا على صدق دعواه . -تابع-
    عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
    من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
    الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

    تعليق


    • #3
      الاطروحه الثالثه

      الأطروحة الثالثة: (العلم بعظائم الأمور) :

      في جميع الأشياء توجد أشياء عظيمة, فالعلم فيه عظائم والموجودات فيها عظائم والكتب فيها كتب عظيمة , فكتاب الله عز وجل فيه قرآن عظيم وهكذا . ويعتقد البعض إن اليماني الموعود يأتي بالعظائم وقبل معرفة هذه العظائم لابد من معرفة صحة هذا الرأي فهل له مايؤيده من أحاديث وروايات وردت عن النبي أو الأئمة الأطهار ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) .
      والحقيقة إننا لو رجعنا إلى الأحاديث والروايات التي تحدثت عن أمر المهدي (ع) نجد أنها ذكرت هذا الأمر ودلت عليه , فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر قال ( سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يرجع في أحداهما إلى أهله , والأخرى يقال هلك في أي وادً سلك , قلت كيف نصنع إذا كان ذلك ؟ قال إن ادعى مدعً فاسألوه عن تلك العظائم التي يجب فيها مثله )
      إذن من هذه الرواية الشريفة يتبين لنا إن المعيار في معرفة كل داعي هو سؤاله عن العظائم وليس عن شئ آخر, فما هي العظائم ياترى ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب إن نتوصل لإجابته .
      والحقيقة لايمكن تعيين العظائم مالم نرجع إلى كتاب الله (عز وجل) وأحاديث النبي (ص) وروايات الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) والمعلوم إن كتاب الله (عز وجل) هو أعظم هذه العظائم فقد وصفه المولى تبارك وتعالى بالعظمة قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } . فكل ما يتعلق بالقرآن من إسرار وخفايا يكون عظيما حتما , إما لو عدنا إلى الأحاديث والروايات الشريفة نجد أنها ذكرت إن الرجعة من عظائم الأمور فمعرفتها تعني معرفة أمر من الأمور العظام فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن زرارة قال ( سالت أبا عبدا لله (ع) عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها , فقال إن هذا الذي تسالون عنه لم يجيء أوانه وقد قال الله (عز وجل) (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)
      وعن حمران قال (سالت أبا جعفر (ع) عن الأمور العظام من الرجعة وغيرها فقال: إن هذا الذي تسالون عنه لم يأتي أوانه قال الله : (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)
      فمن هاتين الروايتين الشريفتين يتبين لنا واضحاً إن الرجعة من عظائم الأمور ومن هاتين الروايتين أيضا يتأكد لنا إن التأويل من عظائم الأمور وذلك لان الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) عندما سئلا عن الرجعة في الروايتين ذكرا التأويل والواضح من كلامهما (عليهما السلام) إن الرجعة تكون على نحو التأويل وليس على النحو المتعارف والفهم والفكر التقليدي السائد , إما بالنسبة لأشباه الرجعة والتي هي أيضا من عظائم الأمور فهي خروج دابة الأرض ونزول عيسى بن مريم (عليهما السلام) وأمر الإمام المهدي وخروجه كل هذه الأمور من الأمور العظام والداعي لابد إن يكون عالماً بكل هذه العظائم بحيث لو سئل عنها أو ما يتعلق بها لأجاب , والواجب علينا كمكلفين منتظرين لأمر الإمام (مكن الله له في الأرض) إن نسال كل من يدعي انه نائب المهدي أو رسوله أو مبعوثه أو الداعي إلى نصرته عن هذه العظائم كما أمرنا أئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) .
      وهناك أمور أخرى عديدة لابد من توفرها في شخص الداعي لتكون أدلة على صدق دعواه منها مايلي :-

      1- (تأويل الرؤيا):

      إن هذا العلم من العلوم الالهية التي لايمكن الوصول إليها من خلال التحصيل والكسب والدراسة, بل انه لا يحصل إلا بمن الله وفضله واجتباءه على من يشاء من عباده, قال تعالى {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} , فقد نزلت هذه الآية في يوسف (ع) فقد علمه المولى تبارك وتعالى تأويل الرؤيا بعد إن اجتباه واختاره من هنا يتبين إن تأويل الرؤيا يكون بالاجتباء وليس بشئ آخر ولايمكن إن يكون الشخص عالما بتأويل الرؤيا مالم يكن من المحسنين , قال تعالى : {نبئنا بتأويله إنا نراك مِنَ الْمُحْسِنِينَ } , فمن هذه الآية الشريفة يتبين لنا واضحاً إن تأويل الرؤيا من صفات المحسنين ليس إلا .
      قال تعالى : {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }
      حيث يتضح من هذه الآية الشريفة إن شروط حصول الشخص على الحكم والعلم إن يكون من المحسنين والمولى تبارك وتعالى يؤكد إن جزاء الإحسان هو إتيان الحكم والعلم للمحسن وبناء على هذا فلا يمكن لشخص مهما كان إن يكون عالما بتأويل الرؤيا ما لم يكن من المحسنين , قال تعالى : {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
      وقال تعالى : {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } .
      ومن هاتين الآيتين يتأكد لنا إن يوسف (ع) من المحسنين وقد أتاه الله (عز وجل) تأويل الرؤيا فالنتيجة إن الشخص لايعلم تأويل الرؤيا ما لم يكن محسناً .
      ومع كل ما تقدم نستطيع القول إن الداعي إلى أمر الإمام المهدي (ع) يجزيه المولى تبارك وتعالى بأن يعلمه تأويل الرؤيا , فإذا خرج من يدعو إلى الحق والى نصرة الإمام المهدي (ع) ما علينا عندها إلا إن نقص عليه رؤيا أو نبعث له بها ونطلب منه تأويلها فإذا ما أولها ووقعت كما قال كان ذلك دليلا على انه من المحسنين وبالتالي فليس لنا إن نكذبه على اقل الاحتمالات .

      2 – (علمه بالتوسم) :

      أي إن الداعي إلى نصرة الإمام المهدي (ع) عالما بالتوسم ومعنى ذلك إن له القدرة على معرفة عدوه من وليه بالتوسم , كما انه يعرف الصالح من الطالح , والبر من الفاجر من خلال هذا العلم الذي هو من مختصات الأنبياء والأئمة الأطهار( عليهم السلام أجمعين ). فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن الباقر (ع) : (كأني انظر إلى القائم (ع) وأصحابه في نجف الكوفة كان على رؤوسهم الطير , فنيت ازو ادهم وخلقت ثيابهم متنكسين قسيهم قد اثر السجود بجاههم , ليوث بالنهار رهبان في الليل , كان قلوبهم زبر الحديد , يعطى الرجل منهم قوة أربعين رجلا ويعطيهم صاحبهم التوسم , لا يقتل احد منهم إلا كافر أو منافقا فقد وصفهم الله بالتوسم في كتابه : {إن في ذلك لآيات للمتوسمين } ) إذن فلا بد إن يكون الداعي الحقيقي للإمام المهدي (عليه السلام) عالما بالتوسم .

      3 – (علمه بالكتب السماوية) :
      من المعلوم إن اعلم الناس بعد رسول الله (ص) أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) , وقد ورد عنه انه قال : ( والله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم, وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم, وبين أهل الفرقان بفرقانهم, حتى يزهر كل إلى ربه ويقول إن عليا قضى فينا بقضائك )
      فمن هذه الرواية الشريفة يتبين لنا إن الأعلم يجب إن يكون اعلم ليس في الدين الإسلامي والقرآن بل يجب إن يكون اعلم من أهل التوراة والإنجيل بالتوراة والإنجيل هذا أولا.
      وثانيا لما كان اليماني داعيا إلى نصرة الإمام المهدي (ع) يأتي لكل المظلومين والمضطهدين من دون استثناء أي انه يأتي لكافة أهل الأديان , فلا بد إن يكون اليماني اعلم من غيره بالتوراة والإنجيل إضافة للقرآن وليس هناك من يكون اعلم منه غير الإمام المهدي (ع) . إذن فلابد إن يكون الداعي إلى نصرة الإمام المهدي (ع) اعلم من غيره بالقرآن والتوراة والإنجيل , وليس الأمر كما يعتقد البعض من إن الإمام المهدي (ع) يخرج التوراة والإنجيل الأصليين ويحاجج يهما فهذا غير صحيح لان اليهود والمسيحيين سوف يرفضون ذلك حتما لأنهم ينكرون كون التوراة والإنجيل محرفين إذن فمقتضى الحكمة إن المهدي يناظرهم في كتبهم الموجودة بين أيديهم اليوم وإلا كان النقاش عقيما ولحكمنا عليه بالمصادرة من أول الأمر .

      4 – (المواصفات الجسمانية) :

      فلا بد إن تتوفر المواصفات الجسمانية الواردة ذكرها في الأحاديث والروايات الشريفة والتي تنسب لليماني الموعود فيمن يدعي انه القائم بالدعوة للإمام (ع) وخاصة من يدعي انه اليماني الموعود .
      وقد سبق إن ذكرنا صفة اليماني فمن شاء فاليراجع فإذا ما ادعى شخصاً انه اليماني الموعود كان من اللازم علينا وقبل كل شيء إن نراه ونتعرف على صفته إن لم يكن يتسنى لنا رؤيته ومقارنة صفة المدعي مع ما جاء في الأحاديث والروايات المعصومية الشريفة فإذا توافقت الصفتين كان ذلك سبباً في تصديق الشخص أو على الأقل عدم تكذيبه .

      5 – (حسن الخلق) :
      اتصف الأنبياء والأوصياء (ع) والأولياء والصالحين بحسن الخلق والآيات التي تشير إلى ذلك كثيرة وخير الناس وأحسنهم خلقا هو رسول الله (ص) حتى نزل فيه قوله تعالى { وانك لعلى خلقا عظيم } يأتي من بعده أهل بيته الأطهار (ع) ولا بد إن يكون في كل داعي للحق حسن الخلق وصفات حميدة يمتاز بها عن غيره فيعرف بها بين الناس قبل دعوته ليكون حجة عليهم فقد كان رسول الله (ص) يعرف بين أهل مكة بالصادق الأمين وكذلك الأئمة الأطهار (ع) إذن فلابد إن يكون اليماني معروفا بين الناس بحسن الخلق والصفات الحميدة والعبرة في ذلك حتما تكون قبل الدعوة وليس بعدها , لأنه بعد اعلان دعوته سيتهم بالكذب والسحر والجنون وغيرها كما اتهم رسول الله (ص) بذلك , فبعد إن كان يسمى الصادق الأمين راح أهل مكة يسمونه بعد الدعوة (بالكذاب الأشر) قال تعالى : {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } .

      6 – (الدعوة للإمام المهدي) (ع) :

      فاليماني الموعود كما جاء ذكره في الروايات يدعو إلى الإمام المهدي (ع) فقد جاء في الرواية الواردة عن أبي جعفر الباقر (ع) انه قال وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو إلى صاحبكم ) فكما هو واضح من الرواية الشريفة إن اليماني يدعو للمهدي (ع) الذي عبر عنه الإمام الباقر (ع) بكلمة (صاحبكم) وهذه الصفة مهمة يجب توفرها في من يدعي انه اليماني خاصة إذا ما علمنا إن الكثير من الدعاة الكاذبين سيظهرون قبل قيام الإمام (ع) وان كل واحد منهم يقوم بالدعوة إلى نفسه فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن أي خديجة عن أبي عبدالله (ع) قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه ) وهذا هو المائز في الحقيقة بين الداعي الحقيقي وبين الدعاة الكاذبين فالمائز والفارق هو إن الأول يدعو للإمام (ع) بينما تكون دعوة الآخرين لأنفسهم وان ادعوا خلاف ذلك .

      7 – (الدعوة إلى الحق والطريق مستقيم):
      يمتاز اليماني بأنه يدعوا إلى الحق أي انه يدعوا إلى الكثير من الأمور الحقة في زمن كثر فيه الباطل كما إن اليماني يدعوا إلى طريق مستقيم واضح متصل بالإمام (ع) وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله .

      8 – (يكون اليماني مؤيداً بالرؤيا وشهادة غيره له) :

      فالظاهر إن المولى تبارك وتعالى يؤيد دعوة اليماني بالرؤيا كما كان من شأن الدعوات الإلهية , المقصود من ذلك إن البعض ممن يسمعون بتلك الدعوة يعطيهم الله (عز وجل) الرؤيا التي تدل على صدق تلك الدعوة وصدق الداعي بل لربما تكون بعض الرؤى صريحة في صحة الدعوة وصدق الداعي والله اعلم بحقيقة الحال .
      من فكرالسيدابوعبدالله الحسين القحطاني
      عن ابي الحسن الرضا –ع- انه قال –ان هذا سيفضي الى
      من يكون له الحمل) بحارالانوار وقال المجلسي لعل المعنى انه يحتاج
      الى ان يحمل لصغره –ويحتمل ان يكون بالخاء المحجمة –يعني يكون خامل الذكر))

      تعليق


      • #4
        نشكر الأخت هدى الاسلام على الاجابة ونشكر الاخ الناطق بالحق على السؤال
        بالتوفيق والسداد للجميع

        تعليق

        يعمل...
        X